CH5

412 21 11
                                    








لقد مضى الوقت ، مضت ساعتان على تِلك الرسالة الساعة الآن الـ10 مساءًا ، وجيبوم لازال مُفعم بالإنشغال في الفندق ، هاتفه مُلقى بإهمال في مكتبه .. هو لا يعلم عن تلك الرسالة القابعة هناك بإهمال والتي ستزلزل كيانه فور رؤيتها !

لا يعلم أن هاتفه الآن أصبح يحوي شيء ثمين جدًا، لا يُقدر بأموال قارون ولا كنوز كسرى .. شيء غالٍ جدًا على قلبه ، شيء ربما سيصنع الفارق الهائل في قدرته على التغلغل في مشاعر جيبوم التي دُفنت بين ثنايا غياب يونقجاي ، والتي أصبحت هزيلة الآن ، يُحركها الهواء يمنةً ويسرة ، كورقةِ خريف صفراء مقرومة الأطراف ..

هناك وميض رسالة تذكره أنه لا زال جيبوم الإنسان الذي يحِب ويُحب ، ليس جيبوم الآلي الذي يكرّس ذاته وحياته للعمل !

يونقجاي لازال يترنّح في خمرته، يتجرّع الشوق مرًّا بالرغم من أنه هو من صنع ذلك المرّ بعد أن وضع جيبوم مقاديره !
الأمل لم ينقطع ولكن صلواته بأن ينقطع لا تنقطع ..






———————-

الساعة الـ10 والسبع دقائق الآن !
دلف جيبوم إلى مكتبه متعجّلًا فجينيونغ ينتظره بالأسفل ليقله إلى المنزل هذه الليلة ..
بكل بلادة الدنيا أخد جيبوم هاتفه القابع على مكتبه الكبير ذلك ووضعه في جيب سترته الرسمية السوداء الأنيقة دون أن يكلف نفسه عناء إلقاء نظره !!
ثم خرج من مكتبه مهرولًا بخطوات مسرعة في ممرات الفندق بغرض عدم التأخر على صديقه الذي ينتظره في مواقف السيارات أمام الفندق ..
وماهي إلا ثوانٍ من تلك الهرولة حتى اصطدم بهذا الكائن الذي ظهر في وجهه من العدم ..
سقط هذا الكائن أرضًا وسقطت سماعاته من أذنيه وأشياءه التي كان يحملها ومن ضمنها هاتفه، وتعثر به جيبوم حتى كاد أن يسقط عليه لولا أنه تدارك نفسه في آخر لحظة ..
جيبوم يشتاط غضبًا وهو يرفع نفسه : "من أين خرجت لي ياهذا!!!!!!"
ڤيونا التي تقبل الأرض الآن بوضعية الأضطجاع على البطن حتى أن سترتها ارتفعت من الخلف وعينا جيبوم الطويلة استرقت النظر إلى ردفها الممتلئ لا محالة ..
تردف هي بغضب وهي تحاول رفع نفسها لتجلس: "يبدو أن أحدهم هو الأعمى اليوم!!!" بالنظر إليه تداركت أن هذا الشخص هو نفسه الذي أخبرها أنها "أعمى" عند بوابة الفندق بالأمس وقررت الأخذ بثأرها الآن ..
جيبوم لازال في ضجر ولكن يمد يده يساعدها على النهوض: "اللعنة عليك! ألا تملك ذرّة احترام!!!!!"
ڤيونا وهي تحاول لمّ أشياءها المتناثرة على ذلك الرّخام اللامع جدًا والزلج جدًا لفت نظرها هاتفها المُلقى وشاشته قد تفرع بها الكسر كغصن شجرة السمَر ، تصرخ: "يااااااااااه!!!!، لقد كُسر هاتفي بسببك أيها المتعجرف الأحمق!!!"
جيبوم يرفع حاجباه ويوسع عيناه بضجر واضطراب ويدعك جبينه بغضب ويقدم فكه ويزرّ عليه فهو غير معتاد بتاتًا أن يصرخ أحد في وجهه! فكيف بموظف حقير يفعل ذلك الآن؟! ويشتمه أيضًا؟! ياللمصيبة السوداء !؟
يبدو أن نهاية ڤيونا على يده..ربما!؟
حسنًا! جيبوم قام برفع ڤيونا من ياقتها وهي جالسة حتى جعلها ذلك تقف مُجبرة وألصق وجهه بوجهها ثم أردف وهو ينثر على وجهها أنفاسه الساخنة جدًا ويزرّ على أسنانه بهمسٍ غاضب: "أعِد ماقلته أيها اللعين وسأحولك إلى أشلاء."
ڤيونا تزفر نفسًا غاضبًا في وجه جيبوم أيضًا وترد بنفس النّبرة:
"قلت أن هاتفي كُسر بسببك أيها اللعين الأحمق المتعـ."
هي لم تكمل كلماتها فقد فاجأتها لكمة قوية على وجهها أسقطتها أرضًا وتكاد تحلفُ أن وجهها تهشّم بالكامل ، لا بل هي شعرت أنها لم تعُد تملك وجهًا من الأساس .. يااااه يالجحيم هذا الإحساس !
ثم ركلها بغضبٍ عارم على ردفها المسكين.. "اللعنة! اللعنة! وكأني أنقصك الآن! ما أنت إلا حثالة لعين إذهب إلى الجحيم ! "
وماهي إلا ثوانٍ حتى اجتمع بعض الموظفين بسبب أصواتهم العالية، وأخبرهم جيبوم أن يجدوا حلًا لهذا الموظف اللعين فقد زوّد من جرعات حقارته وأصبح يتلفظ بما لا يناسب مقاله ولا مقامه، وذهب تاركًا خلفه تلك المسكينة مرمية على الأرض تتألم وكأنها قطعة خردة إنتهى منها ورماها ..
ڤيونا رأسها سينفجر من الصداع وتشعرُ بدوار حتى بدأت بالنزيف، الدم يركض مسرعًا من فتحتي أنفها ومن ثغرها وفي خدها طُبع جرح عميق جرّاء الخاتم الذي كان يتوسد إصبع جيبوم ، وأيضًا الرّكلة التي وجهها جيبوم على أحد ردفيها جعلتها غير قادرة على الوقوف من شدّة الألم ، هي قاومت كل ذلك ولكن انتهى بها الأمر في حالة إغماء مباغتة..











False beliefs | G7 2Jaeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن