أشعر أنني شخص آخر تمامًا ، أعني بعد أن عادت ذكرياتي وأصبحت أعلم مالذي يحدث من حولي ، آلام رأسي اختفت ، ..والذي كنت أشعر به في تلك اللحظة .. لا شيء .نظرت إلى تلك القيود التي تلتف حول يداي وقدماي ، لم أحاول حتى انتزاعها ، استلقيت ونظرت نحو السقف وأغلقت عيناي بهدوء ، مستسلمًا ...وفاقدًا للأمل .
بعد عدة دقائق
" هل استيقظت ؟ "
كسر ذلك الصوت حاجز الصمت الذي يعمّ أرجاء الغرفة ، اقترب منيّ وأزال شعري الذي التصق بجبيني بسبب الجو الحار ، ثم أخرج مفتاحًا من جيبه وفتح تلك الأقفال .
طويل القامة كما عهدته ، عريض المنكبين ، يرتدي بزته الرسميّة كعادته ، بعد أن أمعنت النظر فيه عرفت أن سوكجين الذي كان يقيّدني في صغري على ذلك السرير لم يتغير بتاتًا ، وكيف يتغيّر وهو خالِ المشاعر ، أشبه مايكون للآلة .
كان واقفًا بجانبي ومعه حقنة يحملها بين يديه مركزًا نظره نحوها ، مستلقي وعاجزٌ عن الحركة أنظر نحو السقف بشرود تام .
" سيكون والدك فخورًا بهذا كثيرًا "
تكلّم سوكجين بعد أن حقنني بتلك الحقنة وهو يجلس على طرف السرير ، مازلت أنظر نحو السقف وكأنني لا أسمعه بتاتًا .
" لوعلم أن تجربته ستنجح .. وعلى ابنه ، حتى ولو بعد هذه السنوات ، سيكون سعيدًا ولن يقدم على فعل ما فعله "
نهض من السرير وربّت على قدميّ ثم خرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه ، بعد ما خرج مباشرة نهضت بسرعة مزيلًا الأصفاد ، مازلت أرتدي زي المشفى وقدماي حافيتان وتنزفان دمًا ، لكنني لم أكن أشعر بالألم لذلك لم أهتم .
كنت أشعر أن هنالك شيء ما خاطئ يجري لكنني لم أعرف ماهو ، أو لم أكن فضوليًا لأعرف ماهو ، خرجت من تلك الغرفة البيضاء نحو ممر بذات اللون ، ويبدو أننا بمكان ما أكبر من الذي كنا فيه قبلًا .. مهلًا ! أنا أعرف هذا المكان تمام المعرفة .. قضيت نصف حياتي هنا ، تحت الأرض ، وبين جدران تمنع أي وسيلة لرؤية الحياة الخارجية .
مشيت بين تلك الأضواء الخافتة بخطوات ثابتة واستقامة متجهًا إلى اللامكان ، عندها شدنّي صوتُ صراخ قادم من مكان ما قريب منيّ ، اتجهت نحوه لأجد أنه يصدر من غرفة مقفلة ، لم أكن أسمع سوا صراخ شخص ما ويبدو أنه يتلقى عقابًا شديدًا .
أنت تقرأ
in the middle of the sea - في مُنتصف البحر
Acciónجيون جونغكوك شابٌ في العشرين من عمره ، هاوٍ للسفر وعاشقٌ له ، يسافر يومًا لأستراليا لقضاء عطلة الصيف هناك ، يحدث شيء لم يكن أبدًا ليتوقعه .