حالما أستيقظ ، يراودني شعور بالغثيان .. أتنفسّ بمشقة ، أفرك عينيَّ ، أطيل النظر إلى سقف الغرفة ، أنقلب على الطرف الآخر من الوسادة ، وأغمضّ عينيّ وأنام مجددًا ، تلك كانت حياتي لمدة أسبوع منذ عادت إليّ ذاكرتي .حين يُغلق باب الغرفة الواقعة بجانبي التي يسكنها هوسوك ، أعلم حينها أنها الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، أستيقظ وأغلق الباب خلفي بهدوء ، أمشي على أطراف أصابعي متجهًا نحو الغرفة التي يموت فيها ببطئ بارك جيمين .
لا أعلم لماذا أذهب إلى هناك ولكنني أذهب على أي حال ، لايوجد شئ ما أفعله ، كل ماكنت أُمر به قديمًا كان الإستلقاء على ذلك الكرسيّ الموحش ومحاولة إحتمال ألم عشرة إبرٍ تحقن في جميع أنحاء جسدي .
عندما كنت صغيرًا أتذكر حين ترعرعت بين كنفيّ والدي ووالدتي ، كانوا يحيطونني بأمان وحب لا مثيل له ، لكن ذلك انقلب رأسًا على عقب في يوم ما ، كنت ما أزال في الخامسة .
مازلت أتذكر كيف أخذني أبي معه في سيارته السوداء مدعيًا بأننا سنذهب إلى رحلة ، كنتُ سعيدًا جدًا لكوني سأسافر مع والدي للمرة الأولى ! ظننتني كبرت وأصحبت رجلًا .. حسنًا.. هذا ماكان يخبرني به سابقًا ، إذا أصبحتُ رجلًا سأستطيع السفر معه كأخي .
تلك الأفكار داهمتني ذلك الوقت ، حينها أحسست بشعور غريب يتسلل إلى دواخلي ، كنت أشعر بأن هنالك شيء ما خاطئ ، شيء ما ليس موضوع في مكانه الصحيح ، أحسست أنني أفقت من غيبوبة طال أمدها .
كنت مستلقيًا على فراشي حين بدأت أشعر بذلك الشعور ، أمسكت قلبيّ المتسارع في نبضه ، وكان أول ما خطر على بالي في تلك اللحظة ، ذلك الجسد النحيل المعلّق بيأس في تلك الغرفة .
فتح الباب بدون إستئذان ذلك الفتى القصير ، يونقي ..
" هل تريد الشرب معنا ؟ "
قال وهو يمعن النظر في تصرفاتي وكأنه لم يثق بي منذ البداية ، في تلك اللحظة عرفت مالذي يجب علي فعله ، مجاراتهم حتى أعرف منهم كل شيء ، وإنقاذ جيمين بدون أن يشعر أحد .
" بالطبع "
أجبته ببرود وأنا أحاول الحفاظ على ثباتي و تقمّص ذاتي الأخرى ، تطلّب الأمر عدة ثواني حتى أزاح يونقي نظره عن عيناي وأغلق الباب خلفه ، لم يكن مرتاحًا البتة .
نهضت من السرير وحافظت على جمود ملامحي وتأكدت من أن لا أرتكب أي خطأ يذكر ، فتحت الباب وتوجهت إلى طاولتهم التي يجلسون عليها دائمًا ، كنت هادئًا جدًا كعادة شخصيتي الأخرى ، أشرب النبيذ محاولًا عدم إظهار أي ردة فعل عن طعمه اللاذع ، أستمّع إلى أي كلمة يقولونها .
أنت تقرأ
in the middle of the sea - في مُنتصف البحر
Açãoجيون جونغكوك شابٌ في العشرين من عمره ، هاوٍ للسفر وعاشقٌ له ، يسافر يومًا لأستراليا لقضاء عطلة الصيف هناك ، يحدث شيء لم يكن أبدًا ليتوقعه .