مِن أجلكَ صَديقي [15]

793 130 93
                                    

خرجَ تايهيونغ منَ العيادة بأمرٍ من الطبيب ، واستدعى صاحبه ؛ ليتحدثا عن وضعهِ وقف خلف الباب و تنصتَ على محادثتهم .

- هل أنتَ شقيقه ؟
سأل محدقاً بهِ رغم أنه يعلم الإجابة مسبقاً .

- في الحقيقة أنا صديقه المقرَّب.
أجابَ وهو يجلِس على الكرسي المقابل لمكتبهِ.

- حسناً ، سأدخل في صُلبِ الموضوع ؛ إنَّ تايهيونغ يعاني من الإكتئاب و ليس أيةَ اكتئاب إنهُ فريد مِن نوعه .

رمش عدةَ مراتٍ ثم رمقهُ بوجهٍ فارغ
قالَ بنبرةٍ أشبه للسخرية :

- مالذي تتفوه به ؟

- يُدعى اكتئاب ثنائي القطب ،
سأصف أدوية مهدئة ، وبعد ثلاثة أيام
لديه موعد هنا.

شكّ في مصداقية كلامهِ ثم سأل بعبوسٍ :

- لكنه هادئ ،لمَ الأدوية المهدئة ؟

شابك أصابعه ببعضها واخفض نظارته
لينظر من فوقها :

- قد يبدو لك هادئاً لكنه يقاوم اضطرابه بصعوبة ؛ هل حصل شيء سيء مؤخراً ؟

صمتَ لثوانٍ ليسترجعَ الاحداث بعقلهِ ،ثم أجاب:

- لديه ذكريات مشوشة .

ابتسم الطبيب بانتصارٍ فهو يريد الوصول إلى هذه النقطة منذ البداية

- سأجعله يتذكرها في الموعد القادم ؛
فهوَ تأقلم مع مرضه ، وأيضاً مرضى الإكتئاب ليسوا كأي مرضى ، الحياة لديهم بالأبيض والأسود لا لون ثالِث .

__

عادوا إلى المنزل وكان جونكوك
يفكر بكلام الطبيب ، أما تايهيونغ فقد اكتفى بتأمل السماء من نافذةِ السيارة مستمعاً الى صوتِ أفكارهِ المظلمة .

صعد تاي إلى المنزل بينما جونكوك ذهب ؛ لإحضار الأدوية من أقرب صيدلية ؛
لقد كان كلام الطبيب يحوم حوله وكأنه مايزال بجانبه ويتردد كلامه في أذنه

" اكتئاب ثنائي القطب
قد يبدو لك هادئاً لكنه يقاوم اضطرابه بصعوبة "

طرق الباب بخفة لكنه لاحظ كونه مفتوحاً ،
تنهد بثقلٍ ، ثم سأل بصوتٍ عالٍ كان صوتهُ تعب :

- تايهيونغ أين أنت؟

لكن لا رد !

بحث في أرجاء المنزل حتى سمع صوتاً ما في غرفةِ النوم ، خطا إليها ثم قال بنبرةٍ عاتبة

- تايهيونغ؟ ما هذا في يدك ؟

أخذ قرص دواءٍ ثم شرب كوب الماءِ ،ثم أجاب بهدوءٍ :

- أنا أخذ الأدوية بانتظام لذلك أنا هادئ ؛ في الحقيقة أنا بدأت أخذها بانتظام منذ أن عشت معي ؛ أخاف أن اقتلك وأنا لا أدري .

ابتسمَ برضى ثم أعلن :

- أنا مسرور لأنك فكرت بي ،
ستسترجع ذكرياتك عما قريب .

تنهد بثقلٍ ثم حدق بهِ و قال كلاماً غامضاً بنبرةٍ يائسة :

- أنا أود بشدة أن ننهي هذا الأمر بأسرع وقت جونكوك .

أطلق ابتسامة جانبية وذهب إلى غرفته تحت أنظار الأصغر الذي جَفل من كلامه

______

أودُّ إخباركَ صَديقي أنِّي على الصّمود أمام هذه الكوارث لَقادرٌ ؛ أن أخطوَ فوق زجاجِ حُطامِنا ، و أحتمِل عواصِف كُربتنا ، أن أبتسمَ تحت مطَر حَظِنا الذي جمعنا سويةً ،
أستطيع أن أفعلَ أي شيءٍ لأجلكَ يا قُرّة عَيني
؛ لكن مازال هناكَ صوتٌ يَحثني على السقوط.

_____

هل واجهت حالة اكتئاب من قبل ؟

طيران بلا أجنحة ; ᎢᏦحيث تعيش القصص. اكتشف الآن