Part1

311 11 0
                                    

كانت قد تخربت تسريحة شعرها  وتعرق ذاك الجبين الأبيض كأن الماء تسيل عليه أما تلك العيون العسلية الساحرة فكانت قد أمتلأت بالدموع ،كادت يداها الصغيرتان الناعمتان تنزف من شدة طرقها على تلك القضبان الحديدية وصوتها العالي الذي عبأ السجن كله يتعالي بغضب ممزوج بالحزن:

كانت تصرخ:أخرجونيييييييييي أخرجوني أيها الحمقى فلم يولد بعد من يسجن نورا أسعد أخرجوني فأنتم لاتعرفون من أنا سأريكم سأريك أيها الوقح الغبي سأريكم جميعاً

تقدم الشرطي بخطواتٍ واثقة وكان يمسك كوباً من القهوة بيده ليقف أمام زنزانتها مع جسده الضخم الممتلأ بالعضلات ثم أردف

_ماذا هناك لماذا تصرخين ؟؟

أردفت نورا بغضبٍ محذرة وهي ترفع ذاك الأصبع الصغير في وجهه :

أخرجوني من هنا على الفور  وإلا...........

_إلا ماذا (قالها الشرطي ببرودة أعصاب)

_وإلا ستندمون 

_أجلسي أجلسي لاتدعينني أستخدم معك القوة

أدار الشرطي ظهره ليترك نورا بين تلك الأحزان وعادت للصراخ بأنفعال وغضب شديدين:
_أنتم حمقا جميعكم حمقا

مضى الوقت لتستسلم نورا وتكف عن الصراخ وتجلس على أرضية السجن مسندةً ظهرها على جداره 

*آه يالله لماذا تفعل كل هذا بي ماذا فعلت لأستحقه هل لأنني دافعت عن نفسي ولم أسمح لمستبدين بأن يسلبا حقي مني يارب أرجوك ساعدني فليس لي من هذه الدنيا سواك*

وفي هذه اللحظات وبينما كانت نورا تناجي ربها مترجيةً منه المساعدة والصفح عنها أتى ذاك الشرطي ليفتح باب السجن ويخرجها

تنهدت نورا تنهيدة طويلة لتتكلم بعدها:

_حمداً لله الذي صحى عقولكم المتحجرة هذه وأخرجتموني

أردف الشرطي ببرود جامد وهو يمسك بكتفها ويسحبها بين الممرات :

_إذا لم تصمتي سأعيدك للسجن

قطبت نورا حاجبيها بغضب دون أن تعلق على كلامه

وصلا إلى غرفة مدير المخفر دخلا من الباب لتصدم نورا برؤية جدها الذي كان حاضراً ..أشاحت بوجهها عنه أما هو فأكتف بالنظر إليها قبل أن يحدث المدير دون أن يرفع عينيه عن نورا قائلاً :

شكراً لك ياحضرة المفوض أمل ألا نكون قد أزعجناك

_لا داعي للشكر يكفيني هذه المرة أن توفي بوعدك ولا نرى السيدة هنا بعد الآن فهي المرة الألف التي تأتي بها إلى هنا

أردف العجوز وهو يصافح يده قائلاً بعتاب:

_أتمنى ياحضرة المفوض أنك لن تراها مرة أخرى هنا

حبيبي حارسي السريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن