الفصل الثاني عشر:-

6K 127 0
                                    


الصمت و الذي ربما هو اسوأ الاشياء..
فهو ما قبل الصدمات ..ما قبل بدايه العلاقات التي ربما تقتلنا يوما...ما قبل العواصف
هو الرد الاكثر برودا في بعض الاحيان..
كان كذلك هو رد شريف والد سيف علي حكايته مع فلك وقابل سيف صمته بصمت اخر ولكن عندما طالت مده هذا الصمت قرر سيف ان يقطعه :-
-بابا...حضرتك ساكت ليه؟
ابتلع شريف ريقه بصعوبه وهو يقول:-سيف انا اعرف عنك انك راجل ..عاقل ..مسؤل عن قرارته...مش كده؟
قال سيف باهتمام:-طبعا يا بابا
-يبقي اكيد عارف انك مريض ..واكيد معترف بمرضط..واكيد كمان مش مقتنع زي ما انا مش مقتنع بالظبط بانك اتعالجت بحبك لواحده متعرفش عنها حاجه وهي شخصيا متعرفش عن حياتها حاجه..
قال سيف بلهفه شديده لم يراها شريف علي وجهه من قبل:-
-صدقني يا والدي...انت لو شفت فلك واتعاملت معاها هتغير رأك انا مش عارف اوصفلك انا معاها بكون ازاي...صدقني مش بحتاج لاي دوا في وجودها..مش بحتاج بس غير انها تكون موجوده...هنتجوز وكل حاجه هتبقي كويسه..
رفع شريف حاجيبه في دهشه وهو يقول:-تتجوز ايه يا سيف انت اتجننت؟
-بابا فلك بالفعل اعده في الفيلا الي كانت بتاعت..
صمت بصعوبه وهو يتذكر زوجته وتملكت ملامحه القسوه والبرود فقال والده ليخرجه من ذكرياته التي بالتأكيد اجتاحته:-
-سيف..انا مش موافق علي الجواز ده وانت كمان هيبقي قراراك شبه قراري لما تفكر اكتير...مفيش حد بيتجوز حد محدش يعرف عنه اي حاجه..
وقف سيف غاضبا:-عمتا كويس انك قلت اني راجل مسؤل عن قراراتي لاني مش بستأذن منك..انا ببلغك بس بالقرار..
تنهد شريف وهو يبتلع مراره حديث ابنه قائلا:-ربنا يسعدك يا سيف ...
ترك سيف الفيلا وهو يتجه الي الخارج محاولا اخراج حديث والده من رأسه.
_________________________________
كان باب الغرفه ينفتح ببطئ شديد وكذلك بدأ قلب مريم في الدق ببطئ شديد واخيرا يخرج الطبيب خالعا كمامته يقترب منها في خطوات بارده تسبقه هي بخطواتها المتعثره والحروف علي شفتيها بلا معني تقول ببطئ:-
-جميله اخبارها ايه؟
تنهد الطبيب وهو يهز رأسه بأسف:-عملنا كل الي قدرنا عليه..
واتخذ مسارا اخر وهو يكمل طريقه بينما ظلت مريم علي حالها تقف بلا حراك اقترب طارق ببطء وهو يفهم تدريجيا ما يحدث بينما انفتح الباب اكثر لتبيرز تلك الناقله التي عليها جثمانا صغيرا لم يكن سوي جميله..
انهارت مريم ارضا وهي تصرخ بلا توقف احذت تزحف علي ركبتيها حتي وصلت لي الناقله وتجذبها بقوه صارخه باسم جميله
صاحت احدي الممرضات:-لو سمحتي كده مينفعش ارجوكي...
بينما مريم تهذي ببكاء:-ارجوكم متخدوهاش كده حرام...حرام عليكو سيبوها عايشه بلاش عمليه خلاص خلوها تموت علي الاقل جوا حضني
تتقدم احدي الممرضات لا تعير حديث مريم اهتماما تدفعها بعيدا في برود بينما الاخري تجر الناقله
أماتت قلوب البشر؟
وقفت مريم تجري مره اخري للناقله وهي تدفن رأسها في جسد ابنتها صارخه:-
-وعدتها اني هشوفهااااااا وعدتها اني هشوفها بعد العمليه..ارجوكم ..ارجوكم خلوني اوفي بوعدي ليها...ارجوكم....قوللها انها هتكمل حياتها معايا...متخدوهاش...
هنا تقدم طارق الذي كانت دموعه تسيل دون صوت وربما كان ذلك هو الاصعب
فما اقسي ان تنسكب الدموع مثلجه علي قلبا يأكله النيران بلا رحمه..
وضع يديه علي كتفي مريم يعيدها للخلف الا انها تشبثت بالناقله فبدأ الممرضين يتقدمون منها يبعدوها عن الناقله وهي تصرخ وتهذي دون وعي
حتي فقدت وعيها كحطام مبني تحمل كثير من السنوات...وعندما وقع أساسه...وقع..
__________________________________
فتحت فلك عيناها لتجد امرأه تكبرها بكثير في الجسد والسن قامت مسرعه باعين متسائله وسرعان ما ابتسمت المرأه وهي تقول:-
-انا اسفه جدا..كنت فاكره الاوضه فاضيه....انا رقيه...زي ما تقولي كده مربيه سيف و سندس وهو الي طلب مني اجي هنا ...بس مكنتش اعرف انو جايب ضيوف..
تبسمت فلك ببهوت فمالت رقيه للامام قليلا وهي تقول:-ضيوف حلوين كده
احمرت وجنتا فلك خجلا وهي تقول:-انا مجرد صديقه لسيف...وهو بيساعدني بوجودي هنا..عندي شويه ظروف ومشاكل...
قالت رقيه باسمه بحنو:-هتنامي ولا اكل دماغك شويه؟
ضحكت فلك بفرح عندما شعرت ان المكوث في هذه الفيلا لن يكون سيئا للغايه :-لا كلي دماغي..
جلست رقيه علي مقعد يقرب من فراش فلك وهي تقول:-
-طيب وفين اهلك؟
قالت فلك متنهده:-اهلي انا مش فكرا اي حاجه عنهم انا فاقده ذاكرتي واتعرفت علي سيف وهو بيساعدني...عشان مليش اي مأوي حاليا..
اومأت رقيه برأسها موافقه فقالت فلك بخبث:-اكيد الناس الكبار الي ريك عندهم حكاوي كتير اوي...ليه متحكليش شويه حجات من الي اكيد عندك...
ضحكت رقيه علي مرح فلك المفاجئ وهي تقول:-تحبي احكيلك بدايه شغلي هنا وازاي حضرت ميلاد سيف و سندس..
-مين سندس...؟ اخت سيف اكيد مش كده
-مكنتش محتاجه لذكاء
قالتها ضاحكه فردت فلك علي ضحكات رقيه بضحكات مماثله ثم بدا حديث طال كثيرا..دون حتي ان تسألها رقيه عن اسمها..
__________________________________
بعد مرور عده ايام كان هذا اليوم الاخير للمسابقه جلست ساره وباقي الفتيات القليلات بانتظار النتيجه النهائيه
تفرك يديها بقلق شديد في ترقب
بينما كان زياد يقف مبتعدا يتابع حركات كفوفها و عضها علي شفتيها من وقت للاخر
يراقب خصلات شعرها الرقيقه التي كانت تضايق وجنتها احيانا فتبعدها باصابعها الطويله برقه واضعه اياها خلف اذنها
بينما وقف جاسر بابتسامه ماكره ينظر لاسم ساره الذي علق علي ص
صدرها، كان يمرر عيناه علي جسدها وشعرها وعيناها برغبه شديده ثم تبسم بخفاء وهو ينظر لها متجاهلا الاربع فتيات المحيطات به
اصبح يدرك جيدا ان زياد كان له الحق في ان يحبها و يتعلق بها فان كانت كما يقول زياد علي قدر كبير من الاحترام بالاضافه لهذا القدر من الجمال فله كل الحق
تذكر جاسر ما فعله زياد معه في المره الاخيره وتلك التهديات السخيفه التي يقبض بها علي معصمه تملك الغيظ من جاسر واقترب من ساره هامسا لها:-
-شكلهم هيختارو رزان..
صمتت بضيق وهي تنظر لزميلتها بينما قال باسما:-انا جاسر نائب المدير سيف شريف المنداري لحد ما يرججع..
كان يشوش ذهنها عن المسابقه كثيرا فأومأت له برأسها علي مضض..
(انا هساعدك)
انتبهت لكلمته وهي تنظر اليه وقبل ان تتفهوه بكلمه اخري كان جاسر قد تقدم بضع خطوات من لجنه التحكيم ينظر لاسم الفائزه في القائمه و هو اسم ساره من الاساس دون ان يفعل هو شيئا الا انه تبسم بفخر قائلا:-
-ساره الشربجي..
صفقت الفتيات باحباط بينما قفزت ساره في فرح وهي تلتفت لمعاذ وتحضنه بقوه بينما عينا معاذ تأكل جاسر ويريد ان يسألها بماذا كان يهمس لها..
اقترب جاسر منها وهو يأكل جسدها بعيناه مره اخري:-
-اشكريني....انا لو مكنتش نائب المدير مكنتش عرفت اساعدك ابدا...
عقد معاذ حاجبيه وهو يقول:-انتي ختي مكان حد غيرك؟!
قالت ساره بارتباك:-معرفش
هنا قال جاسر وهو ينظر لعيناها مباشره:-ده الي كان جمالك يستاهله...
ثم مد يده لها:-جاسر.
مدت يدها له بحماس:-وانا ساره وده اخويا معاذ وانا بشكر حضرتك جدا
بينما اشتعلت النيران بجسد زياد وعيناه تتابع سلام يديهما...
_________________________________
بعد انتهاء المسابقه والتقاط الاف الصور لساره التي لم تفارقها ابتسامتها ولم تفارق يدها وجهها وشعرها الذي تتحسسه باستمرار وينتابها الفخر بجمالها....
كانت الشركه شبه خاليه من البشر ،يمشي جاسر يثقه في الرواق المؤدي الي مكتب سيف في حين برز امامه زياد:-
-بتحاول تعمل ايه يا جاسر؟
رفع جاسر يديه كمن يستسلم للشرطه وهو يقول عابثا:-بحاول اوصل لاوضه مكتبي..
زفر زياد الهواء الساخن من صدره وهو يكرر سؤاله بنبره اعلي:-بتحاول تعمل ايه يا جاسر؟
فرك جاسر ذقنه ببرود وهو يقول:-كنت فاكر اني جاوبت علي نفس السؤال من شويه يا زياد..
امسكه زياد بشكل مفاجئ من ياقته وهو يعود به للخلف ملصقا اياه بالحائط ضاغطا علي رقبته:-
-بتحااااول تعمل ايه يا جاااااااسر؟
ورغم ان الموقف جاء مباغتا لجاسر الا انه ضحك قائلا:-
-بحاول اوصل فعلا للمكتب..
اصطك زياد علي اسنانه قائلا:-عايز ايه من ساره؟
-عجبتني اوي..ايه يا اخي ده هو في مصريات كده!!
الصقه زياد بالجدار اكثر:-انا حبيت سندس من كل قلبي من سنتين فاتو ...كنت بحاول اوصل لقلبها بكل الطرق يا جاسر..وانت ختها مني....لكن المره دي انا ممكن ادفنك..
قال جاسر ببرود:-مش مشكلتي ان رجولتك ناقصه الجاذبيه يا زياد..
-يمكن ناقصها القذاره اكتر..
دفعه جاسر للخلف وهو يقول:-ساره هتبقي مجرد محطه بانزين هتعدي بيا ..وهتشوف يا زياد عشان تعرف انت بتهدد مين كويس...
هتف زياد بصوتا مرتفعا:-مش هتوصل لاي حاجه يا جاسر...مش هتوصل لاي حاجه..
___________________________________
شعرت فلك بشيئ بارد يسير علي وجنتها ففتحت عيناها ببطئ ثم عادت تغلقهم مره اخري اثر الضوء فهي استيقظت من نومها للتو وضوء الشمس كان غامرا لغرفتها
فتحت عيناها اخيرا لتجد سيف يجلس الي جانبه يعلوها وجهه وهو يتحسس وجنتها وشعرها ..
قامت هارعه وهي تدفعه للخلف قائله بغضب:-انت ازاي تدخل كده و انا نايمه؟
قال سيف بهدوء:-في ايه يا فلك؟
-في ايه يا فلك!! هو عشان بيتك يبقي اي حاجه فيه ملكك؟
-حاسبي علي كلامك..أنا معملتش اي حاجه يا فلك انا كنت جاي اصحيكي تفطري معايا...وبعدين احنا زي المخطوبين..
-اوووه يا سيف احنا لا مخطوبين ولا حاجه...لما نشوف الاول موضوع ذاكرتي نبقي نقرر اذا كنا هنتخطب او لا..ومن فضلك متبقاش تدخل كده تاني...
وقف سيف قائلا بألم:-حاضر يا فلك..انا اسف علي ازعاجك...مستنيكي تحت علي الفطار..
غادر الغرفه علي عجل صافعا الباب خلفه بينما تنهدت هي متحسسه وجنتها اثر يده ثم تنهدت بيأس وهي تلقي برأسها علي الوساده
الي متي ستسمر في جرح مشاعر رجل لا ذنبا له في بعثره حياتها سوي انه احبها؟
قامت من فراشها ثم دلفت الي المرحاض الملحق بغرفتها وما هي سوي دقائق حتي كانت تنزل للاسفل لتجد طعام الافطار معد باتقان وسيف و رقيه يتبادلون الحديث بهدوء
-صباح الخير
قالت رقيه باسمه :-صباح الخير يا فلك...
تفاجئ سيف بمعرفتها له وهو يقول:-انتو اتعرفتوا علي بعض امتي؟
قالت فلك باسمه:-امبارح...داده رقيه سهرتني لقرب الفجر بحكويها
وضع سيف يده علي وجهه:-يارب متنكنش الحكاوي الي في بالي..
قرصته رقيه من وجنته وهي تقول:-ايوه هي حكاويك يا سوسو..
ضحكت فلك ملأ فاها بينما احمرت وجنتا سيف وهو يقول:-ايه سوسو دي يا داده؟؟!!!
-هتعمل نفسك مش فاكرها ده انت كنت بتزعل من الي يقلك اسم غيرو وانت صغير....
زادت ضحكات فلك بينما برق سيف عيناه:-دااااااااااااااده!!
قالت فلك ضاحكه:-اصلا هي قالتلي امبارح يا سيف..
مد سيف يده علي الطعام وهو يقول:-خلاص خلاص..كلو بقي وكفايه..
قالت فلك باسمه:-صحيح يا سيف مكنتش عايز تبطل تركب مراجيح لحد سن كبيره؟
نظر سيف الي رقيه التي تبتسم بخبث ثم قالت:-ايه!؟
-انا برودو الي ايه يا داده؟
ضحكت فلك مره اخري فقالت رقيه:-كل الحكايه ان فلك قالتلي انكو اصدقاء فانا حبيت اح...
قاطعها سيف باستنكار:-اصدقاء!!
نظر الي فلك بحده:-انتي الي قلتي كده فعلا؟
قالت فلك بارتباك:-طب كنت اقول ايه؟
-تقولي ايه!! انا بتخانق مع بابا عشان نتجوز وانتي بتقولي صحاب ولا اصدقاء...الحمد لله انا شبعت..وانا غلطان اني عديت علي هنا ومرحتش علي الشركه علطول...مع السلامه
قام تاركا مجلسهم بينما تنهدت فلك بحزن ورقيه يسود عليها مزيج من الدهشه والندم من ذكر هذه الجمله...
**************************************************
تربت علي الوساده بحزن...
تغمغم بحديث غير مفهوم
تصدر موسيقي منتظمه من شفتيها بعض ضمهما..
تدندن
ثم تغني..
(نامي يا عصفوره ..
نامي يا جميله..
يالا بينا يلا...
يالا نطفي النور....)
يدخل طارق الي الغرفه بيأس مستندا الي باب حجرته:-حرام عليكي يا مريم....حرام...بلاش جميله ولا انا..حرام عليكي نفسك..
نظرت له باعين تائهه:-هششششششت...جميله قربت تنام...
وضع يده علي رأسه قائلا:-مرييييييييم ارجوكي كفايه...
-ليه بتعلي صوتك كده انا تعبت عشان انيمها
تملك الغضب منه كثيرا وهو يقترب منها ممسكا اياها من ذراعها:-فين جميله دي؟؟؟فين!! شوريلي عليهاااااااااااا من فضلك...
نظرت مريم برعب حولها:-كانت هنا مش شويه
ثم اخذت تصيح:-جمييييييييييله..
هزها طارق بعنف:-جميله مش هترد عليكي عشان هي ماتت
بكت بشده:-لا لا مش تقول كده علي بنتي يا طارق...
-يا مريم حرام الي بتعمليه ده...حرام..
ارتمت بين احضانه صارخه:-وحشتني ...وحشتني...مش قادره استوعب ولا اصدق يا طارق...
بكا طارق دون ردا واكتفي بانه يحيطها بذراعيه...
بينما هي تغني قليلا وتصرخ قليلا وتبكي قليلا وتصيح باسم ابنتها قليلا....
فما بين الاكتئاب والجنون...شعره..
___________________________________
دخلت سندس لذلك المكان رفيع المستوي تمشي بحذائها ذا الكعب العالي تدق به الارض حتي وصلت الي مكان جلوس جاسر علي اريكه صغيره مستدير وامامه طاوله صغيره عليها كوب من القهوه
جلست باسمه بارتباك:-ازيك يا جاسر...
كانت تضع يديها امامها فسرعان ما لتقط كفها البارد بين يديه الدافئتين قائلا:-بتتهربي مني يا سندس؟
حاولت سحب يديها وهي تقول:-صدقني ابدا بس..
همس مقاطعا لها:-وحشتيني...
لم يرتعش قلبها لكلمته مثلما اعتاد لم تتعرق يديها بين يداه لم تنظر لعيناه بشغف...
قالت بملل:-نعم يا جاسر عاوز ايه...انا سبق ورفضت فكره رجوعنا ليه تضغط عليا بكل الطرق؟
-انتي في حد خد مكاني يا سندس؟
لا تعلم لماذا قفز معاذ لذهنها الا انها ارتبكت وهي تقول:-حد!! حد زي مين؟
اضاق عيناه قائلا:-امال مالك يا سندس؟
تبسمت بحيره وهي تقول:-انت ليه بتتكلم ولا كأني انا الي سبتك وانا الي خدعتك...ولا كأنك انت الي مليت من اللعبه فكسرتها...ولما هي صلحت نفسها وبقت جديده انت عاوزها من تاني؟؟ ايه مُصر لتبوظها خالص..
قال جاسر هامسا:-هما كلهم يتكلمو بلغه الافلام دي!!
تذكر صبا وهي تتحدث مثل هذا الكلام الذي ربما يبدو في اعينهن مؤثر..
-صب....أأ....سندس...لو سمحتي..
-لو سمحت انت يا جاسر كفايه بقي علي الاقل عشانك ..انا يستحيل تحت اي ظرف ارضي بوجودك في حياتي....وانا متأكده ان رجوعك ليا وراه سبب...بس مش هسمحلك تنوله ايا كان..
سحبت يدها بعنف من طباق يداه وهي تقوم مغادره...
وكان لديها كل الحق فغرض جاسر لم يكن ابدا الحب..
__________________________________
كان طارق يجلس في عمله شارد الذهن يفكر بحالته مريم وبين كل فكره والاخري تواتيه صوره جميله او صوتها او ضحكتها فيفرك عيناه بارهاق محاولا تجاهل الامر ولكن هيهات...
-الباقيه في حياتك..
رفع رأسه ليجد احمد يجلس في الجهه المقابله له في مكتبه..
-عاوز ايه يا احمد بيه...مبقاش عندي حاجه اخسرها...
اومأ برأسه وهو يقول:-عايز تدخل في الموضوع علطول يعني...تصدق كده احسن....طارق انت عندك حجات كتير اوي تخسرها واولها حياتك،مراتك،شغلك...
قال طارق بحسره كبيره:-عاوز ايه مني..خسرت بنتي...وخسرت عقل مراتي...هخسر شغلي؟؟ ده تحصيل حاصل...سرحاني و انقطاعي فترات هيؤدي لرفضي...حياتي؟ ولا تهمني
قال احمد مهددا:-مريم...اسمها مريم مش كده؟ جابولي اسمها وسنها وصورها....
-مين دول الي جابولك!!
-الي انا لو عاوزهم يجيبو صور حمام بيتكو هيجبوه..
-والله ما خدعتك يا احمد بيه...كل الحكايه ان سعتها مراتي عرفت وقالت لفلك المفروض ان فلك فاقده دماغها يعني مش فاكره حاجه ليه هربت وازاي والله ما اعرف والله.
-المفروض اصدقك؟
-يا احمد بيه انا مش غبي....انا بنتي ماتت....ومليش غير مريم ومش عاوز اخسرها ليه مش هقلك علي مكان فلك لو عارفه..
-تمام هعتبر الامر كده فعلا....لو عايز تكفر عن غلطه مراتك قبل ما هي تدفع تمنها...لازم تساعدني يا طارق...
تنهد طارق بأسي:-ازاي..
-هقلك..
لم يكن هناك خيارا...فهو تورط معه منذ بدايه الامر ويبدو انه سيكون متورطا للنهايه..
_____________________________________
في صباح احد الايام كانت عوده سيف الي شركته ولاول مره يشعر بالحماس اتجاه عمله الذي كان يراه روتينا في وقتٍ من الاوقات
فتح باب غرفه مكتبه ليجد جاسر يجلس علي مكتبه
عبس جاسر بمشاعره سرا بينما سعد سيف كثيرا برؤيته
-جاااسر...
-اهلا وسهلا الف حمدلله علي سلامتك يا صاحبي.
-ايه اخبار الشركه
ضحك جاسر راميا بجملته:-وهو شريف بيه المنداري سابني في حالي؟؟
-معلش اهو صاحب المكان قبلي وقبلك وبردو بيطمن وصدقني بيعمل كده معايا انا شخصيا..
تنهد جاسر قائلا:-عمتا كلو تمام والحسبات متقفله ومتحوله علي البنوك وكله في محله...الشغل مستنيك يا بطل..عوده حميده..
تبسم سيف بفرح:-مش قادر اخبي عنك....انا هتجوز قريب اوي..
ارتفع حاجبا جاسر بدهشه:-تتجوز مره واحده!! تاني ؟؟
عقد سيف حاجبيه:-في ايه يا جاسر....هوانت لازم تفكرني وتعكنن عليا يا اخي..
تبسم جاسر بفضول لمعرفه الفتاه المختاره وهو يقول:-انا اسف انا بس اتفاجئت ده انت غبت بتاع شهرين بس ولا شهرين ونص يعني...مين الي بسرعه وقعتك؟
-فلك...اسمها فلك...
-ياتري حلوه زي اسمها؟ عرفتها ازاي!!
-حلوه بعقل!!....مش عارف اقلك ايه با جاسر بس هتشوفها في الفرح ان شاء الله
قال جاسر ضاحكا:-كمان فرح
-ايوه...فلك تستحق احسن حاجه...فلك مش شبه اي واحده تاني يا جاسر..
-طيب طيب...براحه بس،عرفتها ازاي بقي؟
ارتبك سيف وهو يقول:-زي ما انت عارف كنت في شغل تبع بابا فعرتفها هناك كانت بدير شويه حجات وقربنا من بعض جدا..
لم يصدق جاسر الحديث وانما ابتلعه مؤقتا وهو يقول:-يا سيدي الف الف الف مليون مبروك...
دق الباب دقات منتظمه فقال سيف :-اتفضل
دخلت ساره الي المكتب لتقع عيناها علي سيف بفضول وكذلك بادلها سيف نظرات الفضول فوقف جاسر قائلا:-
-احب اعرفك بالوجه الاعلاني لمنتجات mud ساره الشربجي..
وقف سيف باسما بارستقراطيه بينما صافحته ساره باسمه:-اهلا وسهلا..
فقال جاسر موضحا:-سيف شريف المنداري....
زادت نبضتها وحراره المصافحه واتسعت ابتسامتها وهي تقول:-اهلا اهلا....مبسوطه اني عرفتك..  

روايه (فلك):- بقلمي/وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن