Part16

29 3 0
                                    

_مرحباً ياسيدة ملك
_اهلاً بك ياجار واهلاً بالقطة الصغيرة
_هل يمكنني أن استأمنك نورا لبضع ساعات
_سامحك الله ياسيد مازن وكيف لا أقبل بالجميلة نورا أن تكون ضيفتي
_سأتي غداً صباحاً لاصطحبها
_حسناً
تهم إلى اخذها من بين يدي والدها ثم أردف وهو يداعب خديها :
_لا تكوني مشاغبة واسمعي كلام الخالة
_حسناً
لكن قبل أن يدير مازن ظهره تقول نورا فجأة:
_بابا ...لا تتأخرا علي
_كما تريدين يا أميرة
_هل تعدني
_أعدك ...هيا الآن إلى اللقاء يا جميلة
يتجه مازن مبتعداً بينما تغلق الجارة الباب وتدخل
يحل الصباح ويقرع الباب تركض نورا نحو الباب وهي تصرخ بفرح:
_أبيييييي
لكن وللأسف لم يكن ابيها بل هو رجل في الثلاثينيات من عمره يلبس زي ساعي بريد ينحني الرجل إلى نورا وهو يردف:
_مرحباً ياصغيرة ألا يوجد من هناك اكبر منك لأحادثه
تأتي السيدة ملك ثم تردف:
_تفضل
_هناك بريد للسيد اسماعيل
_حسناً أعطيني اياها وانا اوصلها له
_تمام تفضلي....ووقعي لي هنا
تمسك ملك القلم لتوقع ثم تمسك بيد نورا وتدخل... -مضى الوقت وكاد الليل يوشك على الحلول كان اسماعيل يشاهد التلفاز وملك في المطبخ تطبخ واولادهما يلعبون في ردهة البيت أما نورا المسكية فكانت تضع كفها على خدها وتجلس امام النافذة منتظرةً ابيها وامها وفي تلك اللحظة وبينما اسماعيل يقلب بين القنوات ظهر مايلي :
خبر عاجل :حادث رهيب صباح اليوم..قطار ينقلب بسبب جنوحه عن السكة الحديدية...مما أدى إلى موت أربع ركاب وإصابة ثلاث عشر شخصاً ثلاث منهم بحالة خطرة وعشرة بجروح طفيفة نعرض لكم بعد قليل صوراً للجرحى والمتوفاين
ينهض اسماعيل فجأة وهو يقرأ الخبر ثم صرخ:
_يا ملك تعالي وانظري تعالي بسرعة
تأتي راكضةً وهي تسأل :
_ماذا هناك؟ماذا يوجد؟!
تنظر إلى التلفاز وسرعان ما تبدأ بلطم خديها :
_ياالهي أليس هذا السيد مازن مابه ماذا حل به
تضيق عيناها وتبدأ بالقراءة:
نعرض إليكم الآن صور المتوفيين في الحادث .....آه ياالله ماذا يحدث أليس حراماً على هذه الصغيرة ان تربى يتيمة
_اسمعي اسمعي لنرى إن كانت زوجته معه او لا
(أما الآن مشاهدينا نحاول أن ندخل إلى المستشفى لكن كما ترون لم يسمح لنا ابقوا معنا لعلنا نستطيع الدخول بعد قليل)
يردف اسماعيل :سأنهض واذهب للمشفى لعلي استطيع ان أجدها اما انت ابقي هنا مع الأولاد وانتبهي من ان تخبري نورا بشيء وانتظري لعل السيدة سناء قد نجت وأتت إلى هنا
_حسناً انتبه على نفسك
يخرج السيد اسماعيل راكضاً يستقل التاكسي وينطلق...
وفي نفس اللحظة كانت نورا تركض مرتمية إلى حضن ملك التي كانت تبكي بشدة ،تمسح ملك على شعرها ثم تردف :
_مابك ياحبيبتي؟!
_اشتقت لأبي وأمي أين هما ؟لم يأتيا حتى الآن لقد وعدني ابي انهما لن يتأخرا
تعانقها ملك بأسى ثم تقول مواسيةً:
_سيأتيان لاتقلقي
-----
وصل اسماعيل إلى المشفى ليدخل راكضاً يحاول رجال الآمن منعه لكنه يخبرهم ان قريبته كانت بالقطار فيسمحو له وهو يركض بين ممرات المشفى ويسأل الأطباء والممرضين عن مكانها دله أحد الممرضين على مكان غرفتها دخل بسرعة ليجد عدد من الأطباء متجمعين فوق رأسها يحاولون جاهدين انقاذها ....
بعد فترة وبينما الجميع في نفس الحالة ألتفت إليه أحد الأطباء ثم أردف:
_ هل أنت قريبها؟!
_يعتبر كذلك
_نحن اسفون لقد فعلنا مانستطيع لم يتبق لها الكثير من الوقت فلتودعها إذا أردت
ينظر اسماعيل للطبيب ثم يهز رأسه والدمعة في طرف عينه ثم اقترب منها بعد أن ابتعد عنها الأطباء مستائين وجلس بجانبها نظرت إليه بصعوبة ثم حاولت أخذ نفس بضيق ثم تمتمت بكلامات متقطعة:
_نورا...نورا .........انها امانة لديك..أ..أرجوك لاتعطيها لأحد ...وخ...خاصة ج..جده...........
فتحت فمها فجأة لتسلم انفاسها الأخيرة لمالكها وها قد راحت روحها الطاهرة بسلام
نزلت دموعه رغماً عنه ثم أردف بصوتٍ مرتجف :
_لا أرجوك استيقظي لا استطيع كيف سأخبر تلك الصغيرة مازالت صغيرة جداً لتتحمل كل هذا هيا انهضي
تقدم الطبيب ووضع يديه على كتفيه محاولاً مواساته ثم أردف بحزن واسى:
_كفاك بكاءاً فهذا قضاء الله وقدره والآن ماعليك إلا أن تنفذ وصيتها فبالتأكيد أنك رجل صالح وإلا لما تستأمنها عندك
_هذا حرام لم تنم الليل وهي تنتظر والديها والآن كيف سأقول لها أنهما ماتا كليهما سوياً كيف سيتحمل قلبها الصغير
_هكذا هي الحياة وانا متأكد من أنك ستجد حلاً
_إن شاء الله إن شاء الله
----
في المساء يأتي اسماعيل إلى المنزل بحالة يرثى لها وفور دخوله من الباب تركض نورا إليه ثم تردف:
_عمي عمي أين أبي وأمي لقد قالت لي الخالة أنك ستحضرهما
نظر إليها بأسى ثم ربت على شعرها الحريري ثم أردف:
_لقد اتصل بي والدك وقال لي أن عمله سيطول وأنه سيبقى قليلاً بعد
_لكن...لكنه وعدني اليوم
_نعم يا صغيرة لكن أحياناً نضطر بلأخلاف بوعودنا للضرورة
عاود التربيت على رأسها ثم اتجه إلى غرفته واغلق الباب بعد لحظات تتدخل ورائه زوجته تردف بسرعة:
_ماذا حدث هل وجدتها
_وجدتها
_أيييي وماذا حدث
_لم تتحمل فراق زوجها
_ماذااااااا؟!
بدءت المرأة بالنحيح ولطم خديها وفخذيها وهي تطلق الصرخات والويلات وضع اسماعيل يده ثم أردف بغضب:
_اسكتي ياامرأة اياك أن تسمعك نورا
_ألا يجب أن تقول لها
_نعم يجب لكن ليس الآن على الأقل لأجد طريقة ما حرام أن أخبرها فجأة فقلبها لن يتحمل
_معك حق ..ماذا سنفعل الآن؟!
_لا أعرف دعيني الآن وحدي علي أن ارتاح ثم أفكر ماذا سأفعل
_حسناً..حسناً ارتح
تمضي تلك الليلة بصعوبة على الجميع فلا نورا ولا اسماعيل ولا ملك استطاعوا النوم في الصباح يقرع الباب تركض نورا لفتحه متأملةً أن يكون أباها لكنها تتفاجأ بوجود جدها أمام الباب يهرع لحضنها لكنها لاتبادله بنفس الفرح بل سراعان ماتحاول أن تبتعد عنه ينظر لها بصدمة ثم يردف:
_معك حق ياجميلتي فأكيد أنت حزينة لفقدانك أبيك وأمك فلهذا لم تستطيعي تقبل حضن غيرهما
_ماذا؟أنا لم أفقد والداي بل أبي قال لي أنه سيأتي لكنه تأخر لأن لديه عمل
_طبعاً مازلت صغيرة لتتقبلي موت والداك لكن أنا أسف لكنهما فارقا الحياة
تبدأ نورا بالبكاء ثم تصرخ:
_أنت كاذب فأنت لاتحب أبي وأمي وأنت تكذب علي
يأتي اسماعيل وملك على آثر صوت نورا ليري جدها واقفاً بينما نورا قد احمر وجهها من أثر البكاء وفور رؤيتها لاسماعيل ركضت نحوه وهي تقول:
_عمي ..عمي هل مايقوله هذا الرجل صحيح هل ابي وأمي ماتا
نظر إليها بعينان دامعتان ولم يتفوه بأي كلمة رددت نورا بصوتٍ مرتفع :
_أجبني يا عمي أرجوك هل ماتا
هز رأسه بأسى ولم يتفوه بأي كلمة وهنا وقفت نورا مصدومة مما سمعته ثم أردفت وهي تنراجع بخطواتها عنه:
_لا أنتم كاذبون ...تقولون هذا كي ابتعد عن أبي فأبي قد وعدني وهو لم يخلف بوعده قط
أردف اسماعيل بأسى وهو يحاول تهدأتها :
_أنا أسف ياصغيرتي فلم يبقى في حيلتي شيء...لو استطيع ارجاعهما إليك لفعلت
نظرت له نورا بحرقة ولكن جسدها الصغير لم يتحمل كل هذا الذي حدث مما دفعتها تلك الاشياء الثقيلة على قلبها الصغير والذي تم تحطيمه بقوة بأن تقع مغشياً عليها لا حول لها ولا قوة ........
---
دعمكون ياحلوين

حبيبي حارسي السريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن