الفصل الرابع

12.6K 282 9
                                    

(٤)
.......................


فتحت باب منزلها ووقفت بتلقائيه امام باب المطبخ فهي تعرف كل جزء في منزلها .. تحادث والداتها وترحب بها..
زيك ياماما عامله ايه..
الحمدالله يا روح امك انا كويسه ونظرت إلى ملامح وجههاوالظاهره عليه علامات الحزن والخوف .... بس انتي شكلك تعبانه مالك يا حببتي..
لا يا ماما مافيش انا بخير بس الجو حر اوي وتعبت من الشمس.. اووووه بالحق دا انا نسيت سندس عند الاكل شكلها نسفتو...
ناهد بضحك هههههههههههههههههاي..شكلنا حناكل فول يا بنتي لو مش لحقناها ...

انتهت من غذائها مع والداتها وصديقتها بعد أحاديث ومحاورات كانت تحدث على سفره الطعام ولكن آيلا لم تكن معهم سوى بجسدها كانت تفكر في هذا الذي ظهر فجأه في حياتها من غير مقدمات ....

غادرت صديقتها ثم اسئذنت أيلا والداتها للنوم قليلا..

جلست على سريرها تفكر وتفكر القلب يقول احبه والعقل يقول اكرهه وها أنا اقع في هاويه سوداء تبتلعني واغرق في الظلام واغرق واغرق وفجأه بيده البيضاء تنقذني وما ان امسكها وأشعر بالأمان حتى تتبخر من بين يدي لاجد نفسي امسك بذرات الهواء المعلقه وتسيقظ على صوت امها تحدثها...حببتي انا خبطت ع باب غرفتك كتير مش بتردي قلقت فدخلت مالك حببتي انتي مش مزبوطه بنتي وعارفكي يلا اتكلمي...
تنهدت بآسى..فمدت يدها لها حتى تشعرها بالطمائنيه ...
امي يا نبع الحنان...لقد صادفت اليوم الحب ....ما الحب إلا جنون...

أليس جنوناً أن تعشق الأرض الذي يمشي عليها محبوبك؟ أليس جنوناً أن تذوب في رائحة من تعشق؟ أليس جنوناً أن تعشق مكانا ما أو فترة من الزمان لمجرد أنها تربطك بذكرة جميلة مع من أحببت وربما ما زلت تحب؟
أليس جنونا أن تنتظر ساعات في الشمس الساطعة أو في البرد القارس لكي تحصل على نظرة من الحبيب؟
كل هذا أوليس جنوناً؟ .....

قطعت حديثها ..نعم يا ابنتي هذا هو الحب..
....نعم الحب جنون وجنونه أجمل ما فيه، عندما يقتحم حياتنا مثل الإعصار بدون سابق إنذار ليحرك فينا العواطف والأحاسيس. ....يدخل قلوبنا ليكتب ويمحي كما شاء من ذكريات وآلام ومع ذلك نحن به سعداء..

الحب وصف بأنه جحيم يطاق... ولكن الحياة بدونه جنة لا تطاق. كيف ممكن أن تعيش في مكان هو جحيمك وهو جنتك؟ ما هذه الازدواجية؟

يا للعجب ما هذا الشيء الجريء الذي يقتحم قلوبنا ليتسرب إلى كل قطرة دم في جسدنا ويتحكم بنا كما شاء. هو الذي يقرر متى يفرحنا ومتى يحزننا ومتى يضحكنا ومتى يبكينا. هو الذي يبدأ بنظرة من العين وينتهي بدمعة من العين، ولكنه لن يموت.

الحب هو القدر، نعم القدر الذي كتب لنا من قبل ولادتنا. الحب هو تماما مثل الوباء المعدي الذي ممكن أن يصيب أيّ كائن على وجه الأرض بدون استثناء، ومع ذلك بدونه يزول العالم ولن تستمر الحياة.

عمياء ولكن.... تسنيم عبد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن