الفصل الحادي عشر

37 8 0
                                    

أيّ كان ما ستفعله ستندم عليه، و إن لم تفعل شيئاً ستندم أكثر..
_

_____________

سُمعتْ الصرخة العالية التي أطلقتها والدة توماس السيدة سونيا في البيوت المجاورة ، فعرفوا أن زوجها يضربها مرة آخرى

رغم أن بعضهم فكّر وهلةً أن الوقت متأخرٌ جداً على أن يقوم زوجها بذلك، فقد تجاوزت الثانية صباحاً

لكنهم إستدركوا أن الأخير لا يتوانى ضربها لأي سبب تافه و أحياناً دون سبب

لا شك أن عدداً من الجيران الذين سمعوا صرختها تجاهلوا أن يتصلوا بالشرطة ، أو أحد جمعيات حقوق المرأة و الطفل

ففي كل مرة يفعل أحدهم ذلك ، تنكر سونيا الأمر على نحو كان يثير دهشتهم و غضبهم في ذات الوقت

لم يفهموا سبب تصرفاتها هذه أو يعرفوا الحقيقة وراء تسترها على رجل كهذا حتى و إن كان زوجها

لكن ما يجهله الجميع حتى توماس نفسه هو أنها تفعل هذا عن ماضي يلوح فوق رأسها كغراب عملاق شديد السوادّ

فزوجها ضابط الجمارك المتقاعد ، في وقت مبكر قبل الآن و عندما كان تشين طفلاً

بلغت زوجته عن ضربها ، لكنه و بعلاقته الواسعة ، التي خولته الإفلات من مسألات الشرطة

و العودة للمنزل، غير أنه عندما عاد لم يضربها تلك المرة

أكتفى بأخذ توماس منها لثمانية شهور دون أن تشتم له رائحة

و بعد أن كبر توماس أصبح يهددها أنه سيقوم بأخذه و قتله دون أن تجد لجثته سبيلا

إنتصبت قائمة توماس الآن في موقفه لحظة، كأنه شجرة نخيل فتية، رغم ما تراه فيه من صغر حجم إلا أنه يمتلك جسداً رياضياً نسبةً لصغر سنه

جميع خلاياه أُستُفزت للصرخة التي سمعها من أمه، فأسقط مافي يده من ملابس

وهّم بالركض ناحيتها بكل ما أُوتي من سرعة،

تكررت صرخة أُمِه في هيسترية وهي تحمي رأسها بذراعيها مما ينهال عليها زوجها من ضرب عشوائي،

فما كان من توماس إلا أن يقفز على ظهر والده شاتماً له، ثم غرس أظافره في فروة راس أبيه و يشد على شعره الأسود،

لم يحتاج الأخير الكثير من الجهد ليرمي به أرضاً جانب أمه

ثم يفك حزام بنطاله:

EVA || H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن