part9

31 2 0
                                    

اجتمع الجميع على طاولة اافطار التي تنوعت بأشها وأروع المأكولات أعدتها الام خصيصاً من أجلهما

كان قيس يأكل بشراهة لاتوصف بينما نورا تنظر له ثم تنظر إلى طبقها الشبه فارغ لترتسم علامات الدهشة على وجهها ثم تردف بأستهزاء:
_تمهل لن يهرب الطعام منك
يجاوبها ومايزال الطعام في فمه:
_أنت لاتعرفين امي...فهي لاتصنع هذا الطعام إلا في الاعياد
تضحك الام ضحكة خفيفة قبل ان تضرب ولدها بخفة على يده ثم تردف مازحة:
_كاذب فأنا لا احرمك من شيء
_لاتحرمينني الا من طعامٍ كهذا
_هيا هيا تناول طعامك قبل ان .......
يقاطعها قيس مازحاً:
_لا..لا ارجوك ياحنونتي لاتهددي افعل ماتريدين
تبتسم نورا وهي تشاهدهما تسود لحظات تقاطعها الام :
_ايييييه مالقبك يا نورا؟
_لقبي.....اسعد..نورا اسعد
_اه إذا تعرفين محمود اسعد
_نعم انه جدي لكن...لكن من اين تعرفينه
_هل يعقل هل هناك من لايعرفه كذلك ابني يعمل عنده
_اممم صحيح
_اييي كم هذا الرجل رجل خير لقد دفع لابني جميع مصاريف الجامعة وجعله يكمل
يعبس قيس عندما تقول امه هذه الكلمات ثم يردف غاضباً:
_امي كفى
تنظر الام له بطرف عينها ثم تعاود النظر إلى نورا لتكمل حديثها غير مكترثة بكلام ابنها :
_وليس هذا فقط بل هو يعطي ابني راتباً عالياً يكفين......
ينهض قيس بغضب قبل ان يضرب الطاولة بكفه ضربةً قوية ثم يصرخ بشدة:
_امي لقد قلت لكِ كفى ...كفى
يدير ظهره ليخرج من البيت غاضباً يضرب خلفه الباب بقوة
تجلس الام وعلامات الدهشة ماتزال مرسومة على وجهها بشكلٍ واضح وماهي ثوانٍ حتى تحولت إلى دموعٍ غزبرة .
تنظر نورا بأسى ثم تقترب منها لتقف امامها فتركع على ركبتيها ،تمد يدها لتمسك يد المرأة المسكينة بينما تمد اليد الاخرى لتمسح دموعها المنهمرة وتواسيها بلطف:
_لاتحزني ياخالة فهذه لحظة غضب تمر بعد قليل وها انا اقول لكِ سيأتي مساءً معتذراً طالبا العفو منك.
_أحقاً ياصغيرتي
_نعم واعدك اذا لم يعتذر بإرادته سأجعله يعتذر مرغماً
ترفع الام يها لتمسح  رأس نورا بحنان ثم ترفع يديها داعيةً ربها:
_اذهبي يا ابنتي ربي يحميك من كل شر ويوفقك بحياتك ويحقق رغباتك
_شكراً لك ياخالة ارجوك اكثري من هذه الدعوات لعلي انجح في حياتي ....ها ولا تنسي قيس ايضاً في دعواتك فهو شاب طيب يستحق كل الخير
_الله يحفظك انت وقيس
تنظر نورا إلى ساعتها ثم تنهض بسرعة متجهةً نحو الباب وهي تقول:
_هيا لقد تأخرت سأخرج
_مع السلامة يا ابنتي اعتني بنفسك
_حسناً
—————
دخلت نورا إلى القاعة وهي تجول نظرها في جميع ارجائها كانت تبحث عن  قيس الذي خرج غاضباً دون معرفة الى اين ومع من ذهب لم تجده وحتى لوكان موجوداً لن تستطيع ايجاده بسبب تزاحم الطلاب الذي كان سببه مجهولاً جلست في كالعادة في ركنٍ شبه خالي من الطلاب رغم انه لم يكن خالياً بشكل كافي الا انها تدبرت الامر عاودت النظر مرة اخرى قبل دخول الدكتور لكن دون جدوى  تنهدت بعمق قبل ان تمسك هاتفها وترسل له رسالة:
_اين انت؟!
انتظرت مايقارب العشر دقائق عندها وصلتها رسالة:
_ماذا تريدين؟!
_علينا ان نتحدث
_ليس هناك مانتحدث حوله
_انت حارسي مجبر على ان تبقى بجانبي تعال انا انتظرك
_حسناً دعيني اهدء قليلا ثم اتي
_اتفقنا
انتهت المحاضرة وقفت نورا على باب القاعة منتظرةً قيس واول ما رأته سحبته من يده ثم اردفت بأنزعاج:
_هل تحتاج كل هذا الوقت من اجل ان تهدأ
_نعم واكثر ايضاً
_لماذا انت غاضب مني انا لم افعل معك شيء
_لست غاضباً لكنني خجل منك
_لماذا ومالذي يدعي الخجل
_كي لاتظنين السوء بي فأنا لست اعمل عند جدك من اجل الجامعة او المال الكثير فقط لادبر لقمة العيش لا اكثر
_اعلم ومالمخجل في هذا انه حقك وحتى انه قليل عليك رجل يعرض نفسه للخطر كل يوم يستحق اكثر من هذا
_أحقاً هذا ماتقولين هل هذا يعني انك لست غاضبة مني
_لا غاضبة لكن ليس لهذا السبب التافه بل لانك احزنت امك
_احزنتها أليس كذلك
_اههههم لقد وعدتها باعتذار منك هذا المساء
_طبعاً اساسا كنت سأعتذر حتى لولم تقولي
_هذا هو قيس الذي اعرفه هيا الن تدعوني إلى كوب قهوة
_اوووووه حسناً تفضيلي ياحلوة
يمشي الاثنان متجهين الى المقهى ....
——————

كانا يحتسيان القهوة في أحد طاولات المقهى وهما يتبادلان الحديث :

_ايه يا أنسة نورا  تكلمي عنك قليلاً

_ماذا سأتكلم ؟!

_لا أعرف اي شيء

_ولماذا تريدني اتحدث عن نفسي؟

_ربما لأنك اصبحت تعرفين كل شيء عني وانا لا 

_وماذا يعني ؟....صراحةًَ لا أحب أن اتحدث عن حياتي الشخصية هل هذا ممكن 

_لا ليس ممكناً ...اخبريني ألاتثقين بي

_لاأعرف لم أثق بك بعد

تظهر ملامح المفاجأة على وجه قيس قبل أن يردف بأستغراب:

_بعد كل ماحصل معنا ألا تثقين بي 

_لم أقل لم أثق قلت لا أعرف

نهض قيس بقوة ثم أردف غاضباً:

_إذاً عندما تعرفين قولي لي

يخرج قيس غاضباً من المقهى تتنهد نورا بعمق ثم تضرب كفها برأسها ثم تقول:

_اووووه نورا الحمقاء ماذا فعلت

تحمل حقيبتها وتركض مسرعةً إليه وهي تراه من بعيد تركض بسرعة .......طاخخخخخخخخخخخخخ...

تصدمها إحدى فتياة الجامعة وتسكب القهوة على ملابسها الانيقة 

تهرع الفتاة لمسح بقايا القهوة بنديل نظيف وهي تردد عبارات الاعتذار تتأفف نورا وتسارع إلى أبعاد الفتاة عنها لكي تلحق قيس ولكن كانت المفاجأ رؤيتها لذاك المشهد القاسي.....

إنهم يضربونه يضربونه بقوة وذاك الشاب القوي كانت قد ضعفت قواه ولم يستطع مجابهة هذا العدد من الرجال الضخام فما كانت حيلته إلا أنه سقط مغشياً عليه ...أمسكه أحد الرجال من ياقته وبدأ بسحبه إلى أن أوصله إلى سيارة سوداء بشكلٍ تام وأدخله فيها وركب عاد إلى أحد الرجال الذين كانو مايزالون واقفين مكانهم وبدأ يحادثه بصوتٍ خافت 

فهمت نورا أن هذا الحديث كان يستهدفها وكانو يريدون إمساكها 

عادت نورا خطواتها لتصتطدم بالفتاة نفسها تحاول ابعادها بسرعة والفتاة مستغربة من فعل نورا أدارت نورا ظهرها وبدأت بالركض مبتعدة عندها لاحظها أحد الرجال وصرخ بقوة :

_الفتااااة هناك

بدأ رجلان بالركض خلفها ونورا المسكينة بدأت بالبكاء وهي تركض بسرعة لم تركضها من قبل .....

إنهم يقتربون يقتربون شيئاً  فشيئاً ...لقد تربطت أيديها لا تعرف ماذا تفعل...ماذا يريدون منها هؤلاء الأوباش لماذا يحاولون خطفها أكثر من مرة ماذا يريون منها أو ماذا يريدون من جدها ماذا فعل لهم ماذا .....آآهٍ ياجدي آآآآآآآآآآآه

وبينما كل تلك الافكار تراودها وهي مازالت بالسرعة نفسها تحاول عدم الأمساك بها وقفت سيارة فان سوداء فُتح بابها وسحبت نورا للداخل...........

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفاعلو بليز 

حبيبي حارسي السريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن