أخاف أن تمطر الدنيا و لست معي
فمنذ رحت.. و عندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد و لا ضجر
و كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين: تمسك ها هنا شعري
و الآن أجلس .. و الأمطار تجلدني
على ذراعي. على وجهي. على ظهري
فمن يدافع عني.. يا مسافرة
مثل اليمامة، بين العين و البصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
و أنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك يا من تسكنين دمي
إنت إن كنت في الصين، أو إن كنت في القمر
ففيك شيء من المجهول أدخله
( نزار قباني)
قطرات المطر تصفع نافذة القطار بعنف غير مقصود بعض الزخات التي دخلت من الزجاج و الذي تم كسره من قبل بعض الشباب في أعمال الشغب الأخيرة أيقظتها من غفوتها و هي تسافر في غيابات عقلها ما أكثرها من ذكريات يجلبها لها المطر أسرعت تشد الغطاء على صغيرها النائم بعمق تفرست في ملامحه جيدا إحدى عاداتها التي أدمنتها منذ حملت إبنها أول مرة يداها إمتدتا إلى شعره الكثيف إقتربت تشم رائحته صحيح أنه صابون عادي يستعمله الجميع لاكن في خصلات إبنها يصبح شيئا آخر
جابت بعيناها أنحاء القطار أحدهم نائم و آخر شارد في المناظر التي يخلفها القطار ورائه عادت تسند رأسها على النافذة و القطار يقترب من و جهتهما
بعد مدة أصدر القطار صوتا عاليا متوقفا عند المحطة و بدأ الناس بالنزول خبأة حقيبة النقود الصغيرة بين ثيابها جيدا و شدة من عناق صغيرها بقوة فقد تعلمت درسها جيدا كل مرة تأتي للبلدة تتم سرقتها من طرف النشالين المنتشرين في كل زاوية هبطت وهي تجوب بنظراتها في كل مكان لم تعد تلك الساذجة التي عاشت أيامها بلا أي مشاكل خرجت لمكتب المحطة تستفسر عن موعد رحلات العودة لن تبقى هنا كثيرا تأخذ صغيرها لطبيب و تعود أغلقت أزرار معطفه جيدا تقيه برودة الجو الهائلة رفعت نظرها للسماء
واضح جدا أن الأمطار ستشتد
تحت إصرار جواد المتذمر من شدة جوعه إصطحبته إلى أحد المطاعم جلسا في ركن قصي لترفع غطاء وجهها الشفاف و تظع قرب صغيرها أصناف الطعام راقبته يأكل بنهم و عيناه لاتتوقفان عن إلتقاط كل صغيرة و كبيرة و محاولة تفسيرها بعقله الصغير رنين هاتفها الصغير أيقضها من شرودها لا أحد يتصل بها غير العزيزة نجلاء أسرعت ترد لتسمع صوت نجلاء المتلهف
:هل وصلتي أين أنتي
ضحكت بخفة وهي تجيب
: بهدوء نجول نعم وصلت قبل قليل أنا أتناول الفطور معى جواد كيف حال صغيرتي
: حمدا ل الله إنها في أحسن أحوالها في أي مكان أنتي تحديدا
قطبت حاجبيها من سؤال نجلاء و ردت لما
: فقط أجيبي
قالتها نجلاء بنفاذ صبر أطلت الرماس من النافذة المجاورة لتملي نجلاء عنوان المطعم المتهالك لتنصدم بإغلاق الخط ناظرة إبنها بإستغراب و همست
: خالتك نجلاء جنت
لوى الصغير شفتيه قائلا بحنق
: إنها مجنونة منذ أول مرة رأيتها فيها
: عيب ياولد إنها خالتك
هز كتفيه بلا مبالات قائلا
: انت من قلتي ليس أنا
شخرت بغير رضا قائلة
: حسنا أسرع في إفطارك علينا اللحاق بالحافلة قبل رحيلها
تابع الصغير أكله و لسانه لايتوقف عن طرح الأسئلة عن كل ما يمر بباله فجأة توقف عن الكلام و الصوت الرجولي الخشن يهتف
: هل أجد مكان معكم
عيناه تصمرتا على الضل الذي وقف خلف والدته هاتفا بفرحة عارمة
: خالي
دق قلبها بعنف و هي تسمع الصوت المألوف صوت شقيقها الغالي نهضت بسرعة ليقع الكرسي خلفها و تلفت أنظار العدد القليل في المطعم منضره و هو واقف هكذا كجبل شامخ بنظرة عيناه الداكنة و إبتسامته القاسية جعل جمر الشوق داخلها يقيد و بدون أي تردد أسرعت تلقي نفسها بين أحضان شقيقها الأكبر عانقته بقوة و صوت نحيبها يعلو و يعلو و هو بلا أي تحفظ شد من عناقها أكثر يخفيها داخل صدره أكثر
رائحة الأمان رائحة الألفة حضن السند بعض من أمها و أبيها ذكرى جدران منزلها كلها في حضن شقيقها لم تدري كم مر من الوقت و هي تبكي على صدر أخيها كل ماتعرفه أنها أفرغت القليل من الدموع المصطفة داخل عيناها إبتعدت عنه قليلا و عيناها تجولان على ملامحه و كأنها لا تصدق همست بخفوت
: رعد أخي الغالي
عاد يعانقها مجددا و يهمس بدوره
: نعم يا غالية أخاك
إبتعدت عنه كالملسوعة و بدأت تصرخ
: الآن تذكرني كم مر عليك وأنت مغلق هاتفك لاتهتم بي و بإتصالاتي كم مر عليك و أنت تتجاهلني و تدعي نسياني نسيان الأخت المرمية في بلدة غريبة لا سند لها الآن تذكرت
إهتز صوتها في كلماتها الاخيرة لتدفن و جهها بين كفيها و تعود للإنتحاب و كأنها تذكرت شيئاً ما أسرعت ترفع رأسها تطيل النظر في وجه الغائب رباه شقيقها الغالي ذو الملامح الخشنة الأقرب لإجرام وجهه ذابل و تقسم أنه فقد نصف وزنه عن آخر مرة رأته فيها قبل عدة أشهر الهالات السوداء تحت عينيه تجعل مظهره بعيدا كل البعد عن رعد أحمد المنذر إبن العز و سليل الشيوخ كتفاه منحيان كأنه يحمل جبلا عليهما إقتربت منه تتحسس ملامحه الحبيبة و تقول وسط فيظ دموعها
: أخي مابك هل أمي بخير هل أصاب أبي مكروه إخوتي هل
وضع كفه على فمها يمنعها من الإسترسال في الكلام قائلا بحنو
: أقسم أن الكل بخير
: إذا مابك تبدو مرهقا
أمسك يدها قائلا
: دعيني أسلم على إبن أختي ثم أكلمك عن كل شيء
و كأنها إكتشفت فجأة وجود إبنها الواقف يناظر المشهد بذهول مسحت دموعها بكم عبائتها في حين إقترب منه رعد يحمله معانقا إياه بقوة راقبت الفرحة الخالصة في عيني صغيرها عادت تمسح دموعها و لقاء إبنها و شقيقها يضغط بقوة على جروحها إستدار رعد قائلا
: إجمعي أغراضك و لنغادر
أسرعت تطبق كلام شقيقها و بعد مدة قصيرة كانت تجلس قربه و هو يدير محرك سيارته متوجهاً لمكان تجهله في حين جلس جواد في الخلف و ملامح السعادة على محياه
: كيف حال صغيرتي
قالها رعد بتسائل لتجيبه و عيناها متسمرتان عليه
: بخير تركتها معى نجلاء
: أعرف كنت في ببتك هذا الصباح
ضهر التفاجئ على محياها ليناظرها بإبتسامة قائلا
: ما إن إستطعت التحرك حتى ذهبت لمنزلك و صلت في الصباح الباكر أخبرتني الخالة زينب أنك غادرتي منذ مدة قصيرة فلحقت بك
إلتفت لصغير جواد قائلا بضحكة
: و أخبرتني بحادث مشاكسنا الصغير كيف حالك يا بطلي
لف الصغير ذراعيه حول عنق خاله من الخلف و قال بشجاعة طفولية
: بخير يا خالي لا تقلق كانت هناك قطة عالقة و ساعدتها
عادت ظحكات رعد تصدح في المكان و راقبتهم هي بقلب يرقص فرحا لاكن الأسئلة لاتزال تدور في رأسها و كأنه عرف بما تحس إلتفت اليها قائلا بهمس
: كنت في السجن
جحظت عيناها و أبشع الأفكار تقفز إلى مخيلتها و سرعان ما بدأ لسانها بطرح الأسئلة إبتسم بخفوت قائلا
: أعطيني عنوان الطبيب المعالج لجواد و سنتكلم بكل شيء لاحقاً
هزت رأسها بلا أي إضافات قبل أن تمليه العنوان القريب ماهي إلا لحظات قصيرة و كانت تقف قبال الطبيب الذي يعاين صغيرها في حين وقف رعد قربها و هو يكتف يديه قرب صدره أحست بتوتر الطبيب من مظهر رعد و كم شعرت بالفرح لقد عاد سندها الوحيد حمحم الطبيب بخفوت و هو ينزع نظاراته قائلا
: كل شيئ بخير إبنك جواد أصيل يا سيدتي
ضحك جواد و قد أعجبه الوصف كثيرا في حين إقتربت تساعد إبنها في لبس معطفه و تعديل ثيابه
: لسنا مضطرين للعودة
قالها رعد موجها كلامه لطبيب الذي عاد يجلس خلف مقعده راقبته يكلم شقيقها و الذي لم يتوقف عن طرح الأسئلة عن صحة و سلامة إبن أخته ليقترب منه حاملا إياه على كتفه خارجين من العيادة
قاد سيارته إتجاه إحدى الإستراحات العائلية تبعته إلى الداخل حيث جلست قباله خلف طاولة مستديرة في حين كان جواد يركض في المكان
: أخي
نادته بخفوت و عدد هائل من الأسئلة تتلاعب بفكرها وهو لم يستطع جعلها تنتظر أكثر شابك يديه على الطاولة و قال بهدوء
: صدقيني مجرد مشاكل في العمل أدت لدخولي السجن
لم تصدق كلامه و لم تخفي عنه الأمر
: لتسع أشهر كاملة
: لا سبعة فقط و خرجت ليلة أمس بكفالة
رمشت بعينيها قائلة
: و الشهرين قبلها مذا حصل
تأفف بضيق لن يخبرها طبعا عن غريب يلاحقه بلا كلل منذ مدة
:كنت خارج البلد
دق قلبها بعنف و لمعت الدموع في عيناها
: بحق الله أخبرني لما كنت في السجن
رفع رأسه إليها و ادرك خوفها ابتسم قائلا
: لا تخافي لم أقتل أحدا و أهرب لست سافلا كإبن عمك
رمشت عدة مرات تحارب دمعات تشوش نظرها قبل أن تعود لتسئل
: ما الشيئ الطارئ الذي يجعلك تغادر البلد و تتركني هنا
شتم بهمس و إقترب منها ليعانقها سامحا لها بتبليل قميصه بدموعها ألا يعرف أي ألم تتجرعه كل يوم حتى وهي الآن معه لا تزال نيران قلبها مشتعلة فما بالك حين غاب
: أقسم أني لم أتركي بطيب خاطر حتى الرجل الوحيد الذي و ثقت به و كنت أعتمد عليه في زيارتك إن لم أستطع أنا توفي قبل مدة و لم اتجرأ على الوثوق بغيره
أغمضت عيناها و هي تدعو بالرحمة لرجل الطيب الذي كان يزورها كل فترة مطمئنا عليها بأمر أخيها شد على حظنها أكثر شقيقته الغالية جميلة العائلة رفع رأسها إليه و عيناه تجوبان ملامحها وحيدة والديه المدللة كان قدرها مغايرا تماما لوجهها مسح دموعها بإبهامه قائلا
: لقد ولدت رماس جديدة في العائلة إعتدلت في جلستها قائلة بسعادة حقيقية
: حقا من إخوتي أو أبناء عمومتي
: من إخوتك
قالها بظحكة لتناظره بتفكير
: امممم ليس محمد فقد كبرة زوجته و ليس رائد و أنت و مراد عازفان عن الزواج و أخي أبا محمد لم يرزقه الله
توقفة فجأة و نظرت إليه ليهز رأسه بالموافقة توسعت عيناها بشدة و عادت الدموع تهطل من عيناها راقبها تسكن فجأة ليشتم و هو يدرك ماتنويه إلتفت الجميع للمرأة التي تزغرد بلا توقف في حين كان رعد يحاول إسكاتها أسرع جواد ينهر أمه لتعانقه بقوة و تقبله و تعود لرعد المخفض رأسه بإحراج لكمته على كتفه قائلة بسعادة
: رباه بعد خمسة عشر سنة يرزقان بأول مولود سأموت من شدة الفرح
لم يستطع قول أي شيئ تكفيه الخناجر التي تطعن قلبه بلا رحمة هي إبنة العائلة تسمع أخبارها كالغريب غريبة هي في أوطانها مسحت دموعها قائلة
: يا إلاهي أنا سعيدة جدا متى ولدت
: قبل عدة أشهر
أجاب و داء الضحك ينتقل إليه سعيد للغاية و هو يرى ملامح شقيقته تنير بإبتسامة حقيقية عادت لأسئلتها التي لا تنتهي
: أخبرني عن الجميع إشتقت لهم كثيرا
إكتفى بإعطائها العناوين العريضة يعرف أنها تشتاق لعائلتها و تتمنى لهم كل الخير لاكنه يدرك جيدا أنها ستشعر بالحزن ستشعر أنهم يتابعون حياتهم بلا أي إكتراث بها و الله وحده يشهد أن لا أحد تجرء على فعل ذالك لن يخبرها عن دموع والدها و هو يسمع إسم حفيدته الجديدة و لا ترتيب أمه الدائم لغرفتها القديمة و لا كمية الثياب التي خزنتها لأجلها إبنة محمد الصغيرة لن يخبرها عن جدها الذي إنحنى ظهره أظعافا مضاعفة و هو يلوم نفسه عن قراره الذي أخسره أفضل حفيدة و طبعا لن يخبرها....عنه و عن بحثه المتكرر عنها
عاد يتفرس في ملامحها و هي تعانق صغيرها الذي لايتوقف عن طرح الأسئلة وقف و هو يحمل مفاتيح السيارة قائلا
: هيا يا صغار لنغادر
و قفت الرماس و هي تشد يد صغيرها على رنين هاتف رعد ليخرجه من جيبه و يزفر بضيق ناظرا لشقيقته التي رفعت حاجبيها بتساؤل شبح إبتسامة مر على شفتيه و هو يهمس
: صديقتك السخيفة ستجعلني أقتلها يوما إنها تتصل كل يوم أكثر من عشر مرات
لوت شفتيها قائلة
: غريب ليست طباع نجلاء
ضحك ضحكة عاليا قائلا
: ليست نجلاء بل شهد الجارحي
~~~~~~~~~~~~~~~
توقفت السيارة قرب مدخل ديوان آل الجارحي نزل سيف ليستقبله أحد أبناء عمومته قبل كفه هاتفا بسعادة
: أهلا بك يا شيخ
ربت على كتفه و دخلا معا حيث إجتمع رجال العائلة لعقد قران إبن عمه جلس قرب جده بعد أن ألقى السلام على الحظور حطت نظراته على عميه الجالسان قبال بعض و شيخ كبير يجلس و سطهما تم الأمر بسرعة إتفقا على المهر و حدد موعد العرس ليعلوا صوت إطلاق الأعيرة النارية يبدد سكون الجو إستمر إطلاق النار لعدة دقائق ليأمر الجد بذبح الذبائح و توزيعها على أهل العشيرة
في الديوان المفروش بطريقة عربية قديمة جاب أحد الغفر المكان يحمل دلال القهوة يوزعها على الحظور
: لما ستسافر
تسائل الجد و عيناه تبتسمان لمظاهر الفرح البادية على الوجوه إلا الوجه الجامد الجالس بقربه
: لدي بعض الأعمال الهامة تتطلب سفري
: أي عمل يدعوك لسفر لبلاد أخرى
تسائل الجد و أفكاره تتلاعب به لم يكن ليهتم لو كان بلاد تنتشر فيه أعمال العائلة حفيده يخفي شيئ ما و عليه معرفته إتكأ سيف و أجاب جده بإحترام
: صدقني جدي إنه عمل يهمني بشدة
طرق الجد بعصاه بلاط الديوان ظربات رتيبة و أنظاره تتفحص حفيده الشارد في أحجار سبحته لم يقل كلمة أخرى لاكن الأفكار لم تتوقف عن اللعب بأعصابه
مر اليوم بطيئ جدا إضطر إلى البقاء في الديوان لمدة طويلة يتقبل التهاني و يشرف على إستقبال الضيوف المهنئين كان الوقت بعد العصر عند خروجه من منزل العائلة ينطلق بسيارته بسرعة هائلة عجلات السيارة تحتك بالأرض مخلفة صريرا مزعج يده تتمسك بالمقود بمهارة عالية قاد سيارته لعدة ساعات خارجا من نطاق عشيرته العريقة ليدخل لربوع المدينة الكبيرة و المختلفة كليا عن قبيلته كل شيئ متغير و كأنه قفز بالزمن لعدة سنوات توقف عند بوابة المطار ليستقبله أحد الرجال كلفه بإنتضاره و ترتيب أمور سفره نزل من سيارته يعدل من الكوفية التي يلفها على عنقه مظهره الفخم يوحي بشخصية إعتادت إلقاء الأوامر و ليس الإستماع هرول إليه الرجل يرحب به بحرارة يعطيه بطاقة سفره و يأكد له الحجوزات شكره سيف بإقتظاب ليتوجه للبوابة المؤدية للصعود للطائرة وقف قرب العاملة لفحص روتيني لجواز سفره أنزل رأسه و إستغفر بهمس هو يرى وجه العاملة الملطخ بأنواع الزينة أطالت النظر في الجسد الرجولي المميز عيناها إلتمعتا و هي تقرأ الإسم الفخم
سيف سلمان الجارحي
قالتها بهمس أنثوي خافت و عيناها متسمرتان عليه دق على مكتبها بأحجار سبحته و قال بخشونة
: تحشمي يا أخت
نزع جوازه إنتزاعا من يدها و أمسك يد حقيبته متوجها لطائرته بعد سماعه النداء
على مقعد الطائرة أجرى بعض الإتصالات الهامة و أغلق هاتفه
نرجوا من السادة ربط الأحزمة تكرر نداء المظيفة ليعدل جلوسه و يتكأ على مقعده بأريحية تقدمت إحدى المظيفات تسأل عن طلبات المسافرين كم تمنى أن يطلب شيء يريحه من التفكير لاكنه همس بإبتسامته الهادئة
:شكرا لا أريد شيئ
إستمرت الرحلة عدة ساعات و في صالة المطار الواسعة راقب الكم الهائل من البشر يتدفق لخارج المطار أناس عائدون و آخرون راحلون
قرب البوابة الخارجية شد على كوفيته يلفها على رقبته بإحكام برودة الجو و قطرات المطر الندي يصفع وجهه بقوة قارن بين هواء بلدته الربيعي و جو هاته المنطقة الكئيب قبل أن يشير لأحد السائقين المصطفين بكثرة قبال المطار ركض سائق سيارة الأجرى ليحمل حقيبته ليربت سيف على كتف السائق العجوز و يحملها بنفسه واضعا إياها في صندوق السيارة و يجلس قرب مقعد السائق معطيا إياه عنوان الفندق عادت أنامله تتلاعب بالسبحة و فكرة واحدة تدور في راسه بقوة سيكتشف سبب تكرار زيارة رعد أحمد المنذر لهاته المنطقة مهما كانت الطريقة
أنت تقرأ
إني أحببتك
Romanceو أظل وحدي أخنق الأشواق في صدري فينقذها الحنين.. و هناك آلاف من الأميال تفصل بيننا و هناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا ثم انتهى.. ما بيننا و بقيت وحدي أجمع الذكرى خيوطا واهية و رأيت أيامي تضيع و لست أعرف ما هيه و تركت يا دنياي جرحا لن تداويه السنين فطو...