وعاد ليل الشتاء الطويل ... وعاد السهر والالم والعويل... فيارب عجل شفاء العليل...وهب لقلبي صبرا جميل"
كان طارق واقفا امام النافذة حاملا في يده كوبا من الحليب بالشكلاطة الساخن محملقا في الثلج المتساقط ،عادت به ذاكرته الى اليوم الملعون دمعت عيناه حزنا وشوقا بينما هو غارق في التفكير سمع جلبة وضوضاء من خلفه استدار فاذا بها اسيل كانت ترتدي فستانا شتويا وملحفة في غطاء من الصوف تكاد تظهر عيناها دخلت الى الغرفة حاملة معها اوراقا كبيرة للرسم وجلست فوق السرير ثم وضعت الاوراق امامها
اسيل: تعال
طارق ادى التحية العسكرية وقال : امرك قائدي
اسيل مبتسمة: هاهو مشروع تخرجي اضفت عليه بعض اللمسات الاخيرة وبدأت في الشرح
كان المشروع عبارة عن قصر راق جدا يتكون من غابة كبيرة ممتدة ثم يظهر القصر في الوسط مدخله باب كبير تقابله صالة لاستقبال الضيوف (كالذي في الصورة)وفي نفس الطابق ثلاث غرف كبيرة في كل منها حمام كما يحوي الطابق الاول على صالة للرياضة و مطبخ وورشة للرسم وحمام كبير وكذا باب صغير عند نهاية الصالة يؤدي الى طابق تحت الارض فيه مسبح ضخم (لكل من الصالة الرياضية وورشة الرسم حائط زجاجي يطل على الحديقة الخلفية ) اما الطابق الثاني فيتكون من ثلاث اجنحة ملكية (كل جناح عبارة عن دوبلكس اي طابقين في طابق ) صممت بدقة فائقة واناقة لا متناهية
نظر طارق الى اسيل وشهق : اانت حقا صاحبة التصميم ؟؟
ابتسمت بغرور و اجابت: بالطبع يا عزيزي
طارق: لن تبيعي التصميم لاحد ،سيكون من نصيبي
اسيل: ومن قال اني اريد بيعه لقد قررت انا بناءه لكن ميزانيتي لا تكفي
طارق: بما ان الطابق الثاني ذو ثلاثة اجنحة سنكلم قصي ويكون القصر من نصيبنا نحن الثلاثة من جهة نجمع اموالنا لتكفي ومن جهة اخرى نلم شملنا
اسيل ابتسمت للفكرة: موافقة واذا ما اراد احدنا الزواج يفتح احد الاجنحة الملكية كما ان المنزل متناظر في حال ما اختلفنا يقسم على ثلاثة وياخذ كل منا نصيبه
اتفق الاثنان على ذلك واخبرا قصي الذي رحب بالفكرة
انتهى الاسبوع بسرعة وجاء يوم التخرج تمكنت اسيل من النجاح بجدارة في المساء احتفل الكل بنجاحها التقو بالمعماريين واعطوهم الاذن بالشروع في بناء القصر ثم عادوا الى المنزل ليلا لكن قصي تحجج بان لديه عمل ولم يعد معهم الى المنزل .
دخلت اسيل متعبة جدا استلقت على الاريكة المجاورة وهي تحس بالم حاد في راسها ،جلس طارق بجوارها بينما هما يتبادلان اطراف الحديث رن جرس الباب وفي نفس الوقت هاتف اسيل كان الرقم من خارج البلاد ،اجابت على الاتصال لياتيها صوت رجولي خشن من وراء السماعة اقشعر بدنها وتكلمت بخوف :" الو ابي كيف حالك ؟ "
احمد:" بخير الحمد لله آمل ان تعجبك هدية تخرجك "
اسيل : "لو لم تكلف نفسك عناء الحضور "
احمد : تيت تيت تيت اقفل السماعة من دون اي كلمة
جاء طارق حاملا في يده وردا وطردا كبير وضعه امامها : هذا لك
فتحت اسيل الصندوق بيدان مرتعشتان وجدت فيه مجموعة من الصور لقد كانت لحفل زفاف حسام مع صديقتها المقربة واسفل منه لوحة فنية فيها اب واقف بشموخ وابنته مرمية على الارض جراء صفعة منه مكتوب تحتها "مهما نجحت ومها تالقت تذكري دوما انكسارك ذات يوم ،ستبقين ذليلة ومدينة لي طول عمرك " رمت اسيل الصندوق بقوة ودخلت في حالة هستيريا من البكاء والصراخ تركها طارق تفرغ غضبها لكن سرعان ما ضمها لصدره اجلسها فوق الاريكة بلطف مهدءا اياها ...
اسيل: اتعلم لما اكره الشتاء ؟؟ هو اكثر فصل بكيت وانكسرت فيه ثم قصت عليه ما حدث معها لم يصمت هو ايضا بل حكى كل ما جرى له من اول يوم الى حاضره انتهت ليلتهما ببكاء مرير على اطلال الماضي.
أنت تقرأ
خرافة الحب
Любовные романыهي رواية رومانسية من نسج الخيال تحكي عن فتاة شابة مفعمة بالحياة جد طيبة و حنونة تثق سريعا بالاشخاص لكنها تعرضت للخيانة من طرف خطيبها مع صديقتها المقربة فقررت الرحيل و الذهاب إلى الخارج مع ابن عمة أمها وخالها و العيش هناك عازمة النجاح و تحقيق أهدافه...