الفصل الثامن عشر

1.6K 169 71
                                    

"لما تتعمد اهانتي؟"
قالت سلمي بخفوت بعدما نهضت من فوقه وهي تمرر يدها علي ثيابها التي أصبحت مبتلة بالكامل لينهض هو الآخر يخرج الي الغرفة متجاهلا إياها.

"قل لي ماذا فعلت لأستحق هذه المعاملة ؟"
قالت بإنكسار وهي تقف خلفه بينما يحضر ثياب أخري جافة من حقيبته التي لم يفرغ محتواها حتي الآن. لكنه للمرة الثانية سار تجاه الحمام متجاهلا إياها لتقبض علي يده بقوة.

"أتركي يدي ماذا ان رآنا أحد الآن ؟"
قال وهو يصر علي اسنانه بدون أن ينظر إليها .
"ليروا ما يريدون انا لن اترككم تذهب بدون أن تخبرني لما تعاملني هكذا؟"
قالت ليلتفت وهو يرمقها ببرود ..

"لما تدعي البراءة ؟
هل كان ممتعا لك كسر قلبي ؟! هل انت سعيدة بذلك؟ .
تأتي الآن لتريني جانبك اللطيف وتتشبثي بي .
لماذا ؟ هل ظننتي انني سأصبح لعبة بين يديكِ بسبب حبي لك ."
قال بصراخ لتنصدم وهي تحاول كبح دموعها .

"لما لا تجيبي ؟
بالطبع لا توجد لديك إجابة لان هذه هي حقيقتك."
قال ثم سار مبتعدا عنها مرة أخري ليوقفه صوتها من خلفه ..
"اجل هذه هي حقيقتي ..
عملي هو الاحتيال علي الآخرين ،تقريباً انا لا اجيد شئ سواه لكن عادة نحتال ونسلك كل الطرق الممكنة كي نخفي ما نشعر به حقا"
قالت ببكاء ثم هرولت لخارج الغرفة وهي تصفع الباب خلفها ليغمض عيناه وهو يأخذ شهيقا طويلاً.

من الممكن أن تحطم  كلماتك قلب شخص ما بدون قصد ،لكنك لا تعلم مدي الألم الذي وضعته به،مدي الحزن الذي تغلغل الي قلبه ، كيف كان عاجزا ومنهزماً ..
كيف كان يريدك بكل انعدام صبر.
***
كان اليوم التالي يوماً عاصفاً ،يسوده الطقس السيء ،محمل بالرياح والمطر ،وسماء متخمة بالسحب الرمادية الكثيفة ،وكان هناك هدوء غير معتاد بالقصر ..

بينما تمد الفتاة الصغيرة يدها لخارج النافذة وهي تلعب بقطع الثلج المتساقط وتمسك بها كان الآخر يجلس علي السرير بشرود هو يعلم أنهم بورطة الآن ومتأكد بأنه تم كشف أمرهم لكن السؤال الذي دار بذهنه لم الجو هادئ للغاية ؟

"انظر سيد عفريت انها باردة ."
قالت وهي تكوب وجهه بين يديها الصغيرتين ليجفل من برودتهما ويبعدها مسرعا ليجدها تضحك بإتساع لكنه لم يستطع مبادلتها .
"لما انت حزين هكذا ؟"
قالت وهي تجلس بجواره .

"دراكولا ..
افكر في كيفية التخلص منه ."
قال وهو مازال ينظر أمامه بشرود .
"هذا صعب للغاية فهذا الرجل مخيف وانت لطيف للغاية من الممكن أن يبتلعك."
قالت لتشق وجهه ابتسامة صغيره بسبب ظرافتها.

"هل تعلم ؟
انا اشتقت لأمي كثيرا ،اعلم انها هي الشخص الوحيد الذي يعاني الآن انا ابي فبالتأكيد يهتم بأمر الأمراء الصغار للملكة."
قالت بحزن ليلتفت ليجلس في المقابل لها ويجعلها تقوم بالمثل .

"إن آباكي يحبك كثيرا ،لن تصدقي بما ضحي لكي تكوني بخير لقد وضع نفسه بمأذق كبير .لذا لا تشعري بالكره تجاهه ."
قال و هو يمسح علي رأسها بلطف لتومئ وهي تضع ابتسامة صغيرة علي وجهها كادت أن تتحدث لكن قاطعها دخول يانو المفاجئ الغرفة لتزفر بغضب ..

"انت كبير للغاية وضخم أيضاً وعلي الرغم من ذلك لم تتعلم طرق الباب قبل دخول غرفة أحدهم .
ماذا اذا كنت أتحدث انا والسيد عفريت بأشياء خاصة لا يحق لك التدخل هكذا ،هذا ليس أمر لائق علي الإطلاق..صحيح انا صغيرة بالسن وحجمي ضئيل للغاية مقارنة بك لكن لدي لسان وانا استطيع ان تجعلك تتعلم .."
قاطع حديثها الطويل مسدس يانو الذي وضع علي رأسها لتبتلع ببطئ.

"هل لسانك قادر علي إطلاق الرصاص كهذا ؟"
سألها وهو يشير علي المسدس لتهز رأسها بالنفي وتهرع الي احتضان إدوارد الذي حاوطها بذراعيه.

"ماذا تريد يانو ؟"
سأل إدوارد بقلة صبر وملامح غاضبة ..
"إن الرئيس يريدك بالأسفل بغضون دقائق وأحضر هذا الشئ المزعج معك ."
قال وهو يشير علي الفتاة ثم خرج صافعا الباب من خلفه .
"لا اريد الذهاب."
قالت بأعين دامعة ليربت إدوارد علي كتفيها.

***
بينما كان إدوارد علي وشك أن يذهب إلي الأسفل لمقابله الرئيس التقي بها وهي تستعد للنزول معه ووجد من خلفها هشام وباقي من معهم ليعقد حاجبيه بتعجب.
"ماذا هناك؟"
سألت سارة لتنظر خلفها وتجدهم ايضا.
"لقد استدعنا إليه ."
أردف هشام ليستمع الجميع الي صوت يانو يأمرهم بالإسراع ..

هبط الجميع الي الأسفل ليجدوا الكثير من الصناديق الممتلئة بكافة أنواع الأسلحة والطلقات النارية .
بينما الجميع يساعد في ترتيبهم ووضعهم بحرص داخل تلك الصناديق الخاصة بهم لينظر الجميع الي بعضهم بتعجب .
"مرحباً بكم جميعاً."
قال الرئيس من خلفهم وهو يحمل بيده كأس من المشروب.

"ما هذا ؟
اليوم ليس ميعاد تسليم الشحنة."
قالت سارة بتساؤل .
"اعلم .لكن الانتربول مازال يبحث عنا لذا قمنا بتقديم ميعاد الشحنة قليلا لأننا يجب أن نغادر البلاد غدا ."
قال وهو يجلس واضعا قدما فوق الأخري .

"هكذا نحن لن نستطع نقل الشحنة فنحن ملتزمين بخطة معينة وميعاد معين "
قال هشام بنبرة غاضبة .

"لقد تغيرت الخطة والميعاد ومكان التسليم أيضاً وما عليكم الا تنفيذ الأوامر ."
قال بنبره الأمر لينظر له إدوارد بشك وهو يعلم ما علي وشك أن يفعله ..

"الي اين سنأخذها؟"
اردفت سارة بقلة حيلة وقد علمت أن هناك شئ خاطئ فمنذ الليلة التي دعاها إليه وهي تشك بأمره .

"باكستان"
قال لتتوسع أعين الجميع .
******
"آسفة علي التأخير لكن كان بسبب الدراسة وان شاء الله نرجع زي الاول واحسن .

وحشتوني جدا ويارب الفصل يعجبكم ❤



اتش H.S |           (Competed)|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن