البارت الثالث عشر

2.8K 54 3
                                    

البارت الثالث عشر

 قال لها هامسا / هل ادركك الخوف ؟
 ليلى بسرعة / نعم خفت من ظلامه الدامس فليس هناك ولو مجرد شعاع نور يهدينا للطريق ولكنى لم اخف كونى معك بمفردى
 قال / اذا هل تسمحى لى بان ازيل رهبتك من الظلام
 ليلى / كيف
 مد يده وحاوطها من كتفها فصارت هى تحت كتفه ملاصقة لصدره وتحت راسه فسمعت دقات قلبه النابضة بالحنان
 كان كلاهما يشعر ان ما يفعلانه قد يكون لحظات مسروقة محرمة عليهم لانها ليس بحلاله ولكنهما كان يتصرفان بحالة من اللاوعى فكلاهما كان متعطش للحظة حب صادقة ظل يبحث عنها ولم يجدها الا عندما قابل كلا منهما الاخر
 ليلى على الرغم من حياءها الا انها فقدت صواب عقلها وتركت لاول مرة لقلبها العنان لكي تعيش لحظات جميلة قد لا يمهلها الزمن لان تعيشها مرة اخرى
 اما ايوب فهو رجل وحياته كانت خشنة بطبيعتها وخالية من اى حب او حنان ولكن عندما دق قلبه كان كالمحروم من الطعام او الصائم عند فطوره فقد كان ملهوفا اكثر منها لان يشعر بان هناك انثى تعشقه ويعشقها
 ظل كلا منهما يحدث نفسه بما يشعر به من سعادة وقد اصبح كل منهم يسمع دقات قلب الاخر ويسمع صوت شهيقه وزفيره وكم كانت لحظات جميلة تنطق بحب صادق على الرغم ان كلاهما لم يبوح بمكنون قلبه للاخر
 فجاة توقف ايوب عند نقطة ما يشع عندها بصيص ضوء كضوء شمعة صغيرة جدا واوقفها امامه واخذ نفس عميق قبل ان يبدا كلامه
 بينما هى كانت فى حالة اخرى لا تعى شيئا ولم تعد قادرة على توقع ما سيفعله هو فالموقف برمته غريب عليها
 ايوب / ليلى هذا كهف العشاق يدخل فيه كل عاشقين ويخرجان من البوابة الاخرى وهما قد اتفقا على ان يكملا حياتهما معا فيعد كلامهم هنا بمثابة ميثاق دينى فهذا الكهف يعتبره اهل تلك الدولة بل معظم دول اوروبا بمثابة مكان مقدس لا يجوز فيه الكذب والا كما يظنون هم ان الكهف سيكشف كذبهم فلا يتخطاه اى اثنين الا وعاشا معا للابد تنفيذا لميثاقهم هنا فى هذا المكان اما ان خاف ايا منهم من ظلام الكهف فهذه علامة على عدم مقدرة الاخر فى حمايته فعند تلك النقطة يفترقان ا وان كان ايا منهم يمثل الحب ولا يكن فى سريرته ان يتمه بالزواج انكشف هنا امره
 كان يقص عليها حكاية الكهف وهى فى حالة اخرى فهى تقريبا قد انصهرت بين يديه من فرط سعادتها فهى الان تاكدت انه يعشقها فقالت بسرعة مقاطعة لكلامه / وانا ايضا قلت لك انى لست بخائفة منك اليس كذلك
 ضمها لصدره وقال / كنت فى غاية السعادة وانا اسمعها منكى ولكن من الان عليكى ان تسمعينى جيدا لنتعاهد على ما سنتفوه به هنا فى هذا المكان واعلمى انه سيشهد علينا وعلى حبنا فى كل لحظة فهذه النقطة التى نقف عندها الان هى بمثابة نهاية الكهف وبداية عهد جديد بيننا .. عهد بين قلبينا وحبنا وعليكى ان تدركى اننا على حافة الواقع ولنا احلامنا التى نخشى عليها من وعكة الامل فاكنميها صمتا وسطريها حبرا واودعيها ربنا فهو الكفيل بها وحريصا علينا وعليها

قلب اخضر ج 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن