خرجَ تايهيونغ منَ العيادة بأمرٍ من الطبيب ، واستدعى صاحبه ؛ ليتحدثا عن وضعهِ وقف خلف الباب و تنصتَ على محادثتهم .
- هل أنتَ شقيقه ؟
سأل محدقاً بهِ رغم أنه يعلم الإجابة مسبقاً .- في الحقيقة أنا صديقه المقرَّب.
أجابَ وهو يجلِس على الكرسي المقابل لمكتبهِ.- حسناً ، سأدخل في صُلبِ الموضوع ؛ إنَّ تايهيونغ يعاني من الإكتئاب و ليس أيةَ اكتئاب إنهُ فريد مِن نوعه .
رمش عدةَ مراتٍ ثم رمقهُ بوجهٍ فارغ
قالَ بنبرةٍ أشبه للسخرية :- مالذي تتفوه به ؟
- يُدعى اكتئاب ثنائي القطب ،
سأصف أدوية مهدئة ، وبعد ثلاثة أيام
لديه موعد هنا.شكّ في مصداقية كلامهِ ثم سأل بعبوسٍ :
- لكنه هادئ ،لمَ الأدوية المهدئة ؟
شابك أصابعه ببعضها واخفض نظارته
لينظر من فوقها :- قد يبدو لك هادئاً لكنه يقاوم اضطرابه بصعوبة ؛ هل حصل شيء سيء مؤخراً ؟
صمتَ لثوانٍ ليسترجعَ الاحداث بعقلهِ ،ثم أجاب:
- لديه ذكريات مشوشة .
ابتسم الطبيب بانتصارٍ فهو يريد الوصول إلى هذه النقطة منذ البداية
- سأجعله يتذكرها في الموعد القادم ؛
فهوَ تأقلم مع مرضه ، وأيضاً مرضى الإكتئاب ليسوا كأي مرضى ، الحياة لديهم بالأبيض والأسود لا لون ثالِث .__
عادوا إلى المنزل وكان جونكوك
يفكر بكلام الطبيب ، أما تايهيونغ فقد اكتفى بتأمل السماء من نافذةِ السيارة مستمعاً الى صوتِ أفكارهِ المظلمة .صعد تاي إلى المنزل بينما جونكوك ذهب ؛ لإحضار الأدوية من أقرب صيدلية ؛
لقد كان كلام الطبيب يحوم حوله وكأنه مايزال بجانبه ويتردد كلامه في أذنه" اكتئاب ثنائي القطب
قد يبدو لك هادئاً لكنه يقاوم اضطرابه بصعوبة "طرق الباب بخفة لكنه لاحظ كونه مفتوحاً ،
تنهد بثقلٍ ، ثم سأل بصوتٍ عالٍ كان صوتهُ تعب :- تايهيونغ أين أنت؟
لكن لا رد !
بحث في أرجاء المنزل حتى سمع صوتاً ما في غرفةِ النوم ، خطا إليها ثم قال بنبرةٍ عاتبة
- تايهيونغ؟ ما هذا في يدك ؟
أخذ قرص دواءٍ ثم شرب كوب الماءِ ،ثم أجاب بهدوءٍ :
- أنا أخذ الأدوية بانتظام لذلك أنا هادئ ؛ في الحقيقة أنا بدأت أخذها بانتظام منذ أن عشت معي ؛ أخاف أن اقتلك وأنا لا أدري .
ابتسمَ برضى ثم أعلن :
- أنا مسرور لأنك فكرت بي ،
ستسترجع ذكرياتك عما قريب .تنهد بثقلٍ ثم حدق بهِ و قال كلاماً غامضاً بنبرةٍ يائسة :
- أنا أود بشدة أن ننهي هذا الأمر بأسرع وقت جونكوك .
أطلق ابتسامة جانبية وذهب إلى غرفته تحت أنظار الأصغر الذي جَفل من كلامه
______
أودُّ إخباركَ صَديقي أنِّي على الصّمود أمام هذه الكوارث لَقادرٌ ؛ أن أخطوَ فوق زجاجِ حُطامِنا ، و أحتمِل عواصِف كُربتنا ، أن أبتسمَ تحت مطَر حَظِنا الذي جمعنا سويةً ،
أستطيع أن أفعلَ أي شيءٍ لأجلكَ يا قُرّة عَيني
؛ لكن مازال هناكَ صوتٌ يَحثني على السقوط._____
هل واجهت حالة اكتئاب من قبل ؟

أنت تقرأ
طيران بلا أجنحة ; ᎢᏦ
Short Story- لمَ تحاولُ دائماً قتلَ نفسِكَ تايهيونغ ؟ - أنتَ أخبرتنِي أنْ أكونَ سعيداً . - تايهيونغ. - جونكوك. • خالية من علاقات الشذوذ. • ذات فصول قصيرة . • القصة للبالغين ؛ نظراً لاحتوائها على مقاطع حادة. بدأت : 26 يونيو 2018 انتهت: 22 أغسطس 2018 ____