روايه (فلك)
____________________
بقلمي/وعد يحيي البكري
______________________
(انا هتبني طفل)
ساد الصمت الثقيل علي الغرفه بينما نظر جاسر لسقف الغرفه ببرود تاركا جملتها معلقه في الهواء دون تعليق
قالت في شيئا من العصبيه:-طفله...مش طفل....يعني مش تبني انا هكفلها بس .
تبسم بسخريه وهو يقول:-وتتنقبي بقي وكده...ايه بتعملي لأخرتك ؟
قالت بغضب وهي تنظر لعيناه مباشره:-
-جاسر،انا مش بهزر ومش قادره استحمل منك هزار كل الحكايه ان نفسي في طفله او طفل جدا فقررت اكفل طفله و ارعاها واكونلها ام اتحرمت منها وتكونلي بنت انا الي اتحرمت منها
اقترب جاسر بهدوء منها وهو يملس علي شعرها:-صعبانه عليا يا صبا...كتر المسلسلات دمرتك
ابعدت يده بغضب وهي تقول:-جاسر من فضلك بلاش برود واستفزاز انا فيا الي مكفيني
قال ببرود:-طيب انا مش موافق علي طفل وقرف...أنا اصرف علي مين ولا مين...مش كفايه انك قاعده شاربه واكله نايمه ببلاش!
دخلت عبارته الي صدرها فقالت بحزن:-صدقني لو كان بأيدي كنت مشيت يا جاسر بس مش هينفع
ارتبك قليلا وسعل ليعدل من صوته ثم نظر بعيدا وهو يقول:-صبا انا اصلا متمناش انك تمشي ...انتي ماليه عليا البيت....انا بس مش موافق علي فكره الطفله
قالت بترجي:-ارجوك يا جاسر
-لا مرفوض
صرخت في وجهه قائله:-انا هجيبها والي عندك اعمله ..
استدارت مغادره ولكن اوقفتها قبضته الفولاذيه التي التفت علي ذراعها وهو يديرها له قائلا و النار تشتعل من عينيه رغم نبرته القاسيه والبارده:-
-اعقلي وانتي بتكلمني
صمتت بخوف شديد ثم نظرت ارضا تتحاشي عيناه المخيفه هي لا تعلم كيف احبته وكيف آمنته علي نفسها وكيف تركت العالم لاجله ولكن لم يعد لكل تلك التساؤلات اي داع فقد حدث انها اصبحت في جحيمه وستعتبر الامر عقابا لنهايه دنياها..
-حاضر يا جاسر..
ترك ذراعها و ترك الغرفه كلها فامتدت يدها المرتجفه تستند الي الجدار ولكن قدماها لم تحملاها فجلست ارضا وهي تبكي بشده
لا تعلم هل كانت تبكي حالها..
ام تبكي من اجل الطفله..
____________________________________
شعرت ان الدنيا تدور وان السماء تنزل بأقصي سرعه لها وستصدم في أي لحظه برأسها
وكأن دماء جسدها كله تجمع في وجنتيها ،تهرب من عيناه الي الاشيئ وتهرب من الاشيئ الي عيناه
تعود الي افكارها تبحث عن اجابه فلا تسمع شيئا ذا اهميه من كثره الافكار التي تتناثر هنا وهناك
قلبها كان يدق بسرعه وقوه حتي انه آلمها،قال هامسا بصوته:-
-فلك...بتفكري في ايه؟
نظرت الي ملامحه وتفاصيلها تتأمل حاجبيه المعقودتين في قلق ان تكن اجابتها كالسهم الخارق لقلبه ولكن متي استطاع ان يحبها ...
السؤال الاجدر بالتفكير متي استطاعت هي ان تتعلق به الي هذه الدرجه؟
قالت متعثره:-سيف....انا مش ...دي فتره صعب فيها الحكم علي اي ....
أمسك يدها في حماس وهو يقول:-يمكن انا في فتره اصعب منك...بس انتي...متعلقه بيا؟بتحبي الوقت معايا؟بتثقي فيا يا فلك؟ عيزاني افضل معاكي 24 ساعه؟ نفسك تكملي باقي حياتك جنبي؟ طب بتحسي نفسك معايا شخصيه ومع العالم شخصيه؟ طب مبترعفيش تعملي اي حاجه من غيري؟....انا كل الحجات دي...لو اجابتك اه ...ثقي انك بتبحيني زي ما بحبك...
تلجلجت وهي تقول:-سبني افكر...
قال وهو يزيد الضغط علي يديها:-
-خلينا نمشي من هنا..نمشي وبعدين نفكر...
سحبت يدها وهي تقف:-يااااه الوقت اتأخر...سيف هشوفك علي الفطار....تصبح علي خير...
غادرت في خطوات سريعه فظل ثابتا ينظر الي للاشيئ..
________________________________
في اليوم التالي كان يوم المرحله قبل الاخيره في مسابقه شركات mud كانت ساره علي أتم الاستعداد لها وقد بدت اليوم اكثر جمالا واشراقا
اختارت اللون البنفسجي الغامق ليساعدها كثيرا في اضافه الجاذبيه لها
واختارت الفستان اسفل الركبتين يحدد جسدها الممشوق بشكل رائع بنصف اكمام من التل علي عكس خامته الستانيه الرائعه يزينه من المنتصف حزام كبير ابيض ينتهي بربطه رقيقه من الخلف يتدلي منهما حتي اسفل ظهرها خيطان رقيقان وللمره الثانيه تترك نحرها الجميل حرا دون اي تزين ،فهو يزين بعضه بعضا ، وضعت الاقراط المتدلي منهما خيوط فضيه ورفعت شعرها لاعلي علي هيئه ذيل فرس بينما لم تلطخ وجهها بكثير من مستحضرات التجميل اكتفت برسم عيناها و قلم الشفاه البنفسجي غامق اللون..
نظرت لنفسها طويلا واخذت تدور حول نفسها بسعاده لا مبرر لها ثم تناولت الحذاء الفضي عال الكعبين وارتدته وأمسكت بالحقيبه الصغيره الفضيه وتركت غرفتها تعكس نفسها في المرآه..
(ايه...ده؟)
دارت حول نفسها وهي تقول:-حلو يا معاذ؟
قال معاذ وهو يقف غاضبا:-لا زفت
قالت بتعجب:-حرام عليك انا شكلي يجنن..
صرخ بوجهها لتتجمد الدماء بعروقها:-وانتي عايزه تجنني مين يا ساره؟
احمرت وجنتاها خوفا وهي تقول:-والله ما قصدي الي جه في بالك بس الفستان حلو يا معاذ..
ولاها ظهره وهو يقول:-خشي اقلعي القرف ده...
قالت باعتراض:-معاذ حرام عليك الساعه داخله علي سبعه ونص والمسابقه الساعه تمنيه مفيش وقت ابدا يا معاذ بالله عليك هلبس البالطو وامسح الروج وهحط هناك....بس بلاش اغير...
زفر الهواء الساخن من صدره واعطاها ظهره فقالت بدلا:-بليس يا دودو والنبي والنبي..
استدار بحركه حاده رافعا اصبعه في الهواء:-متقلييييييش دودو دي!
-حاضر....ممكن يلا بقي...
ألقي البالطو اتجاها وهو يقول متأففا:-اتفضلي...
انشغلت بارتدائه ليستدير فجأه لها وهو يقول:-
-ساره..انا ساكت...ساكت علي المسخره دي كلها عشان اشوف هتوصلي لايه..انا مديكي الفرصه ...عشان وقت ما فرصتك تقع متنطقيش بحرف واحد معايا
قلبت عيناها بملل وهي تقول:-اوكيه يا معاذ..
__________________________________
حددت (سندس) شفتيها بالاحمر الخالص ووضعت اللمسات الاخيره وهي تضم شفتيها بقوه حتي يطبع اللون بالاسفل والاعلي في حين دق الباب مرتين متتالين ويدخل شريف
-لسه مخلصتيش يا سندس؟
قالت وهي تقف:-وانت يهمك في ايه اخلص ولا مخلصش..
قال وهو يحاول التحكم في اعصابه:-
-يا حببتي عشان تركبي معايا العربيه
رفعت حاجبيها وهي تمط شفتيها علامه علي التعجب:-طب ما انا عندي عربيه يعني...
-وتروحي بعربيه وانا بعربيه والمكان واحد ليه؟
قالت ببرود:-مكان ايه الي واحد
-المسابقه..
تبسمت قائله بملل:-انا مش راحه المسابقه التافهه دي انا خارجه مع صحابي..
اثارت عبارتها غيظه ليهتف قائلا:-وهو لعب عيال يا سندس..
-من الاول انا مش عاوزه اروح اصلا
قال شريف بغضب:-يا خساره....عمرك ما بتتحملي مسؤليه ابدا بدل ما في غياب سيف تتابعي جاسر وتوشفي بيعمل ايه وليه....تسيبي كل حاجه كده عليا وحتي المسابقه مش عايزه تثبتي حضور فيها!
تنهدت قائله:-its ok انا هاجي يا بابي...هاجي...يلا انا خلصت..
-ما كان من الاول...عنيده!
___________________________________
قام أحمد بضبط ازار بذلته حين رن هاتفه بأسم (ماركوس ) فزفر الهواء من رئتيه بتململ:-
-سابع مره تتصل يا اخي....
ضغط زر الرد وهو يقول بتأفف:-خير يا ماركوس؟
قال ماركوس بصوته الرخيم:-ازيك يا احمد بيه؟
قال احمد بتأفف:-انا كويس...كويس....ومش عايز اشتري دهب جاي من فرنسا ولا استراليا...
-احمد بيه...
-ولا من اسبانيا ..مش عايز دهب اساسا
-احمد بيه...
-يا سيدي كلم دينا وهي لو عاوزه حاجه تشتريها علطول بس...
قاطعه ماركوس بهدوء:-الحلق الي حضرتك مصممه مخصوص من حوالي تسع شهور او عشره والي انا مصممتوش الا مره واحده بس بنفسي..نفس الوزن والتقل والجوده والشكل...الحلق الي كان لفلك هانم....
شد أحمد من قبضته علي الهاتف وهو يقول باقتضاب:-كمل..
تبسم ماركوس بخبث وهو يعلم ان احمد الان في اشد الحاجه الي حديثه:-
-لو كان جالي عشان ابيعه يمكن مكنتش شكيت اوي...بس المثير للذكر ان السلسه حرف f الي المرحوم عماد الدين بيه اشتراه لبنته...فلك هانم بردوا...جاي مع الحلق...معاهم قطعه تاني انا مش عارفها في الحقيقه..جاي من صديق ليا في المهنه اسمه أسعد والي عرفته ..أن الي جايب الدهب واحد فقير..ياتري ليك علاقه بالامر؟
دق قلب احمد بسرعه وهو يهمس:-معقول بعد كل ده الاقيكي بالشكل ده...
-احمد بيه حضرتك سامعني؟
انتبه لشروده وهو يقول:-
-انا جاي حالا يا ماركوس..
___________________________________
نظر الطبيب الي رسم القلب الذي بين يداه وقال لمريم بأسف:-
-العمليه بتتأخر...ويوم بعد يوم بنتك حالتها بتسوء..السن الي المفترض تعمل في العمليه فات والامر لو دخل في الخطوره هيصعب يا مدام مريم..
قالت مريم بحسره:-اعمل ايه..الفلوس الي المفروض تجلنا اتأخرت....ربنا الي عالم...
صمتت دقيقين ثم قالت:-ممكن اطلب طلب يا دكتور؟
-اتفضلي...
-بلاش تقول الكلام ده لطارق لو جه الاستشاره الجايه...معلش..
صمت مفكرا ثم قال:-ان شاء الله...بس حاولو متتتأخروش اكتر من كده..
همست مريم و هي تمنع دموعها عن الهبوط:-الله المستعان...
خرجت من الغرفه لتجد ابنتها (جميله) تجلس علي المقعد في صمت وهي تهز قدميها في طفوله..
-حببتي يالا نمشي..
قامت جميله معها دون تعليق
-ماما...ممكن اسألك علي حاجه
تبمست مريم وهي تقول:-قولي يا حببتي
-هو انا هموت...؟
انقبض قلب مريم من سؤالها الحاد جثت علي ركبيتها امام طفلتها غير عابئه انها في مدخل بنايه الطبيب احاطت وجنتا ابنتها بكلتا يديها وهي تقول بتوسل:-
-لا لا لا...حببتي ارجوكي متقوليهاش تاني ابدا...انتي هتعملي عمليه مش بتوجع ولا هتحسي بحااجه وتصحي زي الفل يا روحي...متقليش كده تاني يا جميلتي..
قالت جميله ببكاء:-بس صحابي قلولي ان الي بيجيلو حاجه ف قلبو لازم يموت..
قالت جميله ببكاء:-يا روحي دول كدابين...ومين قال لصحابك
-انا...
قالت مريم بعتاب وهي تسمح دموعها:-وليه قلتلهم؟
قالت جميله ببكاء اكثر:-عشان انا كنت حاسه فكنت بودعهم..
ضمتها مريم الي صدرها وهي تبكي بانهيار قائله بحروف مبعثره:-
-جميله هتعيش...وتكبر ...وتبقي بنوته قمر وتتجوز وتجيب اطفال...ماشي؟
قالت جميله ببكاء:-طالما مش هموت انتي بتعيطي ليه؟
مسحت مريم عيناها:-لا انا زعلت بس من كلامك ...مش بعيط...لو مش عاوزاني ازعل تاني مش تقولي كده تاني....ممكن؟
صمتت جميله باحباط ثم قالت:-ربنا مش هيزعل مني عشان كنت بضحك وانا بصلي سعات ...؟يعني لما اشوفه هيحبني..
هزتها مريم بعنف وهي تقول:-اسكتي بقي...اسكتي....
ثم ضمتها مره اخري و هي تقول:-كلنا هناقبل ربنا بس انتي هتعيشي شويه مع ماما قبل ما تقبليه يا حببتي...كمان ربنا بيحبك اصلا من دولقتي....
-وانا كمان بيبحب ربنا اوي وبدعيه انو مش يخلني اموت...
بكت مريم وبكي قلبها الضعف...وقررت ان تتخذ الصمت حصنا من اسئله ابنتها التي تضغط علي الجرح الغائر..
__________________________________
(معرفتش اجاوب..معرفتش اعلق حتي...معرفتش اعمل اي حاجه غير اني اسكت وبس..اتهربت ومشيت وسبته...كنت حاسه انو زعلان ويمكن كرهني ف اللحطه الي انا شديت ايدي ومشيت فيها..بس انا مش عارفه انا عملت كده ليه)
قال مهاب بهدوء:-لانك انتي عاقله ومدركه ان ده مش وقته...بتحبيه يا فلك؟
قالت فالك بحيره:-تصدقني لو قلتلك اني فعلا مش عارفه...
قال مهاب متسائلا:-فلك ايه الي غلط بتعلميه من ورايا؟
ابتلعت ريقها وهي تقول:-غلط ايه..
-في حاجه انتي بتعمليها او بتفكري تعمليها وانا متأكد..
قالت بحزن:-الاء..الي محدش موصلني لحاجه مفيده عنها...
تنهد قائلا:-يا ستي انا ختلك اذن من دكتور مصطفي المسؤل عن المبني الي الاء اتحطت فيه حاليا ...انك تشوفيها يوم...
قالت بسعاده:-بجد؟
-ايوه...ودلوقتي...بتحبيه؟
-انا لسه مش عارفه...اهم حاجه هشوف الاء امتي؟
__________________________________
زفر معاذ الهواء الساخن من صدره وهو ينظر لساعته لقد اطالت شقيقته داخل المسابقه اللعينه...
(لسه اختك مصفوهاش؟)
استدار لمصدر الصوت ليجد سندس اخذ يعتصر ذاكرته اين رآها ثم تذكر انها تلك الفتاه التي تعارك معاها في احدي المرات وهي شقيقه سيف
-ازيك؟
قالت بابتسامه بارده:-كويسه...عارف المشترك بينا ايه؟
تعجب من السؤال ثم قال:-ياتري ايه؟
-ان انا وانت هنا بالعافيه...
تبسم قائلا:-صح...انا هنا عشان اختي..وانتي عشان اخوكي...صح؟
قالت بهدوء:-اها اخويا مسافر وبابي عمال يقول لازم اتحمل المسؤله ولازم اني اكون مهتمه واتابع جاسر...بلاب بلاب بلاب...ولا اي حد بيهتم بااااااااااااي حاجه ...محدش بيقول مالك وفيكي ايه...الصحاب كلهم خروجات و مصالح ...ألحب...هههههههه فلوسي...فلوسي هي الجاذبيه ....بالنسبالهم كلهم...بابا؟ مشغول بسيف سيف سيف شركات سيف و مرات سيف و ابن سيف و علاج سيف....
انتبه معاذ لها كثيرا ففاجئته قائله:-عارف انا ليه بقلك الكلام ده؟
-لا.
-عشان انت مش مهتم...مش مهتم بأنا مين..ولا اخويا مين؟ ومش دي حلوه و لا لا...مش مهتم اصلا بكلامي ...
لم يجب فهو لم يعرف اي اجابه ستكن الاصح...
-تعرفي...يمكن الي انتي فيه ضغط عليكي ويمكن حاسه بوحده رغم النفوس الكتيره اوي الي حواليكي..بس صدقيني...معرفش تعرفي المثل ده و لا لا...بس هو شعبي شويه..(الي يشوف بلاوي غيره ....تهون عليه بلوته)
قالت بفضول:-وياتري ايه بلوتك؟
تبسم بتهكم:-يعني....بسيطه ،بقوم بدور اب و اخ وصاحب لواحده مجنونه....
تنهد وهو يقول:- شاب في كليه الهندسه واخته اصغر منه وعايش في اسره متوسطه...بس فجأه القدر يعوز ان بابا وماما وانا وساره نعمل حادثه يموت فيها ....
لم يكمل حديثه وهو ينظر للارض فقالت سندس بتأثر:-
-وبعدين؟
-ولا قبلين...فكرتك توقعتي الباقي..بقي المفروض عليه يشتغل جنب كليته عشان يصرف علي الكليه وعلي نفسه و علي اكله وشربه...فوق ده بقي...في بنوته اسمها ساره بقي لازم تصرف علي لبسها واكلها وشربها و تعليمها ...فوق كل ده....لازم تبقي الام الي تسمع وتحضن وترغي رغم انك راجع مهدود ولازم تبقي الاب الي يراقب ويحاسب و يعاقب ...ولازم تبقي الاخ الي يهزر ويدلع ....لازم تبقي كل حاجه....تتخرج من كليتك....كنت بتشتغل اثناء الكليه جرسون ففكرت نفسك حلو اوي وهتقدر انك تبقي مهندس....وحاليا....ديلفري ...
تبسم قائلا:-شوفتي؟
-انا مش عارفه اقلك ايه ...انا تافهه اوي...!
اومأ برأسه غير موافقا:-ممكن لو وقفتي عامل الامن الغلبان ده...نطلع انا وانتي تافهين....مفيش حاجه اسمها تافهه ولا تافه ...كل واحد فينا اتخلق يعيش دور معين والدور ده ليه صعوباته الي محدش بيقدر يتحملها غيره...يمكن في ناس مشاكلها اكبر مننا..بس ده ميمنعش ان المشكله بتاعتك بالنسبه لدورك وحياتك و مكانك تبقي صعبه عليكي ...الوحده مش سهله ....ولا المسؤليه بتاعتي سهله....بس يمكن اسهل من حجات تاني....
تنهد قائلا:-ملخص الرغي ده كله والفلسفه الفارغه...انك لازم تقارني مشكلتك بمشكله حد تاني عشان تهوني من مشكلتك وتعرفي ان كل واحد عنده كتير وشايل في قلبه همومه وفي نفس الوقت سماعك للمشكله ميخلكيش تسفهي وتتفهي من مشكلتك ومشاعرك عشان متبقيش لوح بارد عايش ياكل ويشرب ويضحك وبس.....
قالت بشرود:-كلامك...حلو بجد...
تبسم مكملا:-مفيش حد فينا حياته سوده...ولا حد حياته بيضه...هي الدنيا كده تحتها نار سوده وفوقيها جنه بيضه...بس هي بقي...رمادي...يوم معاكي ويوم عليكي...
تنهدت وهي تغمض عينيها ثم تبسمت وهي تضع خصله متسلله خلف اذنها قائله:-
-قلتلي اسمك ايه؟
-معاذ...
__________________________________
خرجت ساره من غرفه التحكيم وقبل ان تقم بأي شيئ وجدت زياد بوجهها
-ساره....ازيك؟
قالت بابتسامه بارده:-كويسه...معاذ تحت...
اوقفها زياد قائلا:-ساره ممكن اقلك علي حاجه...
قالت بملل:-خير؟
فرك رأسه بتوتر وهو يقول:-انا مش هعرف اتكلم كده ابدا في الحقيقه...لو ينفع نتقابل ونتكلم شويه في يوم
-لا..
قال زياد بصدق:-صدقيني ...الكلام فعلا جد...
-انا مش هقابلك يا زياد ارتاح....
-عايز اكلم معاذ...
-ايه!؟
تنهد قائلا:-انتي ليه مش مصدقه اني فعلا حبيتك اوي يا ساره....انا عايز اخطبك..عايز اكسبك ...عايز تديني الفرصه بشكل رسمي...
ضحكت قائله:-زياد انت فاكر انت عملت ايه معايا ولا لا؟
-ساره انا عارف ان في البدايه بدأت غلط ويمكن مكنش غرضي الحب لحاد ما جبتك لمكتبي...بس انا متعلق بيكي فعلا...بلاش بحبك
قالت ساره ببرود:-انا الشيئ الوحيد الي مخليني بكلمك ..هو الفيلم وبس يا زياد...
اغتاظ كثيرا وهو يقول:-و لو قلتلك...
-مفيش فيلم؟؟؟عادي يا زياد...انت مش هتمسكني بالايد الي بتوجعني..زياد في احتمال بنسبه 50% يتصلو بيا يقولوي خرجتي في التصفيات القبل الاخيره ساعتها سيتك هتنسي ساره اصلا....فسبني في حالي احسن...
غادرت بهدوء بينما ظل هو يفكر كيف يستطع كسب قلبها بعد ما ارتكبه من اخطاء في حقها..
__________________________________
جر (طارق) المقعد الي الخلف وهو يجلس مقابلا لوجه احمد الذي تبسم قائلا:-
-انا مجربتش اعد قدام حد معنديش اي فكره عنه....بس شكلك انسان محترم وهتساعدني كتير..
قال طارق باسما:-انا اهم حاجه عندي الدهب يتباع ...عشان عمليه بنتي الصغيره...
قال احمد ممثلا الاهتمام:-الف سلامه....هتتم وهتبقي كويسه....
-ان شاء الله
ساد الصمت قليلا ثم قال احمد:-انا ابن سعد الدين النبلسي....عارف يعني ايه سعد الدين؟
-لا..
تبسم احمد بسخريه:-انا بطلب دهب بتصميم عمرك ما تتخيله في حياتك..دهب ميتكررش الا مره واحده بس في مصر ....والدهب لما جه يتباع عرفت ان صاحبه الدهب ده اما مسروق منها ..وهوديك في ستين داهيه....اما هي الي مديهولك تبيعه...
اشاح طارق بيده في هلع:-لا لا لا فلك هي الي ادته لمراتي عشان عمليه بنتي...
ضرب احمد الطاوله بيده:-فاااالك....فلك....فلك
ثم ضحك مجلجلا:-فلك......
احمرت عيناه بطريقه غريبه وهو يهمس بفحيح:-عايزها..
دق قلب طارق باضطراب وهو يقول:-ياتري تعرفها؟
-اعرفها....؟!!!
ضحك مره اخري وهو يقول:-مجنون...مجنون....
غمغم طارق:-انا بردو؟
-عاااايزها...
انتفض طارق من صرخته كما نظر جميع المحطين بهم في النادي الي احمد بتعجب وتساؤل فعاد احمد يقول بهمس:-
-عايز فلك...وصلني ليها...هديك اضعاف الدهب ده..
شعر طارق بان قلبه يتمزق وان هناك امرا ما سيصيب فلك من هذا الشخص
ولكن ما شأنه؟
مهلا...لم يري منها سوي كل خير فهي من تحاول مساعدته من اجل ابنته فكيف يلقي بها لفك اقرب سبع...
تنحنح طارق:-فلك كانت في المستشفي ..
-ليه؟
-مش عارف تعبت فجأه وبعدين قالو انها فاقده الذاكره وانها لازم تروح مصحه...
-العنوان...فوراااااااا...
قال طارق وهو ينتفض:-صدقني...معرفوش....
-ايه؟
-م...مراتي...
-اتصل بيها حالا...
قال طارق باتباك:-اسمعني...خليني اتكلم مع مراتي تكلملي الممرضه صاحبتها الي عارفه المصحه و هقلك...والله هقلك وفي اقرب وقت ممكن...اديني رقمك وصبرك بالله...
صمت احمد قليلا ثم قال:-ماشي كلامك...
تنهد طارق بارتياح فانحني احمد لامام علي الطاوله وهو يقول:-
-لو وصلتني لفلك...هديك فلوس لعمليه بنتك وفلوس ليك تكفيك قرن...ولو...فكرت..او عقلك...فكر يجيبك ...مجرد التفكير...انك تعلب بيا...متلومش الا واحد بس....هو نفسك!
ابتلع طارق ريقه و عقله يخبره ان يقل لاحمد عنوان المصحه ويرحل ولكن قلبه لا يطاوعه في ذلك فهو لا يعلم كنيه الرجل او ماذا يرد حتي....
-انت تبقي مين؟
-ابن عمها...
رنت جمله مريم في اذنا طارق (سرقته من عمها) اذن لابد ان الامر كبيرا
انه يلعب بالنيران ولكنه سيرد اليها جميلها علي أيه حال ويترك باقي الامر الي الله...
-هكلمك في اقرب وقت....
__________________________________
دخلت فلك بخطوات هادئه الي الردهه الطويله في مبني اخر وتتقدمها ممرضه هادئه الي حد البرود حتي وصلت الي غرفه ما فوقفت وهي تستدير لفلك:-
-دي اوضه الاء معاكي خمس دقايق كده عشان دكتور مصطفي امر بكده...خمسه بس.....ولو عملتلك اي حاجه اندهي وقولي صفاء...
غادرت دون حتي ان تستمع الي جواب فلك بينما تنهدت الاخيره وهي تذكر البسمله وتفتح الغرفه...
(آااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه)
أنت تقرأ
روايه (فلك):- بقلمي/وعد يحيي البكري
Romans(قد نختلق الفراغ داخلنا في محاوله يائسه للنسيان و الراحه ولكن هل الذكريات يقتلها الفراغ؟) طارت الاوراق مبتعده تماما عن مرمي نظرها كانت البروده هي التي تسود جسدها و لكن بروده الاجواء و قسوه الارجاء لم تستطعا ان تسيطرا علي ذكريتها و شرودها فالذكريات ه...