Part 16

304 25 0
                                    

ماريا:"هل يعقل انها حية؟ لكن كيم تعرفين ما حدث لوالدتي!"

كيم:"بالظبط اعرف، لكن مسحوقها يعمل هكذا."

رن هاتف ماريا و كانت مكالمة من والدها ظغطت على زر "اجب".

ماريا:"اهلاً ابي."

الأب:" عزيزتي علينا التحدث حالاً، اراكِ في البيت!"

اغلق الأب الهاتف و لم ينتظر أجابة من ماريا.

كيم:"ما الذي يريده والدك؟"

ماريا:"قال انه علينا التحدث فوراً."

كيم:"عليك الذهاب الآن؟"

ماريا:"على ما يبدو."

كيم:"نكمل لاحقاً؟"

ماريا:"بالتأكيد!"

وضعت هاتفها في حقيبتها و ذهبت.

وصلت للمنزل و سيارات الشرطة تملئ المكان مما جعلها تستغرب و تشعر بالقلق الشديدان، تقدمت لتدخل المنزل لكن أوقفها شرطي و سأل عن بطاقة هويتها، فأخرجت بطاقتها و ناولته فسمح لها بالدخول، دخلت الى الداخل لتجد والدها يتحدث مع بعض الضباط.

ماريا:" أبي ما الذي يحدث؟"

توقف الأب عن الحديث مع رجال الشرطة ليلتفت و يمشي بضع خطوات ليقترب إليها بينما اكمل رجال الشرطة عملهم، اخذ الأب نفساً عميقاً قبل ان يتحدث.

الأب:"هناك امرأة في الأربعين من عمرها تدعي انها والدتك، لكنها لا تحمل هويتها لتثبت ذلك، لذا قالت للشرطة ان يأتوا الى المنزل للبحث عن هويتها هنا و وصفت لهم البيت."

ماريا:"و هل رأيت انتَ هذه المرأة؟"

نظر الأب للأرض و قال.

الأب:" لا."

ماريا:" ابي كان عليك على الأقل ان تتأكد."

قالت ماريا و هي تنظر و تتفحص المنزل.

ماريا:" أين هي؟"

الأب:" في مركز الشرطة."

ماريا:"سأذهب و اتفقد الأمر هناك."

امسكها والدها بينما كانت هي تستعد للذهاب.

الأب:"أرجوكِ كوني حذرة."

ماريا:" الحذر جزءٌ مني، لا تقلق يا ابي."

خرجت ماريا و اخبرت احد رجال الشرطة ان يأخذها للمركز، أومئ الشرطي و ركب الإثنان السيارة و إتجها لمركز الشرطة.

دخلت المركز و اخبرها الشرطي اين تجلس المرأة، فشكرته و لكن قبل ذهابها دخلت الحمام و رأت شكلها بالمرآة ، و قالت لنفسها "أحذري و ركزي على شكلها، العينين! ركزي على عينيها انتِ  متمكنة من حفظ الوجوه و بالطبع لم تنسي وجه والدتكِ."عدلت قليلاً من شكلها و خرجت لتدخل على المرأة، لتقفز من على الكرسي لكن تحافظ على المسافة بينهما و تقول.

المرأة:" ماريا! عزيزتي!"

بدأت الدموع تنزل من عيني المرأة بكثافة، مما أزعج ماريا قليلاً لأنها لم تتمكن من التركيز في عينيها و الدموع تملئهما، فناولتها علبة المناديل لتمسح دموعها.

ماريا:"سبع سنوات و انا و ابي نصدق بوفاة امي، فتظهرين انتِ فجأة و تدعين انكِ والدتي؟! اي مجنونة انتِ؟"

المرأة:"ارجوكِ لا تقولي اني ادعي ذلك، اعرف انكِ و والدك صدقتما بوفاتي، لكن يا عزيزتي انا لم امت!"

نظرت ماريا في عينيها تحديداً و هي تركز بكل قوتها لتظهر ان هذه المرأة ليست والدتها، لكن عينيها تقولان العكس.

ماريا:"تريدين مني تصديقك؟"

المرأة:"هذا كل ما اريده."

ماريا:"هناك سرٌ واحد لا يعرفه أحد عني غير امي، فهل تخبريني ما هو؟"

المرأة:" عندما كنت بالسابعة  من عمرك، كنتِ تخرجين لتلعبين مع أبناء الجيران، لكنكِ كرهتِ اللعب مع الفتيات، فكنتِ دائما عندما تخرجين تلعبين مع الفتية، و ذات مرة صدقتِ انكِ فتى مثلهم، فدخلت للمنزل بعدما إنتهيتِ من اللعب و اخبرتني بأنكِ فتى و لستِ بفتاة، فنظرت لكِ بإستغراب و نزلت لمستواك وقلت كيف تعرفين ذلك؟ حينها قلتي لي انكِ قصصتِ شعرك و هذا ما يجعلك فتى.."

ماريا:" فغضبتِ لأنني قصصتُ شعري و عوقبت لمدة اسبوعين."

تعالت الضحكات بتلك الغرفة، فقامت ماريا و ضمت امها بعناق شديد دام لمدة طويلة.

ماريا:"لقد إشتقتُ لكِ كثيراً امي!"

الأم:"و أنا أشتقتُ لكم أكثر عزيزتي!"

كانت لدى ماريا الكثير من الأسئلة التي تشغل بالها لكن أجلت هذه الأسئلة لبعد لتستمع بهذه اللحظة.

وصلوا ماريا و والدتها الى المنزل بسيارة الأجرة فدفعت ماريا للسائق و ترجلت هي و الأم من السيارة، لم تبقى اي سيارة شرطة اما المنزل مما أشعر ماريا بشعور جيد لا تعلم السبب ورائه.

دخلت هي و والدتها للمنزل، فصرخت ماريا بفرح.

ماريا:"أبي تلك المرأة كانت أمي! لقد عادت و لديها الكثير لتخب.."

توقفت فجأة عن الحديث عندما رأت أمرأة تجلس بجانب والدها و تمسك بيده و كأنه سيهرب.

ماريا:"ما الذي يحدث هنا؟"



أسطورة ميدوسا (H.S)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن