Part19

35 3 0
                                    

ابعدت ناظريها عنه وهي تردف بغضب ممزوج بخجل:
_لا لست كذلك
_نعم صحيح لذلك كنت تودين بليليانا للمستشفى أليس كذلك
_لقد ضربتها لأنها مزعجة
_أمممم صحيح لقد صدقتك وصدقت أنك لم تغاري
_لا لم أغار
هز رأسه بسخيرة قبل أن يردف:
_نعم نعم صحيح
_إن صدقت أو لا لايهمني هل فهمت
_فهمت فهمت يكفي ألا تكشري هههه
_مزعج
_أتعرفين
_آمممم
_لعل أمي لاتفتح الباب ونبقى سجينين سوياً
_أظن أن ذكائك قد اخترق السقف أقول لماذا السقف محطم
_هل يمكنك أخذ الموضوع على محمل الجد
_قيس أفضل أن تسكت وتحاول اقناع أمك بفتح الباب لأنني تأخرت عن عملي
_أسف فلن أخالف أمي
_قيس أرجوك علي أن أخرج
_حسناً سأحاول لكن عليك أولاً إجابتي على هذا السؤال
_حسناً فلتسأل
_ماذا تريدين مني أن أفعل؟
_أريدك أن تعيش حياتك وترى شبابك أريدك أن تحب فتاة مناسبة لك وألا تستمر في انتظاري
_هل أنت متأكدة ؟
_نعم وبشدة
_حسناً كما تريدين سأبتعد عنكِ وأجد فتاة أخرى
أمسك هاتفه واتصل بأمه ثم قال :
_لقد حللنا مشكلتنا يمكنك أن تفتحي الآن
بعد ثوانٍ من انتهاء مكالمته جاءت الأم لتفتح الباب لينهض بتثاقل متكئاً على والدته تاركاً نورا غارقةً بالأحزان ......
مضى أسبوع كان فيه قيس يتحسن شيئاً فشيئاً وفي صباح أحد الأيام كانت نورا شبه نائمة لكنها نهضت بذعر عندما أحد ما قرع على باب غرفتها بقوة صرخت:
_أدخل
لكن لم يكن هناك أي رد عاودت الصراخ دون فائدة نهضت من السرير لتمشي بتثاقل نحو الباب وتفتحه تنزل درجات السلم وهي تنده إلى قبس وأمه لكنها لم تجد أياً منهما اتجهت نحو غرفة أبيه لعله يعرف إلى أين رحلا لكنه هو الآخر لم يكن موجوداً ....
دخلت إلى المطبخ بعد أن فقدت الأمل لتحضر قهوتها فصادفت إحدى الأوراق تحت قدمها أنحنت لتلتقطها ثم تنقلها بين راحتي كفيها وتفتحها لتبدأ بقراءتها :
_نورا لقد انزعجت كثيراً من كلامك ذلك اليوم ولكن بعد تفكيرٍ عميق أكتشفت أنه معك حق في كلامك لذلك أنا مللت من الانتظار ووجدت فتاة مناسبة لي واليوم إن شاء الله ستتم خطبتي عليها وأرجوك ثم أرجوك أن تأتي إلى هذا العنوان وإلا أقسم إن لم تأتي سألغي الحفل نهائياً...
