اقتباس مقتطع ومعدل من رهان ربحه الأسد مشهد1

3.5K 163 7
                                    


مشهد أول

اشترى زجاجتين من المشروب الغازي ليشربها مع زوجته بعد أن وصلا إلى منزلهما، كانت نور مزعوجة من بقائها معه لكنها مضطرة لفعل ذلك ريثما تهدأ الأوضاع قليلاً وتحصل على الطلاق منه، اقترب زياد منها وهو يفتح زجاجتها فانطلق ما بها كالقذيفة في وجهها ليغرقها ويبلل ثيابها، صاحت مستنكرة فعلته الطائشة:

-ايه ده مش تفتح؟

رغم فجاجة أسلوبها معه إلا أنه رد بامتعاض حذر:

-وأنا إيش عرفني إنها هتفور كده

ردت بتجهم وهي تنثر يديها:

-طبيعي إنها تفور وانت عمال ترج فيها من الصبح

أسندها جانبًا قائلاً بهدوء ليخمد ثورتها المنفعلة قبل أن تتطور أكثر من ذلك:

-حصل خير

هتفت بتبرم وهي تدقق النظر في ثيابها المتسخة:

-وهيجي منين الخير، وأنا هدومي اتبهدلت؟

ابتسم زياد مازحًا:

-دلق البيبسي خير إن شاء الله، وبعدين مايبقاش قلبك اسود بقى

نفخت بصوت مسموع أمامه وهي ترمقه بنظراتها الحادة، أولته ظهرها لتتجه نحو حقيبة السفر وهي تقول:

-أنا هاخد شنطتي وأغير هدومي

اتسعت ابتسامته المتسلية متسائلاً بمرح:

-عاوزة مساعدة؟

أجابته باقتضاب:

-لأ

اعترض طريقها بجسده قائلاً بإصرار:

-ده أنا نيتي طيبة و...

أسبل عينيه نحوها ليحاصرها أكثر بنظراته الهائمة مكتفيًا بتلك الإشارات التي يرسلها من خلالهما، تراجعت خطوة للخلف متحاشية اقترابه الذي يوترها، ونظراته التي تخترقها مستشعرة تلك السخونة التي تداعب وجنتيها، شدد زياد من انتصاب كتفيه قائلاً بمرح:

-أنا أقصد أشيلك الشنطة، ليه دايمًا فهماني صح؟

ارتدت قناع الجدية على وجهها تخفي ارتباكها قائلة بجمود:

-المساعد ربنا ياخويا

استفزته كلمتها الأخيرة فتمتم مغتاظًا:

-أخوكي؟

أجابته نور بثقة لتقطع عليه حبال الود والوصال التي يطمح إليها:

-أه!

قبض على ذراعها مشددًا من إحكامه عليه، انتفضت من لمسته القوية، جذبها نحوه قائلاً بنبرة ذات مغزى أشعرتها بالخوف:

قصص قصيرة منوعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن