*
كنت اخاف الظلام يوماً
وكنت اخاف الضيق كذلكخشيت رؤية الأماكن المرتفعة من الأسفل
وارعبني النظر للأماكن المنخفضة من الأعلىارتعشت يدي كلما رايت خطراً يقترب مني
وتتسارع نبضات قلبي لمجرد شعوري بشيء ما
شيء يراقبني ولا استطيع رؤيته في المقابلحتى ابتسامات البشر ، ظننتها كاذبة تخفي حقداً
شككت في كل شيء وخفت ايضاً كل شيءما تسمى بغريزة البقاء كانت الاقوى داخلي
اقوى بكثير من المخاطرة والتضحية والشجاعةلذا انا لم افقد شيء
وذلك ايضاً أرعبني .. لطالما اعتقدت انه في تلك اللحظة التي ستفقد بها شيئاً تلك ستكون نهايتيلكنها الحياه
وسير كل شيء بمثالية طوال الوقت لهو من رابع المستحيلات
فمن لا يمتلك ذلك اليوم الاسود؟كان يومي الاسود عندما كنت في التاسعة عشر من عمري
ذلك اليوم الذي فقدت به شيء لأول مرة
ولاكون دقيقاً
فقدت اثنانفحين فقدت بصري
فقدت خوفي معه~لأدرك ما لم أدركه طوال التسعة عشر سنه التي قضيتها:
كنت أرهب ما أراه وما قد أراه ... خفت ات ارى الاختلاف حولي وتبدل الحال امام ناظريلكنني عندما لم أعد ابصر شيء .. لم امتلك ما اخاف منه بعد الان
لذا اشعر ان عمري الحقيقي قد بداء بعد فقداني بصري
عشت ما لم استطع عيشه ما قيدي الخوف من فعله طوال حياتيفكل شيء وحتى تلك الامور البسيطة التي كنت افعلها مبصراً كالخروج من المنزل
اصبح مغامرة بحد ذاتهاادركت ذلك عندما وقفت على احد الأسطح لأول مرة
كانني ولدت من جديد ... شعرت بأنني حي لأول مرة
هواء يضرب وجهي وشعري يتحرك مع تلك النسماتحينها أخبرت نفسي ان نظري لم يكن له قيمة ان لم استطع بالشعور بجمال ما حولي
وقد آكون مجنوناً وقد يعتبرني الجميع انني فقدت عقلي مع بصري
الا ان فقداني لبصري كان افضل ما حدث ليلم أعد اخاف البشر او المرتفعات
لم اهب الخسارة او اي شيء اخرفقدت القدرة على الابصار بعيني لكنني وأخيرا استطعت فعل ذلك بقلبي
وذلك جعلني اكتشف الكثير ، اكثر بكثير من عندما كنت ابصر بعيني
وانضح البشر اولاً كمثال؛
فقدت الكثير من من أطلقوا على ذاتهم اسم الأصدقاء
هم في الحقيقة كانوا أقنعة لأصدقاء خدعت عيني المبصرة بهم
هم لم يتحملوا شيء كاعاقتي .. لم يتحملوا سؤالي لهم في حاجتي ، لذا قرروا الذهاب فحسب