البارت الثامن عشر
تعجب منها ومن تمكن الياس منها فثار عليها وقال / لم اعتاد منكى على هذا فلماذا الان تلعنين اقدارك وزمانك
ترك كتفها وابتعد عنها وقال باسف / انا لن اقول لكى اتركى الياس لاصحابه . ولن اقول لكى انكى مادمتى مع الله فانتى مع القوة القوة المطلقة ولكن ساقول لكى العنى اقدارك لانها ايضا جمعتك بى
ابتعد عنها وهم ان يرج الا انها صرخت برجاء / لااا انت الشىء الوحيد الذى لن العن عليه اقدارى فانت من اضات حياتى فكيف بيدى اطفاها
عاد اليها وقد هدا قليلا وقال / لا تجعلى من نفسك مقسومة لنصفين احدهما يلعن قدره والاخر يفخر به فهذا قمة التشتت ولكن كونى دوما متفائلة وابتسمى للحياة واعلمى انكى ان غيرتى نظرتك للاشياء فالاشياء نفسها تتغير لاجلك
واعلمى ايضا انكى مادمتى تصوبين نحو القمر فان فشلتى فانكى حتما ستصيبين النجوم
نظرت له وقد بدات تهدا فهذا هو كما اعتادت ان تراه يبث فيها الامل فجلست على كرسيها فى استرخاء تام وارجعت بجسدها للخلف واراحت راسها على مسند الكرسى وكانها تستعيد قواها اما هو فاقترب منها اكثر وجثى امامها واستطرد قائلا / يا ليلتى انتى تعيشين فى الحياة لتتعلمى من دروسها فالحياة عكس المدرسة فكنا فى المدرسة ندرس الدروس ثم نمتحن فيها اما فى الحياة فانكى تمرين اولا بامتحانها حتى تتعلمين دروسها
يا ليلتى لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى
نظرت له وكانها تساله ما معنى قوله ففهما هو دون ان تسال فقال / لولا وجود الالم لما كان للراحة قيمة ولولا وجود الدموع ما كان للابتسامة قيمة ولولا وجود الظلام لما كان للنور قيمة
صمت برهة ثم قال وهويؤكد على عبارته / ولولا وجود فشلك فى حب زوجك السابق ما استطعمتى حلاوة حبنا
هنا مدت يدها واحتضنت وجهه وقالت / حقا لولا فقدى لساعدتى التى طالما تمنيتها معه ما كنت استلذ ايام السعادة التى اشعر بها وانا بين يديم
صمت للحظة وهى لا تزال على نفس وضعها حاضنه لوجهه وتنظر فى عينيه بينما هو لم يقاطعها لعل ما تخرجه من عبارات يهدا من حالتها
استطردت قائلة / هل تعتقد ان سعادتى القليلة معك قد تدوم لتنير كامل حياتى
رد عليها قائلا / وهل تعتقدى ان حياتى قد يكون لها معنى بدونك حتى اتخلى عنكى ؟
يا ليلى ان كنت انا سبب لسعادة ايامك فانتى سبب لسعادة حياتى السابقة والقادمة ولن اكون كاذبا ان قلت لكى اننى كنت اعشقك منذ زمن . عشقتك من اول نظرة . عشقتك حتى صرتى انتى كل احلامى وامنياتى . عشقتك ورايت فيكى سعادتى المخزونة . عشقتك وانا لم اعرف من انتى . ولن اصف لكى كم كان شقائى عندما علمت ان قلبك لملك من وددت ان اهب له حياتى .كيف اصف لكى شقائى يوم عرفت انكى قد كتبتى على اسم غيرى
ابتلع ريقه وقال / لا استطيع ان اصف لكى حالى وانا اهرب من امامك ولم اعلم اننى كنت اهرب منكى اليكى
كان يتحدث اليها ليهدا من حالها وليبث فيها الامان وحب الحياة وليثبت لها انه حقا يحبها ولكنه كان يتحدث من اللاوعى فلم يشعر انه يتفوه بمكنون حبه منذ الازل ولم ينتبه لحاله الا من نظرة عينيها الجاحظة من اثر سماع كلماته
ابتلع ريقه وعاد لوعيه وقام على الفور من مكانه ولكنها امسكته من يده ليعود لها
وقالت / يا الهى كيف هذا ؟