في وداع 2018

357 35 201
                                    

سنة أخرى تمضي، تحمل معها كما هائلا من الذكريات تاركة في دواخلنا بصمة أبدية.

في بداية 2018، في يوم كهذا من العام الماضي، قررت إمضاء سنة لن تشبه غيرها، قلت أن عامي الثالث والعشرين سيكون نقلة نوعية في حياتي، الأفضل والأسعد والأكثر تميزا، لأن للرقم 23 دوما أثر عجيب في حياتي وارتباط وثيق دائما بأهم الأحداث التي أخوضها.

أذكر  أني وضعت مجموعة من الأهداف التي سأسعى كي أنجزها إضافة لبعض الأمنيات التي أرجو أن تتحقق لكنني لم أحقق شيئا منها ومرت 2018 مختلفة عن كل التوقعات التي رسمتها في خيالي، لكنها لم تكن هادئة ولم تكن سنة عابرة.. بل كانت حقا سنة انتقالية في حياتي للحد الذي يسمح لي بأن أقول بأن صبرين التي كتبت ذاك الفصل قبل عام ليست ذات الفتاة التي تكتب الفصل الجديد.

 بل كانت حقا سنة انتقالية في حياتي للحد الذي يسمح لي بأن أقول بأن صبرين التي كتبت ذاك الفصل قبل عام ليست ذات الفتاة التي تكتب الفصل الجديد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لحظات مهمة في 2018:

خلال الشهر الأول من 2018 عايشت أول تجربة عملية خلال مسيرتي العلمية، إذ طوال فترة إعداد مشروع التخرج لم نكن نذهب إلى الجامعة إلا نادرا لرؤية الأستاذ المؤطر في حين يتم التدريب بإحدى الشركات التي قبلتنا كمتطوعين. كانت تجربة فريدة من نوعها رغم كل شيء.

انطلقت الأعمال بشكل جدي داخل الربيع العربي، حدث هذا بالتوازي مع غياب رينا بعد مدة لابأس بها. ومن فبراير حتى ابريل عايشنا أكثر الفترات توترا داخل المشروع ونحن ننتظر عودتها التي طالت أكثر مما يجب. في السابع من إبريل وبعد شهرين من الاتصال المستمر أرسلت رسالة عتاب طويلة لها على الواتس، عقب الرسالة اتصال منها.. علمت خلاله من أختها أن رينا قد فارقت الحياة في حادث سيارة.

لم أعايش طوال حياتي حدثا أشد قسوة من موتها، اعتدت أن يموت الناس من حولي، من عقر عائلتي، أجداد وأعمام وأبناء أعمام، كنت معتادة على تقبل الموت بقدر ما أتقبل الولادات الجديدة... لكن وفاتها كانت مختلفة.

رينا لم تكن صديقة أو شريكة عمل، كانت روحا عذبة انتميت لها وانصهرت معهاوتوحدت أحلامنا وحكايانا. منحتني شعورا عميقا بالأمان، بأن كل شيء حولي سيكون على ما يرام ما دامت هنا، سوف تحتوي روحي إذا ما انزلقت... لكنا انزلقنا سويا وغدت طيفا وغدوت روحا معذبة.

رقصات قوس قزححيث تعيش القصص. اكتشف الآن