الفصل التاسع

4.8K 92 2
                                    

كانت السماء مرصعة بالنجوم ، وكان ضوء القمر الشاحب يتسلل في خجل وسط أوراق الأشجار السامقة الفاخرة . وبعد رحلة فوق الجياد قرر "شيز" أن يدع سكينة الليل تفعل سحرها . لم يكن واثقا بأنه كان على حق في اصطحابه "آنى ويلز" وتوريطها في هذه المغامرة . ولكن فكرة أن يتركها بمفردها كانت لا تحتمل . لم يكن لدى "شيز" أية نية في أن يتركها وحيدة في بيته ، وسجين هارب يتجول في الجوار . وماذا يمكن أن يحدث لو قرر "جاك لابواز " أن يقوم بزيارة للرجل الذى ألقى به في غياهب السجن ؟ سألها وهو يلقى نظرة من فوق كتفه :
- هل كل شئ على ما يرام ؟
أجابته وقد أدهشها سؤاله :
- كل شئ على ما يرام .
أضاءت ابتسامة خفيفة وجهه . وكأنه ادرك إلى أى مدى لم تكن معتادة على أن يوليها انتباهه ورعايته . كم من السهل إسعاد شخص لا يملك شيئا !
بعد لحظات دفعه إحساس غريب إلى أن يلتفت وراءه مرة ثانية . عبرت ذهنه صورة متهربة ، صورة امرأة أخرى صغيرة في السن وشبه صبية ، وقد فتحت عينيها على اتساعهما من الرعب . وقد تغير فمها في صرخة لقد انمحت الصورة قبل أن يستشف تفاصيل أخرى . ولكنه تعرف على "آنى ويلز" وهى في السادسة عشرة من سنها . بذل جهدا جبارا ليتذكر . ولكن ذهنه انتزعه من الماضى ليعيده إلى الواقع إلى "آنى ويلز" التى يعرفها الآن ، وتتبعه فوق صهوة الجواد .
سألته وهى تقترب بجوادها من جواده :
- هل هناك ما لا يسير سيرا حسنا ؟
- لا ... لدى إحساس بأننى تذكرت شيئا ما .
- بشأنى ؟
كانت نبرة صوتها قد مست شغاف قلبه مباشرة . ولكن ما أحس به أزعجه كثيرا حتى إنه لم يعد يرغب في أن تطارده بالأسئلة الملحة كعادتها .
- لا ... وإنما بشأن شخص آخر .
أفلتت آهة من فم "آنى" دليلا على اليأس ، فهم "شيز" أن كرامتها جرحت . أبطأت من خطوات جوادها وكان على "شيز" أن يبذل جهدا جبارا حتى يلتزم الصمت . وكلما تقدما في رحلتهما زاد الصمت ثقلا . لقد كانت حاجته لأن يشرح ويسرى عنها أقوى مما كان يريد أن يقذف به وكان يقطع الليل من حين لآخر صرخات الوحوش الحادة .
بعد نصف ساعة وصلا . كان من الواضح ان بئر المنجم كان مهجورا ، ولكن الغريب أن إحساس "شيز" الداخلى كان أقوى من أى وقت مضى .
نظرت "آنى" إلى السماء المرصعة بالنجوم بهدوء مدهش ، وفى كل مرة كان يلقى فيها نظرة عليها كان يفكر في الفتاة الشابة المرعوبة التى كانت تظهر من حين لآخر في ذاكرته ، وتغلب فضوله عليه . إن مساعديه لم يستطيعا أن يخبراه بأى شئ ، لأنهما لم يكونا معه عندما عثر هو عليها ، كانت "آنى " هى الوحيدة التى تعرف تفاصيل ما حدث . قال لها أخيرا بصوت هادئ:
- أخبرينى عن "كوستاريكا " .
التفت إليه في دهشة واضحة :
- ما الذى تريد أن تعرفه ؟
- أين عثرت عليك ؟ وكيف جرحت ؟ كل شئ .
كانت "آنى" قد حكت له من قبل الرواية كلها في أول يوم ـ وأحست باليأس من أن تستطيع إقناعه بصدقها . لم يكن وقتها يرغب في أن يعرف شيئا ، ولكن من الواضح أنه الآن على إستعداد للإنصات إليها . أعترفت :
- كان من الممكن أن اكون ميتة لولا حضورك .
حاولت أن تتحدث بصوت رزين قدر المستطاع . وهى تحكى عن الدير وكيف تعرض لوابل من القذائف الصاروخية بواسطة المتمردين .
لقد اختفت في كنيسة الدير عندما اكتشف مكانها أحد المتمردين . ورفع سلاحه نحوها ليصرعها ، كان الرجل يوجه مسدسه نحوها إلا أنه انتزع منه بعد أن سمعت حفيفا خفيفا لقد جرد "شيز" الرجل من سلاحه بواسطة السوط .
شرحت وهى تحكى عن العراك الذى جرى بينه وبين المتمرد والذى انتهى بموت الأخير وإصابة "شيز" بجرح .
- لقد أخرج الرجل مديته .
من حسن الحظ أن الجرح لم يكن خطيرا ، وكانت "آنى" تعرف من الطب ما أمكنها من إيقاف النزيف . كان "شيز" يلتهمها بعينه وهى تحكى كيف سارا على قدميهما ساعات نحو قرية أخرى ، ليعثرا على القس ، ولكن الجرح كان قد تلوث . قال لها وهو يحاول أن يتأكد من معلوماته :
- لقد انتفخت ساقى ... لقد كان بها التهاب وخراج .
قالت "آنى" وقد تملكها فجأة أمل مجنون :
- إنك تتذكر ! أليس كذلك ؟
- لست أدرى جيدا أى جزء من الذكريات ولا كيف تختلط الذكرى مع ما تحكينه ولكن هذا يجعلنى أشعر بشعور غريب.
- هل تذكر عندما اصبت بالحمى وبدأت تهذى ؟
لو تذكر فإنه – لا شك – سيتذكر أيضا أنها احتضنته لتهدئ من روعه وهذيانه . هل سيتذكر أنها أنقذت حياته ؟
وهز رأيه ببطء نفيا :
- لا . إنني لا أتذكر .
بدت "آنى " محبطة ولكنها تماسكت في الحال . فكرت أن الأمر واضح إنه بدأ يسترد ذاكرته وحالا سيتذكر كل شئ .
سألها :
- أنت لم تحكى لى عن البقية ... عن الزواج ، وحادثة السيارة . أعلم أن الأخوات الصالحات هن الاتى أنقذنك من سجنك وأعطينك ملاذا آمنا . ولكنك لم تحكى لى كيف غادرت البلاد .
- هذا أيضا كان بفضل الأخوات الصالحات . لقد بحثن عن طريقة لمساعدتى في إثبات أننى أمريكية الجنسية ، ولكن الأمر أصبح خطيرا جدا . لقد كانت البلاد باستمرار على شفا حرب مميتة وكانت القنصلية محاصرة ، وكان الآجانب وخاصة الامريكيين في غير امان ولكن الأخوات لم يعجزن عن المساعدة . لقد حشرتنى في مقطورة شاحنة تنقل الكاكاو .
ارتسمت ابتسامة على وجهها :
- لقد كان كابوسا حقيقيا . لقد كنت مهددة بالشرطة السرية ورجال العصابات المسلحة ورجال خفر السواحل والحدود . واوشكت ان أسقط أكثر من مرة .
تنهد "شيز" وهمهم في حزن :
- لقد عانيت الأهوال وانا كنت أظن اننى عشت حياة تعسة .
دهشت "آنى" أمام المرارة الواضحة في كلامه قالت له :
- أعتقد أننى عانيت كل محن العالم . ومن الصعب أن يقصر الإنسان وسطها .
ثم فكرت فيما قاله "شيز" لها عن والديه .
- لقد أخبرتنى ان والدك كان مدمنا للشراب ، أليس كذلك ؟
ظل "شيز" مثبتا عينيه على فتحة المنجم ، وكأنه يتساءل إن كان الأمر يستحق أن يستعيد اشباح الماضى الرهيبة . لم تقل "آنى" كلمة واحدة بعد أن قررت أن تحترم خصوصيته . في كل مرة حاولت أن تنتزع سرا منه كان يزداد تقوقعا على نفسه ... بدا عنيدا وقاتما . قال أخيرا :
- لقد كان كلاهما يحتسيان الشراب ... لقد كان الرجل العجوز دائما في ثورة ، وكانت أمى كلما رفعت صوتها كان يضربها بشدة ، ثم كفت عن الشكوى ، ومن يومها لم ارها إلا والكأس في يدها .
- لابد أنه كان من المؤلم ان تشاهد ذلك .
- يمكنك أن تقولى هذا .. لقد بذلت كل ما في وسعى لأمنعهما ، ولكن في كل مرة كان الأمر ينقلب ضدى . ولقد مرت بى أيام كنت أتساءل : هل أنا صبى أم حقيبة تدريب الملاكمين ؟ وانتهى بى الأمر إلى أن هربت وأنا في سن الثانية عشرة ، وتشردت في الشوارع ، وفى سن الثامنة عشرة انخرطت في سلك البحرية .
فكرت "آنى" في المحن التى لاقاها الرجل حتى يستطيع أن يبقى على قيد الحياة ... لقد نالت هى أيضا نصيبها من المحن ، ولكن على الأقل كانت محاطة بأشخاص اهتموا بها ، وهو ما لم يعرفه أبدا . لقد كان عليه أن يواجه الحياة بمفرده تماما .
أخذت "آنى" تتأمل وجهه الذى يشبه وجه الذئب الوحيد ، وعادت إليها الذكرى ، كان أثناء هذيانه قد انفعل غضبا ضد والده ، كان قد صرخ : ستقتلين ذلك السافل الوغد ، ثم انطلق في حكاية لا أول لها ولا آخر ، والشئ الوحيد الذى فهمته منها أنه خلال جدالهما الذى استمر ساعات أدى إلى إنفصال والده عن أمه ، الأمر الذى جعل أمه تثور وتضربه بيد المكنسة ، وجرحته مما اضطر الجراح لعمل ثلاث غرز كما كسرت له ثلاثة أضلاع .
وجدت "آنى" صعوبة في تصور ان هناك الدين يستطيعان أن يمزقا ابنهما ، الأمر الذى جعلها تحس بغصة في فمها . أرادت أن تقول له شيئا ولكن الانفعال منعها . إنها على أية حال ندمت ، لأنها تدخلت في حياته وخصوصيته . إنها لم تفكر إلا في نفسها ، وهى الآن تفهم لماذا غضب غضبا عارما عندما حولت منزله إلى ما يشبه دار الأسرة . إن ذلك لابد أن ذكره بوالديه وحياته كطفل شهيد التعذيب . قالت له وهى تدعو السماء أن تساعدها على إيجاد الكلمات المناسبة :
- إنني نادمة من أعماق قلبى يا "شيز" لأننى خلقت لك كل هذه المشاكل . ولو كنت أعلم لما لمست هذا المنزل أبدا . وعندما تعود سأعيد كل شئ إلى سابق عهده .
قال بصوت شبه رقيق :
- انسى الأمر ! لقد ظننت أنك تفعلين الصواب والخير ، والباقى لا أهمية له . ليس من حقى أن ألومك على شئ يا "آنى" لقد عدت إلى ، لأنه ليس لك أى مكان تذهبين إليه .
حاولت "آنى" أن تتكلم ولكن الكلمات لم ترد الخروج من فمها . إنها لم تكن تتوقع على الإطلاق تعاطفا من جانبه . قالت أخيرا بصوت مرتجف :
- الحق معك . لقد كنت سآتى إليك على أية حال .. أننى لم أستطع أن أنساك يا "شيز" ، لقد وصلت في الوقت الذى فقدت فيه كل شئ ، لقد غامرت بحياتك من أجلى ، وأعتقد أننى وقعت صريعة هواك في الحال أنت تعلم أن ذلك يحدث للفتيات الصغيرات كالصاعقة أمام فارس الأحلام . هل فهمتنى ؟
قال مؤكدا وهو ينظر ثانية لمدخل المنجم :
- إن معظم الفتيات الصغيرات ينتهى بهم الأمر إلى العودة إلى حياتهن الطبيعية ، ويشفين من الحب العارض .
أضافت قائلة :
- المصيبة أننى لم أبرأ من حبك أبدا .
استدار نحوها جأة والتعب باد فى عينيه :
- كفى يا "آنى" ! لا تقولى أشياء سنندم عليها – نحن الاثنين – فيما بعد .
ولكن الآوان فات ، فإن "آنى" لم تعد قادرة على التوقف ، قالت :
- أنا أحبك يا "شيز" ولا أستطيع أن أفعل شيئا حيال هذا الحب .
انتبه "شيز" وهمهم ببضع كلمات من الصعب سماعها ، ولكن "آنى" لم تكن في حجة للإنصات ، لأنها كانت تعرف أنها ارتكبت خطأ آخر ، وأنها تمادت اكثر من اللازم ، وأنها أشعرته بالخوف . أخذت تتأمل في إعجاب ظهره القوى ، وهى تردد اسمه همسا ، وتتمنى عفوه عنها وقد كرهت نفسها لما فعلته ... أليس لديها أى شعور بالكرامة ؟ 
اتجهت ناحية الأشجار التى ربطا بها جواديهما وعيناها كانت مبللتين بالدموع . لقد أيقنت أن الحياة دائما لا تقدم لها هدايا .
ما إن استردت أنفاسها بطريقة طبيعية حتى سمعت صوت تحطم الأوراق الجافة وراء ظهرها ، وسمعته يناديها :
- "آنى" !
أغمضت عينيها فقالت وهى تتذكر نفس كلماته السابقة :
- لننس هذا ! ليست لدى رغبة في أن اتكلم ولا أن ....
- بحق السماء دعينى أتكلم ، دعينى على الأقل أعتذر . أنا آسف يا "آنى" ، لقد تركت نفسى للغضب وأنا لا أحب المفاجآت . أنا لم أحب ذلك أبدا .... هل فهمتنى ؟
لمس شعرها ... وأكمل :
- لست أدرى ماذا أقول يا "آنى" أنا لا أريد أن أسبب لك المزيد من الضرر بعد الآن . أنا لا أرد أن أستغل الفرصة .
زفرت وهى عاجزة عن منع نشيجها ونحيبها :
- أوه يا "شيز" ! ولكن لماذا إذن ؟ لماذا ؟ تنتهز الفرصة ؟ أنت لا تستطيع أن تؤلمنى إلا الآن .
حدق فيها "شيز" غير مصدق ... تنتهز فرصة ماذا ؟ ما الذى تتحدث عنه ؟ حدثته قائلة :
- قل شيئا يا "شيز" من فضلك .
رفع رأسها حتى يرى وجهها افضل .... كان مثل وجه الملاك البرئ .
- حسنا يا آنسة ... سأفعل شيئا .
سألته في لهفة :
- أحقا ما تقول ؟ ستفعله ؟ أوه يا "شيز" من فضلك ... بسرعة قبل أن تغير رأيك .
قال وهو يقترب منها في حنان :
- أنت فتاة لحوح فعلا .
كان كل منهما يتحرق وقا لأن يعبر للآخر عن مدى حبه ولهفته ورغبته نحو الآخر . قال لها :
- لا يا آنسة ..... ليس بهذه السرعة ... عندما نتصارح بالحب يجب أن يتم ذلك بالطريقة الصحيحة وفى ظروف مواتية ، وليس تحت أى ضغط وانفعال ، لابد أن أخذ كفايتى من الوقت حتى تصبحى ملكى كلية قلبا وقالبا وأن يصبح حبنا جنونا مطبقا .
قالت وهى تتعلق برقبته :
- اعتقد أننى أصبحت فعلا مجنونة بحبك .
أغرقتهما موجة من جنون الحب ونسيا العالم و "جاك لابواز" الذى لو أطل برأسه في تلك اللحظات لتمتع بمنظر العاشقين .
إن "آنى" لم تعد تصدق ما يحدث لها ، لم تكن تتوقع كل هذه السعادة بعد طول المعاناة والمحن التى لاقتها في حياتها والصد والقسوة من "شيز" كلما حاولت أن تقنعه بأنها زوجته الشرعية وحبيبته ، إنها كانت في قرارة نفسها مقتنعة بأنه يحبها بجنون يدفعه إلى تصرفات غير معقولة عكس التصرفات المطلوب أن يفعلها الرجل العاشق ، ولكنها كانت مؤمنة بأن اللحظة ستأتى ليكتشف بنفسه هذه الحقيقة .حقيقة أنه يحبها بجنون ، ويشتهى أن يبادلها الحب كزوجين عاشقين حرما من الحياة الزوجية خمس سنوات طوال .
ولكنها لم تكن تؤمن بأن النتيجة ستكون بهذه السرعة والروعة . إنها مذهولة مما حدث ومذهولة من صدق حدسها من أنه في يوم من الأيام سيظهر لها حبه المجنون .
لقد نسيا – في لحظات الحب – صراعهما وكذبتها عندما أدعت انها عاشت معه حياة زوجية كاملة قبل الحادثة بعد أن زوجهما القس ، ونسيا المهمة الأساسية التى أتيا من أجلها بعد أن قطعا كل هذا الطريق ليقبض "شيز" على "جاك لابواز" في المنجم القديم المهجور أخذت تردد من فرط سعادتها :
- أنا لم أعد أتحمل يا "شيز" إنني أحترق وأموت ، أفعل شيئا لإنقاذى .
قال وهو يربت في حنان على شعرها الأحمر ويحاول ألا يحطم جسدها الهش لو اقترب منها بجسده العملاق الصخرى :
- سأفعل أى شئ لإنقاذك يا حبيتى سأثبت لك مدى حبى .
- أوه يا "شيز" أنت تقتلنى ... إنني لم أعد أتحمل ، إن هذه السعادة تقتلنى ! 
- إننا لم نصل إلى السعادة بعد ، ولكننا ستصل يا صغيرتى ... نعم نصل لقمة السعادة . ولكن في الوقت المناسب .
انتهى رأيها إلى أن هذا الرجل خلق ليرضى المرأة ويمتعها ... أقتنعت "آنى" بانها لا يمكن أن تجد السعادة مع أى رجل غير هذا الرجل "شيز بودين " !
تساءلت كيف جاءت عليها لحظات من اليأس وكانت ستتركه ... كيف كانت ستعيش ، وتعرف مثل هذه السعادة السماوية ، ثم إلى أين كان بإمكانها أن تذهب ؟ ليس لديها أى مكان في الدنيا إلا في بيت "شيز" وهى لم تندم لأنه لم يكن لها أى ملجأ آخر ، وإلا لما عرفت السعادة لو هجرته . لقد أرادت الأقدار لها أن تكون بلا مأوى حتى تضطر لأن تتحمل قسوة "شيز" إلى أن يلين ويقع في حبها . سألها وهو في قمة السعادة عندما انهارت كل مقاومته وعناده الرجولى وباح لها بحبه الحقيقى وبحقيقة ما يشعر به نحوها .
- ما رأيك الآن ؟
- إنها أوقات رائعة ... إنها لحظات لن أنساها ، لقد تمكنت السعادة من أن تمحو ذاكرتى كل ألوان العذاب والمحن التى عانيت منها ، ولم تعد لى في الحياة سوى أمل واحد ، ان انهل من بئر الحب إلى أن أرتوى ... ولن أرتوى على ما أظن ... نعم إنني أحب ما أعيشه الآن معك .
- لقد مضى أسوأ ما يمكن أن يحدث لك في حياتك ، والآن حان الوقت لتلتئم جراحك .
كان دافئ الكلام والنفس ، والوصت يصدر من أعماق قلبه :
- أعتقد أننا وصلنا إلى قمة السعادة يا عروستى ، لقد أدركت ذلك وعرفت كم هو رائع ان يحب الانسان ويتلقى الحب .
أحست "آنى" بأنها ارتوت من نهر الحب ، وأحست بالرضا عن حياتها . وأحست بالضعف الشديد بعد كا ما بذلته من جهد ، ومن طول الأمل والذى نحقق أخيرا ، قالت له معترفة :
- لقد كنت رائعا في اعترافك بالحب . ولم أكن أظن أنك رقيق العواطف إلى هذه الدرجة .
- وأنت رقيقة وفاتنة يا "آنى ويلز"

زواج بالقــوة ) للكاتبة فلورنس كامبل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن