البارت السابع والثلاثون

3K 57 2
                                    

البارت السابع والثلاثون والأخير الجزء الأول

 الكل كان يعلم ان هذا الفهد ما يتفوه بكلمة هباءا فافطروا عليه فقد شعروا انهم على وشك خسارته كما خسروا ليلى
 اما طارق فقد تاكد من حب اخيه لليلى خاصة انه شعر انه هو نفسه لم ينفطر على ليلى مثلما انفطر هو عليها فعرف انه الاولى بها   
 تفاجا الجميع قبل ان ينفض المجلس بصوت نحيب السيدات تاتى من خلفهم وعلى راسهم فريدة هى التى تقودهم لتكمل عمل صديقة عمرها
 نظر الرجال خلفهم فوجدوا ان جميع نساء القرية قد تجمعوا يدا بيد من كلا العائلتين واتوا متضامنين مع ليلى
 وقد فعلوا مثل فعلتها فعلقت سيدات اسرة الحاج صالح حجابهم كستار على ابواب منازل عائلة الحاج نعمان وكذلك فعلن سيدات عائلة الحاج نعمان بالتبادل وكان الغرض من هذا التبادل ان ايا من رجال الحاج صالح ان غار على اى بيت من بيوت الحاج نعمان فكانما غار على بيته هو وسيلحق به العار
 والعكس بالعكس فى منازل الحاج نعمان
 حاول رجال الامن ان يهداوا من روعة لعله تهدا ثورته ويتبعه الناس بدورهم الا انه لم ينتبه لاى احد فلم يرى الا صورة ليلته فشهر سلاحه مرة اخرى وخرج من المجلس وخلفه على ومن خلفه معتز ولاول مرة يسحب طاووس النساء سلاحه ويسير جنبا الى جنب بكتف اخيه بحثا عن ليلى
 هنا صاح الحاج نعمان فى رجال عائلته وقال : ايها الجبناء لقد قدم رجال الحاج روحهم لاجل البحث عن ابنتكم واثبتوا انهم هم الاشجع فهل تركتوهم وحدهم يبحثون عن ابنتكم اى رجولة هذه
 تحفز الجميع خاصة بعدما وجدوا نساءهم قد فعلن ما فعلوه وبدلا من حالة الهرج التى كانت سائدة منذ دقائق تكاتف الجميع معا لاجل العثور على ليلى ولعل حادثة خطفها كانت هى ثمرة عملها فقد حققت هدفها وهذا لان نيتها كانت خيرا فى لم شمل الجميع وهذا ما تحقق وحقا كانت فكرتها من ان المراة هى عامود التربية فكان لها فى تلك الموقف اكبر الاثر بما فعلنه
 خرج جميع من فى القرية يبحثون عن ليلى  الرجال وخلفهم النساء
 تتبع ايوب اثر اطارات السيارات فعلم ان الطريق سيؤول بهم خارج القرية مقتربا من الجبل فبسرعة ركب سيارته ليلحق بهم قبل الوصول للجبل وركب معه كلا من على ومعتز وطارق
 بينما ركب كلا من الحاج صالح والحاج نعمان معا
 والامن ايضا كان بدوره خلفهم
 ليلى بتحدى وبدات معه حديث ارتجالى : لن يفيدك هذا يا ابن عمى فقد خطفتنى فى الوقت الخطا فالناس جميعا تسمع وقع اقدامهم خلفك وقد تحققت اهدافى وخابت اهدافك
 ابن عمها ساخرا : يكفينى ان ياتى الى فهدكم راكعا حتى اثبت فى تاريخ عائلتى ان كبير عائلة الحاج صالح اتانى راكعا
 ليلى بثقة : لقد خاب عقلك ان فكرت فى هذا فليس الفهد هو من يركع لخسيس او حتى قوى فهو دوما الاقوى فكيف للاقوى ان يركع
 ضحك ابن عمها عاليا وهو جالس بجوارها فى المقعد الخلفى بينما كان يقود السيارة احد رجاله وقال ان كان ايوبك هذا فهد فانا اسد ولا احد يعلو على قوتى
 ابتسمت هى الاخرى ابتسامة سخرية وقالت : الاسد سمى اسد لانه ابداما يطمع فى فريسة غيره وانت خالفت شيمته
 ابن عمها : الاسد يركع امامه الجميع اما فهدك فدوما ما يتنازل عن حقه الا ترين ان هذا ضعفا منه ؟
 ليلاى بتحد : الفهد ان تنازل عن حقه فهذا ثقه منه فى انه الاقوى لان بمقدوره ان ياتى بفريسة اخرى ولكن هل انت الان اسد وقد خطفتنى فى حين غره وان كنت ارى ان رعشة جسدك الراهبه من ثورة فهدى اكبر دليل على انك لست باسد
 هنا اشتعلت غيرته وكاد ان يصفعها على وجهها الا انه صدم وهو يسمع صوت طلقات نارية قد فجرت اطارات سيارته وصوت قائد سيارته المرتعد وهو ينوح ويقول : يا ويلتى لقد لحق بنا السيد ايوب
 انقبض قلب ابن عمها فقد علم ان نهايته قد حلت بينما ليلى استنشقت الراحة
 فوجئت ليلى بيد ايوب تفتح بابها وتسحبها قبل ان تلتفت وتعرف صاحب اليد
 كادت ان تصرخولكنها ما ان وجدته الا وبكت بسرعه فضمها الى صدره وقال رابتا عليها  : لا تخافى فقد تعاهدنا ان نعيش معا او نموت معا
 تشبثت فى صدره وبكت اكثر وكانما كانت قوتها التى كانت تتحدث بها مع ابن عمها منذ قليل لم تكن الا قوة واهية والن هى تشعر بكامل الامان وهى فى صدره
 جاءهما على وهو يعرج وينزف دما من ساقه وسحب اخته بدوره لصدره  فنظرت لساقه وبكت خوفا عليه فابتسم هو لها وقال : لا تخافى فهذا دمى يشهد على انكى احب الناس الى
 تفاجا الجميع بصوت صراخ ابن عم ليلى وهو يصرخ اثر اطلاق رصاصة على صدره من سلاح طارق وبدا يزهق روحه
 صعق ايوب فخاف على اخيه فتحرك بسرعة ناحيته فبادره طارق قائلا : لغا تخف كنت احمى اخى وزوجته
 صاح ايوب فيمن حوله وقال بسرعة ايها الرجال كلا منكم يطلق رصاصة واحدة على جسد هذا الملعون قبل ان يزهق روحه كاملة
 لم يفهم احد الغرض من كلامه ولما يامرهم بالسرعة ولكنهم نفذوا ما امرهم واطلق على ومعتز والحاج نعمان نفسه رصاصة من سلاحه
 نفذ الخسيس اخر انفاسه فتقدم رجل الامن مبتسما من ايوب وقال : صدق من قال عليك الفهد الصياد
 كان ايوب يفهم مغزى كلامه فقال : وهل اعتقدت ان اترك اخى يدفع وحده الثمن
 تساءل الجميع عن مغزى طلب ايوب هذا فابتسم مدير الامن وقال : لقد امركم بهذا قبل ان ينفذ هذا السفيه روحه لعدة اسباب لا يركز فيها بهذه السرعه الا الفهد الصياد حقا فبفعلتكم هذه تحقق هدفين
 الاول منهم : ان دمه قد تفرق بينكم وانتم من كلا العائلتين وبهذا سينعدم التار بينكم بسببه
 الثانى : ان كونكم جميعا اطلقتم عليه النار فى نفس اللحظة قبل ان يزهق روحه   فلن يعرف ايا من الرصاصات كانت السبب فى ازهاق روحه وبهذا اثناء المحاكمة وهذا شىء سيحدث بالطبع لانها جريمة قتل امامنا لن يكون هناك جانى لانه لن يعرف من هو صاحب الرصاصة القاتلة وبهذا سينجوا الجميع ويحصلون على البراءة وبهذا فهو قد حمى اخيه
 نظر الجميع له بينما ركض طارق وارتمى بحضن اخيه الذى ضمه بكلتا يديه
 بينما كانت ليلى تنظر عليهم وتبتسم
 كان الجميع قد حضر رجال ونساء كلا العائلتين وما ان وقعت عين فريدة على علي ورات ساقه المصابة الا وتصدع قلبها فاقتربت منه وقد شهقت شهقة خوف على حبيبها التفت هو لها على اثر سماعها فتمزق قلبه اشفاقا عليها
 نظرت له فريدة وقد دمعت عيناها وكادت ان تصرخ الا انها تماسكت حتى لا تقلقه هو عليها واقترب منه فى صمت وخلعت عن راسها وشاح راسها الاول وابقت الحجاب الاصغر ثم جثت امامه لاجل ان تضمده لتمنع نزيفه
 ركع هو الاخر وامسكها من ذراعها قبل ان تضمد جرحه ورفعها
 نظرت له فريدة وهى ترتعد من خوفها عليه وقالت : دعنى اضمد جرحك حتى اوقف النزيف
 على ربت على كتفها بحنان وضمها الى جواره وحاوطها وقال لا تجثو امراتى تحت اقدامى ابدا يا منية القلب
 قالت : ولكن ما ينزف منك هو دمى الست انا منك كما تقول
 ابتسم لها ابتسامة حانية ووضع يدها التى يمسكها بيده على مكان قلبه وقال : انتى منى لانكى هنا . مكانك هنا فى قلبى وليس تحت اقدامى وان كان منا من يجثو فانا من وجب على ان اجثوا لارفعك فوق راسى فهو مكانك
 لم تستطع ان تتفوه بحرف اخر وارتمت فى صدره
 ابتسم هو عليها واخذ من يدها وشاحها ووضعه كما كان على راسها وهمس لها قائلا : اهون على ان تنزف قدمى كل دمى ولا اتحمل رؤيا خصلة من تاجك تبدوا لغيرى يا حب عمرى وام ليلى
 اما سهيلة فقد ركضت بدورها الى طارق ومعها ابنها واخذت تحمد الله على نجاته وقالت له : ما كنت اسامح الدنيا ان حرمتنى منك مرة اخرى
 ابتسم لها وحمل ابنه وقال : وانا ايضا لم اكن متشبثا بالدنيا يوما مثل اليوم فاليوم فقط شعرت انى خلفى عائلة اود العودة اليهم لكون مسئول عنهم
 اما معتز فنظر الى صفاء التى كانت تقف قريبة منه ولكنها لم تعبر باى شىء ولا خوف ولا فرحه وكانها كانت تشعر بكلاهما ولكنها لا تعرف كيفية التعبير لانها من الاساس لم تعتاد ان تحب الغير ولكنها لاول مرة شعرت داخليا بحب معتز وانا كادت ان تفقده ولكنها لازالت عاجزة عن التعبير فالشعور جديد بالنسبة لها فابتسم لها وفتح لها ذراعيه ليبث فيها الحنان فهوا اصبح اعلم الناس بها فركضت نحوه وارتمت وبكت بشدة وقالت اقسم لك انى اكن لك كل المشاعر الجميلة التى لم اعرفها يوما الا معك ولكنى اجهل كيفية الافصاح بمكنون مشاعرى
 ابتسم هو لها بحنان وضمها بدوره لصدره وقال هامسا لها : وانا ما يهمنى ما تفصحين به ويكفينى منك القليل او حتى العدم فانا اعلم بما فى صدك اكثر منك ثم شد عليها اكثر كما الطفلة وقال وان كنتى جاهلة بمشاعر الحب فيكفينى ما اشعر انا به وان كنتى غير فصيحة فى كلامه فانا بليغ فى التعبير ولهذا لن اكف ابدا عن قول احبك فوق ما تتخيلين
 استكانت فى صدره وابتسمت
 هنا انطلقت الزغاريد مرة اخرى وتعالى التصفيق من كلا العائلتين
  تقدم الحاج صالح امام الجميع وقال : اشهدكم جميعا انى قد تنازلت عن ادارة عائلتى لكبيرها ايوب صالح
 كاد ايوب ان يعترض الا ان عمده القرية قاطعه واكمل على كلام الحاج صالح قائلا : وانا ايضا قد تنازلت عن العمدية لايوبنا وفهدنا فهواحق بها منى
 انطلقت الزغاريد من فم النساء فاشار لهم الحاج نعمان بالصمت وتقدم هو الاخر نحو ايوب وقال : وانا ايضا اشهدكم انى قد تنازلت عنى ادارة عائلتى لزوج ابنتى ايوب فهو الوحيد القادر على جمع شملكم
 نطق مدير الامن بدوره وقال :  ومن الان لقد اصبح الجميع على قلب رجل واحد وتحت قيادة رجل واحد
 تعالت مرة اخرى زغاريد النساء بينما اقترب ايوب من ليلى وضمها الى صدره وقبل جبينها واخذ يعدل من حجابها ومال عليها وقال لقد اذبتنى تلك الخصلات ولست بمستعد لتذيب قلوب الرجال بعدى
انى اغازل شعرها تلك التى تحكى الغرام وبالحكاية تكتفى
قولوا لها انى صريع غرامها تلك التى عزفت بكل الاحرف
ان القلوب بلا دماء تنتهى وانتى الوريد الى فؤادى فاعرفى
وانا جريح فى الهوى حنى على قلبى وارفقى ثم اعطفى

 فتوردت وجنتاها ولم تعرف بما ترد وهى هكذا امام الجميع
 الجميع  الان معترف بانها زوجته بما فيهم ابيها
 صار الجميع راجعين لقريتهم وهم يزفون ايوب وليلى بمناسبة انه اصبح كبيرهم ولم يعلموا انهم يزفونه اليها عريسا ولم يترك كفه كفها التى صارت قطعة جليد من خجلها وتوترها فهى لا تعلم اين ستذهب وماذا سيتم وهو لم يعقد عليها حتى الان
 وما ان اقتربوا لدار الحاج صالح الا وضغط ايوب على كفها فهو يعلم ما سبب توترها وهم داخلا بها لبيته فكادت ان تسال فمال عليها هامسا غير راهبا من وجود الناس حولهم فقال : يا مهجة قلبى الم تعلمى ان الزواج اشهار ؟ الم يكفيكى كل هذا الجمع وهم يعترفون بكى زوجة لى

قلب اخضر ج 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن