Part15

24 4 2
                                    

في المساء تعود نورا تتجه إلى غرفة قيس لتقرع الباب وتدخل يترك قيس الكتاب الذي بيده تجلس نورا على طرف السرير ثم تردف:
_كيف تشعر الآن هل أنت بخير
_نعم بخير
يمد يده ليمسك يدها ثم يردف مواسياً بعد ان أخذ تنهيدة طويلة:
_نورا أعرف أنك حزينة لما حصل فهذه المرة قد تأثرنا جميعاً كان الحادث رهيباً لكن ارجوك حاولي أن تنسي كل ماحدث
_لقد سلمت جدي للشرطة
_ماذا؟؟!!حقاً فعلت هذا
_نعم جدي قد قتل طفلة مسكينة وهذا ليس فقط لديه اعمال كثيرة بشعة
_ماذا فعل؟!
_هل يمكن أن ابقيه لنفسي
_آه صحيح أنت مازلت لاتثقين بأحد أليس كذلك
_قيس لاتعتبره هكذا فقط لا أريد الحديث
_لا تتحدثي لاتتحدثي انا ماذا قلت
بدأت دموع نورا بالنزول وهي تردف:
_قيس أنت لا تعلم كم أنت غالٍ بالنسبة لي وأنا حقاً أثق بك لكن.....
_نورا انت لا أقصد مضايقتك أو إزعاجك لكن هل تعلمين ماذا يحدث بي عندما أراك هكذا دائماً تبكين ولا تثقين بأحد ولا حتى تصادقين أحد أخبريني لعلي استطيع مساعدتك لكن إن لم تريدي إخباري فهذا أختيارك وأنا لن انزعج منك صدقيني
زادت دموع نورا ثم قالت:
_لقد كنت صغيرة صغيرة جداً كان عمري مايقارب ال6 سنوات ........
------
فلاش باك.....
قفزت تلك الصغيرة على سرير والدها مدت يداها لتدفع اباها دفعات بسيطة تحاول ايقاظه لكنه كان يداعبها ولا ينهض :
_أبي أبي انهض هيا لقد اتى إلينا ضيوف
صحح الاب جلسته ثم اردف مستغرباً:
_من آتى ؟!
_جدي جدي
امسكت احد أصابعه وبدأت بسحبه نهض الاب ومشى معها
وقف امام اباه وصافحه:
_اهلاً أبي
جلس الجد وركضت نورا لتجلس في حضنه وبدأ هو يلاعبها بعد لحظات اردف الجد لابنه:
_هل فكرت بالذي قلته المرة الماضية
_أبي لقد اغلقنا على هذا الموضوع
نظر الجد لنورا ثم أوجهها بالكلام :
_صغيرتي أذهبي وألعبي في مكان آخر تركض الفتاة بعيداً عنهما وتقف خلف الباب :
_أبي أنا لن اطلق سناء ولو على قطع عنقي
_عليك هذا فهي فتاة قروية ليست من بيئتنا ثم.....
_ثم ماذا؟؟!!
_ثم إنها تخونك
_أنت كاذب
يرفع الأب يده ليصفع ابنه صفعةً قوية تجعل نورا تبكي بشدة تركض نحو اباها وتعانقه يضع يده على رأسها ثم يردف:
_أخرج من بيتي فأنا أبي مات
يرفع الوالد يده مهدد ابنه:
_اساساً أنا من تبرأ منك طالما تلك المرأة زوجتك
يخرج الأب غاضباً بينما تأتي أم نورا بعينين دامعتين تركض نحو زوجها وابنتها لتعانقهما ثم تردف بحزن:
_أنا اسفة يامازن أعرف أن كل هذا حدث بسببي أرجوك سامحني
_لا يا سناء ليس لك أي ذنب فيما حدث انا أحببتك وسأحبك دوماً وأنت خياري الوحيد حتى لو وقفت كل الدنيا في وجهي
عانق الاب كل من ابنته وزوجته امسك دموعه بصعوبة كي لايشعرهما بحزنه بل استبدلها بابتسامة باردة
مضت الأيام وكانت تلك العائلة الصغيرة تعيش بسعادة من بعد أن تركهما الجد من دون ازعاجهما.
ولكن هذه السعادة وللأسف لم تتم  عندما دق الباب وذهب مازن ليفتح الباب ووجد تلك الرسالة مرمية أمام الباب يأتي صوت الزوجة من الداخل :
_من يامازن
_لا أعرف هناك رسالة
تأتي نحوه وهي تردف:
_ممن؟!
يقلب الرسالة بين يديه وهو يردف:
_ لا أعرف لم يكتب سأفتحها لنرى
يفتح الرسالة ليخرج منها صورة والصورة كانت عبارة عن شاب غريب يعانق سناء في أحد الحدائق العامة وكلاهما يضحكان
صدم مازن عندما رأى تلك الصورة ثم عبس ثم نقل نظره بين الصورة وسناء وقفت وسناء بأستغراب عندما شاهدت ردة فعل زوجها ثم أردفت:
_ ماذا هناك؟!
يدير لها الصورة ثم يعطيها أياها ترتسم ملامح المفاجأة على وجه سناء ثم قالت:
_أقس.....
لكن مازن رفع يده ولم يسمح لها بالكلام بينما عاود مدها إلى الظرف ليخرج منها ورقة يفتحها ويبدأ بقرائتها :
_كيف حالك ياسناء هل تذكرين هذه الصورة هذه عندما بدأت البكاء مثل الاطفال من أجل أن أخذك في نزهة آمل أنك قد تذكرتي وتذكرتي أيامنا السعيدة سوياً...لا تقلقي لم أرسل لك هذه الرسالة كي أقول لك هذا فقط أريد منك طفلتي وكفاك خداعاً لزوجك فعاجلاً او آجلاً سيكتشف أنها ليست ابنته....أرجو أن لاتتأخري أقابلك في نفس المكان...
أدمعت عينا سناء بينما وقف الأثنان مصدومان مما سمعا أردفت سناء بخوف:
_أقسم..أقسم لك أنني لا أعرف من هذا ونورا هي أبنتك فوالله لم يمسسني رجل غيرك
لم يبدِ مازن أي ردة فعل بل أدار وجهه في جميع الاتجاهات بضجر عندما يقع بصره على نورا التي كانت تقف على باب غرفتها تبكي اشار لها بلطف:
_تعالي تعالي إلى هنا
جاءت نورا راكضةً لترتمي في حضن والدها بدأ يمسد على شعرها فأردفت:
_إنه كذب يا أبي وحدك أنت أبي
_أعلم أعلم لماذا تبكين لا عليك فلم يحدث شيء مارأيك أن أخذك و أمك في نزهة
_حقاً هييييييي سنذهب في نزهة
تركض الفتاة الصغيرة إلى غرفتها لتستعد بينما أردف مازن لسناء
_تجهزي سأذهب لأتأكد
_هل تشك بي يامازن لكن حسناً سنذهب لأضعها في عينك فقط
وقفت سيارة التكسي أمام باب المستشفى نظرت نورا لأبيها ثم أردفت:
_لماذا أتينا إلى هنا ألم نكن سنذهب في نزهة
_سندخل إلى هنا أولاً وإذا سمعنا كلام الطبيب سأخذك في نزهة
_حسناً سأسمع كلام الطبيب
يمضي الوقت وقد فُعل فحص الDNA ولكن النتيجة لم تظهر بعد كان مازن يمشي ذهاباً وأياباً مشغول البال إلى أن خرج الطبيب وهم إليه مازن بسرعة يردف الطبيب ببرود:
_إنها أبنتك فحص الDNA متتطابق ترتسم ابتسامة كبيرة على وجه مازن ويركض ليعانق زوجته وابنته بقوة ثم اردف:
_أعرف أعرف أنك لم تخونيني
-------
ذهبت العائلة مباشرة إلى حديقة الألعاب كانت نورا تنتقل من لعبة إلى أخرى بينما جلس الزوجين على احد كراسي الحديقة على بعد قليل من نورا قطعت سناء ذاك الصمت الذي كان يدوي بينهما :
_من ياترى فعل هذا ؟من يريد أذيتنا؟
_لا اعرف صدقيني لا أعرف لكن.....
_لكن ماذا؟
صرخت سناء بعد أن رأت نظرات مازن المليئة بالشك:
_هل تشك بي يا مازن بعد سبع سنين معاً الآن تشك بي بسب رسالة مجهولة المصدر هدفها الخراب بيننا
_لا تفكري هكذا فأنا أشك بنفسي ولا اشك فيك لكن الا يعقل ان يكون أحد الرجال كان قد وقع بحبك سابقاً وغيرته دفعته للتفريق بيننا
نهضت سناء بغضب ثم اردفت :
_لما يكون السبب فقط مني الا يعقل أن يكون أباك هو من يحاول جعلنا نتشاجر
توسعت عينا مازن متفاجئاً لما سمعه ثم نهض بسرعة كأنما تأكد من صحة الموضوع ثم ركض نحو نورا ليمسك يدها ثم يعود لسناء ثم يردف:
_هيا بنا سنراه
-----
وقفت سيارة التكسي أمام أحد المنازل لينزل مازن وهو يحمل نورا على معصمه ثم يردف لسائق التاكسي:
_انتظرني قليلاً سأعود
تردف سناء:
_مازن لا تتأخر
_حسناً
دق دق دق
تفتح امرأة في منتصف العمر الباب.....
---
رأيكم
ما اشتقتولي

حبيبي حارسي السريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن