عمياء ولكن.... تسنيم عبد الله

الفصل العشرين.

......
هل خلق الله الشر؟...
ان الله سبحانه وتعالى خلق البشر وهم خلقوا بأرادة حرة لأختيار الخير. ولكي يكون للأنسان حرية الأختيار بصورة كاملة، كان لابد أن يوجد شيء آخر غير الخير. لذلك سمح الله للبشر والملائكة أن يختاروا الخير أو عدمه (أي الشر). وعندما توجد علاقة سيئة بين شيئين جيدين نسمي ذلك بالشر، ولكنه ليس "شيء" ملموس يتطلب أن يخلقه الله.
الإنسان كائن ضعيف ، يتعرض لنوازع الخير والشر ، وقد يضعف وينساق إلى طريق الرذيلة والانحراف ، ويدفعه الشر إلى طريق الظلم والتعدي ، ويزين له الشيطان فعل المنكرات ، ويبرر له كل تصرف منحرف .كن عنصر الخير يحرك فيه ضميره ، ويشعره بالندم ، ويحثه على الرجوع إلى الحق ، والاستجابة لنداء العقل .
وتختلف قدرات الناس ، وقوة إرادتهم ، وصفاء نفوسهم ، وشفافية أرواحهم ، فمنهم من يروض نفسه على السير على طريق الفضائل والمكرمات ، ويربيها على المبادئ والأخلاق ، ويقاوم الشهوات ، والميول المنحرفة ، ويلزم نفسه بالاستقامة والإنصاف ، فهذا يستطيع أن يواجه الشر ، ويحتمل في سبيل ذلك كل أمر عسير ، ولا يفقد الأمل بتغلب الخير ، واندحار الشر ، وزواله .

هل يستطيع كريم مساعده والداته في التغلب على الشر بداخلها وزراعة الخير؟

نظر كريم اتجاه والداته وابنه خالته والشر يتطاير امام عينه....اقترب منها امسك يديها مفيش حببتي بس فيه طربيزة قصادك خفت توقعي....بس الحمدالله عدت على خير انتي كويسه...اومأت برأسها حزينه تائهه تحدث نفسها ايعقل...هيا من وضعتها أتريد قتلي مره اخرى
قامت والداته بالتصفيق قائله... الله الله على الرومنسيه يلي بينكم لا يا كيمو مش ينفع تمسك ايدها عشان تهديها لازم تحضنها ياروح امك.....تقدم كريم اتجاه امه والشر يتطاير من عينيه....متسائلا...بحيره....ليه دا كلو تعملي دا بس عشان واحد خطبك وسابك و لا والراجل دا خلاص مات من سنين طويله ولسا الحقد مالي قلبك ليه يمى كفايه حرام عليكي حاولي تنسي وتشيلي الشر يلي جواكي وطلعي هند الطيبه الحنونه يلي اعرفها...وحشتني اووووي يمى.....
طبعا انتى عارفة وعدى ليكى انى هعيش عشانك لحد اخر يوم فى عمرى

بس حقدك دا دهورك وغابت عنك الفرحة

فاكرة لما كنت بقعد معاكى فى المكان المعتاد بتاعنا وتقعدى تحكيلى عملتى ايه طول اليوم
فاكرة قهوتنا مع بعض
فاكرة لما كنتى بتاخدينى فى حضنك وتقوليلى انت عمرى الى جاى اقولك بلاش هبل ربنا يخليكى ليا
فاكرة لما كنت بتلكك عشان اخدك فى حضنى وتفضلى تقوليلى مخلفة عيلة هبلة
ده مكنش هبل ده كان حب
عمرك مخلتينى اقول انى زعلان دايما بتحسى بيا من غير ما اتكلم
ودوقتى خلاص الزمن فرق بنا ....حرام يا أمي انسي القهر وتعالي نعيش بقيه حياتنا متهنين....
يمى كيانك حبه بيسري في دمي وكلامك بزيل همي انا دوما عايزك معايا وجنبي ..انتى وحدك بتكونى فى شدتى وبتبعدى عنى غلبى..
مهما اختلفنا اتأكدى انى بحبك يا امى..
اقتربت والداته منه وحضنته بشده تبكي قائله بهمس في اذنه...مش قادره ياابني ساعدني...ابتسم وغمرت الفرحه قلبه ونزل إلى قدميها وقبلهما...اسمحولى ان انحنى على قدميها واقبلهااسمحولى ان افرش اراضين العالم وردا لتقابلها...
رفعته اليها تقبله...سامحني يابني لو غلطت انا مش قادره اسيطر على الكره يلي جوايا....تقدم مبتسما ويديه على وجنتيها قائلا...امي...
في صحو صمتك
مني صمت البكاء..
جودي بنفس يا أمي
كسري الصمت..
وحققي الرجاء..
لست أهلا لاختبار الصبر
ابنك اضعف من أي ابتلاء
أفيقي يا أمي..
تجرعي من يدي ملعقة الدواء
بالله عليك اشربي..
لتشفي من هذا الداء...