ما إن يصبح البعض متديناً وملتزماً حتى ينام قرير العين! قائلاً لنفسه: أصبح وضعي ممتازاً!!ـ لماذا ممتازاً؟!.. إلى أين وصَلْت؟!
قد لا تستمر حالة تديّن الأشخاص أو ثوريتهم، أو لا يستمر ارتباطهم بصاحب الزمان(عج).. أو لا يستمر التزامهم بالصلاة. لا بد أن نتحدث عن هذا سيما في أجواء المتدينين. الالتزام بارتياد المجالس الحسينية قد لا يستمر. أجل، ابحثوا هذه الأمور.. الاستمرار صعب. ثقوا أن المرء ليشعر من قريب أو بعيد أنه ما إن يصبح البعض متديناً وملتزماً حتى ينام قرير العين قائلاً لنفسه: أصبح وضعي ممتازاً!!
ـ لماذا ممتازاً؟!.. إلى أين وصَلْت؟!
فلا هو يقرأ، ولا هو يفكر، ولا هو يتضرع، ولا هو يناجي، ولا هو يثابر ويجتهد لجمع الثواب كي لا يتخلف عن الركب. قل لي، أي إنسان ملتزم أنت؟! يروح إلى المسجد ويجيء.. يروح إلى المجلس ويجيء، لكن لم يعد له لا طعم ولا رائحة، فلا يُشَمّ منه شذىً، ولا تُتذوَّق منه حلاوة. شخص كهذا ليس الاستمرار مهمّاً عنده أبداً
ـ أمتأكد أنك ستبقى على هذا الطريق؟ كثيرون قبلك حادُوا عنه.. أووه! أنت لستَ فلتةَ زمانك يا حبيبي. أتعلم أن "ابن ملجم" كان فلتة زمانه في اليمن؟ فلقد أمر أمير المؤمنين(ع) أن يبعثوا له من اليمن عشرة من خيرة رجالها.
فاختار أهل اليمن مائة رجل، ثم اختار المائة سبعين من بينهم، ثم اختار السبعون ثلاثين.. كانت عمليات انتقاء صارمة، ثم اختير من بين الثلاثين عشرة.
حتى إذا دخل العشرة على أمير المؤمنين(ع) قدّموا من بينهم أحدَهم وكان هذا الأخير ابن ملجم المرادي! ولم يكن في اليمن خونة كثيرون لنقول: كان أحدهم ابن ملجم، فأهل اليمن ممدوحون منذ صدر الإسلام، وما يزالون.
لكن قد يختار الله، من بين أشد الناس صلاحاً، نموذجاً واحداً ليحذّرنا.
قد لا تستمر حالة تديّن الأشخاص أو ثوريتهم. لا بد أن نتحدث عن هذا سيما في أجواء المتدينين.. الاستمرار صعب. تتصور أن الشاب الملتزم والمتدين لا بد أن يبقى في هذا الطريق! لا بد أنك تمزح!