بين سماء الليل الداكنة والنجوم المتلألئة والنسيم العليل الذي يشعرك بالراحة كل ماهب على وجهك ، يجلس ثلاثة أشخاص....أنا وجيمين والصمت القاتل ، ومانزال محتضنين بعضنا البعض.بعد مدة طالت كثيرًا ابتعد الآخر ونطق أخيرًا مخرجًا عمّا بداخله ، كانت عيناه متورمتان وشعره الأسود مبعثر وهذا ما جعلني أتأمل تفاصيله لأطول مدة ممكنة.
شاب صوته قليلٌ من الحزن واليأس عندما بدأ بالتكلم " لقد كنت أعيش في بوسان مع والدتي إلى أن تم قبولي في مكتب التحقيقات بـ سول ، وبذلك تركت والدتي مع أخي الأصغر في بوسان " توقف قليلًا ومسح دموعه بكمّ سترته ثم أردف " بدأت العمل بكل جد وإجتهاد وقد أخذ مني معظم وقتي ، مثلًا لم يكن لديّ أي وقت للحظي بالمرح أو التسكع مع أصدقائي ، لقد كنت مدمنًا للعمل بشكل لايصدق ، لكن هذا تغيّر ، تغيّر جذريًا عندما رأيتها ، لقد كانت جميلة بشكل خيالي ، الموظفة المستجدة الخجولة جو سومين " .
اعتلت البسمة شفتاه وكأنه يتذكر وجهها في أول لقاء لهما ، ثم نظر إلى السماء وتنهد " لقد كنت مغرمًا بها من أول لحظة رأيتها ، كانت مخلصة لعملها وتقدسه بكل ما أوتيت من قوة ، لم أستطع التحدث إليها بسبب خجلي ، أنظر إليها من بين لحظة وأخرى لأراها تارة تضحك مع من بجانبها فابتسم معها بدون سبب ، وتارة تصب جميع إهتمامها نحو شاشة الحاسب أمامها كأنها تذكرني أن أنتبه لعملي الذي أهملته منذ قدومها " .
بدا سعيدًا جدًا وهو يتذكر تلك الذكريات الجميلة التي حظي بها مع فتاته وهذا ما جعلني أستمع لقصته بكل إنتباه ، واصل قائلًا " جمعت قوتي وشجاعتي وأنطلقت متجهًا إليها لأنطق بأول كلماتي لها ، خطوت خطوتين .. ثلاث .. عشرة خطوات ومازلت أبعد عن مكتبها عشرين خطوة للأمام تقريبًا ، مع كل خطوة أخطوها تصبح دقات قلبي أسرع وأسرع ، في النهاية إستدرت عائدًا لمقعدي مع قلب يكاد أن يسقط من مكانه ، لكن حينها .. سمعت صوتًا لم يخيّل لي قطّ انني سأسمعه ، صوت ملائكي ناعم جعلني أتصلب في مكاني " قهقه قليلًا وأكمل.
أنت تقرأ
in the middle of the sea - في مُنتصف البحر
Aksiجيون جونغكوك شابٌ في العشرين من عمره ، هاوٍ للسفر وعاشقٌ له ، يسافر يومًا لأستراليا لقضاء عطلة الصيف هناك ، يحدث شيء لم يكن أبدًا ليتوقعه .