سُقم العلاج [19]

770 119 92
                                    

- أنتَ لستَ قاتلاً تايهيونغ !

نفى برأسهِ ليؤكد كلامهُ :
- بل أنا قاتل .

تحدّث جونكوك مواسياً لهُ يريد إقناعهُ بتلقي العلاج حتى يبين له أنه نقيّ لا بِقاتل :

- أنا واثقٌ من ذلك ؛
إن استرجعتَ ذاكرتكَ ستتأكد
أنَّك لستَ قاتلاً .

سأل بنبرةٍ منخفضة :
- هل أنا بريء ؟

أومأ له ؛ ليبتسم .

- أنتَ لا تنامُ بشكلٍ جيد ،
ربما هذا هو السبب في رؤيتك للهلوسة .

تكلّم باهتمام ناظراً له
- ربما أنا أهلوس ؛ أنا بخير .


استقامَ متجهاً نحو سريره ؛
ليعلنَ بابتسامة دافئة
- جونكوك ، سأتعالج و أكون صديق جيد لكَ و عندما ينتهي كل هذا ؛ سأكون أنا من يعتني بكَ .

قال مازحاً :
- أسرع إذاً .

سأل تايهيونغ و عيناه مليئةً بالأمل :
- هل شاهدت شروق الشمس ؟

نفى برأسهِ ليتابع الآخر :
- عندما تشعر الشمس بالتعب تغيب ويظهر القمر مكانها ، كي لا نبقى في ظلامنا وعندما تشرق ؛ تكون قد نسَت كل تعبها
وأعطت إلى الناس الأمل باليوم الجديد .

رمش صديقه مستغرباً ؛ ليتابع ما يقوله :

- أعرف أن كلامي غريباً لكنك نوعاً ما أنت تشبه الشمس ؛ أنتَ دائماً تعطيني الأمل وتنسى همومك ؛ لطالما أردت أن أصبح مثلك .

ردّ على كلامه :
- ستصبح أفضل مني في المستقبل.


خرج من الغرفة متوجهاً إلى غرفة الجلوس ؛
لقد أصبحت أفضل بعد أن رتبها جونكوك !

منذ شهر كانت الإنارة فيها معدومة و النوافذُ مغلقة ، الغبار يحتضن المكان و بقع من الدم المتناثر على الأرض ! .

[ تايهيونغ]

كنتُ سابقاً أمشي في دربِ الحزن و العزلة التامة كنت أقدس الانفراد ، أصبحت لا أميز ألوان قوس المطر فقط السواد والبياض يملآن عيني

كنت أكتب حزني على ورقةٍ وأراها تحولت من الأبيض إلى الأسود وعندما أنتهي من الكتابة تكون الورقة قد مزقت نفسها من عالمي المسود ؛

فألجأ إلى حديقةٍ ما و تعجبني وردة صفراء ، اتجه نحوها بأملٍ ؛ لاستنشق عبقها ؛ لكنها تذبل كلما اقترب منها !

كأنها حاولت أن تشاركني حزني لكنها ذبلت ولم تتحمل عالمي الأسود؛ فابتعد عنها منكسراً

لأنني جعلت لونها الأصفرَ أسوداً !

أخذت ورقة و كتبتُ عليها

" لمَ عالمي يبدو كفلمٍ قديم ؟
يتمايل ما بين الأبيض والأسود
أكانَ الماضي هو مَن سلب الألوان منهُ ! "

جاء جونكوك ؛ لأضع هذه الورقة في سلة المهملات حدّق بي مطولاً ، ثم تكلم بشكل عادي

- تعال لنأكل .

أجبتُ بقلة حيلة

- لا يوجد لدي شهية .

- ما كانت تلك الورقة ؟
نظر إلى سلة المهملات و نقل ناظريه اتجاهي

- لا تهتم فقط كلمات مبعثرة ؛ لنذهب لنأكل .

جلس على المائدة وقلّبتُ الطعام بملل ؛
ليضجر الآخر من تصرفي
- هل تريد أن تموت من الجوع ؟

- لكني لست جائعاً .

قلّب عينيه
- أعني ستموت من سوء التغذية .

قلتُ مغيراً الموضوع :
- سأذهب بعد الفطور إلى الطبيب .

حدق مطولاً ، ثم سألني :
- هل فطورك الهواء ؟

تذمرت قائلاً :
- حسنا فهمت لا تتكلم معي هكذا !

____

عند تمام الساعة الواحدة اتجه نحو جونكوك الذي كان جالساً على الأريكة يتابع برنامجاً ما

- جونكوك أنا ذاهب الآن.

أمسك معطفهُ و أغلق التلفاز ،
فتبعه بينما الآخر تنهد بانزعاج

- سأذهب معك .

وقف أمام باب غرفة الطبيب ؛
دخل وقابله الطبيب بابتسامة .

- لقد جئت في موعدك بالضبط !

أومأ له دون تعابير تذكر .

- هل أنت مستعد للتنويم المغناطيسي ؟

____

هل يمكن للجمال أن يخرج من الرماد ؟!
أعني بالرماد عالمي !

___


○○○

هلو 😁😁

البارت اللي بعد يكون الأخير ^^

م تتوقعوا النهاية لأنها مفاجئة :")

[ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ]

❤ دمتم بخير ❤

طيران بلا أجنحة ; ᎢᏦحيث تعيش القصص. اكتشف الآن