بينما في مكان اخر وقصر بعيد نسبيا عن المدينة جلس ليو على كرسيه الذي خلف مكتبه وهو يراجع بعض الاوراق المهمة وفي فمه سيجارة وينفث الدخان منها مكونا بذلك سحابة كثيفة من الغيوم الرمادية السوداء
فجاة رن هاتفه مما جعله يرفع نظره عن الاوراق ويتراجع بكرسيه للوراء مبعدا السيجارة عن فمه ليعقد حاجبيه دلالة واضحة على الاستفهام فنظر إلى رقم صديقه المفضل الذي لم يغب عن باله لحظة فما الذي يا ترى يريده غلاديوس منه بعد كل هذه القطيعة التي دامت لشهور كثيرة وامتدت لسنوات طويلة وفي غمرة تركيزه
وبحثه عن السبب في ثنايا عقله
صدح صوت تنبيه ليعلن عن قدوم رسالة قصيرة
فضغط على الزر ليستمع اخيرا الى صوت صديقه القديم غلاديوس : مرحبا ليو قبل ان تغلق سماعة الهاتف ارجوك استمع الي انا اسف صديقي سامحني ارجوك لقد اخطات بحقك كثيراً انا اسف هل تسمعني ليو عندها لم يتمالك ليو نفسه فقام بالرد عليه مسرعا ملبيا النداء
فهاهو صديقه غلاديوس يتصل به بعد كل هذه السنوات من القطيعة المرة
على كل حال لا ضير من الاجابة عندها رفع سماعة الهاتف الى مستوى اذنه ليرد بعد ذلك بصوت مخملي بطيئ جدا : مرحبا عزيزي اشتقت اليك غلاديوس كيف حالك صديقي العزيز لقد مرت سنوات منذ اخر مرة سمعت صوتك لما لم تتصل بي طوال السنوات الماضية هل تذكرتني الان ؟
عندها ودون ان يسمح لليو بالكلام اكثر شهق غلاديوس وسرعان ما بدا بالبكاء والنحيب قائلاً بحزن : انا اسف صديقي ارجوك سامحني ارجوك ليو كانت لي ظروف وامور اقوى مني لكن الان اريدك بموضوع معين يا صديقي العزيز
عندها ابعد ليو السيجارة وقذفها ارضا وسحقها بنعله بجديّة كبيرة: حسنًا ماهو الشيء الذي تريده مني
فقال غلاديوس بخبث ودهاء : حان وقت تنفيذ خطتنا صديقي فاللعب بدا الان
عندها ارتسمت ملامح المكر والخبث على وجه ليو ليقول : حسنا صاحبي
حان الوقت لاستعادة العرش والثورة والانتقام
ثم وضع سماعة الهاتف لينظر في الصورة امامه والتي لم تكن سوى صورة لوالدة الينا الملكة فيرونيكا
عندها ودون سابق انذار سالت دمعة يتيمة على خد ليو وهو يقف بجمود ويتوعد قائلا : حان وقت الانتقام حبيبتي فيرونيكا( ام اليانا وملكة بريطانيا) ساجعل ابنتك الحمقاء عبرة لمن يعتبر اعدك ساخذ منها العرش واسلبها كل شيء كما فعل ابوها بي ثم فرقع يداه قائلاً : حان الوقت لوضع ستار النهاية فعلى المسرحية ان تنتهي انتضرت وقتا طويلا لانال مبتغاي ثم اردف قائلا بغضب : اقسم يا فيكتور دواكيلا سانتقم منك لسلبك حبيبتي فيرو مني
وبعدها بثواني نادى على سلين فاتت مسرعة الى خالها فقالت: عمي مابك اانت بخير فرسم بسمة خبيثة قائلا: حان وقت عودتك الى قصر دواكيلا للانتقام منهم فابتسمت سيلين بشر
...
اما عند الينا واصدقائها فقد عادو الى القصر فاستقبلهم نيكلاوس بسعادة غامرة لكن اختفت ابتسامته ما ان لاحظ اكاني الفاقدة لوعيها في احضان مارك فاسرع للاطمئنان عليها بينما لم تتوقف دموع اليانا عن النزول كامطار الشتاء الامر الذي احزن ليون عليها فاخذ يهدئها ويربت على ظهرها
باسى وكأبة تقطع امعائه
وبعدها بلحظات قليلة ادخل مارك اكاني الى غرفة من غرف القصر وهناك مددها على السرير الواسع المريح قائلا وهو يوجه حديثه للجميع : رجاءا ليخرج الجميع من الغرفة
اندفعت الينا لتقول : لكن اريد البقاء مع اختي عندها تدخل ليوناردو اوقفها ممسكا بذراعيها الاثنان رامقا اياها بعينيه المتوسلتين طالبا
منها ترك مارك وحده معها فاستجابت له على مضض والحزن يملا قلبها ويشطره لنصفين
وبعد خروج الجميع الا مارك الذي ابى الخروج وبقي في مكانه جالسا بانتضار حبيبته ان تفتح عيناها الزرقاوين الذي لطالما اعجبا بجمالهما وهو يترجاها بقوله : ارجوك اكي افتحي عينيك الجميلتين وانيري حياتي وطمئنيني قلبي المتيم عشقا بك فانا اموت الف مرة في الدقيقة الواحدة وانت هكذا ارجوك حبيبتي وامسك بيدها بقوة وقبلها وهو يبكي بشدة
...
في طوكيو كان الوقت ليلا وبينما الكل جالس على مائدة العشاء
كانت فرانسيس شاردة تفكر بكلارك عندها وضع اخوها فرانس يده على خذها قائلاً : مابك اختي اانت بخير حبيبتي
اومئت فرانسيس بالايجاب
فتركها مجيبا اركي على سؤاله الفضولي
بينما هم كذلك سمعوا صوت صرير الباب فانتفضوا واقفين وعلامات الفزع والخوف ارتسمت على وجوههم جميعاً فمن يكون هذا الذي ياتي في هذا الوقت المتاخر الا ان دخل ذلك الشخص بطوله الفارع ووسامته المعهودة على وجهه وهو يحيي الجميع بمرحه المعتاد: كيف حال الجميع اليوم
فصرخو جميعا ناطقين اسمه بفرح شديد: داني دانيال اهذا انت حقا متى عدت صديقي
وذهبوا اليه راكضين معانقينه بسعادة غامرة
...قال داني وهو يضع حقائبه ارضا ويعانق الاصدقاء قائلا : كيف حال الجميع
فاجابه اركي: نحن بخير داني
ثم سال مطيحا بهناء وسعادة الجميع قائلاً بابتسامة كبيرة عريضة شقت تغره ' اين كلارك لما ليس معكم اين هو صديقي
فارتبك الجميع ولم يدري ما يقولونه له
اما في مكان اخر كان كلارك جالس مع ماثيو يتسائلان عن مكان بيتر وغلاديوس اذ قال كلارك بغضب: تبا اين ساجده بل اين ساجد بيتر اخي حينها قدم له كاس ويسكي قائلا : هدئ من روعك اخي خذ هذا الكاس بصحتك كلارك
فاخذه كلارك على مضض وجرعه جرعة واحدة محاولا السيطرة على وحش غضبه المفترس
....
بينما في لندن كان بيتر في غرفة العناية المشددة يحاول من اجل الحياة وحوله مجموعة من الاطباء اما في خارج الغرفة كان سيل على اعصابه جالس يفكر اين اختفى والده واخته وفي نفس الوقت يكاد يموت قلقا على صديقه ورفيق دربه بيثر
وفي غمرة تفكيره صدح صوتا رنين هاتفه فحمله دون ان يرى الرقم قائلاً : نعم سيل غلاديوس داركوس يتكلم
فصدم نيل سرعان ما قهقه قائلاً : اوه عزيزي سيل مند متى تستخدم اسم عائلتك
فكاد سيل ان يفقد اعصابه الا انه في الاخير تحكم فيها بصعوبة قائلا: ماذا تريد نيل
فقال نيل وعلى وجهه ابتسامة خبيثة ماكرة : لقد وجدت اباك غلاديوس
. . .
بيننا في مكان اخر فتحت اكاني عيناها الزرقاويتين وتطلعت امامها مباشرة إلى السقف الابيض الذي تتدلى منه ثريا فاخرة الصنع ثم تحسست الى الغطاء الفضي ثم وجهت بصرها الى الشخص النائم بجانبها فعلمت انه تم انقاذها وانها في الغرفةالتي عانقتها ذات يوم فبدات بالبكاء والدموع تاخذ مجراها على خدها شاهقة بالم انتفض مارك من نومه على صوت بكائها القوي قائلا: اكاني حبيبتي ما بك يا حمرائي بينما تجاهلته واستمرت اكاني بالبكاء ولم تجبه عندها شعر ماركو بالحزن وبسرعة خاطفة جذبها الى احضانه الدافئة قائلا وهو يقبل راسها: عزيزتي ابكي فالبكاء دواء القلوب المكسورة ابكي وارتاحي فقد تزول غمامة حزنك هنا ابكي وافرغي حزنك كله داخلي فعساك ترتاحين
كانت اكاني تسمع كلامه والاف الخناجر تخزها بقوة وتمزق احشائها عندها بدات بالبكاء بصوت عال جدا ناطقة بصوت لا يكاد يفهم من كثرة الدموع : كنت خائفة جدا عندما لم اجدك بجانبي يا ماركو لقد تالمت كثيرا صدقني لا اريد الابتعاد عنك ابدا
سرعان ما ضمها مارك الى صدره الدافئ قائلا: لن ابتعد عنك مجددا اكاني حبيبتي فانت نبض قلبي ثم نظر الى زرقاوتها قائلاً : لقد مرت الايام التي اختفيت فيها كالجحيم بالنسبة الي لا تفعلي ذلك مجددا حبيبتي لا تتركيني فانت نفسي وقلبي ونبضه
عندها ضمته اكاني الى صدرها وهي تردد باسف واعتذار ودموعها شلال يتساقط من عينيها البنفسجتان: اوه ماركو اشتقت اليك لا يسعني تركك وانا احبك لهذه الدرجة الهي انني احبه بشكل كبير اكبر من روحي بكثير فلا تدعني افقده مجددا
عندها وبينما هما متعانقان سمعا صوت ضجة وفتح الباب فابتعدا كلاهما عن بعضهما باحراج شديد مشيحين للاتجاه الاخر بينما قفزت الينا الى احضان اختها الكبرى تضمها وهي تبكي قائلة: اشتقت اليك فيما همس ماركو في اذن ليون قائلا: تبا اكان عليكما الدخول الان يا للوقاحة يا مفسدين اللحظات الرومانسية كان بامكانك على الاقل تاخريها قليلا ايها الابله
ضحك ليون قائلاً باسف: اسف لكن تعرفها لا يمكن السيطرة عليها صديقي
وبينما هم كذلك اذ اندفع ماكس الى الغرفة قائلا مطيحا بسعادة الجميع : ليون اشعر بشعور سيء ايها القائد فاصدقائنا في خطر علينا بالعودة إلى اليابان
...
...ستووب.
ما الخطر الذي يتكلم عنه ماكس
أنت تقرأ
لغز عائلة دواكيلا الغامضة الجزء 2من سلسلة( عشق و انتقام )
Mystery / Thrillerتكلمة لاحداث رواية : لا ادري لما يا قلبي احببت مجرما ؟؟؟؟؟؟؟