Part17

21 4 0
                                    

كان جسدها الصغير الذي قد ارتمى على أحد الأسرة مرتعشاً من البرد رغم الحرارة المرتفعة في الأجواء كان الطبيب يفحصها بتمعن ثم يمسك القلم ويدون ملاحظاته وكانت ملك تراقبه وهي جالسةً بجانب نورا تمسح على شعرها بعد مرور الوقت كان الطبيب قد انتهى ليخرج فسرعان مايقبل الرجلان إليه ثم يسأل محمود :
_كيف حالها ؟!
الطبيب :لا أعرف ماذا أقول لكما كادت الحمى أن تقتلها لكن والحمد لله استطعت تخفيف حرارتها وهي الآن في وضعٍ مستقر
ينظر اسماعيل لمحمود بغضب ثم يردف بنبرة غضب:
_كله بسببك كل ماحدث أنت المسأول عنه فلو لم تخبرها بهذه الطريقة الهوجاء لكانت اليوم مع والداها
تنهد محمود بعمق ثم أردف متجاهلاً كلامه:
_وماذا سنفعل الآن يا دكتور
الطبيب:عليكم الأعتناء بها وأعطائها أدويتها في وقتها وأياكم ثم وأياكم أن تسمعوها شيئاً يزعجها
اسماعيل:كما تأمر يا حضرة الطبيب
الطبيب:حسناً الآن علي الرحيل افعلو ماقلته لكم
اسماعيل:حسناً مع السلامة شكراً لك
بعد خروج الطبيب نظر اسماعيل لمحمود ثم أردف:
_ألا يوجد لديك عمل اليوم
_ليس هناك أهم من حفيدتي
_هههه صحيح لقد رأينا قدر حبك لحفيدتك
_لن أرد على كلامك ...لكن هيا أخبر زوجتك أن توضب أغراض نورا سأخذها معي
_لا لن اسمح لك بأخذها فأمها استأمنتني بها وحذرتني من أن أعطيك أياها استغربت اولاً لكن اليوم فهمت لماذا لقد كان معها كل الحق
_ههه ياسيد حاول ان لاتتحداني أنا لايهمني كلامك أو كلامها فإن لم تعطني أياها بالحسنى سأخذها بالقوة ولتفعل ماتشاء
_حسناً إذاً فلتأخذها بالقوة هيا مع السلامة
_سأخرج الآن لكن كما قلت لك دع زوجتك توضبها
_هيا افعل ماشئت فلن تحلم بظفرها قط
يخرج الجد غاضباً وهو يتوعد تمر الأيام وتبدأ نورا رويداً رويداً بأستعادة عافيتها ولكن حالتها النفسية كانت في اسوء مما كانت فلا ارتسمت على وجهها بسمة ولاتكلمت كلمة منذ وفاة والديها وإذا حاول أحد من سكان البيت محادثتها واضحاكها تبدأ بالبكاء الشديد ولا يستطيع أحد ارضائها
وفي أحد الأيام قرع باب الدار فتحت ملك لترى ساعي البريد واقفاً أمامها قال:
_هل السيد اسماعيل  هنا ؟!
_نعم هنا
_البريد أتٍ لاسمه
_أعطني أياه أنا سأوصله له
_حسناً وقعي هنا
وقعت ملك وأغلقت الباب نظرت للظرف باستغراب وقلبته بين يديها دفعها الفضول ولأول مرة بفتحة :
بدأت بقرائته بتمعن ثم بدأت بتوسيع عينيها بصدمة
ثم صرخت :
_اسماعيل...اسماعيل تعال بسرعة
لكن اسماعيل لم يرد تدخل غرفته لتجده مستغرق بنومٍ عميق تحاول ايقاظه بقوة ينهض بسرعة وهو يردف:
_ماذا هناك هل اصاب نورا مكروه
_لا...لاسمح الله..لكن قد أتى البريد اليوم
_ايييه خذيه لماذا توقظينني هكذا؟!
_نعم أتى لكنه من المحكمة
يعاود النهوض فجأة بعد أن عاود الاستلقاء ثم يردف:
_ماذا قلتِ ؟ أعطيني لأرى
يأخذ الرسالة من يدها ويبدأ بالقراءة ........
ينتهي ثم ينظر إلى زوجته ثم يقول:
_انها دعوة حضانة نورا
_أييييه ماذا ستفعل الآن ؟!
_لا أعلم هل أوكل محامياً برأيك
_وهل تملك مالاً سيكفي للمحامي
_املك ماصمدته السنة الماضية
_وهل ستعطي كل ماجمعته من أجل ابنة ليست ابنتنا
_لكن أمها أوصتني بها
_يارجل استمع لي هل سنكون احن من جدها عليها انها من دمه ولحمه ثم أكيد أن امها لاتريدها معه لانها تكرره فكلانا يعرف ماذا يحدث بينهما إذا اتى أليهما
_أنت قلت تكرهه وحتماً هو يبادلها ذات الشعور ولهذا ألايعقل انه يكره ابنتها ويريد الانتقام منها
_كيف يكره حفيدته لايعقل هذا ثم انه لن يؤذيها فهي الوريثة الوحيدة لأملاكه
_نعم كلامك صحيح....آآآه لا أعرف ماذا سأفعل
_أفعل ماستفعله يارجل وأعطِ الفتاة لجدها فهو أولى
_حسناً سأفكر
يقرع باب الغرفة تستأذن نورا بالدخول يردف اسماعيل:
_تعالي يانورا تعالي
تتقدم نورا وتجلس على طرف السرير دون أن تتفوه بأي كلمة يردف اسماعيل:
_ماذا تريدين يانورا؟ لماذا أتيت إلى هنا ؟
_أرجوك ياعم لاتدع جدي يأخذني أرجوك إنه لايحبني اتوسل إليك
ملك: وهل يعقل أن لايحبك جدك طبعاً يحبك
يأخذ اسماعيل نورا إلى صدره ويعانقها بلطف ثم يردف لها:
_لاتخافي لن أدعه يأخذك
ترفع رأسها لتنظر إلى عينيه بعينين دامعتين :
_حقاً ياعمي أتعدني بهذا
ينظر اسماعيل لملك ثم يعاود النظر لنورا ويقول:
_أعدك أنت فقط لاتبكي
_حسناً لن أبكي
تعاود عناقه لكن هذه المرة بقوة أكبر ثم تبتعد عنه وتردف:
_شكراً شكراً لك
تقبله من وجنته ثم تركض نحو الباب خارجةً خارج الغرفة
تنظر إليه ملك بغضب ثم تردف داغضةً على اسنانها :
_كيف تعدها وأنت تعلم أنك لن تستطيع ابقائها حتى إن وكلت محامياً أو عشرة فلن تستطيع الفوز بالقضية فجدها احق بحضانتها فالوصية لاتكفي افهم هذا
_لا أعلم لقد وعدتها والذي أعرفه أنني سأفي بوعدي
يمضي شهر كامل والقضية ماتزال قائمة وها هو اليوم المنتظر يوم تحديد القرار ....
دق القاضي ثلاث دقات ليهدأ الضجيج الذي عبأ القاعة ثم أردف بصوته الجهوري :
_قررت المحكمة وبالاجماع بين القضاة أن تنفي مضمون الوصية الشفهية التي قالتها المرحومة سناء الأحمد لعدم وجود شهاد كفاية وعدم وجود أدلة كافية وقوية ولذلك تنقل حضاتة الطفلة نورا أسعد من السيد اسماعيل محمود إلى السيد محمود اسعد الذي سيكون وصي الفتاة وحاميها .
يقف الجد على قدميه لترتسم تلك الابتسامة الغليظة على وجهه وهو ينظر إلى اسماعيل ثم يتقدم بخطوات ثابتة نحوه الذي كان ممسكاً بيد نورا ....تبدأ عينا نورا بالادماع كلما أقترب منها جدها فسارعت للتشبث بثوب اسماعيل وهي تترجاه ألا يتركها لكن اسماعيل مافعل سوى أن ربت على رأسها ثم انحنى إليها وأردف بأسى:
_أنا أسف يانورا لكن ليس باليد حيلة
نظرت إليه بأسى ما إن تحولت ملامح وجهها الحزينة إلى ملامح يأس وغضب ثم صرخت في وجهه:
_أنا لا أحبك ولا أحب أي أحد لقد وعدتني أنك لن تتركني وكذلك أبي وعدني لكنكما كلاكما تركتماني ولم تفيا بوعدكما أنا أكرهكم أكرهكم بشدة
يمسك جدها بيدها ثم يردف :
_تعالي ياصغيرتي فلن يحبك أحد أكثر مني.
يهم إلى حملها لتخبأ وجهها على كتف الجد وبدأت بالبكاء يتجه نحو الباب الضخم لترفع نورا رأسها وتلقي نظرة أخيرة على اسماعيل بعينين كلها رجاء يبادلها نظرات اليأس التي لم يستطع فعل أي شيء أخر ..........
------
يلا خلوني شوف تفاعلكن منشان كمل

حبيبي حارسي السريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن