كَليلٌ وانِي [10]

985 143 79
                                    

وقفَ تايهيونغ خلف قُضبانِ الحديد قرب حافةِ السطح متأمّلاً خطّ الأفق ، أخْفَض رأسهُ إلى القاعِ مُبتسماً ثم أردف بِحيرةٍ :

- جونكوك ؛ كنتُ دائماً ما أفكِر  ؛
هل أمسيتُ مظلماً ؟

بعد تأمله البشر و هم يستمرونَ بحياتِهم على الرغمِ من قسوة الحياةِ عليهم فكّر بكم هو واهنٌ ومستسلمٌ ناحيةَ حياته.

نظرَ جونكوك نحوه بتفاجؤٍ من سؤالهِ و قال في نفسهِ
' لمَ يفكرُ بسلبيةٍ ؟ هو سيءٌ بوصفِ نفسهِ '

- لا تايهيونغ ؛ أنتَ بقعةُ نقاءٍ في هذا العالم المظلم.

سأل بامتعاضٍ محدِّقاً باهتمامٍ فحسب ذاكرتهِ لا أحد تكلم عنهُ بهذا الوصف المضيء

- مالذي جعلكَ تفكِّر  هكذا ؟

أعاد جونكوك نظرهُ إلى الأفقِ ثم تنهدّ قبل أن يُجيب :

- مشاعركَ.

سأل مرةً أخرى بنبرةٍ هادئة :

- ماذا بشأنها ؟

هو بدأ يهتمُ للأصغر شعرَ بدفءٍ ناحيتهِ ؛
لربما بسبب تميزهِ عن البقيةِ
باهتمامه وبرؤيتهِ المضيئة.

أجابَ مُرتبكاً ثم عاد إلى صوتهِ المتزن 

- مشاعِركَ عميقةٌ وسطَ عالمٍ تسودهُ السطحية ؛
لندع هذا الكلام جانباً و أخبرني عن محاولاتكَ حتى تلتقي بالموت.

أجاب تايهيونغ بنبرةِ انزعاجٍ ؛ فهو خائف من كشفِ أفكارهِ السوداء ، فإن فعل ، سَيفكرُ صَديقهِ كم أن حالهُ بالية ! ؛ هو خائفٌ من فقدانهِ لسببٍ ما .

- لا تتكلم بهذا الموضوع أبداً .

تحدّث بهدوءٍ و الخيبة زينت ملامحهُ :

- لا بأس إن لم تريد .

راقبَ تاي ملامحهُ لفترةٍ بينما يفكر
' هل أثقُ بهِ ؟ ؛ لَربما هو صادق مازلتُ خائف من أن يُصبحَ كئيباً بسببي ! بدأت أهتم بشأنه لا أريد التعاسة له '

- أفكرُ بهِ أكثر مما أتنفس أفكر بهِ في دقيقةِ ساعاتٍ حتى إني أرفض على فعل أي شيء ، فَربما أموتُ غداً .

عقدَ جونكوك حاجبيه بتضايقٍ من الكلمات التي اخترقت قلبهُ بطريقةٍ أحزنته ، فقال بنبرةٍ عالية لنقل أنه صرخَ في وجههِ ليس من الغضب بل من الخوف عليه

- لكنكَ وعدتني تايهيونغ ؛ سأكونُ دوماً بالقرب منكَ ،لا تيأس لا ترتعب
أخبرني عِن تلكَ الأفكار السوداء دعنا نغسل سوادها بضحكنا ؛ أجعلني مُذكرتكَ المهترئة عندما تحزن ، فكّر بي عندما لا أتواجد و تكون في عالمك المظلم .

ترقرقت عينا تايهيونغ من كلامهِ وصوتهِ العالي ، كان جونكوك ليناً معه طوال تلكَ الفترة لم يعهدهُ يتحدث إليهِ بنبرةٍ عالية ، هذا ما جعل من تايهيونغ يضغطُ على نفسهِ لتحرير ما خبّأه منذ قرنٍ فأجابَ موضحاً عن ما يخالجهُ من أفكارٍ مكتئبة :

- أشعرُ كما لو أنهُ يَجرني إليهِ و أنا كليلٌ واني لا أقوى على العنادِ أمامهُ ؛ لستُ سوى مواطنٌ يسكنُ في دائرةِ اكتئابٍ لا خَلاص منها.

______

ما زلتُ أرى أنَّ الحياة ليسَتْ إلا فقاعة زاهية بألوانِ الطيف ؛ لكنّها تكشفُ عن ما بداخلها لي ؛ فكأنّها اقتبسَتْ لونها مِن فلم سينمائي قديم مَحصور ضمن السواد والبياض

في النهاية كلا الفقاعتان ستتلاشى و تصبحُ عَدم .

______

مشاعر فارغة كالطبل
" .................. "

تحديث بطيء i know 😭❤

#_أسئلة ؟

طيران بلا أجنحة ; ᎢᏦحيث تعيش القصص. اكتشف الآن