قبل رحيلي
أحرقت مذكراتي
أفرغت زجاجات عطري
رميت الكحل و أحمر الشفاه
فأنا أعرف أن رجل شرقيا مثلك لن يهتم لتلك التفاصيل
تراك تحس بغيابي ؟؟
أو بمكاني الخالي جهة السرير !!
بثيابي التي إختفت من الخزانة
بمنظدة الزينة الفارغة ؟؟؟
أيعرف رجل مثلك معنى الإشتياق ؟؟
معنى الموت و أنت على قيد الحياة !!
قبل رحيلي
أغلقت ستائر الغرفة ...... أوصدت الباب و رميت المفتاح
حبست ذكرياتي..... ضحكتي ..... و ليالي طارحتني فيها الغرام
توسلتها أن لا تلحقني...... أن تتركني أتنفس ولو قليلا ........
رجوتها أن تحتفظ بنظرة عيناك .......و الشيب الذي بدأ يغزوا فوديك
بضحكتك التي سمعتها مرات معدودات
جعلتها تقسم على كتمان كل ما رئته أركانها
و ماسمعته جدرانها
قبل رحيلي
أمسكت سبحتك ....تحسست بقايا لمستك
قبلت فنجان قهوتك ...حيث بقى أثر شاربيك
عانقت كالغريق قميصك المتسخ حيث بقت رائحتك
رائحة أدمنتها عشقتها و اليوم ألعنها لما تجلبه لي من إشتياق
جلست في مقعدك ....عبثت بأوراقك فعلت كل شيئ سيجنبني الحنين
و أعلنت حقائبي إمتلائها
و رفضت حمل المزيد
حقائبي الغبية تجهل اني أحمل ذكرياتك في كل إنش مني
في كل خصلة لمستها من شعري الطويل
أحمل الكثير بين رموش عيناي.....و أكثر بكثير في شفتاي
حقائبي التي ترفض حمل ذكرياتك
تجهل أني أحتفظ بالكثير في أذناي و انت تنزع عنها الأقراط أو تهمس ببضع كلمات
في ثيابي التي إكتشفت صدفة أنها بلونك المفضل
تجهل أني أحتفظ بذكرياتك حتى في فردة حذائي التي أضعتها يوما و وجدتها أنت تحت السرير
تجهل ذكرياتي في الإبرة التي خطت بها أزرار قميصك بالقلم الذي أعرتني إياه
حقائبي التي تعاندني تجهل أني أحتفظ بك في كل كبيرة و صغيرة
قبل رحيلي
لوهلة نسيت انك الهواء و جازفت بدخول غابة جرداء
خنقني الحنين .....جمد الدم في عروقي أرعبني و تمنيت ......لو أعود
لأفرغ حقائبي .....و أعيد ترتيب ثيابي
لأنسى و اتمنى ان تنسى
لأعيد الكحل لعيناي .....و أصبغ بالأحمر القاني شفتاي
أزيح الستائر .....و أعيد لسرير المفارش
فلا سبيل للخلاص
رغم إنتظار السائق في الأسفل
رغم خطت رحيلي المحكمة
بعظي يقاتل بعظي
الكل يصرخ برغبة الرحيل ....... الكل يأبى الرحيل
و أقف أنا ممزقة....... أمسح دمعي ....
أجبرهم على الصمود
سأبكي و أنا بعيدة
أريد رؤية واضحة الآن
لا اريد رؤية تشوشها الدموع
أرغب بوداع لحظاتي معك كما أريد
سأتذكر أين كان معطفك معلق .....و في أي درج إحتفظت بساعتك
فأنا أنوي ألا أعود
لن أكذب و أدعي نسيانك فأنا لا أستطيع
لنسيانك يجب أن أعلن الحرب على كل من يمتلك طولك ....... و عرض منكبيك
على كل من يمتلك عينان عسليتان........ على كل مكان يبيع القهوة ...... فرائحتها تقهرني
على كل مكان وضعت فيه جريدة ........ فلا ذكرى تعذبني أكثر من إدعائك تجاهلي و أنت تقلب أوراق الصحيفة
يجب أن أعلن الحرب على كل من يلبس الأسود ........و معطفا ثقيلا .......و يضع على رأسه كشيدة
يجب أن أحارب كل من يقود السيارة بيد و يريح الأخرى على حافة بابها
على كل شيئ و شخص
و أنا ضعيفة
وأنا أدرك أني ضعيفة
بل إني أكثر ضعفا مما أبدوا
و أخشى أن أنهار إذا حاولت النسيان
قبل رحيلي
دعني أستمد بعض الطاقة توصلني للقطار حيث سيأخذني بعيدا....بعيدا جدا عنك
و ما أقساها من حقيقة
قبل رحيلي
دعني أعبأ رئتاي بهواء مدينتك
ربما إختلطت بها أنفاسك
أشتم لآخر مرة عبقها فلن تصفع و جهي بعد اليوم ولن تجوب عنقي ولن تختلط معى أنفاسي
دعني أمرغ و جهي في ترابها في كل شبر وطأته قدماك
قبل رحيلي
و الذي يقترب أكثر و أكثر
تتسمر أقدامي و أنا أنزل الدرج و باب مكتبك يقابلني ...... يقتلني
بربك أخبرني إن كان وجعي يذبحني و لاتزال رائحتك تجوب الأركان و صورتك معلقة في أحد الجدران
فأي عذاب سينزل علي بعد بقائي وحدي
بعد أن يختفي صوتك و لن يصلني منك أي همس
بعد أن تختلط رائحتك برائحة المسافرين
أي عذاب سأقاسيه و صورتك محفورة في ذاكرتي
في كل مرة أرمش أو أتنفس
قبل رحيلي
أيد خفية تجذبني للخلف أيامي الطويلة معك تبكيني
أتسمعها ....... أتراك ستسمعها ......تراك تمسح دمعها و تخبرها
أني سأعود كم أتمنى أن تخيب ظنوني و تفعل
لأخيب ظنونك و لا أعود
كم أتمنى أن تنزع عنك رداء شيخ العشيرة و تنسى أن الحب في أعرافكم يعتبر خطيئة
تمنيت أن تحس بخطة رحيلي
ربما يبدوا الأمر كهروب
لاكني أعرف كما تعرف أنه لاسببل للهروب
قصرك محصن ...... و أسلحتك كثيرة...... و لا أزال أنا مجرد إمرأة أدركت متأخرة أن عشق شيخ القبيلة ممنوع و محرم
أدركت أن لا كيد نساء ولا خطط محكمة ستجعلك ترمي عليها مجرد نظرة
أدركت أن عدد الحائمات حولك يفوق التحمل و لا أزال أنا تلك المرأة البريئة
و لن أنكر أني ضعيفة
لا أزال إمرأة خرجت مؤخرا من شرنقتها الآمنة و لم أعرف عن المشاعر إتجاه الرجال إلا أبي و أخي
أتدرك الآن كم أنا بريئة
و لا أنكر أني عجزت عن الدفاع عنك و عني فلا تنسى اني دخلت عرينك أول مرة كفريسة ضحية
أتذكر ؟؟؟
لاتسألني إن كنت أذكر فأنا لم أنسى يوما
قبل رحيلي
أريد التجول في كل ركن من بيتك
أقسم أني لم آخذ شيئ غير خاتم ﻻيزال يزين بنصري الأيسر و حقائب ذكرياتي التي سأبكيها وجعا
أنت تقرأ
إني أحببتك
Romansaو أظل وحدي أخنق الأشواق في صدري فينقذها الحنين.. و هناك آلاف من الأميال تفصل بيننا و هناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا ثم انتهى.. ما بيننا و بقيت وحدي أجمع الذكرى خيوطا واهية و رأيت أيامي تضيع و لست أعرف ما هيه و تركت يا دنياي جرحا لن تداويه السنين فطو...