شتاء بارد (الجزء الثالث)

36 0 0
                                    

حطام رجل هذا ما تبقى من طارق ،اتجه نحو الحمام

بخطى متثاقلة وجد انعكاسا على المرآة لشاب لا

يعرفه ذو لحية طويلة ووجه شاحب، دخلت أمه من

ورائه تكلمت و الدمع في عينيها : بني عزيزي كفاك

حزنا لقد مضت سنة من رحيلها، ألم تجف دموعك ،

لم نسمع صوتك منذ مدة ،لو كانت سلمى هنا لما

رضيت لك كل هذا الضياع.

أمسك طارق  بيد أمه واتجه بها نحو النافذة تكلم

بهستيريا لبسته منذ وفاة سلمى :انظري يا أمي انه

المطر إلا يذكرك بشيء ؟ إنه يذكرني بمحبوبتي

السمراء كيف لي أن أنساها وكل شيء يذكرني

بها ،حتى أنفاسي تذكرني بها ..اااه ليتني مت

معها. ..إنه المطر يا أمي المطر الذي جمعنا وهو الذي

فرقنا. ..إن شتاءا باردا يعصف داخل قلبي ،لقد مات

طارق بعدها... لقد مات

سقط طارق أرضا بعد موجة من الصراخ و البكاء

الهستيري ضمته أمه بكل ما أوتيت من قوة و

امتزجت دموعهما هي تبكي فلذة كبدها الذي ضاع

بين يديها و هو يبكي محبوبته السمراء.

طارق :أتعلمين يا أمي أن سلمى  عديمة الوفاء، 

تحب الرياء

بريئة ومذنبة في نفس الوقت

مثل الحياة

عديمة الشفقة، متمردة

عديمة الوفاء، تحب الرياء

بريئة ومذنبة في نفس الوقت_

____________________________________________________

في الجزائر العاصمة و بالتحديد في بيت اسيل

دخلت اسيل إلى المنزل بخطا متعبة استقبلتها

الخادمة عند باب القصر و حملت عنها المعطف و

الحقيبةو الأدوات

اسيل :أين أبي و سهام يا مروى؟

مروى : سيدي في العمل و سيدتي تحضر حفلة مع

صديقاتها.

اسيل : تافهة تضيع وقتها في التفاهة.

اتجهت اسيل إلى جناحها الذي أقل ما يقال عنه أنه

ملكي فهي وحيدة والدها و مدللته فهو يحاول أن

يغطي انقطاعه عنها بالمال. .

استحمت و لبست فستانا زهريا قصيرا و ربطت

شعرها على شكل كعكة منزلة بعض الخصلات على

وجهها الملائكي ثم اتجهت نحو ورشة الرسم و بدأت

في الرسم، إنها عادتها منذ الصغر أن تفرغ غضبها في

لوحات فنية رائعة ثم تتبرع بها آخر الشهر للجمعيات

الخيرية معينة إياهم بمبالغ خيالية جراء بيع لوحاتها .

رسمت طريقا طويلا لا نهاية له ،مظلم يشع نور

طفيف من نهايته

مجهول:لم كل هذه الظلمة يا أسيل ؟؟

استدارت بسرعة نحو مصدر الصوت و اتجهت

مسرعة إليه عانقته بشدة فهي لم تره منذ مدة ،بادلها

العناق و قبل وجنتيها بحرارة.

اسيل :لم تعلمني بحضورك، ليست عادتك؟

قصي : لقد مررت من هنا وأردت أن أراك ،لقد اشتقت

اليك يا مدللة أليس من حقي ؟؟

اسيل نظرت إليه بعينين مشتاقتين و عادت إلى

حضنه :وانا اشتقت اليك يا خالي .

قصي :عزيزتي ساخبرك بشيء انا ذاهب إلى تركيا

نهاية هذا الشهر

اسيل تجمعت الدموع في عينيها :لا تذهب أرجوك

ليس لي أحد غيرك ،فضلا عن هذا الن تكون معي عند

اجتياز الامتحان. ؟؟

قصي :ااه سأنتظر انتهائك من  الاختبارات وعد.

أعادت اسيل رأسها إلى حضن خالها واجهشت

بالبكاء.

خرافة الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن