الفصل السادس والعشرون..

1.1K 118 26
                                    

جحظت تلك الأعين السوداء الصغيرة عندما تدحرجت العين الزرقاء التي عهدت أن تري منها كل نظرات الحب والمودة لتقبع أمام نظرها ويصدح بالأرجاء صوت ضحكات شيطانية ممزوجة بصراخ ذلك الاب المكبل بأسلاك من الفولاذ يطلب الرحمة به وبزوجته التي امتلأ البيت بصراخها وهو يعلم تمام العلم ماذا يحدث لها الآن ، وعلي الرغم ما به من الآلام كان يحاول النهوض وانتقاذ زوجته من براثن تفتك بجسدها ..

وما وجدت تلك الأعين الصغيرة سبيلا لها سوي البكاء وهي تشاهد ما يحدث الآن لكن كلمات الاب المحذرة ويده التي تتحرك بين الدقيقة والاخري ترسل إشارات بعدم التحرك جعلتها تقبع بمكانها تراقب بصمت ما يحدث...
- ماذا فعلت أنا ؟
قال الاب بصوت مملوء بالآلام ووجه أصبح مغطي بالدماء تتسرب من تلك الحفرة التي صنعوها بوجهه ليسير شخصاً ما لم تستطع تلك الأعين المراقبة أن تري منه سوي يده وذاك الخاتم الضخم الذي يقبع بسبابته ..
- لم تفعل شيئاً سوي انك تخيلت.
قال الرجل بصوته الاجش وهي ينحني ليصل الي وجه ذلك الاب الذي أصبح ينظر له بعينه المتبقية وهنا استطاعت تلك الأعين رؤيته ..

كاد الاب أن يتحدث لولا الباب الذي صفع بقوة وهوي جسد زوجته امام قدمه بأعين جاحظة وقلب متوقف وثياب ممزقة ودماء منتشرة علي جسدها وهناك من وضع يده علي فمه يكتم صرخاته .
- يا أولاد الك**ب.
صاح بغضب حتي كادت اوتاره أن تتقطع وأخذ يتحرك بعشوائية لكن لا حيلة له أمام تلك الاسلاك الفولاذية سوي تقطع ما تبقي من جسده لذلك وقع بالكرسي المقيد عليه بجوار جسد زوجته وأصبح يزحف حتي وصل إليها ..
عيناها السوداء التي لطالما تغزل بها لا تنظر إليه فقط تتطلع ببرود الي سقف الغرفة اخذ يصيح بها كالمجنون حتي خارت قواه وهنا قال بصوت ضعيف :
- اخبرتك حينما اتحدث معك لا تتجاهليني ،ولكن ها انت ذا تتعمدين اغضابي ...

دخل شخص اسود اللون وهو يحمل بيده بعض الأوراق وسلمها الي ذلك الشخص ليتفحصها ببرود وسط نظرات ذئابه الباردة وانين هذا الأب المسكين ليردف:
- هذه هي جميع المسودات التي كان يعمل عليها .

مرر الرجل تلك الأوراق مرة أخرى الي أحد رجاله ليضعها الآخر بحقيبة ما ثم هم للخروج يتبعه معاونيه ..
كادت تلك الأعين أن تخرج من مخبأها لتري ما تبقي من والدها حتي عاد الرجل مرة أخري وهنا دوت طلقة مرعبه ساد الصمت بعدها طويلاً وتجمدت الدموع بمحجر تلك العينين.

**********
- هل تعلمين عواقب ما فعلتي؟
صاح الرئيس جاك عبر الهاتف وسط صمت الجميع فقد اخذت الرياح تصريحها وحلقت به الي جميع أنحاء العالم .
- ما فعلته هو ما يستطيع أي بائع متجول لم يحظي علي درجة تعليم توقعه .
نحن بحوزتنا ما يقارب الخمسون قضية من ضمنها قضايا انتحار حقيقة تتحدث عن اتش .
اتش ما هو إلا قناع لكل قاتل أو تاجر مخدرات أو شخص زهد الحياة ..
من الممكن أن تكون انت هو اتش أيضاً ..
صاح سارة بغضب هي الأخري لتتوسع الأعين من حولها فكيف لها أن تخاطب رئيسها بهذا الشكل ..

اتش H.S |           (Competed)|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن