لا بد للشخصيات السياسية أن تكون محبوبة للرعية إلى درجة أن الرعية تدعو لها، كما هو حال قادة جيش الإمام المهدي(عج) إذ سيتبرك الناس بالتراب من تحت أقدامهم.يصر البعض على طرد القداسة من الأجواء السياسية ظناً منه أن هذا لصالح الأمة والحال أنه إذا أفرغنا السياسية من قداستها فسيتعاطاها كل مَن هبَّ ودب، وعندها سوف لا تستطيع أي سلطة رقابية أو قاهرة الوقوف أمام فساد هؤلاء. فقوة إمام العصر، أرواحنا له الفداء، وقوة دولته سترتكز على قلوب الجماهير التي ستكون معه. وقد ذكرت بعض الروايات أنه لا يجتمع شخصان أو أكثر في عصره إلا ويتحدثون عن حُبّه(عج).
فالمدينة الفاضلة هي تلك التي يكون حاكمها محبوباً وإن الأساس الذي تقوم عليه دولة الحق أو "الدولة الكريمة" التي نترقبها هو المحبة؛ بمعنى أن الرعية تحب قائدها بقلوبها، وهذا هو ما يمنح القائد القوة، وهذا هو ما يخلق للأمة الاستقرار، فالمحبة أشد أثراً وأعظم قيمةً بكثير من القانون، فالقانون يمثل الحد الأدنى الذي لا بد منه.
ولقد علّمونا(عليهم السلام) أن ندعو لصاحب العصر(عج) منذ زمان الغيبة. ولا بد أن الذي يدعو للإمام(عج) في عصر الغيبة ستكون نصرتُه له(عج) أعظم إذا ما التحق به.
«اللَّهُمَّ أَعِزَّهُ وَأَعْزِزْ بِهِ وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً» (دعاء الافتتاح).
يصر البعض على طرد القداسة من الأجواء السياسية ظناً منه أن هذا لصالح الأمة، والحال أنه إذا أفرغنا السياسية من قداستها فسيتعاطاها كل مَن هبَّ ودب.