CH6

468 19 13
                                    







وميض أمل بدأ يلمع في صدر جيبوم كما يلمع ماء البحر حين تعانقهُ أشعّة الشمس الساطعة ..
الأمل الذي بدأ في الذبول روته رسالة يونقجاي تِلك ودبّت في أنحاءه الحياة ..
جيبوم الآن في طريقه إلى طريقه، إلى نوره، إلى سطوعه ، إلى ضوءه ، إلى شمسه ..
مسرعًا يتخطى إشارات المرور ، ويتخطى المشاة ، يتخطى كل من يعرقل طريقه ..
بعد أربعة عشر دقيقة من هذه السرعة والتخطيات !
وصل جيبوم إلى باب الشقة التي حُفر عليها رقم 333 كما حُفر يونقجاي في قلب جيبوم ..
ضغط جيبوم بإحدى يديه زر الجرس وانتظر عدة ثوانٍ لم يسمع أي صوت أو أي شيء سوى الصمت الحالك !
قرع الجرس مرة أخرى .. مرت عدّة لحظات .. لارد .. !
بدأ ينقبض قلب جيبوم بشكلٍ مشؤوم .. لذا قرر أن يقرع الجرس بشكل متتالي ومزعج الآن .. وبعد عدة لحظات أخرى .. قرر يقرع الجرس بإحدى يديه ويقرع الباب بالإخرى لعلّ بذلك يعتري هذا الصمت ذلك الصوت ..
في هذه الأثناء سمع عواء كوكو ويبدو أنها فزِعت ثم لحقها نحيب مسموع خرج من حنجرة يونقجاي ..
"نعم هذا صوت يونقجاي ، هذا الصوت الذي عانقته مسامع جيبوم حالما حملته ذرات الأوكسجين إليها ، يعرفه جيبوم جيدًا ، معتاد عليه ، مشتاق إليه، متلهف له، ذلك النحيب البسيط قد جعل رعشة تسري من أخمص قدم جيبوم إلى أعلى هامة رأسه.."
فكّر جيبوم قليلًا .. يبدو أن يونقجاي نائم أو مُتعب لأن صوته بدا قريبًا من باب الشقة .. وهذا يعني أنه في صالة الاستقبال بالتأكيد .. ربما مخمور -فكر جيبوم لوهلة أخرى- ربما ؟
لذا قام بقرع الجرس مرة أخرى ، حتى سمع همهمة ونحيب يونقجاي يعلو أكثر ..
ويبدو أيضًا أن كوكو اقتربت من الباب وبدأت تتحرك منزعجة وتصدر عواءًا مسموعًا ..
عدّة ثوانٍ مرت وجيبوم لازال واقفًا بحلته السوداء تلك ويديه العاريتين التي هاجمها البرد ، مصرًا على رؤية يونقجاي الذي يفصله عنه هذا الباب اللعين ..
ثوانٍ قليلة وقف يونقجاي خلف الباب بعدما سحّب جسده بخمول وتعب وكسل وبلا وعي ، أردف بصوتٍ هزيل ومبحوح .. "من هنا؟"
تتالت الرجفات بجسد جيبوم ولمعت دمعة طفيفة في عينيه حينما سمع صوت يونقجاي وأردف مسرعًا:
"يونقجاياه هذا أنا ! "
يونقجاي بقلبٍ مفطور حينما سمع صوت جيبوم واستوعبه حتى بدأ الدم يغير مساره ويتدفق بسرعة هائلة من كافة أجزاء جسده إلى قلبه ..
"ج-جيبومي؟"
جيبوم بلهفة قد اعترت صوته: "نعم يونقجاياه أنا جيبوم"
يونقجاي أركى رأسه على الباب وباغتته دمعة خرجت من عينيه على إحدى وجنتيه: "جيبومي .. ج-جيبومي"
جيبوم من خلف الباب بنبرة أقرب إلى الترجّي: "يونقجايا إفتح الباب رجاءًا أريد رؤيتك."
يونقجاي يغالب دموع الشوق الساخنة التي شقت طريقها على وجنتيه الآن ، خرجت منه نحيب وهمهمات وتمتمات وشهقات .. قد فطرت قلب جيبوم بالفعل..
جيبوم يطرق الباب بمفاصل أصابعه بهدوء ويردف بحزن: "يونقجاياه عزيزي افتح الباب."
بعد عدة ثوانٍ سمع صوت فتح الباب بهدوء يشبه هدوء ظلمة الليل الساكنة !
"آهه يونقجايااااااااه يونقجاااااياااااه" <قال جيبوم ذلك بنبرة خنقتها العبرة بعد أن رأى يونقجاي أمامه عندما فتح له الباب ..
بكل قوّة من في الأراضي السبع عانق جيبوم يونقجاي فكان رأسه على صدر جيبوم تمامًا يسمع كل نبضه تخرج من قلب جيبوم، ويشعر بشهقات جيبوم العميقة التي تهز رأسه .. دسّ جيبوم أنفه بين خصلات شعر يونقجاي وبدأ يبكي كبكاء الطفل في حضن أمّه، يبكي الفراق ، يبكي الحُزن ، يبكي الشوق ، يبكي الحنين، يبكي الأنين وذلك القندّس يبكي على صدر جيبوم وكأنه يشكي لقلبه الحال، هو أيضًا يبكي حُرقة الفقد التي ملأت عضلة قلبه الصغير وعاشرت خلايا جسده !
مضى على ذلك العِناق 4 دقائق بالتمام ..
هم لازالوا متشبثين ببعضهم البعض وكأنهم قرروا عدم إفلات بعضهم للأبد ..
رفع يونقجاي رأسه من صدر جيبوم ثم نظر إلى عينيه بكل رحابة الدنيا .. بادله جيبوم تلك النظرات ثم أنزل نظره للأسفل قليلًا واشتهى تقبيل ثغره في تلك اللحظة جدًا ، اشتهى ملامسة تلك الشفتين الرفيعتين الناعمة ، مرر سبباته على شفة يونقجاي السُفلى ثم حاول الإقتراب من وجه يونقجاي حتى شعر أن أنفاس يونقجاي الساخنه تنتثر على وجهه، وتثيره أكثر ، أزفر نفسًا هو الآخر واختلطت أنفاسهم ببعضها ، اقترب جيبوم أكثر حتى لامس زواية أنفه بزاوية أنف يونقجاي ، ثم تنهد بعُمق على هذا الشعور اللذيذ ، إنه يشمّ أنفاس يونقجاي بنهم ، صحيح رائحتها كرائحة النبيذ لكنها لازالت لذيذة بالنسبة لجيبوم لدرجة أنها علقت بأنسجة جيبوم الداخليه ، بقي جيبوم على هذا الوضع واسترق نظره على عينا يونقجاي ووجدها ناعسة وذابلة للرمق الأخير ..
شعر جيبوم بتلك الشفاة الدافئة تلتصق بشفتيه فجأة !
لكنّه أحب ذلك بالتأكيد حتى أنه أمسك رأس يونقجاي من الخلف وضغط عليه كتعميق عميق للقبلة ..
ثم فصلوا هذه القبلة متجهين بأنظارهم لبعضهم ..
"أتوقُ إليك بشدة" همس جيبوم ذلك بالقرب من شفتي يونقجاي حتى أن يونقجاي شعر بالكلمات مرت من فمه وحلقه..
ابتلع يونقجاي كلمات جيبوم تلك وأردف:
"لا أعرف كيف انتهى بي الأمر بين أحضانك وشفتيك!"
قبّل جيبوم تلك الشفاة التي لازالت تلمع بسبب لعابه ثم حمل يونقجاي وأخذه إلى ناحية الأريكة الحمراء القاتمة تلك وجلس ثم أجلس يونقجاي في حضنه .. وأخذ جيبوم يشمُ كل جزء من يونقجاي بنهم ، تارةً يشم شعره، تارة يتنفسُ عنقه، تارة يشمّ وجنتيه، تارة يتنفس في أذنيه ، جيبوم يفعل ذلك وكأنه يستردّ أوكسجينه الذي سُرق منه ، يستعيد لحظاته وحياته مع كل شهيق يأخذه من إحدى خلايا يونقجاي الشهية..
"رائحتك كالقاردينيا" أزفر جيبوم ذلك بالقرب من أُذن يونقجاي حتى أن يونقجاي شعر بقليل من الرعشة تتوه في جسده وتوسد حضن جيبوم أكثر وكأنه وجد راحته بعد سفرٍ طويل ..









False beliefs | G7 2Jaeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن