البارت الخامس والثلاثون
.......
مر اسبوع وقد بدات ليلى تستعيد صحتها ولكن ما اوجعها ان الطبيب قال ان حملها سيكون صعب وخطر فى المرات المقبلة
.............
وفجاة فزعت القرية باكملها على الطامة الكبرى واذاعة مديرية الامن بان هناك احدى الممرضات قد زورت فى اوراق الاطفال المولودة وقامت بتبديل الاطفال المولودين دون معرفة اهاليهم وقد ندمت على فلتها وجاءت وسلمت نفسها الى مديرية الامن وقالت انها كانت تقعل هذا منذ اربع سنوات اذ كانت تبيع منهم لبعض الاسر التى لا تنجب من داخل القرية ولهذا فقد يكون هناك اسرة لديها طفل ليس بطفلها وقد قررت مديرية الامن بوجوب عمل تحليلات الدى ان اية لمعرفة نسب الاطفال المولودين خلال الاربع سنوات الماضية
اضطربت البلدة باكملها واصبحت كل اسرة لديها طفل تشك انه ليس ابنها وان ابنها قد يكون موجود مع اسرة اخرى وقد تكون تلك الاسرة من العائلة الثانية التى بينهم تار
وحاولت اكثر من اسرة ان تذهب بكل طفل لديها لعمل تحليل ولكن كل المعامل اعترضت بناء على تنبيهات مديرية الامن وقالت ان الوحدة الصحية الخاصة بالقرية هى فقط المسئولة من عمل التحاليل لكل الاطفال
وبعد ان ساد الذعر فى القرية حمل جميع رجالها الاسلحة وتجمهروا حول المستشفتان ومنهم من حاوط مديرية الامن مطالبين تلك الممرضه للانتقام منها
خرج عليهم مدير الامن وتحدث معهم بكل هدوء لتهداة ثورتهم وقال : نحن نبحث عنها ولكن هل معنى عصيانكم هذا وحملكم السلاح انكم قد تعرفون اصولابناءكم
عليكم الهدوء حتى نجرى تحليلات اثبات النسب لان هذا لن يفيدك شىء سواء قتلتموها ام لم تقتلوها فهذا لا يصحح الخطا ودعونا نعمل بهدوء ان اردتم ان نصل للحقيقة
نكس كل رجل سلاحه فقد فهم انه حقا لن يصل الى نتيجة ان انتقم من الممرضة او لا
مر شهران والصحة توهم الكل انها تاخذ العينات من الاطفال تباعا وهى فى الحقيقة لم تاخذ العينة من ولا طفل ولكن الكل يظن انه دورهم قادم ولا يعلمون انه لا يوجد دور من الاساس
ساد جو غريب من الهدوء فى كل المنازل بل الاغرب ان الكل تدافع على مساعده غيره فاصبحت الامهات تسعى فى ان تقتسم علب اللبن بينها وبين جيرانها لنقص الالبان فقد اصبح الكل يظن انه قد يجووز ان يكون ابنى هو من عند تلك الاسرة ويجب ان اغذيه جيدا ومنهم من عامل طفله ارقى انواع المعاملة حتى يراعى غيره الله فى ابنه ظنا ان ابنه قد يكون فى رعاية اسرة اخرى
بدات الامهات تحنو على كل الاطفال من العائلتين وترابط الرجال وتعاونوا معا فى الاعمال الخارجية بل اصبحوا يقتسمون الاموال حتى لا يبيت بيت فيه اطفال جائعين
بما فى ذلك فريدة وصفاء الذين خافوا على اطفالهم وفعلوا مثل باقى امهات القرية وكانت صفاء اكثرالامهات تاثرت فانعكس هذا على اخلاقها فقد شعرت ان الله قد يكون قد انتقم منها نتيجة غلها فى حين انها وجدت ان ليلى هادئة مع طفلها وغير مصابة بالذعر وتذهب له كل يوم للحضانه لتطمئن عليه فسالتها بتعجب لما هى هادئة هكذا وقد يكون طفلها هذا ليس بطفلها
ليلى : ايا كان فهو طفل ملاك ليس له ذنب فى شىء وان اهداه الله لى فعلى ان احمده على هديته واراعيها حتى تظهر الحقيقة ان كان هو ابنى ام ابن غيرى
تعجبت صفاء ولكن لم يكن لدجيها ما تقوله
اصبح اطباء البلدة يمرون على جميع البيوت للاطمئنان على الاطفال فقد يكون اخيهم او ابنهم فى اى دار من تلك
واصبح المعلمين وائمة المساجد يحسون على التعاون والمحبةوترك الثار بدلا من ان يقتل رجل ابنه وهو يظن انه ابن غيره
نسى الجميع موضوع التار وصدام طارق للطفل وازيلت كل شحناء فى صدورهم
فى يوم ذهبت ليلى بصحبة اخيها علي لابنها لتطمئن عليه ولكنها تعجبت عندما وجدت ايوب وطارق موجودين قبلها فانقبض قلبها وسالت على وجل ماذا حدث ؟
اقترب طارق منها بينما ظل ايوب واقفا بعيدا
طارق بثبات : لقد اخذ الله امانته يا ليلى ولعل هذا كان اخر خيط يربطنى بكى ولعل الله ايضا قد فعل هذا ليسلك لاخى طريقه اليكى
صرخت ليلى على فراق فلذة كبدها فضمها علي وابتعد بها لعلها تهدا فاخذت تبكى فى حضنه منهارة
كان ايوب يقف ممزق القلب لاجلها ولكنه قرر الا يواجهها فهذا ما لا يقوى عليه فحتى ان قال له اخيه سابقا انه قرر ان يبتعد عنها الا ان موقفه لازال صعبا فابتعد بعيد
بينما اقترب طارق منها وهى لازالت تبكى فى حضن اخيها وقال بجدية وثبات : انا الان ابارك لكما حياتكما فكلاكما احق بالاخر واعلم انى كنت كما الشوكة فى حياتك واعترف انى لم احبك يوما كما احببتينى واعلم انى قد ظلمتك ولكن اظنك الان قد شفيتى من وهم حبى بعدما عرفتى كيف يكون الحب الحقيقى واعلم انكى كنتى نعمة فى حياتى ولكنك لم تكونى حبا بينما كانت سهيلة نعمة وحبا فكان لزاما على ان اختار واعترف بانى لاول مرة احسن الاختيار كما اعترف لاول مرة اننى كم كرهت لقب طاووس النساء
ولعل زواجنا كان اجبارا ولكننا الان نصحح هذا ونختار بقلوبنا وعقولنا دون اى تاثير فانا قد اخترت سهيلة شريكة لى وانتى ايضا قد اخترتى اخى شريكا لك والان فقط قد تصححت الاوضاع
لم تكن حالة ليلى تسمح لها ان ترد على ما تفوه به طارق لا حتى لان تفرح بكونها اصبحت حرة او ان طارق بارك لها ايوب فحزنها على طفلها قد صدع صدرها فعادت مع اخيها بينما بقى طارق لينهى اجراءات دفن الطفل
............
فى مساء ليلة اعلنت مديرية الامن عبر مكبرات الصوت انه قد تم القبض على الممرضة وان هناك مؤتمر كبير غدا فى القرية للتعرف عليها ومعرفة اسباب فعلتها تلك وبيان نتيجة التحاليل
انقبض قلب ليلى فشعرت ان نهايتها قد اقتربت
كذلك كان الحال عند حمزة ومحمود فكانوا خائفين عليها حد الرعب وكانوا بين الدقيقة والاخرى يتصلون يها ليطمانوا عليها
وصل الخوف بليلى حد الذعر وشعرت بانها فى حاجة الى سند فامسكت بهاتفها وتردد فى الاتصال به وفى النهاية قررت ان تذهب اليه وبالفعل ذهبت وتكاد لا تحملها اقدامها وما وصلت قرب البيت الا واتصلت به
ما ان راى رقمها الا وخفق قلبه فه كان متوق لسماع صوتها وما ان رد الا وسمع صوها المهزوز تطلب رؤيته
لم تكمل عبارتها وقد انتفض من مكانه وخرج اليها واول شىء قاله : لقد عقد طارق قرانه على سهيلة اليوم ومساء غد سيسافر بها الى السويد وسيظل هناك متابعا لفرع شركتى فقد شعر ان وجوده هناك سيؤذم الامور بينى وبينك
ظن ايوب ان ليلى ستتاثر وتفرح ولكنه لم يرى الا ملامح وجه متجهمة ودموع تملا عينيها فضيق عينيه ونظر لها وقد تمزق قلبه وسالها بلهفة : ماذا حل بكى ؟ وفى داخله كان يظن ان ما بها حزنا على ولدها
ليلى بتلعثم : لا شىء ولكنى اردت فقط ان اراك فقد شعرت انى فى حاجة لاطمان عليك ايوب بتعجب وبعين متفحصة : كان بامكانك ان تهاتفينى ولكن ما جاء بكى الان وجسدك الذى يرتعد هذا بقول عكس هذا
ليلى : صدقنى لا شىء ولكنى قد اردت ان املى عينك بملامح وجهك والان قد ارتحت واطماننت عليك سارحل الان
تحركت امامه وهو لازال مكانه لا يفهم شىء وغير مستوعب للموقف برمته
تحركت خطوتين ثم نظرت خلفها مرة اخرى وقالت له : اعلم انى قد صنت ميثاقنا لاخرى ما لدى من مقدره وفعلت لاجل تحقيقه كل ما فى وسعى
هم ان يخطو نحوها ولكنه سمع رنين هاتفه من الداخل فقال ارجوكى انتظرى يا ليلى اريدك فى شىء هام ودخل لياتى بهاتفه فعاد ولم يجدها ولكنه وجد ان المتصل هو حمزة فرد بضيق حيث ان مكالمته ليس بوقتها فكان يود ان يسرع خلف ليلى
ولكنه ما ان رد وسمع ما قاله حمظة حتى تيبست اقدامه وملامح وجهه وفرغ فاه ومن هول ما سمع واغلق الهاتف دون شعور فى وجه حمزة وركض خلفها مسرعا وهو ياكل الارض اكلا ليلحق بها
وصلت ليلى لبيتها وبجسدها كله يرتعد خوفا ولم تشعر بنفسها الا وهى تطرق باب غرفة اخيها
فتح على الباب ففزع من ارتعاد جسدها ودموعها التى قد اغرقت وجهها دون ان تتحرك حدقتى عيناها
علي بذعر ضمها لصدره بسرعه وقال ك ماذا حل بكى يا قلب علي
تمسحت فى صدره فهو الوحيد الذى تشعر بحنانه مثل ايوب ولكنها لم تستطع ان ترتمى هكذا فى صدر ايوب وان كان داخلها تتمنى ذلك لتستمد قوتها منه
مرت دقائق بسيطة تلك التى كان ايوب فيها يجرى ليلحق بها وقد قصت على علي ان تلك الممرضة التى اعلنت عنها مديرية الامن لم تكن الا هى وحكت انها هى من اتفقت مع حمزة وحمود بشراء كل الالبان الموجودة فى الصيدليات وادوية الاطفال وانها هى صاحبة حيلة خلط الاطفال
جحظت عين علي وشهق وضمها الى صدره وشد عليها وقال : يا ابنة امى هل اردت ان تفطرى قلبى عليك
تمسحت فى صدره باكيه فربت عليها وقال : لا تخافى انا فداكى لن يعثر عليكى احد حتى وان مزقونى اربا
لم يكمل كلمته فقد جاء ايوب واخذ يطرق بكل عصبية الباب وما ان فتحت له فريدة واشارت له بمكانها حتى ركض اليها وبدون اى استئذان او اى كلام جذبها من صدر علي وقال وهو مذعور يا ابنة قلبى لما اردتى ان تعاندى الاقدار وحدك هذا لم يكن ميثاقنا وضمها بسرعه حتى ارتفعت اقدامها من الارض وبكى عليها بصوت جهورى وما اصعب بكاء الرجال ان كانت بدموع حارة
لم يمنعه علي ولم يعلق على فعله
بينما اخذت هى تشهق فى صدره وقالت : كنت اود الاحتفاظ بك لاخر قطرة فى دمى فعلمت منذ اناشتعلت نار الثار انك انت واخى اول المقتولين فابن عمى يعرف ان طارق ليس ذو تاثير ولكن انت واخى نواه العائلتين فبدا يشعل النار حولكما فخشيت عليكما وشعرت انك قد تقدم نفسك قربانا لعائلتنا بدلا عن اخيك فشعرت انى لست بقادرة لمجرد التخيل بانك ستتركنى وحدى
صرخ الاه وهو يضمها اكثر لصدره وقال : انكى لانانية يا ابنة قلبى ودرة الفؤاد لقد سمحتى لنفسك الا تتخيلين موتى ولم تسمحى لنفسك ان تتخيلى انا كيف احيا بدونك