الفصل السابع.

9K 244 9
                                    


.............
رفعت رأسها ومسحت ع وجهها بحنان قائله...
بصي محدش فينا يعلم بالغيب..لانه مجهول،مش لينا الحق نطلع عليه...لانو ببساطه مش حيكون زي ما نحنا عاوزين..فالإنسان يا حببتي مهما سعى وخطط صح في حياته عشان يضمن مستقبلو مش حضمنها عشان الحياه كدا مفيهاش ضمانات.. برضو مش حيملك مفاتيح الغيب
عندك حق يا ماما بس انا خايفه بجد حتغلب عليه زي...تنهدت ناهد قائله لها ..بصي معظم الناس بخافو من المجهول مثلا..الفقير بخاف من استمرار فقره، وصاحب النعمه بخاف انو يفقدها بعد ما تعلق بيها....


والسؤال هنا؟ لماذا نترقب السوء؟ لماذا نصر على صنع شبح نخاف منه؟
ياريت الانسان يتعلم يا روح امك كيف يتمتع بالنعم يلي ربنا اديهالو ويحسن استغلالها مش يبقى هاجسو الوحيد الخوف من فقدها وانقلاب حالو ...حببتي انا أعرفك دوما متفائله ليه التشاؤم؟ الافضل انك تشكري ربك ممتنا ليه على نعم اخدها منك واعطاكي بديل عنها مش يملكها حد غيرك من البشر استغلي النعمه دي بما يرضي الله وتنفعي غيرك وافتكري قول ربنا : (ذلك بأن الله لم يكُ مغيراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم)
صدق الله العظيم....صدق الله العظيم ياماما كلامك ريحني اوووي ... لحظه احتضانها لامها بحب صادق قائله... ربي ما يحرمني منك يا احن ام في الدنيا..
دخل عمها فرحا...الله الله عليكم وانا مين يحضني بقا...ابتسمتا وفتحتا ايديهما مع بعضهما تقدم نحوهما واحتضنهما سويا قائلا...مع اني مش عارف ايه الحكايه بس بقول لربنا يقدرني على اسعادكو...ابتعدو عن بعضهم قائله ناهد لزوجها..سامح.. بس الموضوع مش حيتخبى عليك وايلا حتشرحلك كل حاجه وانا حروح اعلق على الاكل...رتبت ع كتف ايلا بحنان..ماشي يا قلب امك زي ما اتفقنا ووضحي لعمك واحكيلو عن يلي جواكي من غير خوف...
العزم على قول الحقيقة يتعلق دائما بالمخاطرة. فنحن نقرر الكشف عن أمور شخصية ونخشى في الآن ذاته المعاناة التي يمكن أن يسببها ذلك لنا". فضلا عن ذلك، قد تسبب الحقيقة الإزعاج لنا أو للآخرين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اندلاع صراع.... ينتظر وينتظر وينتظر إلى أن نطق...ايه يا بنتي حفضل كدا كتير ايه الموضوع يلي قالت عنو ماما ناهد ....
روت له الحقيقه شعر بسكينه تغزر قلبه تنفسه يسررع ويسرررع فسمعته امسكت يده بحنان...عمي لو عاوزني ابعد حبعد هو لسا مش يعرف انا مين...قبل يدها ونظر في عينيها الساحرتين...لأ يا قلب عمك انا بقت ايامي معدوده ومحدش حيحميكي زي ابن عمك هو الوحيد يلي اثق فيه ...آيلا منفعله...لا ياعمي اسكت مش تجيب سيره الموت ربنا ريبارلك في عمرك ....حببتي يا بنتي مش تخافي اثقي بكلامي ...يا بنتي الثقه من أعظم الامور يلي في وقتنا دا صعب اننا نلاقيها وكمان معنى اننا نثق بالناس كلها خطأ أكبر من شكنا فيهم ...وهو يلمس خدها كلمسه الاب الحنون الذي حرمت منه وهي في ريعان طفولتها...ياحببتي الثقه والشك هما بالتساوي سبب دمار البشر فخديها قاعده في حياتك وكريم هو الوحيد للمهمه دي من بعدي....بكت بصمت نزلت دموعها على يده مسحها بكفه...ليه العياط بقا.....اخذت تشهق وازداد نحيبها...ماتجبش سيره الفراق ياعمي انا مش حمل صدمه ثالثه اولها فقدت اغلى الناس والثانيه فقدت اغلى ما املك وانا مش حمل افقدك لا انت ولا ماما ناهد ....نزلت على حضنه تبكي بحراره شعرت بقرب فراقه عنها ....رفع راسها وقام باحتضانها كانه آخر حضن يتلاقه منها ...إن العم هو بمثابة الأب، ونصائحه وكلماته لنا،يجب علينا أن نعمل بها، كتلك النصائح التي نسمعها من والدينا،فهو إنسان من دمنا ولحمنا، ويتوجب علينا أن نحفظ له قدره وقيمته، ونكن له كل الإحترام والود والمحبة ....
تركها وغادر غرفتها مسرعا قبل أن تخونه دمعته ويجعلها تحزن اكثر...هيا افكارها تتخبط وتتسارع ولم تجد سوى أن تقول.......وشلون ماأدلع وأنا بنت رجال من مولدي يقول لي الاميرة..
عمي دلعني وعلى ماقال بنتي تكبر وبعيوني صغيره..
يا بوي ترى اسمك ورى إسمي معزة..
ماني بشيخ لكن افعالك تشيخني...
عمي رباني على مكسب الطيب..
ومن قبلھا عمي على الطيب رباھا...
نقصر عن دروب الردى والعذاريب..
والطيب نلحق صاحبه ونتعداه...
عمي طلع لك شيب يابعد حزن الغريب..
هذا بياض الغيم على وجه المغيب...
هذا نتاج الطيب على هيئة نحيب مو عيب...
احبك شاب واحبك لين المشيب..
علمتني من صغر سني على الطيب..
وعلمتني ويش الوفا والكرامه..
عمي عمي من جميع العذاريب...
سبحان من كمل نباه ومقامه..
عمي رباني وزرع بي مواجيب...
يجني ثمرها كل منهو عرفني...
يا عمي ليت العمر يهدى من انسان ل انسان ..
والله لا اهديك من عمري واشيبّ بدالك .....

........................
أتى يوم جديد على بطلتنا حبيسه فراشها خائفه حاولت كثيرا أن تتغلب على هذا الشعور ولكنه لا يفارقها لا احد يستطيع فهم مشاعرها ففضلت حبس نفسها عن هذا العالم الذي سرق سعادتها...دخلت والداتها عليها محاوله اخراجها من حزنها ضاحكه ومقتربه منها ويدها على وجهها قائله...صباح الفل يا حبيبه
يا أجمل طير
بشوف كل الأمل فيكى
واقول الدنيا لسه بخير
صباح الفل يا حكايه
عاشقها وعايشه جوايا
يا حب ملوش ولا نهايه
يا ساكنه القلب بالعافيه
بدون تفسير
صباح الفل يا حبيبتى
يا وش الخير
ابتسمت ايلا واحتضنتها بشده قائله...صباح الحب يا اغلى الناس يلي بعدك عني زي الممات ...صباحك عطر وزنبق يلي ريحتو مليه المكان...صباحك ورد يا ماما...فقبلت يد امها بكل حب وحنان...مسحت ناهد دمعتها قبل أن تشعر ايلا بذالك متسائله....طب خلاص كفايه تصبيحات كدا وايه رايك ننزل النادي نغير جو...ابتسمت بفرح حاضر ياماما بس اقول لسندس تيجي معانا....اه ياقلبي ومالو انا بحب سندس اوي بنت مرحه وخلوقه وكفايه انها بتحبك.....اه يا ماما وانا بحبها اوي هيا سندي من بعد ربنا ثم انتو ربي ما يحرمني منكو ابدا....
................

(نرجع لبطلنا كريم )

استيقظ على صوت والداته تصرخ...ياكريم الحقني يابني ابوك...ولم تكمل جملتها حتى وجدته امامها....يلهث ووجهه اصفراللون والعرق يتصبب من جبينه بصوت عالي وصريخ....بابا مالو هو فين .... هو على السرير مش بصحى...ركض سريعا تجاه غرفته قفز على سرير والداه يقول...بابا حبيبي ردعليا ارجوك...وضع يده يتحسس جبينه بلع ريقه الذي نشف من خوف فقدانه ناطقا بنحيب قوي ....اطلبي الاسعاف فورا هو سخن اوووي ...شعر كريم بوداع والداه لهذه الحياه
ان فقدان الأب يا ساده هو بكل المقاييس ليس بسيطا.. "

أن تفقد ( أباك ) معناه أنك تخسر الجدار الذي تستند إليه ويجعلك في مهب ريح قد لا ترحم من هم أمثالك..
أن تفقد ( أباك ) معناه أن تفقد السماء التي تجود بنبع الحب والحنان ..
أن تفقد ( أباك ) معناه أن تفقد المظلة التي تحميك من الشرور وتجعلك وحيداً في مواجهة العالم..
أن تفقد ( أباك ) ليس معناه اليتم فقط ، بل يعرف من يتعامل معك أنك وحيداً أمامه وربما أمام طموحه ومطامعه..
أن تفقد ( أباك ) معناه أن تحس بمعنى الوحدة ، فقد فقدت من يمد يده ليساعدك ، ولو مدت لك ألف يدٍ
فإنها لا تغنى عن يد والدك المليئة بدفء وحنان الأبوة ..
أن تفقد ( أباك ) معناه الألم الدائم.....
......وصلت سيارات الاسعاف تدندن بصفارتها التي تجعل جميع المارين ان ينظروا اليها خائفين قائلين...لا اله إلا الله ربي يشفي كل من يركب على ظهرها..
..............
سمعت ايلا زجاج قد تحطم اسرعت الى مصدر صوت تنادي على امها ....ماما انتي فين ايه يلي بيحصل انتي كويسه ردي يا ماما...تقدمت نحوها وامسكت يدها تطمئنها....انا هنا يا حببتي مس تخافي....طب ايه يلي حصل ايه يلي اتكسر...بحزن شديد ودمعه على وشك النزول تقول...كنت بسمح صوره فرحنا انا وعمك ووقعت من ايدك اتفركت حتت يا أيلا....شعرت أيلا بغصه وحرقه في قلبها لا تعرف كيف تواسيها أو كيف تواسي نفسها حاولت أن تشعرها انه لا شئ سيحدث لعمها ولكن اتكذب على امها وهيا لا تستطيع الكذب على نفسها نعم انها الحقيقيه المره انها نهايه كل شخص يعيش في هذه الدنيا فهي اسمها دنيا لأنها دنيه ومؤقته واننا ضيوف عليها وسياتي يوما ونغادرها كما غادرها الكثير من احبائنا...
استيقظت من شرودها على صوت امها تقول...أيلا بنتي ردي عليا انا حاسه عمك حصلو حاجه...ضغطت على يدها بإحكام قائله...مش تخافي يا ماما هو كويس بإذن الله....لا يا بنتي هو من وقت ما خرج من عندك البارحه دخلي وقلي كلمتين كأنهم اخر كلمتين ليه ليا....اعتصر قلب ايلا والبروده تسري جسدها...قال ايه يا ماما......يتبع

عمياء ولكن.... تسنيم عبد اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن