روايه (فلك)
بقلمي/وعد يحيي البكري
***************************
وانما البكاء تصنعه الاحزان....وانما الضحك تصنعه الافراح..
وانما الموت تصنعه الحيره ..
ويجري عداد الايام علي القلوب تيارا جامحا آخذا الاحزان تاره و آتيا بأضعافها تاره..
نسقط ارضا متوسلين للقدر ان يرحمنا ..
ولكن هيهات...فكل ما كتبته الظروف علي حياتنا آتٍ..مرت الايام طويله ممله علي فلك تقضي نهارها مع الداده و تقضي ليلها مفكره في اللا شيئ فذاكرتها فراغ كبير يشغل جزء صغير منه الاحداث ...
وضعت الخادمه طعام الافطار امام فلك و سيف بينما كانت الداده قد ذهبت لزياره ابنتها التي وضعت رضيعتها للتو..
-مبتكليش ليه يا فلك؟
انتبهت فلك من شرودها وهي تقول:-ابدا ده حتي الاكل حلو جدا..
قال سيف مدققا:-انا لو سألتك ايه الي محطوط علي السفره مش هتعرفي تردي عليا اصلا...مالك يا فلك؟ ديما سرحانه و مهمومه...
انتقل الي المقعد المجاور لها و هو يملس علي خصلات شعرها السوداء التي تصل الي حدود كتفيها :-
-مالك يا فلك....احكيلي...
ابعدت يده برفق وهي تقول:-مقيش خاجه ابدا بتهيألك
عقد حاجبيه باهتمام وهو يقول مصرا:-فلك انتي حببتي وانا فهمك...فيكي ايه يا حببتي؟
سرت قشعريره بجسدها الامور تزداد تعقيدا
-انا عارف انك زهقتي بقالك تلت شهور هنا ومفيش جديد بس انا سألت كتير اوي للقانون يمنع جوازي منك لانك مش عارفع حاجه عن هويتك ولازم بكون اهلك موجودين...وطبعا مساله اهلك متعقده فعشان كده جوازي و جوازك مستخيل حاليا...
هدأت اعصابها كثيرا و بدأت تشعر بالسعاده و الارتياح ولو مؤقتا علي عكس مشاعره الحزينه والقلقه..
-انا مش بستعجلك علي حاجه زي دي انا بس مشغوله بكذا حاجه يا سيف...
-نفسي اسمعها منك اوي يا فلك
ارتبكت وهي تقول:-هي ايه دي
-عكس حببتي ايه؟
احمرت وجنتاها خجلا لن تستطيع خداعه اكثر من ذلك ..
ضحكت بطفوله وهي تقول:-عكس حببتي ...امممم...عدوتي
وضع يده علي رأسه بأسف:-فاااالك....عايزك تقوليلي حبيبي ..
قامت واقفه وهي تقول:-هغسل ايدي وجايه
قام لاحقا بها وامسك يديها بإصرار:-
-فلك متتهربيش بقي...
رفع وجهها بيده وتظر لعيناها البنيتين بعشق وهو يقول:-بحبك ...بحبك اوي...انتي علاجي..و وجودك مكمل كل شيئ في خياتي
-سيف لازم تعرف ان..
-قولي حبيبي...عشان خطري...
-لكن سيف..ف حاجه...
-فلك..لو بتحبيني قوليها
صمتت قليلا و عيناه يملأها العشق والرجاء اغمضت عيناها وابتلعت مراره الألم وهي تقول:- حبيبي..
ضمها اليه بحب شديد بينما يضيق بها عناقه ...
-كنتي عايزه تقولي ايه بقي؟
ارتبكت وهي تقول:-عايزه ازور مريم عايزه اطمن عليها وعلي بنتها ...بقالي اكتر من تلت شهور معرفش عنها حاجه
-وده مش خطر عليكي
-مره مش هيجري حاجه بس اما مخنوقه اوي و ف نفس الوقت مريم وحشتني
-هتعرفي تروحي لوحدك
-متقلقش عليا...
نظر في عيناها بقلق ثم تنهد قائلا:-خلاص يا حببتي...ننزل سوا هوصلك واروح شغلي واجي اخدك بليل
-لا بص وصلني وهروح انا لاني مش هطول...انا مش مطمنه اوي لطارق..
تنهد مره اخري والقلق ينهش قلبه:-خلاص ماشي..
استدارت مغادره فجذبها من ذراعها الي عناقه مره اخري هامسا:بحبك
بينما تغمض عيناها بضيق وقلبها يصرخ الما
فكلما ازداد الوقت بينهما زادت الصراحه صعوبه..
**********************************************
واضعه يدها في خصرها رافعه رأسها لاعلي و الهواء الصناعي يطير خصلات شعرها
تسطع فلاشات الكاميرا ملتقطه لها العديد من الصور
ثم تقوم بتغير وضعها فتضع يدها علي بشرتها الرقيقه و تنظر لاعلي بترفع...
وما ان دخل جاسر حتي تبسمت ساره وهي تشير الي المصور بتكبر ان يتوقف
اقتربت منه قائله:-ازيك يا جاسر
-هتحلوي لحاد فين تاني
عكس بدايه الامر لم تحمر وجنتاها ولم تخجل وانما تبسمت بدلال قائله:-مرسيي
قال باهتمام:-ايه امتي هتخلصي بقي التصوير ده
-خلاص يعتبر خلصت...اعلانات الشركه كتيره ومرهقه
مال عليها قائلا:-بس مربحه...
ضحكت قائله:-اه ده انت باصصلي بقي
ضحك ملأ فاه قائلا:-لا طبعا..بس عندي الي مربح ليكي اكتر
قالت بفضول:-وياتري ايه
استدار يتناول المعطف الخاص بها وهو يلفه حولها قائلا:-
-ده بقي واحنا بنتعشي
ضحكت بدلال وهي تقول:-طب استني هدخل اوضتي اظبط الميكب بتاعي
-مستنبكي ف الجراش..
كانت الردهه فارغه...هادئه لا يقطع صمتها سوي دقات حذاء ساره وقبل ان تدلف الي الغرفه جائها صوته:-
-مبسوطه ف حياتك يا ساره؟
استدارت لتجد زياد امامها فقالت ساخره:-احسن من حياتك علي الاقل...انت منظم الاعلانات الي انا اهم عنصر فيها
-الي اي واخده ست حلوه ممكن تكون عنصر مهم فيها
قالت بغرور:-لما تبقي تلاقي واحده ست احلي نبقي نتكلم
-ايه ف جاسر زياده عني..
-ولا حاجه...ومين قالك اني مختاره جاسر حاجه ف حياتي..
-كل يوم تصوبر وبعد التصوير خروج معاه.. فين اخوكي يا ساره ..
-اوووه ياخي ..انت عايز مني اي
-عايز اعرف ليه اتغيرتي؟؟ عايز اعرف ليه حالك اتقلب واتغير ...عايز اعرف في ايه يا ساره ...ليه محبتنيش وليه رفصتي حتي تديني فرصه اني احبك...
-عشان انا استحق واحد افضل منك ببساطه..
ادمعت عيناه و ادمت كلمتها قلبه فقال:-وانا موافق...بس ارجوكي تبعدي عن جاسر
-انا اقدر احافظ علي نفسي وعارغه بعمل ايه انا مش سهله زي ما انت فاكر
-انتي. سااااذجه فوق تخيلك..
نظرت اليه بغضب شديد ثم دلفت الي غرفتها صافعه الباب خلفها..
**********************************************
توقف سيف بسيارته في موقف الشركه ليجد جاسر يجهز سيارته للرحيل..
-بقيت تيجي متأخر اوي وديما سايب شغلك...ايه حكايتك ياسي سيف
-انت ايه حكايتك سايب شركتك وبتيجي هنا كتير
-لا انا بخلص سغلي واجي اخد ساره ونخرح
اومأ سيف برأسه وهو يفول:-انا طالع بقي اشوف شوبه الشغل الي ورايا...
-تمام..
توقف سيف منتظرا هبوط المصعد
لينفتح علي وجهه ساره
كاد سيف ان يتجنبها لولا انها قطعت طريقه باسمه بشده:-
-ازيك يا سيف...ليع مش بشوفك خالص...بجاي لشغلي كله الصبح وانت تيجي بليل كده
قال ببرود:-واحنا كان بينا معاد وانا مش فاكر يا ساره؟
ارتبكت وهي تقول:-ده محرد عتاب صديق...ايه رأيك نتغدا بكرا سوا؟
-اسف جدا..مش فاكر ان ليا اصدقاء زياده عن الناس الي ف حياتي...انتي مجرد وجه اعلاني لمنتجاتي وبس...يعني عقدك لما يخلص وهشوفك قي الشارع للاسف مش هتعب ذاكرتي ف سبيل اني افتكرك...عن اذنك..
خطا داخل المصعد وتبسم لها ببرود والباب ينغلق .
فاشتد غيظها وهي تركل الارض مهروله الي الخارج بكبرياء بينما تابع المشهد زياد وعيناه لا تنتقل من فوفها متذكرا حديثها رنانا في آذنه..
(عشان انا استحق واحد افضل منك ببساطه)
**********************************************
مشت فلك بهدوء تقلب ذكرايتها حتي رأت منزل مريم الذي عاشت فيه كثيرا قبل بدايه كل شي او انها كانت مجرد نهايه لفصل ما ف حياتها
لا تعرف ولن تشغل بالها ان تعرف..
صعدت سُلم البنايه بينما وقفت آيات من الشارع الواسع مدققه... ثم امسكت هاتفهااا سريعا ترفعه لاذنها :-
-الو يا غاده...قولي لستك دينا تتقل شنطتها اوي بحلاوتي....
-ليه مش فاهمه..
-قوللها ان فلك...هنا..
**********************************************
دقت فلك باب شقه مريم بشوق شديد لتفتح لها امرأه في منتصف الخمسبنات نصف الباب قائله بارتياب:-
-انتي مين؟
تبسمت فلك محاوله طمأنه السيده:-انا ف...انا صاحبه مريم وكنت ساكنه ف الشقه دي وعزلت...اقدر اشوفها؟
فتحت ااسيده الباب بمتسعه وهي تقول:-تعالي ..
دخلت فلك لتشعر بالاختناق يسود رئتيها كيف انتشر السواد وااكآبه هكذا
ما الذي حل بمنزل مريم
كيف تغزو رائحه الوجع المنزل بهذا الشكل ...
مشت تتلفت حولها بشرود حتي فاجأها صوت مريم الضعيف:-كان بتملي كل ركن من حياتي...مش بس البيت..
نظرت فلك لمريم غير مستوعبه عما تتحدث وانتبهت ان عينا مريم متجهه لاحدٍ من خلفها فنظرت خلفها لتصطدم ببرزا كبير عليه صوره جميله بابتسامه واسعه و تقبض جمال برائته شريطه سوداء بدت مثل افعي بارده تجلس بهدوء ولكن خلفها كثير من المصائب
اتسعت عينا فلك و دب الألم بقلبها.
مريم بهدوء:-عمر ما جميله ماتت لوحدها ...ماتت ومات معاها الفرح والسعاده و البراءه...البيت...و النوم ...والراحه...وقلبي...
قالت فلك بصوت متهدج:-يعني من تلت شهور و ...
-من تلت شهور والشمس غابت من الحياه..
ضمتها فلك بقهر وهي تبكي فبكت مريم معاها ...و ظلا علي حالهما دهرا لا يعرفان طوله..
**********************************************
كان طارق مغادرا لعمله حين انتفض جسده كله برؤيه احمد
-مفيش اخبار يا طارق
قال طارق بسرعه:-لسه مظهرتش
امسكه احمد من ياقته بجنون:-لازم تلااااااقي حاللل...لاااااازم تجيب فلك
-اذا كان الكبار مش هارفين يا يباده البيه احنا نعمل ايه...انا غلبان ...ابوس ايدك يا احمد بيه سبني لحالي..
برقت عينا احمد وهو يقوا:-امشي يا طارق...امشي ...بس احمد مبينسااااش..
جري طارق مبتعدا وانفاسه تتهدج لا يعلم أيخذ مريم ويرحل ام ان تهديدات احمد له واهيه؟؟
و بعد قرابه النصف ساعه كان يدخل الي شارعه شارد الفكر منكسر الخاطر ينهشه الخوف كثيرا ويغضبه العجز والضعف
و ما ان صهد درج البنايه حتي وجد فلك تخرج من شقتها ومعاها حقيبه
لابد انها عادت لجلب هذا المال و الدهب ...ام ان بحثه عنها بهبأ له وجودها
كادت ان تغلق باب شقتها الا ان طارق بدأ يستوعب حقيقه انها فرصته الوحيده جري اتجاهها وامسك الباب قبل ان تغلقه ودفعه للخلف علي متسعه
صرخت بوجهه قائله:-انت بتعمل ايه
الا انه لم يعير صرختها انتباها وهو بأخذ المغناح من يدها ثم دفعها الي داخل الشقه بقوه
طااااارق انت بتعمل ايه
واغلق الباب عليها بالمفتاح ولم بتريث اذ بيده المرتجفه يضع الهاتف ع اذنه"-احمد بيه انا حابس فلك هنا...
وف تلك اللحظات كانت دينا تهرول خلف غاده صاعدين الدرج بلهفه للقاء...
فماذا ستفعل فلك؟؟
**********************************************
كانت الموسيقي الهادئه تعم المكان بينما ساره وجاسر يتبادلان الحديث الهادئ علي طاولتهما
وضعت ساره يدها اسفل ذقنها وهي تقول:-
-ويا تري ايه الشيئ المربح الي قلتلي عليه...
-اه..فكرتيني
صمت قليلا و هو يقول:-
-فيلم...عقد فيلم يا ساره..ايه رأيك
أنت تقرأ
روايه (فلك):- بقلمي/وعد يحيي البكري
Lãng mạn(قد نختلق الفراغ داخلنا في محاوله يائسه للنسيان و الراحه ولكن هل الذكريات يقتلها الفراغ؟) طارت الاوراق مبتعده تماما عن مرمي نظرها كانت البروده هي التي تسود جسدها و لكن بروده الاجواء و قسوه الارجاء لم تستطعا ان تسيطرا علي ذكريتها و شرودها فالذكريات ه...