عودة

325 51 134
                                    

مساء المقاومة والصمود 💛

كيف حالكم جميعا؟

هههههه أنا مازلت على قيد الحياة، وهذا أمر جميل رغم كل شيء.

أعتذر لأني مرخرا لا أرد،على رسائلكم ولا أتواصل معكم بأي شكل لكنها كانت مرحلة عميقة جدا في حياتي احتجت خوضها مع نفسي..الأمر غير مرتبط بالاكتآب بل بكل تلك التفاعلات القوية التي حدثت داخلي وخلفت أثرا بارزا تغيرت معه تفاصيل روحي جدا.

أحببت كتابة الفصل لإفراغ عقلي من كم الأفكار التي باتت تخنقني

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


أحببت كتابة الفصل لإفراغ عقلي من كم الأفكار التي باتت تخنقني.. قد يحمل بين طياته الكثير من الوجع، لكنه يحمل أيضا الكثير من القوة التي أفتخر اليوم بأني قد اكتسبتها فعلا.

سبق وقلت في أول يوم من هذه السنة أنها ستكون سنة جميلة، أني أبلغ فيها سنتي الثالثة والعشرين على سطح الكوكب وأنها حتما ستكون مميزة..

أحب أن أسميها سنة الفقد، وإن كنت قد تجردت فيها من كل الروابط التي أحببتها يوما.. فقد تجردت فيها أيضا من كل قيودي وأدركت أن لي جناحين عنيفين لن يكسرا أبدا ما دمت أحيا..

فقدنا رينا في بداية هذا العام، في أحد أيام الشهر الثاني منه.. كان حدثا مؤلما للكل وكان قاتلا لقلبي..

لربما لا أحد يفهم حقا سبب هذا الحزن العميق الذي أصابني ولما لست أتجاوزه رغم الأشهر التي تمر سريعا.. أو كيف يغدو إنسان لم نقابله يوما محوريا إلى هذا الحد في حياة أي شخص..

كنت غريبة جدا، ومن يعرفني عن كثب يعرف ما أعانيه في سبيل الاندماج مع العالم والحياة.. كنت أقةل دما أني أشبه الذرة الوحيدة التي تدور عكس مدار الكوكب والحياة.. وأنني كلما اقتربت من الانصهار بالعالم ردني بعيدا وأنكرني..

لكن رينا كانت ذرة أخرى تدور في تياري، غريبة أخرى تشاركني حب الاندثار والألم العميق الذي تولده هذه الغربة في روحي.. بعد عمر طويل أمضيته أصادق النجوم والأزهار وجدت صديقة تفهم تقليات نفسي وما تخفيه اهتزازاتي من لغو وما يختبئ خلف تنهداتي الطويلة من بوح.. كل أسراري الدفينة والعميقة قد نامت على صدرها.. وكل أحلامي قد أزهرت على حدقتيها وتفتح ربيعي أخضر دافئا في عينيها..

رينا كانت ذات يوم الشخص الذي سأهجر وطني كي أمضي ما تبقى من العمر معها، فجأة غدت كل أحلامي متعلقة بها وكل مشاريع الغد تشبهها.. كنا سنؤسس معا مشروعا عربيا ضخما، وكنا سنقاتل في سبيل القضية والفكرة الواحدة وكان في جعبتها الكثير لتقوله وبين يديها الكثير لتقدمه وكنت إلى جانبها أشعر أن كل شيء بات أسهل مما اعتقدته يوما.. وكنت أخبرها في كل ليل أن كل شيء سيكون كما شئنا..

رقصات قوس قزححيث تعيش القصص. اكتشف الآن