البارت ال 16
.........
فى الصعيد
الحاج صالح قد انتابه الشك من ناحية ابنه طارق فكلما حدثه فى الهاتف تحجج بانه مشغول وعندما يساله عن ليلى يقول انه فى الشركة وهى فى المنزل حتى ان هاتفه فى المساء لا يغير نفس الحجة وعندما حاول ان يهاتف ليلى نفسها يجد ان هاتفها خارج نطاق الخدمة ولكن ما هدا من روعته وجعل الافكار تتخبط فى عقله هو ان ليلى بنفسها حادثته عبر رسائل النت فاطمأن قلبه
وقد ظن فى البداية انهما ينعمان سويا بشهر عسل جديد حيث ان طارق لم يبدوا عليه اى تذمر من مواجهة ليلى له بحملها وانه ابا ذلك الطفل اذا فهو قد اعترف ومما اكد ظنه ان ليلى عندما حادثته لم تقل له شيئا فهدا باله ولم يكن يعلم ان ليلى كانت ستستنجد به لولا انها لاحظت بدورها انه لم يعرف شيئا عما صدر من ابنه ففضلت الا تقلقه حتى تعود اليه
لكن الان الوضع لم يعد مريحا بالمرة فقد طال الوقت وهو لا يستطيع محادثة ليلى ليعرف منها ما حدث بالضبط
وفى اخر مكالمة له مع ابنه الح عليه فى سرعة العودة لاجل مراعاة المقر الرئيسى لشركة اخيه حتى ضيق عليه الخناق
اما طارق عندما وجد ان الكل يلاحقه وانه حتى الان لايعرف كيف سيتصرف حيث انه ان عاد بدون ليلى سينقلب الحال فى البلدة لحرب دموية ولهذا لم يعد يرد على اى مكالمات
اما عند والد ليلى فانه نائم فى العسل فلم يسال عن ابنته وكفاه انها ذهبت اليه فى القاهرة فلم يعرف حتى انها حملت ولا يعلم ما حدث لها وما تلك الجبال من الهموم التى تحملها وحدها
بينما صفاء فاخذت فى البداية تتدلل اكثر على زوجها فى وجود ولدها ولكن لان معتز من تربية ايوب فلم يعد يطيق سخافتها ودلالها فشد عليها حتى لا تخرج من تحت عباءته حيث لاحظ ان دلاله لها وتحمله ايضا لدلالها فى طريقه ليوصلها الى حد التسلط وهذا ما لا يقبله وان قبله هو لن يقبله اخيه ايوب وقد يقسو عليه فخشى من قسوته فشد هو عليها وقسى
استجابت له راغمة ولاول مرة بدات تعمل فى البيت بنفسها دون مساعدة من احد ومع ذلك كانت كل يوم لا تسمع من الحاج صالح الا ذكر ليلى بالخير والدعاء لها وكذلك كان حال زوجته مما جعلها تغار اكثر من اختها بدلا من ان تحاول ان تكون مثلها
اما عن على وفريدة فهما كانا خير مثال لخير زوجين متفاهمين ففريدة كانت تفهم على دون ان يتكلم وعوضته بحنانها عن حنان اخته فكانت تشاركه فى كل شىء صغيرا كان او كبير وحاولت جاهدة ان تبتعد بحياتها الخاصة معه عن حياة شقيقها معتز وحياة شقيقها طارق حتى لا تجلب لبيتها المشاكل لانها كانت تعرف ان موقفها حساس وان الخلطة قد تؤدى الى بعض التنافرات بين العائلتين
اما على فهو ايضا كان يفعل مثلها فحاول جاهدا ان يرقى بحب زوجته بعيدا عن اى مهاترات قد تهدم حياته فهى كانت عشقه منذ الازل ووجب عليه الحفاظ على هدوء العلاقة بين العائلتين حتى تصير حياته هادئة
كان على افضل عقلا ورويه من والده ولكن كان والده ايضا اكثر حنكة وحكمة الا انه كانت تحكمه عادات الصعيد المتاصله فيه فكلا من الاب والابن لديهم رجاحة العقل الا ان الابن يتعامل باسلوب متعلم راقى والاب يتعامل باسلوب صعيدى متاصل
بينما الوضع كان يختلف برمته فى منزل الحاج صالح حيث ان الاب يتعامل ايضا بعقل وحكمة ولكنه كان يجمع بين اصالة الصعيد وبين العقل المتفتح وساعده على ذلك وجود ابنه ايوب الى جواره
فالحاج صالح قد انجب ولده وهو فى سن صغير مما جعل ابنه يشب جواره حتى صارت العلاقة بينهما كعلاقة اخ باخيه او صديق بصديق قلم يخجل ابدا الحاج صالح فى ان ياخذ براى ابنه فى كثير من المواقف ولم يتكبر ويعترف انه قد اخذ براى ابنه وكذلك كان حال ايوب مع اخوته فقد تعامل معهم على انهم ابناءه ولكن الوضع بالنسبة لهم كان يختلف بالنسبة لوضعه مع ابيه فهم شبوا وكل اعتمادهم على ايوب حتى انهم كثيرا ما ينسون انهم اخيهم وليس ابيهم
كانت معاملة الحاج نعمان لبناته تختلف تمام الاختلاف فى معاملة الحاج صالح لابنته الوحيدة
الحاج نعمان كان يود ان يجعل من ليلى مثلما جعل الحاج صالح من ابنه ايوب ولكنه فشل فحط على ليلى ودلل صفاء بينما كانت فريدة فى بيت الحاج صالح هى الاولى بالدلال لكونها وحيدة ولكنه رباها ما بين اللين والشدة ولم ترى الدلال الا من اخيها ايوب ولكنه دلال محنك لاهو جعلها مغروره ولا جعلها متسلطة فشبت انثى بمعنى الكلمة فحقت ان تستاثر قلب رجل فتى مثل قلب علي
.............