الفصل الثامن

162 9 80
                                    

... لا تذهب يا أبي أرجوك ...

ونظرت عمتي وكذلك أبي الي وهم لا يفهمون ما أعني ...
لكن لم يستمع ألي ورفض ووصل الى الممر واقترب من الغرفة...

وفجاة سمعنا صوت الباب الخارجي يُطرق
وأسرعت للباب وكان الصوت مستمر من فوق حيث أبي ذهب اليهُ وعمتي ساكنة في مكانها وبعد فتح الباب رأيت على الباب سيارة الشرطة ورجل واقف أمام الباب وبيده ملف وأبتسم ;

-هل والدك هنا يا ولد؟
-نعم .... نعم سوف أناديه في الحال.

ودخلت الى المنزل ورأيت أبي قاصداً أياي ...

-أبي رجل من الشرطة في الباب يريد أن يتحدث أليك.

وذهب أبي مسرعاً الى الرجل يتحدث معه .
وأنا بدوري ذهبت الى جانب عمتي ...
ودخل أبي والرجل الى البيت وأبتسم ورحب ثم جلس وجلسنا نحن ايضاً ..

-لقد توصلنا الى نتائج نستطيع أن نقول عليها جيدة بالنسبة لهذه القضية الغامضة!
وقال أبي وهو يتطاير من الفرح ;
-ماهي أرجوك أخبرني بسرعة ...!

-لقد حققنا في الأمر جيداً وتوصلنا الى نتيجة نعتقد انها سوف تساعدنا في القضية والعثور على الطفل.
لقد حدثت في هذا البيت جريمة أنتحار لِعجوز ...!

نظرنا الى الرجل وبستغراب...
لكن أنا ...
أنا تحطمت تبعثرت الى اشلاء وطرت مع الرياح ...
ليتني لم أولد في العالم ليتني أنا من أختفيت ليتني...

لقد كانوا الاولاد يقصدون على بيتنا لقد كان بيتنا ...بيتنا هو المسكون بيتنا هو التي حدثت فيه الحادثة بيتنا اللعين...

-فصاحب البيت زوج العجوز سابقاً كان أخر ليلة قبل أنتحار العجوز موجود وبعد خروجه أنتحرت مباشرةً وبقت الجثة أيام حتى أتصل أحد من الحي وقال لنا ما حدث في البيت ووصلت الشرطة واكتشفت الامر
ومرت على هذا الحادثة ثلاث سنوات ومنذ الحادثة لم يسكن أحد البيت طوال هذه الفتره لكثرة الأشاعات عليه انه مسكون ومن هذا القبيل.
حتى ان اتيتم أنتم في هذا البيت ...

*كان الصمت مستحوذ على الاجواء وعلامات الذهول معلقة على الاوجه ...
عمتي كأنها لم تستوعب الأمر' أبي كأنه لم يكن منصت الى حديث رجل الأمن ...حتى كسرت الصمت وقلت;

-ماذا بعد يا سيدي؟
ونظروا الي جميعاً وقال أبي ;
-هل حقاً ما تقول يا سيدي هل حقاً أنتحرت العجوز هنا في بيتنا ...

قال الرجل ;
-نعم وللأسف.

-ولأن ماذا يا سيدي ماذا نفعل؟
-سوف نحقق في الأمر مرة أخرى وبعد أيام سوف نأتي الى البيت لغرض التحقيقات الجنائية.
-كما تشأون يا سيدي لكن أرجوكم أسرعوا في الأمر
-سوف نحاول الامر ليس بيدنا.

وهم الرجل واقفاً الى الانصراف ...وبعد سكوت طويل نطقت عمتي أخيراً;
-أسفه جداً لم أقدم لك القهوة أنتظر رجاءً..
-شكراً لكِ سيدتي أنا هنا انتهى عملي أسمحوا لي أن أنصرف.

وخرج هو وأبي وذهب رجل الأمن وغلق أبي الباب بعد خروجه ودخل المنزل لقد كان أبي صامتاً وبعد جلوسنا قالت عمتي ;

-وماذا نفعل الأن يا وليام؟
لم يرد أبي مباشرةً ولكن بعد سكوت لدقائق قال ;

-ما بيدنا شيء يا سالار سوف ننتظر حتى نتائج التحقيق.
لم ترد عمتي واكتفت بالسكوت*

وبعد مرور زمن على الصمت ;

-سوف تتأخر يا وليام عن عملك هيا أذهب بسرعة..!
-نعم لقد نسيت الأمر تماماً سوف أذهب.

نظرت الى أبي مستغرباً أي عمل يقصد ;

-أين ذاهب يا أبي ؟
سوف أقابل رئيس العمل الذي كنت أعمل به سابقاً واشرح له ماذا حدث وسوف أرجع الى العمل حتماً.

لم أرد أنا بالمقابل أكتفيت بتحريك رأسي بنعم.

-سوف تكون أنت وعمتك في المنزل لا تدعها وحيده وتخرج.
-نعم يا أبي سوف أفعل .

وأخذ معطفة من على الكرسي المجاور وودعنا وذهب وبقينا أنا وعمتي في البيت وقال أبي قبل أن يذهب <سوف اتأخر لا تنتظروني على العشاء >

ما بمعنى سوف نقضي وقتاً أطول أنا وعمتي وحدنا في المنزل

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

*عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوماً متحضرين*

واختفى فجأة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن