الفصل الثاني

7.5K 167 2
                                    

كان السلاح معبأ وقال :
- حسنا . . انا منصت اليك . . ماذا تريدين ؟
- ليست لدى اى وسيلة لاثبات اننى امريكية . وانت الشخص الوحيد الذى يستطيع مساعدتى .
فى تلك الساعة والظروف لم يكن لدى "شيز" أى رغبة فى مناقشتها ، ولكن لم تكن لديه اى فكرة عما تتحدث عنه لابد ان الشمس اثرت على راسها . انه الان واثق بذلك .
- ولماذا انا بالذات ؟
- لأن فى جيبى قصاصة من الورق تقول انك زوجى . ولا يوجد غير ذلك . وهى غير ذات قيمة مالم تؤكد انت صحتها.
اراد "شيز" ان يستدير ولكن ماسورة المسدس كانت مصوبة نحوه 
سالها :
- أية ورقة ؟
- الشهادة التى اعطاها لنا القس .
- شهادة زواج ؟ انها غير ذات قيمة . . لقد كنت غارقا فى الهذيان ، وانت لم تكونى سوى صبية .
- لقد كان عندى وقتها ستة عشر عاما والسن القانونية التى تسمح للزواج فى "كوستاريكا" هى اربعة عشر عاما . واذا كان الزواج شرعيا هناك فهو كذلك هنا .
- شرعيا ؟
اصبح الآن "شيز" مدركا تماما ان ماسورة المسدس موجهة اليه ، مما اعطاه احساسا بمعنى كلمة الزواج تحت تهديد السلاح .
سالها :
- هل انت متاكدة ؟
فزع وهو يسال هذا السؤال . . انه يتحدث وكانه يصدق حكايتها ! اجتاحته موجة من الخوف وهو يفكر انها ربما تقول الحقيقة البحتة . لقد قالوا له : ان الفتاة ماتت وانها لم تستطع ان تتبعه . ولكن على اية حال فان هذه الفتاة – التى تلزمه بقوة السلاح على احترام كلامها – لديها مشكلة . ومشكلتها اصبحت الان مشكلته هو .
- وهل لديك مستخرج رسمى لشهادة الميلاد ؟
لقد كان يحاول ان يجد حلا اخر . ردت عليه :
- ليس عندى هذا المستخرج ولا جواز السفر ولا بطاقة اثبات الهوية 
- لابد من وجود اى اثبات فى مكان ما .
اراد ان يستدير نحوها ولكنها غرست السلاح فى ظهره بعد ان كانت توجهه الى راسه من الخلف . ان الامر يزداد سوءا . قالت:
- كونى اصبحت مشردة بدون جنسية لم يعد له اية اهمية يا سيد "بودين" والنتيجة ها هى ؟
لم يدهش "شيز" باى درجة . ان مساعديه فى وزارة الحربية الامريكية المعروفة باسم "البنتاجون" لم يعثروا على اى اثر للفتاة التى لقيت حتفها اثناء مهمته الرسمية .
- الا يوجد لك اسرة ؟
- من ناحية ابى فانهم جميعا ماتوا بالامراض المتفشية فى المناطق الاستوائية ، اما من ناحية امى فقد ذهبوا الى جزر "الانتيل" على ما اظن . ولم يعرف احد على الاطلاق اين ذهبوا بالضبط ، ولا اعرف احدا غير ذلك .
- انت تقولين ان لديك دليلا . هل يمكننى ان اراه ؟
امرته قائلة :
- استدر . . ببطء ولا داعى للحركات المباغتة .
ظل "شيز" رافعا ذراعيه فى الهواء واستدار وهو يسوده شعور غريب :
اولا لم يحدث له ان اجبرته امراة على احترامها بواسطة السلاح . وثانيا فان التجربة لم تكن سيئة على الاطلاق بل مثيرة حقا . خاصة والمراة تبدو كملاك برئ غاضب بعض الشئ وكلها حرارة ولهب .
ان التغيير فى ملامحها كان مثيرا ولافتا للانتباه . كانت تضئ كنيران معسكر مرح وسط ظلام الليل فى الصيف .
قالت له – وهى تناوله المستند – "
- ها هو ذا ، يمكنك ان تقراه ولكن لا تات باى حركة
كانت الورقة المجعدة مكتوبة بالاسبانية وتحمل توقيعين احدهما توقيعه دون ادنى شك . وكان يعرف من الاسبانية مايكفيه لأن يعرف ان ما بها حقيقى وان ما قالته صادق . . انها شهادة زواج . سب "بودين" ولعن نفسه . سالها :
- والان ماذا تنوين ان تفعلى ؟
لمعت نظراتها لحظة وفهم "شيز" الرسالة . . لنه محاصر وهى تعرف ذلك . واذا كان هناك ما يرعبه فهو ما فيه الان . اجابها ونظراته تنتقل من السلاح الى يدها :
- لا شئ ذو قيمة الان ما دمت مصوبة سلاحك نحوى .
كان وضعها مثيرا واشعل نار الرغبة عنده وهو يتاملها ، سالها :
- وهل تم تنفيذ عقد زواجنا ؟
بدت لا تفهم وكانها مخلوق وقع من السماء 
- تنفيذه ؟
- نعم تنفيذه . . هل انتقلنا من مرحلة العقد الرسمى الى ممارسة الحياة الزوجية يا "آنى " ؟
تردد – وهو يراها تفتح عينيها على اتساعهما - :
- هل تزوجتك فعلا يا "آنى" ؟
بدا عليها الرعب . ثم انهت بان قالت ووجهها اصبح ارجوانيا :
- نعم .
قال لها – وهو يحدجها بامعان وتهكم - :
- واعتقد ان الزواج كان جميلا . . اليس كذلك ؟ للاسف اننى لم اعد اتذكر التفاصيل . . هيا اخبرينى . . هل كان جميلا ؟
هزت راسها علامة الايجاب وهى تتجنب نظراته :
- لقد نسيت ذلك بمرور الوقت .
تحت تاثير الانفعال انزلق السلاح من بين يدها ، ولم يتح لها الوقت لتسترد جاشها . وامسك رسغها بقوة ، لم يكن يريد ان يؤلمها ، ولكن لم تكن لديه وسيلة اخرى غير ذلك .
قال لها – وهو يقربها منه - :
- هل تقولين لى . . اننى تزوجت من فتاة فى السادسة عشرة من عمرها وعشنا حياة الازواج ؟
كان يعرف الرد مسبقا ، ولكنه اراد ان يسمعه من فمها الصغير الجميل والكذاب .
وجدت "آنى" صعوبة فى التنفس وقلبها يدق بلا انتظام ، ووجدت جسدها يرتجف ، بسبب لا تدرى كنهه وكانها على وشك الانهيار والاستسلام ، انها تعرف انه يحاول ان يخيفها ولكن لا يهمها ما يهدد بفعله . انها لا تستطيع ان تخبره بالحقيقة . قال لها بصوت خشن واجش :
- ومتى مارسنا حياتنا الزوجية ؟ اخبرينى بكل شئ ... اننى اريد ان اتاكد من اننى كنت نعم الزوج .
- ان الامر لم يحدث كما تتخيل ... لقد كنت مريضا وتهذى ولكن كان بيننا شئ قوى ... نعم ، انه لم يكن مجرد انجذاب ... لقد حدثتنى عن احلامك ، بل حدثتنى حتى عن هذا البيت عندما اخبرتنى بانك تنوى ان تستقر فيه .
قال "شيز" وهو لا يزال مصدوما من الانفعال الذى جعل صوته منقطعا :
- ان الرجل يقول اشياء عندما يعانى من الهذيان .
كانت تشعر بالعاطفة الجامحة تغرقها ، عاطفة من الغيظ الشديد منه ، لان لا يريد ان يصدقها والا يتذكر شيئا ، وكان مظهرها كملاك وحشى يحرك مشاعره بطريقة لا يستطيع ان يحددها ، وايقظت بداخله فضولا غريبا . واحس برغبة عارمة نحوها لكنه تركها واستدار وهو يحاول ان يركز عينيه على عينيها .
سألها مرة ثانية – وهو مندهش من مدى اهتزازها تحت تأثير الانفعال والاثارة - :
- وما الذى جرى بيننا ؟
- وهل ستصدقنى ؟
- أجيبى على بكل شئ .
قالت بصوت منخفض وكأنها تبحث عن الكلمات :
- كل شئ . . السماء والجحيم . لقد أوشكنا أن نموت أنا وأنت .. لقد عرفنا معا أياما رهيبة ورائعة .
رد عليها :
- ولكنك لم تكونى إلا فى السادسة عشرة من عمرك ، اننى لم أكن أستطيع أبدا أن ...
- لا .. لم يكن لدى ستة عشر عاما ... عندما يعيش الانسان فى المنفى تحسب السنوات مضاعفة .
كان ثمة ما فى صوتها يحيره . استطردت :
- إنها ليست الفتاة التى أنقذتك .
ولكن "شيز" كان يستمع اليها باذن شاردة ، لقد كانت عيناها هما اللتان تحدثانه وكان حديثهما أبلغ من أى كلام . لقد فهم فى الحال أنها مستعدة لأن تفعل أى شئ وهذا يثبت مدى صدق كلامها .
إنها ملاك حقا فى صورة جنية ، وقد اشتعلت عيناها بلهيب غريب . سألها :
- إذا كان حقا ما تقولينه من أننا تزوجنا فأثبتى لى ذلك وأرينى ماذا فعلنا .
غامت تعبيرات وجهها لحظات ولكن سرعان ما ذهب تجهمها مثل سحابة صيف .. إنها تعانى مزيجا من الخوف والرغبة ، إنه خليط متفجر .. مرر "شيز" يده فى شعرها الحريرى .
لم يكن "شيز" يريد أن يتأثر هكذا بسرعة ولكن لم يسبق له أن رأى امرأة فى مثل سحرها وفتنتها .
هناك أمور يعرفها الرجل حتى ولو أن العقل ينصحه بأن يظل حريصا وحذرا . . إنه لا يستطيع أن يقاوم . وأحست هى بانفعالاته . . وشكرت السماء لأن هذا ما كانت تنتظره حتى يساعده ذلك على التذكر .
استسلما لعاطفتهما وأخذ كل منهما يهمس باسم الآخر فى حنان وحب . أخذ يسألها عم إذا كان هذا ما جرى بينهما بعد زواجهما الذى لا يتذكره . أضاءت عيناها ثم غاصتا ثانية وقالت عيناها نعم ولا فى وقت واحد . . لقد بدأ "شيز" يفقد سيطرته على الموقف . وسمع صوتا فى أعماقه يقول له : ان يتماسك قبل فوات الأوان . أراد أن يتوقف عن اندفاعه العاطفى ولكنه لم يستطيع . قالت له بصوت مرتجف بطريقة غريبة :
- لابد أننى أحلم .
إنها تتصرف كأمرأة تحب زوجها ، وهى تتعلق به مثل المرأة التى تتشبث برجل لم تره منذ وقت طويل . ولكن الصوت المنخفض فى أعماقه أصبح عاليا الآن ، ويقول له بالحاح إنه يرتكب الآن أكبر غلطة فى حياته وسواء كانت "آنى" تقول الحقيقة أم لا فإن ذلك لن يزيد الأمور إلا تعقيدا لو استسلم لعواطفه الجامحة نحوها .
إنها قد تفهم من ذلك أنه اعتراف منه بأمر لا يزال غير مقتنع به . قال لها فى النهاية بصوت أجش :
- ألا ترين يا "آنى" . . اننا نتعجل الأمور ؟
- كيف ؟
بدا عليها بعض خيبة الأمل وهى لا تعرف أى مسلك تتخذه .
- هل تعتقد هذا ؟ يمكننا أن نمنح نفسينا بعض الوقت إذا كانت هذه رغبتك .
- إذا كانت هذه رغبتى ؟
وجد "تشيز" صعوبة فى أن يمنع نفسه من الانفجار فى الضحك وقال لها :
- انظرى إلى نفسك . . إن وجهك أحمر شديد الاحمرار وأنت ترتجفين من رأسك لقدميك .
- لاشك أن ذلك بسبب التعب . . لقد مر دهر منذ آخر مرة نمت فيها وأكلت .
هناك شئ ما لا يسير على ما يرام ولكن ما هو ؟ من الواضح تماما أنها مرعوبة ومنهكة وربما تموت جوعا ، ومع ذلك يبدو عليها الرغبة الشديدة فى أن يتبادلا الحب . قال – وهو يتراجع :
- إننى لا أحس بأننى بخير . ربما عضتنى الحية دون أن أدرى.
ردت عليه بصوت بدا جادا فجأة :
- أوه . . إن هذا يدهشنى . . ربما كان ذلك بسبب الدورة الدموية وكل شئ سيعود إلى خير حال عندما يصل الأكسجين جيدا إلى مخك .
ابتسم "شيز" ابتسامة مغتصبة وقال لها :
- أرجو المعذرة .
إنها السبب فى اضطراب دورته الدموية . سألها :
- وكيف لك أن تعرفى الدورة الدموية للرجال ؟
جعل سؤاله "آنى" تبتسم . . إنها تعتبره رجلا لا يقاوم . . إنه يشع رجولة وجاذبية يمكن أن تصرعا أى امرأة عن بعد ، أحست بأن كل الامور الجميلة بدأت تعود .
سألها وهو يعبر الحجرة :
- هل أطمع فى إجابات ؟
- أوه . . نعم . . لقد كان والداى طبيبين . . ألم أقل لك ذلك ؟ وكانا يريدان منى أن أصبح مثلهما .
سألها "شيز" فى دهشة :
- هل كنت ستصبحين طبيبة ؟
كانت تحس بالدوار ولم تفهم سؤاله ، ثم حلت ابتسامة محل مظهر الحزن الذى ساد وجهها :
- آه . . نعم . . لقد أراد والداى إرسالى إلى كلية الطب فى الولايات المتحدة الأمريكية . . حتى يستمر التقليد المتبع فى الأسرة . لقد كان هذا هو حلمهما أكثر منه حلمى ، وكان من المحتمل أن اكون قد أتممت دراستى الطبية لولا وفاتهما .
قال "شيز" بطريقة آلية :
- لابد أن ذلك كان قاسيا .
- ولكن هذا كان منذ خمس سنوات ، وقد استطعت التغلب على ذلك .
أصدر لوح خشبى صريرا تحت قدمى "شيز" فخفضت "آنى" صوتها بطريقة آلية . . إنه رد فعل طبيعى لما عانته ولا تستطيع التغلب عليه .
سألته وهى تريد أن تعرف لماذا ينظر إليها "شيز" بهذه الطريقة الغريبة :
- هل هناك شئ لا يسير على ما يرام ؟
- لماذا تتكلمين بصوت منخفض ؟
- إنها العادة على ما أظن ، عندما يعيش الانسان فى الدير يتعلم أن يهمس وأن يتنقل بخطوات الفهد .
- دير ؟ فى "كوستاريكا" ؟
- لقد قضيت فيه خمس سنوات .
- ولكن لماذا لم تذهبى إلى الولايات المتحدة ؟
- لأسباب عديدة لا حصر لها .
فكرت فعلا أن تحكى له تاريخ حياتها المؤلم ثم قالت فى نفسها : إن ذلك يمكن أن ينتظر ، إنها لم تختر حياتها . قالت له :
- أنا لم أختر الذهاب إلى الدير فى البداية ، ثم أدركت أن ذلك هو ما أحتاج إليه . لقد قمت بتعليم صغار الهنود القراءة والكتابة . وفى بلد غزته الحروب فإن معلوماتى الطبية كانت ذات فائدة .
قال "شيز" مؤكدا دهشته :
- فى الدير ؟ وفى سن صغيرة ؟ ولكنك لم تكونى سوى صبية صغيرة . . ما الذى يعلمونه للفتيات فى مثل تلك الأماكن ؟
اعترفت "آنى" :
- أولا أن أبقى على قيد الحياة ، ولكن الأخت "ماريا أنوسنتشيا" – وهى الأم الكبرى – كانت متمسكة جدا بالطاعة والخضوع 
احمر وجهها قليلا وهى تقول فى نفسها : إن هذا ليس ربما أول شئ عليها أن تبوح به ، ولم يستطع "شيز" أن يمنع نفسه من الابتسام . . لاشك أنه يحاول أن يهضم ما قالته . سألته :
- وأنت ؟ هل تربى الماشية ؟
- لا على الاطلاق . إنما أقوم بتأمين سلامة المزارع .
لم يجد "شيز" أى سبب يمنعه من أن يخبرها بما يفعله فى "وايومنج" بعد ان تأكد تماما من أنها ليست صحفية . وإذا كانت فعلا هى ما تقوله عن نفسها فإنه سيستفيد جدا من محادثتها عن مخاطر المهنة التى يمارسها . إنه لم يعرف أبدا امرأة مستعدة لأن تشارك حياة رجل يطارد لصوص الماشية .
استطرد قائلا :
- إننى أقضى وقتى فى تتبع آثار الخارجين على القانون ، الرجال الذين رصدت أموال من أجل رؤوسهم وهو ما يسمى صائد الجوائز .
بدت عليها الدهشة الحقيقية وسألته :
- ألا يزال هناك لصوص مواش فى "وايومنج" ؟ وهل قبضت على الكثيرين منهم ؟
رد عليها وهو يرتدى قبعته مرة أخرى :
- بعضهم ؟
- هل أنت ذاهب إلى مكان ما ؟
هز "شيز" كتفيه :
- لقد قضيت أربعة أيام فى التجول وأنا الآن تنقصنى المؤونة ، ولابد أن أقوم بجولة فى المدينة .
- هل يمكننى الحضور معك ؟
كانت تتحرق شوقا لأن تصحبه وأوشك "شيز" أن يجيبها بنعم 
- لا ليس هذا من العقل والصواب . إن أهل البلد فضوليون فعلا وهذا سينشر الأقاويل وماذا لو أخذت حماما ؟
- حماما ؟ إن هذا سيكون الفردوس !
تخيلها "شيز" وهى تحت الحمام قال لها :
- هيا خذى الحمام ويمكنك ان تخلعى ملابسك فى الحمام .
نظرت إليه فى دهشة وهلع وقالت :
- ولكن لماذا أخلع ملابسى . . لقد كنت أخذ حماما فى الدير بملابس كاملة .
نظر إليها وكأنها مخلوق من عالم آخر ، وأخيرات هز كتفيه بلا اكتراث وقال لها :
- افعلى ما تشائين .
سألته – وهى مرتعبة – ونظرت إليه وكأنها تنظر إلى مختل عقليا أو مغتصب :
- وماذا ستفعل ؟
- لا شئ مما تتصورينه . . كل ما أريده هو أن أتاكد من أن أجدك هنا عندما أعود .
- إننى لن أتحرك من مكانى . . إننى أعدك بذلك .
لم يكن "شيز" من النوع الذى يكتفى بالقليل و"آنى" اثبتت أنها من النوع الملئ بالمفاجأت غير المتوقعة .
لم يكن لديه أى رغبة فى أن يراها تفلت من بين أصابعه طالما لا يعرف بالضبط من هى .
إنه يتصور مقدما عناوين الصحف الكبيرة لو أن أسماك القرش هذه نشبت أسنانها فيه . حتى النشرات المحلية ستجد لها فرصة لتصول وتجول ، تخيل عناوين مثل "بطل البنتاجون" السابق يخفى المرأة الطفلة . منذ مغامراته فى أمريكا الوسطى لم تكف الصحف الصفراء ومجلات الفضائح عن مطاردته ، وليس لديه أى نية أن يكون طعما سهلا لها . هكذا قالت له بصوت مخنوق وكأنها تهمس وسط القداس فى الدير :
- "شيز" لدى فكرة . . ماذا لو اتصلت بشركائك القدامى ؟ إنهم سيقولون لك من أنا 
شركائه ؟ إنها تقصد "جونى " و "جيوف" 
- كيف تعرفينهم ؟
لمعت عبناها الزرقاوان . . لقد عثرت على الحل لكل مشاكلهما . قالت :
- لقد التقينا بهما فى الطريق إلى الجبهة . . ألا تتذكر ؟ لقد كان ذلك فى الخطة . لقدعثروا على العلماء وأنت الفتاة .. وأتذكر حتى أن "جونى" كان يمزح . لقد قال : إنك أنت الذى قمت بأحسن عمل .
تساءل "شيز" لماذا لم يفكر فى ذلك من قبل إنه لا يتذكر موعد اللقاء ولكنهما أتيا لزيارته فى المستشفى . ومع ذلك لم يستطيعا أن يعثرا على أى أثر للفتاة .
إن العملية كلها تركت فى حلقه مرارة العلقم ودفعته للتقاعد والانسحاب . لقد حنق عليه شركاؤه ولم يرهم منذ أربع سنوات أيا كان الأمر فإنه سيتاكد . تذكر قائمة الفضائل التى ذكرتها الفتاة ومن بينها الطاعة والخضوع . . قال لها :
- هيا يا آنسة . . اخلعى ملابسك وخذى حمامك ولا تضطرينى إلى أن أقوم بخلعها بدلا منك .

زواج بالقــوة ) للكاتبة فلورنس كامبل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن