القصة الخامسة - أطياف عابثة

4.7K 223 28
                                    


المقدمة

"قيل قديمًا لا تعبث مع الأرواح أو تستخف بها كي لا تسكن جسدك الفاني، وكل من تجاهل تلك المقولة أصابته لمسة من قواهم الخفية فاستشعر في لحظة جامحة لمحة من هيبتهم المهلكة.. إلا هم!"

-تناقلت الأساطير القديمة في الأزمــان الغابرة ما قيل بأن أطيافهم الهائمة قد علقت بالسماء، فأصبحت طاقتهم الروحية حبيسة العالم الحسي، ربما ستشعر في بعض الأحيان أنك مراقب من قبل أحدهم، وهذا الإحساس ليس نادرًا، بل هو ناتج عن دلائل عدة قد تكون ملموسة لك وقد تتجاهل أغلبها، لكن الأكيد أن من استخف بوجودهم حاز على انتقامهم و...

-ما بلاش الدخلة دي يا هندسة!

قطع استرساله المرتب صوت ذلك الطيف المزعج الذي بدا سمينًا من كثرة سحبه للهواء المحيط، فنظر له "لؤي" شزرًا وهو يرد بغيظ:

-في ايه يا معلم؟ مش لازم تبوظ يعني جو الساسبنس، ده أنا طلع عيني عشان أحفظ البؤين دول!

قهقه "شلبي" ضاحكًا بسخرية منه حتى برزت نواجذه الباهتة، ثم توقف ليلتقط أنفاسه حينما رأى الأدخنة المشتعلة غضبًا تنبعث من أذني رفيقه، فاعتذر منه مبررًا:

-خلاص ماتقفش، بس هو في حد في البلد دي بيخاف يا لؤي؟!

فرك رأسه فتناثر طيفه في الهواء قائلاً بامتعاض:

-الصراحة لأ، بس مش لازم تحبطني يعني!

تابع رفيقه مضيفًا بسخرية تحمل التهكم:

-يا بني ده اللي بيقع تحت ايدهم بيتحفل عليه، إن مكانش هيتعمل معاه السليمة!

أخفض نبرته مضيفًا بتحذير:

-أو الجلاشة!

تحسس لؤي مؤخرة عنقه الهوائي وهو يبتلع ريقه:

-على رأيك، ده أنا استويت، احبطني كمان عشان أتربى، وأعرف غلطي!

برزت عيناي شلبي حرفيًا من مقلتيه في الهواء قائلاً بابتسامة متشوقة:

-من عينيا الجوز!

قطع حديثهما المرح الطيف الثالث الذي ظهر فجأة من العدم صائحًا بتلهف:

-الحقوا!

التفت الاثنان ناحيته، فتساءل شلبي بتوجس طفيف:

-في ايه يا "كوستا"؟ ماترعبناش يا جدع!

رد عليه بعبوس أظهر تجعيدات عميقة في وجهه الباهت:

-جابر السمسار جــه ومعاه الساكن الجديد!

هتف لؤي بامتعاض رافعًا ذراعيه عاليًا:

قصص قصيرة منوعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن