مرحبا، كيف حالكم؟
طال غيابي والأمر أنني لم أكن في مزاج جيد لأحدث هنا، وأنا في الغالب أكره نثر طاقتي السلبية في كتاب الهدف الأساسي منه محاربة هذه الطاقة والتحفيز.
هل فكرت يوما أن أفكارك تؤثر في حياتك بقوة حتى تغير من مجريات أحداثها؟
لن أتحدث عن قانون الجذب بل عن تجربة علمية واقعية عن قدرات العقل الباطن..
الموضوع عن تجربة العقل الباطن التي قام بها الدكتور " بورهيف" على أحد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام مقابل أن يتم ذكره في تاريخ البحث العلمي، طالما هو ميت في التاريخ ذاته في كل الأحوال.
أجلس بورهيف المحكوم بالإعدام على كرسي وأعلمه أنه سيقوم بقتله من خلال تجربة علمية لتصفية الدم ثم غطى عيني السجين كي لا يرى وركب خرطومين رقيقين على جسمه من قلبه حتى مرفقيه وبدأ يضخ داخلها ماء دافئا يقطر عند مرفقي الرجل السجين وتحت يده وضع دلوا ثم أوحى له كأنه قد قطع شرايينه موهما اياه انه يفرغ جسده من الدم حقا وأن ما ينزل من الخرطوم ليس إلا دمه، وأنه عما قريب سيموت.
بعد مرور عدة دقائق لاحظ الحاضرون من العلماء المهتمين بتجارب بورهيف أن وجه المحكوم بالإعدام قد بدأ بالشحوب والاصفرار رغم أنه لم يكن ينزف حقا، وقد أقلقهم هذا وعند الكشف عن وجهه انتبهوا أن الرجل قد مات حقا من دون أن يفقد قطرة واحدة من دمه في المدة الزمنية المحددة التي يتطلبها الجسد ليفرغ من الدم.
ما حدث أن عقل السجين قد صدق حقا أن دمه يصفى وأنه على وشك الموت قريبا بسبب النزيف وهذا التصديق الكامل لخياله جعل عقله يصدر أمرا حقيقيا بتوقف أعضاءه عن العمل والموت.. مبرهنا للحاضرين أن العقل البشري يستجيب للخيال والوهم المتقن تماما كما يستجيب للواقع.
إن كانت عقولنا تستجيب حقا لما نظنه عن أنفسنا وما نصدقه وإن لم يكن حقيقيا.. إذا كم من الأفكار والمعتقدات القاتلة في حياتنا كانت السبب في بقاءنا في الخلف وحالت دون تقدمنا..كم مرة قلت لنفسك أنك لا تستطيع فعل عدة أشياء، أنك شخص غبي، أنك شخص عاجز، أن أحلامك مستحيلة التحقيق..
وكم مرة استجاب عقلك لهذه الأفكار الخيالية التعجيزية وتجاوب معها..
أحيانا قد لا تكون مشكلاتك بالحياة بسبب الظروف وسوء الحظ.. قد تكون أنت مشكلتك الحقيقية وعائقك الأكبر..
أفكارك السلبية وتجاوباتك معها.. إيمانك بأنك قد لا تستطيع! كل هذا يشكل خطرا حقيقيا على حياتك..
طالما أنت تعلم الآن أن خيالك قادر على تغيير واقعك و مدى تجاوب عقلك مع أفكارك.. لما لا تحاول تغيير نظرتك الدونية لكل شيء وإلى نفسك وقدراتك وإمكانياتك وأهدافك.. استغلال عقلك ليتفاعل مع أفكار إيجابية تعكس مدى تميزك وبراعتك وقوتك..
لما لا تبدأ بإقناع نفسك أنك شخص مميز ذو مواهب شتى وقدرات..
لما لا تحب نفسك بقوة وتسير بها قدما وتصدق أنك سوف تكون ما تريده يوما وأن احلامك على بعد قفزة صغيرة منك، وأن الله وهبك عقلا فذا ذي قدرات عالية تستطيع به رسم وجود جديد وتغيير مسار العالم..
لم لا تحاول أن ترى من الآن كم أنت شخص عظيم القدرة وموهوب، كم أن الحياة محظوظة ليعبرها شخص مثلك، وكم تستطيع أن تقدم من الخير 💛
إن العالم العربي كاملا، يملك كل القدرات التي يحتاجها، أغلب الموارد موجودة عندنا من نفط وأورنيوم و ذهب وفضة وماس وفسفاط وملح وغيرها من ثروات فلاحية وبحرية.. إن العالم العربي يمتلك العلم والمعرفة واهتمام الشعوب بهذا.. إن العالم العربي يمتلك الطاقة اللازمة، من شباب وإبداع و شجاعة..
ونمتلك الكثير من الخيال القاتل، لأن الأغلبية تشترك في الإيمان بتخلف العرب المستمر وبسيطرة الغرب التي لا يمكن كسرها وبوهم أوروبا وأميركا الذان سيبقيان في قمة القوى رغم أن اتخاذ العرب لقرار الاستقلال التام عنهم سياسيا واقتصاديا سوف يقتلهم دون حرب.. لأن ثرواتهم كلها تعتمد على ثروات العالم العربي نفسه ولأن أوسع سوق استهلاكية هي سوق العرب..
ولأن نوابغ بلداننا وعلماء العرب يتم اغواءهم وأخذهم للعمل تحت راياتهم أو قتلهم وقتل أحلامهم في أوطانهم..
ولو أننا فقط نغير نظرتنا نحو أنفسنا، نؤمن بقدراتنا وبقوتنا، بأن الغد مختلف جدا وأن هذا الاختلاف يبدأ بجهود حقيقية سنعمل اليوم على التمهيد لها.. وبأن العرب قوة حقيقية يُخاف منها ستنفلق بعد حين لتغمر العالم.. سوف نغير الكثير عندها من الواقع المر الذي لطالما عشناه.
مجرد الإيمان بأننا قادرون وسنحقق يجعلنا قادرين ونحقق..
استمرارنا الظن بعجزنا وأننا سنبقى في الخلف دوما.. سيجعلنا كالسجين الذي جرب عليه بورهيف تجربة العقل الباطن.. سنموت من دون أن نكون مصابين بجراح حقيقية.. من دون أن نكون فعلا متخلفين او عاجزين..
بقدر ما ينطبق الأمر على الأفراد.. فإن الأفكار الجماعية تؤثر تباعا على المجتمع كاملا.
لا تسمح لأفكارك بقتلك.. اقتل أنت أفكارك السلبية 💛
أنت تقرأ
رقصات قوس قزح
De Todoلأن الحياة مغامرة وجنون... كتاب للذين يريدون أن يكونوا أصدقائي المقربين ❤ الغلاف من تصميم : جنود التصميم.