قرأت نورا ذلك الكلام وعيناها قد غمرتهما الدموع ركضت نحو الحمام لتغسل وجهها ثم أردفت لنفسها بعد أن نظرت لوجهها في المرأة ورأت آثار الكحل الأسود قد لون وجهها كاملاً :
_لن اسمح لك هذه المرة على هذه الخطوبة أن تتم
أمسكت علبة المكياج وبدأت بتركيز وجهها
----
في المساء كان قيس مشغول بتنظيمات الحفلة وكان ولأول مرة يصرخ على العمال والذين لم يكن لهم ذنبٌ بشيء رفع يده ليضرب أحدهم لكن باسل أمسك بيده ومنعه أردف بنبرة حادة:
_باسل بالله عليك أتركني
_لا لن أتركك لماذا تضربه إن لم يكن له ذنب
_لم يقم بعمله بشكلٍ تام
_لا بل يفعل الأفضل لكن أنت من لايزال يفكر بنورا طوال الوقت
_هذا ليس صحيح ....أو ربما يوجد فيه القليل من الصحة
_هل أنت متأكد مما تفعل ألا تخاف من خسارتها
_حققية لا أعرف إن كنت أخاف أو لا لكتني متأكد جداً مما أفعله
_فكر جيداً ياقيس لكي لاتندم لاحقاً
قال بحزم :
_أنا متأكد أذهب لترى إذ ما تجهزت الفتيات أو لا
_حسناً
مضى الوقت وهاهي الضيوف بدأت بالحضور وقد انشغل البعض بتهنئة قيس ووالديه أما الباقي فقد انشغل بالرقص وآخرون بأكل اشهى أنواع الحلوى لكنهم كانو قد توقفوا عن كل مايشغلهم وتسمرت أعين الجميع نحو باب الصالة وخاصة قيس الذي قد تدلت شفته السفلى ببلاهة عندما تألقت نورا بأبها حلة ومظهر فقد سحرت كل الموجودين عندما لبست فستانها الأسود المزين بأنفس الأحجار الكريمة وبخطوط ذهبية كانت قد ألتفت لتشكل زخارف روعة بالجمال ورفعت شعرها لتدلا خصلات رقيقة على وجهها أما مكياجها الخفيف اضفى جمالاُ ساحراً فوق جمالها...
تقدم باسل نحوها ليمد لها يده يدعوها للدخول تمسك بها وتنزل الدرجات الطويلة متقدمين نحو أحد الطاولات يحادثها قائلاً:
_تبدين خلابة الليلة
_شكراً لك لعل رأي الجميع مثل رأيك
_إنهم كذلك لاتقلقي لكن......
_لكن ماذا ؟!
_حسناً حسناً لاتهتمي
_هيا قل لاتزعجني
_إن قلت لك يمكن أن تنزعحي
_حسناً بالحالتين سأنزعج هيا قل
_لقد ظننت أنك لن تأتي
_وأنا ظننت هكذا أيضاً لكن قيس أقسم أنه سيلغي الحفل إن لم آتي
_هل أخبرك شيئاً....كلاكما حمقاوان
_ماذا تقصد ؟!
_إن العشف واضحٌ في عيني كلاكما فحرامٌ عليكما التفرقة بين هاتين الروحين
_لو لم أفعل هذا كنت سأذيه
_أنت فعلاً تؤذيه عندما طلبت منه أن يتخلا عنك
_باسل لقد مضى الأمر لقد وجد فتاة أحلامه ولم يبقى هناك داعٍ لوجودي
_أنتما حمقاوان اقسم أن كليكما مغفلان
وبعد ثوانٍ تدخل فتاة مغطاة الوجه بفستانٍ احمر ساحر أردفت نورا بسخط وهي تراها:
_هل هذه من أختارها قيس ييدو أنها بشعة جداً ولذلك غطت وجهها لكي لايسخر الناس منها ....
قالتها بينما عيناها احترقتا من شدة الغضب عندما تقدم قيس وقبلها من جبينها
أردف باسل ساخراً:
_ لو كنت ذكية لكنت الآن مكانها
_ماذا تقصد هل أنا مغفلة
_أنا لم أقل هذا بل قلتيه بنفسك
زفرت أنفاسها بقوة ثم أدارت وجهها عنه لتعاود النظر لقيس وخطيبته وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة....
أرتسمت ابتسامة طفيفة على وجه باسل وهو يشاهدها
مضى الوقت وبينما الجميع وسط الأحتفال تقدم طفلين يحملان الخاتمان ويتقدمان نحو قيس وخطيبته
في هذه المرة اشتعلت نورا بالكامل حتى أصبح وجهها أحمر أردف باسل بإستغراب :
_نورا ..وجهك
_مابه
_أصبح كالطماطم
_ليس وجهي فقط سيكون كالطماطم
_ماذا ستفعلين
رفعت فستانها قليلاً ومشت بخطوات صاروخية نحو قيس الذي كان قد رفع الخاتم وهم ليضعه في إصبع الفتاة تمسك يده ثم تردف وهي تضغط على اسنانها :
_قيس أريدك قليلاً
_لايمكنني أن أترك خطيبتي وحدها
_قيس تعرف ماذا يمكنني أن أفعل إذا لم تأتي أليس كذلك
_حسناً
أقترب من خطيبته وهمس لها هزت رأسها ومضى مع نورا وقفا في مكان شبه خالي أردفت نورا بنبرة خطابية :
_أنا لم أعد أريدك أن ترتبط بأخرى أرجوك دعنا نهرب اليوم
_لا يانورا في المرة الماضية أنت من طلب مني أن أجد فتاة واتزوجها وقد طاوعتك ولكن اليوم لن انفذ ما طلبت لانني لن أفعل ما فعلت فلن أكسر قلباً أحبني يوماً من أجل متطلباتي
_لكنك تكسر قلبي الآن
_لاتنسي وأنك سبق وفعلت ذات الشيء أليس كذلك
_معك حق لكني وأقسم أنني ندمت
_نورا أنا أسف ولكن ندمك لم يعد يفيد وأنا عائدٌ إلى زوجتي المستقبلية وأنت كنت ذكرى جميلة في ذاكرتي
يدير ظهره ويبدأ بالمشي قبل أن تصرخ بعالي صوتها :
_أحمق
يتركها وهي تشتمه وتشم حظها العسير .....
تمسح دموعها المنهمرة بباطن كفها ثم امسكت بفستانها وركضت مسرعةً نحو باب الصالة لكنها وقبل أن تخرج أحست بتلك اليد تمسك بها ولكنها وللأسف كانت يد باسل حاولت شد معصمها من قبضته لكنه منعها ثم أردف بسرعة:
_نورا انتظري
_باسل ابتعد عني أنا لامكان لي هنا
_افهمي أولاً
_قلت لك دعني
تسحب يدها بقوة وتتابع سيرها صاعدةً درجات الصالة ولكنها وقبل أن تصعد الدرجة الأخيرة أطفأت جميع الأنوار
توقفت نورا فجأة قبل أن تدير رأسها لترى ماحدث ليشتعل ضوءٌ موجه نحو قيس يمسك المكريفون ثم يردف :
_حبيبتي ألا تريدين رؤية عروستي
تنحني الفتاة لترفع عن وجهها وتكون المفاجأة أنها يارا أخت قيس
تصعق نورا مما تراه قبل أن يكمل قيس:
_هل ظننت أنني سأتخلى عنك بهذه السهولة فقط أردت أن أعلمك درساً صغير لكي تفهمي كم  احبك وتكسري كبريائك هذا.
يتقدم بخطوات ثابتة نحوها إلى أن يقف أمامها مباشرة وخلفه الطفلان الذان يحملان الخواتم.. ترفع يدها لتناوله صفعةً على وجهه لكنه سرعان ما أمسك يدها وقبلها ثم ركع على ركبته ووجه يدها نحو قلبه ثم أردف بنبرة رومنسية :
_كل هذا الحفل من أجلك وإذا اردت فلنكمل الحفل ولنجعله حفل خطوبتنا ......نورا هل تقبلين الزواج بي
_أحمق لقد عشت أصعب دقائق حياتي الآن
_ماذا تعنين
_أنا أسفة قيس ...
نظر قيس بأسى بعد ان هز رأسه غاضباً ثم أكملت:
_أنا اسفة علي أن أقول نعم
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه ثم قفز كالمجنون رافعها بالهواء ويعانقها بقوة
تجمع الجميع حولهم يهنئونهم وحتى يارا ...
أمسك الخاتم الذي كتب عليه حرفا KN رفع يدها ليضعه في أصبعها ثم وضع جبينه على جبينها ثم همس له :
_أحبك
_وأنا أحبك
-----------
النهاية
رأيكم بقصتي

🎉 لقد انتهيت من قراءة حبيبي حارسي السري 🎉
حبيبي حارسي السريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن