الطمع أم التكليف?

375 20 8
                                    

يقول :أذا تجردت عن الطمع فلابد أن اتخلى عن النشاط الاقتصادي الفعال وأن لم أكن حريصا فسوف لا أطلب النجاح في كثير من المجالات ولولا طمعي فلم أدرس لكي أنال أعلى درجه وأختار افضل فرع علمي!؟ غالبا ما يضبط الناس حياتهم على أساس الطمع .

حاول ان لا تَبنِ نشاطك الدراسي المكثف وكدّك المثابر في العمل على الحرص والطمع بل أجعله على أساس التكليف الشرعي .

- ماذا تقصد ؟!
-يا أخي ضاعف عملك عشرة أضعاف, لكن من منطلق إنك مأمور لا على أساس النتائج!
أقناع الاذهان بهذا صعب للغايه

صاحب الزمان (أرواحنا له الفداء ) سيجعل من هذا المبدأ اساسا لحياة الناس لا يستطيع الجميع أن يكونوا هكذا؟ لا بأس , القله القادره على ذلك سيديرون العالم أكبر أصحاب المصانع وأعضم العلماء وأضخم تجار العالم في زمان المهدي (عجل الله فرجه )  سيكونون من أولئك الذين يمارسون كل هذه النشاطات من منطلق التكليف الشرعي لا على خلفية الطمع فما الذي يطمعون فيه ?

لكن الكلام في هذا الموضوع أشبه بنسج الخيال . سيقال لك: "كم هو شاعري! ما الذي تقوله يا هذ؟! لكن متى يخرج كلامي عن مجرد كونه شعارات؟ في الجبهات أبان الدفاع المقدس حيث تشاهد أفرادا يثابرون الى حد بذل الروح فكانت نتيجة مثابرتهم تغيير دروس الكليات العسكريه في العالم كله بأنه يمكن القتال بهذه الطريقه أيضا من الذي أسس لذلك ؟ فتية في حدود العشرينات ! ولماذا مدارك هؤلاء الفتيه واسعه الى هذا الحد ؟ لانهم لم يفعلوا ما فعلوا طلبا للدرجة او الجاه او الراتب , فعندما لا يطمع الانسان في النجاح ونتائجه بل يحرص على أداء التكليف سيعمل فكره بشكل أفضل وسيكون أكثر أبداعا.

-وهل يتسنى لنا خلق مشاهد شبيه بالدفاع المقدس في حياتنا ?
-على كل أذا أستطعنا فهو جيد وسنتخلص من تعاستنا !
- لا يمكن ذلك
-حسن لا يمكن ,دعنا نعش تعساء ! فلو أخذت أفضل الخطط الاقتصاديه من ملائكة السماء بل من جبرئيل الامين (ع) دون ألتزام هذه القاعده فستبوء بالفشل .

لا ينبغي أن تبني عيشك على سبق الاخرين بدافع الحرص والطمع .

ورد في تفسير الايه (( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ))
قال : الرجل ليعجبه شرَاك [ رباط ] نعله فيدخل في هذه الايه

- شيخنا بهذه الطريقه سيشل الاقتصاد ولن يمارس احد نشاطا أقتصاديا
- بلى هذا مقترحي أقصد ما أظن أنه مقترح الدين والكل يسمونه شعارات فما أن يأتو على هذا الجانب من الدين حتى يقولوا: "شعارات" الدين لم يأتي ويقول لك : لا تكذب ... وتصدق ... فيمكن فهم هذا من غير دين أيضا أعظم إنجاز للدين هو قوله لك :" لا تجعل الباعث لحياتك المليئه بالحركه والنشاط الطمع بل أجعله التكليف وأنا سأصلحها لك " هذا هو سر الدين

عندي لكم سؤال : نبينا آدم أٌ خرج من الجنه بسبب الطمع ,صحيح ? صحيح , فما مفتاح العوده الى الجنه أذن ? عليك بإصلاح ذات الخصله التي أخرجتك من الجنه كي تعود إليها , أنها 1 + 1 = 2  هات لي تلميذ أبتدائيه لأوضحها له ويقتنع بل تمهيدي طفل ذو خمس سنوات يفهمها سأقول له : " أنظر رجل أرتكب كذا فأخرجوه ما الذي يفعله ليعود ؟" سيقول : " يتوب مما أرتكبه ليعود ".

فليكن الاساس لدوافعنا التجاريه والاقتصاديه هو التكليف لا الحرص .

-هل من الممكن أن يعمل الانسان لا بدافع الطمع بل بدافع التكليف ?
-صعب جدا... قل : "صعب جدا"  كي لا أحرق أعصابي أكثر , أنت الذي قلت : " صعب جدا " حاول أنت ذلك وستفلح أن شاء الله ثم سترى أثره في حياتك .

أحد أصحاب الامام الصادق (ع)..(كم أحب هذا الحديث...كم هو رائع ) كبُر في السن وكان تاجرا ميسورا قال :"(عندي مال كثير ولا أراني أكله حتى أموت )" فقال له الامام (ع) لما سمع ذلك :"((تتركها فإن تركها مذهبة للعقل ))".

أعمل من منطلق التكليف لا الطمع قل : " الهي أشهد أنني لا أتجر طمعا " , ولتكن صادقا , "انا أنسان قنوع , لا أكسب المال الا من منطلق التكليف "

- لماذا تكسب المال ?
- لأنهم عليهم السلام حثونا على عدم تجميد المال وإن خُسِر ففي ذلك بركه فلابد أن أتكسب...إلهي طاعة لأمرك .

قال النبي (ص) : "((التاجر الجبان محروم , والتاجر الجسور مرزوق ))" كنز العمال , ج4 , ح 9293







✨الشيخ بناهيان✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن