في الساعة الواحدة مساءًا بعد منتصف الليل ، كُنت مستلقيًا في غرفتي أنتظر الوقت المناسب لأجمع أغراضي وأخرج لمساعدة جيمين ، الغرفة يعمّها الهدوء ولا يكاد يسمع صوت أي شيء .بعد فترة خرجت من الغرفة ماشيًا على أطراف أصابعي ، كنت أحاول عدم إحداث أي ضجة ، فأنا أعلم تمامًا حدة سمع الآخرين ، وشدّة إتقانهم لمهارات التعقّب والإختباء .
مشيّت لمدة خمس دقائق تقريبًا وقلبي يخفق بشدّة ، كُنت متوترًا ، خائفًا ، مترقبًّا ، وأحاول الحفاظ على هدوئي لأجل جيمين ، لأجل إخراجه من هذا المكان القذر ، لأجل أن أجعله ينسى الذي مرّ به للأبد ، أجل .. كُنت نادمًا وضميري يؤنبني بشأن الذي فعلته به بدون أن أكن واعيًا .. عندما لم أكن جونغكوك .
كان الظلام حالكًا بين ممرات المختبر والجميع نيام .. أو هذا ما أعتقدت ، بعد كل ثانيتين من تقدمّي ألتفتُ في جميع الإتجاهات لأرى ما إذا كان هنالك أحد ما ، تقدّمت وتقدّمت حتى وصلت إلى الغرفة التي يتواجد فيها جيمين .
كالعادة .. الغرفة مقفلة برمز سرّي ويجب فتحه ببصمات الأشخاص المصرّح لهم بالدخول فقط ، لكن أنا .. كنت أحمل جينات الشخص المؤسس لهذا المكان ، لذلك كان يُسمح لي بدخول أي منشئة في هذا المختبر .
وضعت يديّ على الجهاز اللوحي المعلّق ، ظهر ضوء أخضر يشير بأن الدخول مسموح ، لم تكن المرة الأولى لي للدخول لذلك لم أكن مستغربًا ، لكن المفاجأة الكبرى أنه عندما دخلت .. لم يكن هنالك أحد .
التفت يمينًا ويسارًا بقلق ، المكان فارغ ..ونظيف ، خرجت من الغرفة والأفكار تملئ عقلي ، أين هو ؟ لماذا أخرجوه ؟ ، لكنّ النصيب الأكبر كان لـ هل هو بخير ؟ .
كُنت أجريّ عشوائيًا بالممرات الموحشة التي كانت تمثّل مخاوفي عندما كُنت صغيرًا .. ومازالت ، قلبي مازال يخفق بقوّة ورأسي يؤلمني بشدة ، كُنت أعرف أن تلك المشاعر التي أحملها تؤثر سلبًا عليّ ، لكنني لم أكن أستطيع مجاراة ذاتي المعتمة ، إنه فقط .. لم يكن أنا .
أخذتُ منعطفات عديدة حتى انتهى بي المطاف أمام ذلك المكان الذي لطالما كرهته ، أصلُ كل هذا الهراء الذي يحدث ، مختبر المؤسس ، مختبر والدي ، حيث تكمن العيّنة الأصلية التي جربوها عليّ ، والتي فشلت مع الأسف ، لتجعلني شخصين مختلفين تمامًا في جسد واحد .
تلك العيّنة ، لم أكن الشخص الوحيد التي أُجريت عليه ، لقد كان بارك جيمين الشخص البديل لي حينما أموت نتيجة للآثار الجانبية التي من الممكن أن تحدث ، لكنني بقيت حيّا ، بفضل والدتي ، أجبرت والدي بأن أذهب معها وأن لا أعود هنا ، مُسحت ذاكرتي .. وبدأت حياة جديدة كـ جيون جونغكوك .
فما كان من والديّ إلى أن يستخدم فأر التجارب المرميّ في أحد تلك الزنزانات المعتمة ، كان جيمين من أُسرة فاشلة ، والد مدمن للمسكرات ، والدة تقضي معظم وقتها في النوادي الليلية ، لقد كان حملًا كبيرًا عليهم لذلك رموه لأحد دور الأيتام في السابعة من عمره .
أنت تقرأ
in the middle of the sea - في مُنتصف البحر
Actionجيون جونغكوك شابٌ في العشرين من عمره ، هاوٍ للسفر وعاشقٌ له ، يسافر يومًا لأستراليا لقضاء عطلة الصيف هناك ، يحدث شيء لم يكن أبدًا ليتوقعه .