الفصل السابع

4.7K 114 1
                                    

سارع "شيز" الى النفق مزودا بكشاف يعمل بالبطارية واخذ يصيح مناديا :
- "آني"
غطي صوته الذى كان يتردد صداه عاليا على أية أصوات اخري عدا نباح الكلب المجنون .
ولكن بدا الكهف خاليا . وجه ضوء كشافه نحو الارضية وفهم ما حدث . كان انهيار قوالب الطوب عند حافة المنخفض يؤكد أسوأ مخاوفه لقد سقطت .
اصاخ السمع الى التأوهات الصادرة من بعيد ثم أخذ "شيز" يبحث عن مصدرها الى أن كشف جسد "آني" مكوما . احس بالارتياح وسقط على ركبتيه بجوارها لقد كانت محشورة في ركن من اركان الهوة . 
سألها :
- "آني" ؟
تحركت قليلا وكأنها تحاول استعادة قواها حتى تستطيع الرد .
سألته وهي ترفع رأسها :
- "شيز" ؟ هل أنت "شيز" ؟
- هل تسمعيني يا "آني " ؟ هل أنت مصابة ؟
حاولت ان تنطق ببضع كلمات ولكن صوتها خنقته الدموع والنشيج.
- أوه يا "شيز" ! أين كنت ؟ لقد خشيت ألا تعود أبدا .
ظن "شيز" ان قلبه سيخونه , بل إنه لم يجد القوة ليجيب عليها , لأنه كان مصدوما للغاية . لقد مرت به لحظات من الخوف من فكرة أن تكون ميتة او مصابة إصابة خطيرة . ولكن الشئ الوحيد الذى يهمه الان هو أن يخرجها من ذلك الحجر .
# # #
بعد بضع دقائق كانت على الفراش وجلس بجوارها , وهو يمسح دموعها باصابعه . غمرته موجة من الحنان , لقد أحس بالارتياح الشديد عندما عرف انها لم تصب بسوء .
سألته "آني" في خجل :
- إلى أين يؤدي هذا النفق اللعين ؟ وفيم يستخدم ؟
- لقد كان موجودا عندما اشتريت الكوخ وحسب اسطورة يرددها أهل البلاد فإنه كان مهربا لسارقي الخيول إذا انقلبت الامور ضدهم فإنهم يستطيعون الهروب من النفق بينما الحفرة تتولي أمر مطارديهم .
مرة اخرى وجد رغبة شديدة في ان يمرر يده في شعرها الاحمر الحريري المشتعل . وان يقول لها أشياء لم يقلها ابدا لاي امراة . ان يقول لها حماقات رومانسية مما يقال في الافلام السينمائية العاطفية . ولكنه بدا غير مدرب على ذلك وإن تلك الكلمات لاتجد مكانا لها في فمه . سألته فجأة :
- ألا يعجبك ما فعلته ؟ اقصد بالمنزل ؟
- لا 
في الحقيقة كان يحس بالرعب مما فعلته . ربما كانت الزهور والستائر الداكنة الشيئين اللذين يكرههما اكثر شيء في العالم بعد سارقي الجياد , ولكن من الواضح ان اللحظة ليست مناسبة ليخبرها بذلك .
امسكت بيده وضغطت عليها بقوة أدهشته :
- هل تريد ان تقول حقا انها اعجبتك حقا !
- ليس هذا ما قلته .
- ولكنك لا تكره ما فعلته . لقد قلت إنك لم تكرهه.
اكد لها كلامها على مضض . وساعدها على النهوض . قالت له عندما نجحت اخيرا في الوقوف على قدميها :
- اتبعني 
- الى اين ؟
- لدي شئ اريد ان اريه لك 
نهض وهو يتأوه لانه ظل فترة طويلة على ظهر الجواد . ثم خلع سترته الجلدية . وسار بجوارها خطوة بخطوة , وهو يتساءل عم تخبئه له ايضا من مفاجات آخري . فتحت دولاب المطبخ وقالت :
- لقد اشتريت لك آنية المطبخ المعدنية يا "شيز"
اخذت طبقا ودسته في يده وقالت :
- إنه جميل هذا ... أليس كذلك ؟
كرر "شيز" كلامها في عصبية :
- أنية مطبخ ؟ من أجلنا ؟ أين عثرت على هذه ؟ "آني" .. هل ذهبت الى البلدة ؟
وضعت الطبق مكانه :
- مجرد جولة صغيرة 
- كيف ذهبت الى هناك ؟ اوه يا إلهى ! أخذت سيارتي "البيك أب" ؟
نظرت إليه في احباط , ولكنها مصرة على الا تقبل لهجة الاتهام التى بدت واضحة في صوته :
- نعم .. لقد أخذتها , لقد وجدت صعوبة في أن اذهب سيرا على الاقدام .
- اللعنة ! ولكن ما الذى خطر على بالك ؟ امرأة ذات شعر أحمر خلف عجلة قيادة سيارتي ؟ لا يمكن ان تكوني قد مررت بها دون أن يلاحظك أحد !
بدا نفاد الصبر يظهر عليه .
قالت له شارحة وهي تسترد أنفاسها :
- لقد أخفيت السيارة في حارة ولم يشاهدني أحد . ثم فوق ذلك لقد كنت متخفية في صورة رجل .
بدا "شيز" يلف ويدور حول نفسه وهو لا يصدق ما يسمعه . وهو مذهول من التغييرات التى احدثتها بالمنزل وديكوراته انها كارثة حقيقية . قالت :
- لقد اردت فقط ان اضيف بعض البهجة وظننت انك عندما ترى ذلك ستسعد .
- أسعد ؟ ولكن بأي حق تعودين الى بيوت الناس وتقلبينها رأسا على عقب ؟ ليس هذا من حقك . لقد سبق ان اخبرتك ألا تهتمى إلا بشؤونك الخاصة . وألا تدسي انفك في شؤون الاخرين !
اغلقت باب الدولاب . ثم استدارت وقد بللت الدموع عينيها :
- لقد عملت ليل نهار . لأرتب بيتك وانت لا تقدر أي شئ مما فعلته . لاشئ !
تأثر كثيرا من لهجتها ونبرة صوتها . ولكن لم يكن هناك مجال لأن يقع في الفخ . لقد تغلبت ثورة الغضب على الحنان .. انه المزاج الذى يفضله في معاملته مع الاخرين .
قال ببطء وهو يحاول ان يتابع افكارها :
- بل أقدر ذلك . انك تثيرين حنقي ودهشتي . تذهبين الى المدينة متخفية ومتنكرة في صورة رجل وتضعين زهورا في بيتى الذى لم اعد اتعرف عليه . ثم تدسين انفك في حجرتي ثم تتسللين الى اماكن لا دخل لك بها . وتفلتين باعجوبة من الموت يمكن ان تعتبريني فظا . ولكني بصراحة لا استسيغ كل ما فعلته .
حاولت "آني" ان تهدئ من العاطفة التى بدأت تهب بداخلها لو أنه لم يعاملها برقة بالغة وغير مفهومة . بعد ان اخرجها من الهوة ربما لم تكن تحس بالجرح الشديد , وهي تراه لا يقدر كل ما فعلته حتى الستائر الصفراء ! إن هذا يجرحها .. وبعنف وبألم .
قالت لها وهي تدير له ظهرها وقد عجزت عن إحتواء دموعها :
- أنت متمسك تماما بالتخلص مني .. أليس كذلك ؟
كانت تشعر بأنها حمقاء خاصة عندما قال لها :
- لو كان ذلك في مقدوري لفعلت ذلك في الحال ودون ان يطرف لي رمش .
- حسنا .. ما الذى يمنعك من ان تفعل ذلك ؟
- لأن معك قطعة من الورق تقول انك زوجتي هذا هو السبب ؟ انه اسوأ نوع من الابتزاز رأيته في حياتي كلها !
قالت وهي تستسلم لثورة غضبها :
- أنا .. ابتزك ؟ هل هذا ما تظنه ؟ تظن اننى ابتزك؟
- وماذا تسمين ذلك ؟
ظلت "آني" مذهولة من كلامه . لقد عادت الى ذاكرتها كل سنوات العذاب الخمس التى عاشتها والتى حاولت ان تنساها بكل جهدها . لقد اعتقدت انها دفنت ذكريات تلك الفترة ولكنها انتظرت اول فرصة لتعود الى مهاجمتها بكل قسوة وشراسة . صاحت :
- ابتزك ! هل نسيت اننى دخلت السجن بسببك ؟
- السجن ؟ ماذا تحكين ؟
كان الامر اقوي منها . انها لم تستطع ان تحفظ السر وقصت عليه المحن التى قاستها بعد حادثة السيارة .
- لقد عثر علي رجال الشرطة السرية وانا فاقدة للوعي . وعثروا على وثيقة الزواج في حقيبة يدي . لقد استجوبوني ولما لم يكن عندي ما اقوله , فقد اقنعوني انك هربت وتركتني لاموت وقالوا لي انك عميل سري . وقد اتهموني بالتآمر والتخريب وهدم نظام الحكم.
احتج "شيز" وهو يحاول ان يضفي القسوة على نبرة صوته :
- ولكن لم اكن اعرف ! لقد اخبروني انك مت .
اجابته بلهجة متعبة :
- لا . لم أمت . ولكني لم اكن حية ايضا .
مسحت دموعها واحست بـ "شادو" وقد اتى الى جوارها . واخذ يحك بساقيها . كانت تتوق شوقا الى ان تلقى بنفسها بين ذراعيه وتذرف دموع حياتها , ولكنها لم تجرؤ . لقد كان الجرح قويا اكثر من اللازم انها لن تقاوم واقل شئ يمكن ان يحطمها .
- "آني" احكي لي . ما الذي جري ؟
حدجته فترة طويلة ثم انتهي بها الحال بأن قالت :
- لقد عرفت الاخوات الصالحات اننى على قيد الحياة واننى في السجن . وقد نجحن في اخراجي من السجن ولكن ليس قبل ان تحصل الشرطة على ما تريده . ان لديهم وسائل للاستجواب لا توصف .
- يا إلهي .
- لقد كان الامر من الممكن ان يكون اسأو على ما اظن . لقد وضعوا في حساباتهم اننى فقدت والدي بعد ان صرعهما رجال العصابات المسلحة واننى لم اكن سوي طفلة . ولذلك عفوا عني . انهم لم يغتصبوني ولم يعذبوني . حسنا ليس بدرجة كبيرة .
- ليس بدرجة كبية ؟ "آني" ما الذى فعلوه بك ؟ اخبريني ؟
- لقد عشت على الفول السوداني والخبز الجاف فقط . ولما لم تفلح هذه الطريقة معهم , فقد هددوني بأن يشوهوا وجهي , واخبروني ان منظري سيكون مخيفا لدرجة ان أحدا لن يستطيع التعرف علي .
اشارت الى طرف انفها وقالت :
- لقد بدءوا بهذا .
كان "شيز" مصعوقا :
- "آني" لم اكن اعرف .. يجب ان تصدقيني .
بدا سؤال مؤلم ينمو في ذهنها . هل كانت الامور ستختلف لو كان يعرف ؟
ولكنها فضلت ان تشيح بوجهها بعيدا عنه ؟ خوفا من ان تعقد اخر اوهامها . لقد فقدت كل شئ وهي في السادسة عشرة من عمرها والديها وهويتها وهو , والشئ الوحيد الذى جعلها تتماسك طوال كل تلك السنوات من الكابوس هو فكرة انه سيعود إليها . كانت تريد ان تظن ان ذلك ما كان سيفعله لو عرف انها لا تريد ان تصحو من حلمها .
كان اول رد فعل غريزي لـ "شيز" وهو يراها ترتجف بهذه الدرجة من العنف امامه هو ان اخذ يربت على كتفيها . لقد احس بمدي عمق عذابها وآلامها . وبدا يفهم انه كان السبب في ذلك .
قال وهو يتحرق شوقا الى ان يأخذها بين ذراعيه :
- "آني" عندما أفقت وانا في المستشفى اخبروني انك قتلت . لم يكن في امكانى ان اعرف .. إنني لم اكن اتذكر شيئا .
فتحت عينيها على اتساعهما . إن شرحه يغرقها في قلق شديد غير محدد .
قال :
- أنا أسف .
ردت عليه :
- لا تأسف . إننا لا نستطيع ان نفعل شيئا حيال ذلك الآن .
مد لها يده وقال :
- ربما لو ..
كانت في اقصى حالات اليأس . ان ذلك كان ما تشتهيه وترغبه دائما . ملجأ تحت حمايته ولكنها لم تعد تستطيع تقبل هذا العزاء والتسرية الآن . ان ذكريات سنوات الكابوس كانت حية ومؤلمة اكثر من اللازم . وانها لن تستطيع ان تقاومها وتنساها .
سألها "شيز" وهو يخطو خطوة نحوها :
- ما الذى لا يسير سيرا حسنا معك ؟
قالت وهي تتراجع :
- لا يا "شيز"
جاء الكلب ليقف بينهما وهو يزمجر . تردد "شيز" وهو مصعوق من المشهد الذى يجري أمامه . ان من يري هذه المراة يعتقد ان لديها خوفا مميتا منه . وكأنه وحش وها هو كلبه يسارع الى نجدتها . أحس بأن موجة عارمة من الحزن تغمره . ان الامر مثير للسخرية انه بالضبط يرغب في مساعدتها .
- أرجوك يا "آني" تعالى هنا .
هزت "آني" راسها علامة النفى . قالت في نفسها : إنه لو قال لها هذه الكلمات منذ فترة قصيرة لسارعت اليه . وارتدت في احضانه . ورغم أن مشاعره حقيقية وكلامه ايضا . إلا أن الاوان قد فات .
رفع "شيز" ذراعيه الى السماء في يأس وقد بدا محطما :
- "آني" !
احست بغصة في حلقها وقد اختنفت من الدموع والنشيج واخذ الكلب يدفعها نحو "شيز" ولكن لما لم تتحرك تركها لينضم إلي سيده . رأت الكلب يحتك بساقي "شيز" ثم يستدير نحوها وينظر اليها نظرات متقطعة قال "شيز" في حنان :
- "آني" دعيني اساعدك .
عندما اقترب منها تحاشت النظر في عينيه . ليس لديها اية وسيلة لتحمى بها نفسها . لقد كان قويا جدا وهي ضعيفة للغاية لدرجة هشة وكم سيكون ممتعا ان تستسلم لضعفها . ولكن "آني" لا تستطيع ان تستقر على قرار . إن السؤال الأبدي لايزال يطاردها ويجب ان تعرف الاجابة :
- هل كنت ستعود إلى لو عرفت ؟
نظر في عينيها مباشرة وقال :
- نعم 
كان رده من القسوة بحيث ملأ قلب "آني" بألم مضن . كانت تريد ان تصدقه دون أي شك او ريبة . ولكن ماذا لو كان غير صادق ماذا لو أراد فقط ان يطمئنها . ويهدئ من روعها ؟ لقد كانت تنتظر هذه اللحظة منذ وقت طويل لدرجة لم تعد تعرف أين هي . نجحت اخيرا في ان تهمس بعد ان بذلك جهدا فوق طاقة البشر .
- شكرا .
استسلمت لحنانه حيث لم يعد لديها قوة من المقاومة , بعد كل ما مرت به . اغمض "شيز" عينيه وهو يشعر بالخوف من أن يكون استسلامها هو نتيجة ضعفها ويأسها ومع ذلك هي في حاجة إليه والي حمايته لها وهذا هو كل ما يهمه في هذه الساعة .
احست بأنفاسها تزداد ثقلا وبدا هو يستسلم لعواطفه ولكن صوت الصفير بداخله . اخذ يردد ان هذه ستكون آخر فرصة له قبل فوات الاوان . لينجو بجلد ولكنه تردد . الامر الذى سيؤدي الى هلاكه وضياعه . كانت "آني ويلز" وهي قريبة منه الى هذه الدرجة اكثر نساء العالم فتنة في نظره واشدهن جاذبية .
سألها :
- ما الذى تفعلينه يا "آني" ؟ ما الذى توشكين ان تفعليه في ؟
كان يحاول ان تبدو القسوة في صوته . 
ردت :
- لا شئ يا "شيز" لا شئ 
ولكن لم يكن ما تقوله صحيحا بالتأكيد . لقد كانت امامه فريسة هشة وضعيفة وهو متوحش ويوشك ان يفترسها . انه لا يذكر أبدا أنه أحس بالاثارة الى هذه الدرجة في حياته حتى وهو في سن المراهقة.
قالت له بصوت يشوبه رنة المداعبة :
- ربما كان من الافضل الا تفعل .
قال "شيز" حالما :
- ربما كان هذا هو الافضل فعلا !
صاحت في فزع :
- هل تريد ان تتوقف وقد أوشكت ان تعترف لي بحبك باعتباري زوجتك ؟
قال في نفسه . انه ربما كان عليه هو ان يتوقف قبل فوات الاوان ولكن لديه شعورا رهيبا بأنه لو فعل لظل طوال حياته يشعر بالحرمان من فرصة السعادة مع هذه المرأة , التى كان واثقا بانه لن يلتقى بمثلها ابدا بعد ذلك الى ان تنتهى ايامه في هذه الدنيا .
كان قلبه يدق بشدة وهو ممزق بين الرغبة والقلق . أحست "آني" باحمرار وجهها وهي تتأمل مدي رجولته وكأنها ترتكب خطيئة . ولكنها تذكرت انها زوجته شرعا وأن كل شئ مباح لها .سادها شعور غريب بانها قد تموت من شدة حبها له .. لقد سمعت عن نساء كثيرات في الغابة يمتن لأسباب متنوعة , ولكنها لم تسمع ابدا عن واحدة ماتت من شدة الحب . ومع ذلك غمرتها موجة من الخوف . لقد ظلت مبهورة من مدي قوته الوحشية , واحست بأنها لو استسلمت لعواطفها العنيفة نحوه لأصبحت أيامها على ظهر الارض معدودة .
فهم "شيز" ان من الواجب عليه ان يطمئنها , وان عليها الاتخشى الحب مع عملاق مثله , فجأة احس بشعور مفاجئ بأن هذه المرأة التى امامه لم يسبق لها ان مارست تجربة عاطفية وانها لا زالت عذراء وبريئة . انها لم تمارس الحب لا معه ولا مع غيره . نظر اليها في حنان شديد , وقد ساده خوف من انه كان من الممكن ان يحطمها لو تمادي في علاقته العاطفية معها . 
قال لها وهو شديد الدهشة :
- لماذا تركتني أعتقد يا "آني" أنك .. لماذا لم تخبريني بالحقيقة؟
سألته في ذهول :
- ماذا ؟
- انك لم تقيمي اية علاقة مع أي رجل ؟
أشاحت عنه بوجهها حتى تخفي الثورة العارمة من الغضب التى تصاعدت بداخلها , ثورة من خليط من الرغبة والحب والشعور بالذنب واليأس .
- وماذا يمكن أن تفعله هذه الحقيقة يا "شيز" ؟ انا هنا من اجلك . انا زوجتك واحبك .
- ولكنك يا "آني" لا زلت عذراء !
- وما اهمية ذلك ؟ اننا متزوجان !
قرأ "شيز" في نظراتها ان الاوان فات وان عليه ان يتوقف في الحال . لو استمر ثانية فإنه لن يستطيع ان يمنع الكارثة .
داعب وجهها في حنان ثم ابتعد عنها وارتجفت ولكنها لم تفعل أي شئ لتمنعه من الابتعاد عنها . نهض بعد دقائق قليلة من جوارها , ولم يقل أي كلمة وهو يتساءل ما الذى عليه أن يفعله ؟ ولكنها هي التي قطعت حبل الصمت .
قالت وهي تضع يدها على كتفه :
- نعم .. انا عذراء ولم امارس الحب ابدا ولم يلمسني احد قبلك .
لم يلمسها احد من قبل ! يا إله السماوات ! ما الذى سيفعله ! إن "آني ويلز" ستتسبب بطريقة او اخري في هلاكه . لقد احس بذلك منذ اللحظة الاولى التى وقعت فيها عيناه عليها ولايوجد أي حل آخر .. لابد من الابتعاد عنها .. لابد من مغادرة هذا البيت .. ودون ان يضيع دقيقة واحدة

زواج بالقــوة ) للكاتبة فلورنس كامبل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن