وقفَ تايهيونغ خلف قُضبانِ الحديد قرب حافةِ السطح متأمّلاً خطّ الأفق ، أخْفَض رأسهُ إلى القاعِ مُبتسماً ثم أردف بِحيرةٍ :
- جونكوك ؛ كنتُ دائماً ما أفكِر ؛
هل أمسيتُ مظلماً ؟بعد تأمله البشر و هم يستمرونَ بحياتِهم على الرغمِ من قسوة الحياةِ عليهم فكّر بكم هو واهنٌ ومستسلمٌ ناحيةَ حياته.
نظرَ جونكوك نحوه بتفاجؤٍ من سؤالهِ و قال في نفسهِ
' لمَ يفكرُ بسلبيةٍ ؟ هو سيءٌ بوصفِ نفسهِ '- لا تايهيونغ ؛ أنتَ بقعةُ نقاءٍ في هذا العالم المظلم.
سأل بامتعاضٍ محدِّقاً باهتمامٍ فحسب ذاكرتهِ لا أحد تكلم عنهُ بهذا الوصف المضيء
- مالذي جعلكَ تفكِّر هكذا ؟
أعاد جونكوك نظرهُ إلى الأفقِ ثم تنهدّ قبل أن يُجيب :
- مشاعركَ.
سأل مرةً أخرى بنبرةٍ هادئة :
- ماذا بشأنها ؟
هو بدأ يهتمُ للأصغر شعرَ بدفءٍ ناحيتهِ ؛
لربما بسبب تميزهِ عن البقيةِ
باهتمامه وبرؤيتهِ المضيئة.أجابَ مُرتبكاً ثم عاد إلى صوتهِ المتزن
- مشاعِركَ عميقةٌ وسطَ عالمٍ تسودهُ السطحية ؛
لندع هذا الكلام جانباً و أخبرني عن محاولاتكَ حتى تلتقي بالموت.أجاب تايهيونغ بنبرةِ انزعاجٍ ؛ فهو خائف من كشفِ أفكارهِ السوداء ، فإن فعل ، سَيفكرُ صَديقهِ كم أن حالهُ بالية ! ؛ هو خائفٌ من فقدانهِ لسببٍ ما .
- لا تتكلم بهذا الموضوع أبداً .
تحدّث بهدوءٍ و الخيبة زينت ملامحهُ :
- لا بأس إن لم تريد .
راقبَ تاي ملامحهُ لفترةٍ بينما يفكر
' هل أثقُ بهِ ؟ ؛ لَربما هو صادق مازلتُ خائف من أن يُصبحَ كئيباً بسببي ! بدأت أهتم بشأنه لا أريد التعاسة له '- أفكرُ بهِ أكثر مما أتنفس أفكر بهِ في دقيقةِ ساعاتٍ حتى إني أرفض على فعل أي شيء ، فَربما أموتُ غداً .
عقدَ جونكوك حاجبيه بتضايقٍ من الكلمات التي اخترقت قلبهُ بطريقةٍ أحزنته ، فقال بنبرةٍ عالية لنقل أنه صرخَ في وجههِ ليس من الغضب بل من الخوف عليه
- لكنكَ وعدتني تايهيونغ ؛ سأكونُ دوماً بالقرب منكَ ،لا تيأس لا ترتعب
أخبرني عِن تلكَ الأفكار السوداء دعنا نغسل سوادها بضحكنا ؛ أجعلني مُذكرتكَ المهترئة عندما تحزن ، فكّر بي عندما لا أتواجد و تكون في عالمك المظلم .ترقرقت عينا تايهيونغ من كلامهِ وصوتهِ العالي ، كان جونكوك ليناً معه طوال تلكَ الفترة لم يعهدهُ يتحدث إليهِ بنبرةٍ عالية ، هذا ما جعل من تايهيونغ يضغطُ على نفسهِ لتحرير ما خبّأه منذ قرنٍ فأجابَ موضحاً عن ما يخالجهُ من أفكارٍ مكتئبة :
- أشعرُ كما لو أنهُ يَجرني إليهِ و أنا كليلٌ واني لا أقوى على العنادِ أمامهُ ؛ لستُ سوى مواطنٌ يسكنُ في دائرةِ اكتئابٍ لا خَلاص منها.
______
ما زلتُ أرى أنَّ الحياة ليسَتْ إلا فقاعة زاهية بألوانِ الطيف ؛ لكنّها تكشفُ عن ما بداخلها لي ؛ فكأنّها اقتبسَتْ لونها مِن فلم سينمائي قديم مَحصور ضمن السواد والبياض
في النهاية كلا الفقاعتان ستتلاشى و تصبحُ عَدم .
______
مشاعر فارغة كالطبل
" .................. "تحديث بطيء i know 😭❤
#_أسئلة ؟
أنت تقرأ
طيران بلا أجنحة ; ᎢᏦ
Krótkie Opowiadania- لمَ تحاولُ دائماً قتلَ نفسِكَ تايهيونغ ؟ - أنتَ أخبرتنِي أنْ أكونَ سعيداً . - تايهيونغ. - جونكوك. • خالية من علاقات الشذوذ. • ذات فصول قصيرة . • القصة للبالغين ؛ نظراً لاحتوائها على مقاطع حادة. بدأت : 26 يونيو 2018 انتهت: 22 أغسطس 2018 ____