اسفة عالتاخير بس الصفحة كانت تقيلة ومش بفتح
البارت الثانى والعشرون
لم يكن يعلمون ان صفاء قد تصنتت على الباب وكانت فى حالة غير الحالة وهى تستمع هذا على اختها
والغريب ان ليلى ان كانت هى مكانها ما كانت صمتت هكذا بل كانت ثارت لاختها وردت لها حقها اما العكس هو ما حدث
لم تبين صفاء انها علمت شىء حتى اليوم التالى حتى يظل الموضوع عادى
وبالفعل هرب طارق لشقته بالقاهرة
وفى الصباح استاذنت صفاء معتز لتزور عائلتها
وما ان وصلت عندهم الا وكانت الطامة الكبرى فقد اخبرتهم صفاء بما تفوه به طارق وكانت بداخلها شىء من الشماتة
ضربت امها صدرها من الصدمة بينما ثارت ثورة ابيها ضد ابنته البريئة ولما لا فهو منذ البداية لم يعطيها اى حنان ولم يتودد اليها ليعلم ان بداخلها ملاكا بريئا لا يمكن ان تفعل مثل تلك الفاحشة
هاج ابوها وقام ليذهب لبيت الحاج صالح وهو يلعن ابنته لما جلبته لهم من العار
بينما على سمع وهو مصعوق فهو اعلم الناس باخته ويعلم انها حتما مظلومة لانها نقية وذات خلق ومبادىء
والاغرب انه قد تصدع قلبه ولكن ليس لما سمعه بل بالعكس لانه تاكد ان اخته الان فى اشد محنها وانها من المؤكد فى اشد الحاجة اليه ليساندها وتاكد ان شعوره تجاه صوتها الحزين عندما هاتفته لم يكن الا شعور صحيح
بينما وقفت فريدة وسطهم تبكى بصمت فهى لم تعد تعرف كيف التصرف فهى بين نارين نار انها تعرف ان ليلى مظلومة وانها لن تفعل مثل تلك الفعلة بكل تاكيد ونار لماذا قال عنها اخيها هذا فهى فى موقف لا تحسد عليه فهى الان بين زوجها واخيها وصديقة عمرها
هدا على من روعه ابيه قليلا واراد ان يكتسب وقت للتفكير فقال / لن يفيد ذهابك الى بيت الحاج صالح مادام صاحبه غير موجود ولابد ان تحدثنا ان نتحدث مع رجل رشيد فاما الحاج صالح او ابنه ايوب
ثم انى اتعجب لك يا ابى فكيف اول ما تتفوه به انك تذهب لبيت الحاج صالح لتقدم له كامل الاعتذار كما تقول بل الاصعب انك تقول انك ستنتقم لشرفك بقتل ابنتك دون ان تسال اين هى من الاساس وهل حدث لها سوء فى بلاد الغربة وكيف لا تحاول ان ترفع من شان ابنتك لانه شانك قبلها وتهجم علي زوجها وتسال عن ابنتك على الاقل ياتى الاثنان امامك وتستمع منهم حتى يتبين الحق
بدا على فى العصبية والثورة وبدات تتحول ملامحه وقال / كيف هانت عليك سمعتها وشرفها وتكتفى بالاقرار بعدم عفتها بمجرد كلام شخص طرف فى الموضوع وقد يكون هو المتهم الاصلى
ان كانت ليلى لم تحظى منك باى حنان فى صغرها فهى الان فى اشد الحاجة اليه فارفع من شانها امام نفسها قبل الناس وابحث عنها ليطمئن قلبك على فلذة كبدك قبل الاطمئنان على عرضك
اخذ نفس عميق ثم قال / اطمئن فابنتك اشرف ما يكون وساقطع لسان من لوثها بنفسى ولن يكفينى عمره ثمن لعرضها
كانت هذه الكلمة هى الطامة الكبرى التى فهمت مغزاها كلا من فريدة وصفاء
فها هو يعلن العداء مرة اخرى بين العائلتين
هربت فريده من امام على لحجرتها وهى منهارة فقد انهدم بيتها فى لحظة
ساد جو من الصمت وكلا بداخله نار متاججة من الافكار
فابيه لن ننكر انه قد رق قلبه على ابنته وشعر بحنين انه يود ان يراها سليمة امام عينيه ولكنه فى ذات الوقت تخالط عقله الافكار الصعيدية العقيمة ان الرجل لا يخطىء ابدا وان الانثى هى من عليها تحمل هتك العرض والشرف فقط حتى وان كانت مغتصبة اياه
فقد تاثر بكلمات على ولكنه كان تاثر لحظى سرعان ما اختفى مع سيادة العقل المتحجر
اما الام فكانت تبكى فحالها من حال ليلى لا حول لها ولا قوة وحتى ان اخطات فى البداية من انها لم تعطى ابنتها اى حنان الا ان الام ام فهى الان تبكى الما وولعا على ابنتها التى لا يعرف لها طريق وهل حقا ماتت ام لازالت حية وهل كتب عليها الزمان الا تراها مرة اخرى
صعد على لفريدة وما ان صعد الا وتسللت صفاء هاربة بابنها الى بيتها فقد خشت ان بقيت لحظة اخرى ان يحتجزها على ويحرمها على بيت زوجها
وما ان وصلت الى بيتها الا وتنفست الصعداء وقصت على معتز ما دار واعترفت انها قد سمعت طارق ليلة امس
وكانت تعتقد وهى تحكى ان معتز سيشغف بحبها اكثر من انها فضلته ولم تبقى فى بيت اهلها حتى لا يحتجزها اخيها وتحرم منه
بينما كان معتز يسمعها وهو مصدوما منها فكيف جاءتها الجراة لتسترق السمع منهم ثم كيف جاءت لها الجراة لكى تكذب على زوجها وتخدعه وتبرر بان سبب زيارتها لبيت اهلها كان لانهااشتاقت اليهم
ثم كيف خانها الدم الذى يجرى باوردتها لتظن فى اختها الفاحشة بل والادهى انها لم تسترها
كانت تبكى وهى تتحدث وتقول / خفت ان احرم منك وانت لى كل شىء فى الدنيا
ولكنها لم تكمل كلامها اذا صرخت صرخة عالية اثر صفعة قوية ارتمت على اثرها ارضا
لم تتوقع رد فعل معتز بان يكون هكذا فقد اعتادت منه انه يصدقها فى كل مرة
اخذت تزجف ارضا لتبتعد عنه وهو يقترب منها ثم رفعها وهو ممسك بخصلات شعرها واقل وهو يشير لها بسبابته / كيف جروءتى على فعل هذا ايها الحقيرة وهل ظننتى اننى ساصدقك القول كما كل مرة ؟ لا والله انا لم اصدقك ابدا ولكن كنت امثل الصدق لعلى اعطى لكى الامان والسعة حتى اغير من شأنك وكنت اسعد بالتغيير الطفيف بالرغم من كونه طفيف واصبر نفسى ان الشىء العظيم يبدا صغيرا الا انكى خالفتى كل توقعاتى واحتمالاتى
اخذ نفس عميق ثم قال وهو على نفس وضعه بامساكه لشعرها حتى انها بدات تصرخ متاوه من الوجع وقال / كيف هانت عليكى اختك لتفضحيها اذا كنت انا الغريب عنها لم اصدق قول اخى فيها ولكن غيرتكهى من جعلتكى تصدقين الكذب
ايها الحقيرة ليس هذا بغريب عليكى اذ لم اسلم انا من ظنونك من قبل عندما اتهمتينى انى انظر لزوجة اخى
شد اكثر عليها حتى صرخت عاليا وقال / من الان انتى هنا حبيسة تلك الدار ولن تعاملى الا معاملة الخادمة مثلما كنتى تعاملين اختك من قبل ولكن الفرق بينك وبين اختك اننا كنا نعتبر ما تفعله كرم زائد لنا ونحملها فوق رؤوسنا اما انتى فلا تطمعين فى هذا لانكى فعلا لا ترتقين لها بل انتى حقا خادمة
صرخت باكية وقالت / ولكنى احبك فكيف تعاملنى هكذا ؟
معتز / ايتها الحمقاء انا كنت احبك وكلمة احبك عندما يقولها الرجل لانثاه خاصته لا تعنى انه يحب جمالها ولا جسدها بل يحب فيها كل شىء فهو لا يرى فيها اى قبيح ليميز جمال وجهها او جسدها عن باقى ذاتها ولكنك لا تعلمين هذا لان غرورك صور لكى شىء اخر او ربما انتى من البداية لم تعرفين معنى حب رجل لانثاه
رماها ارضا وخرج وهو فى قمة عصبيته
..........