مجنون ليلي

129 8 0
                                    

" شأشتاق لكِ بشدة يا ليلي " قالت وتين تلك الكلمات و هي تودع ليلي علي باب المطار ، لترد عليها ليلي قائلة بملامح حُزن رُسمت علي مُحياها : و أنا أيضاً سأشتاق لكِ بشدة ، يا ليتكِ كنتِ معي .
لترد عليها وتين عاقدة حاجبيها : و أنا أيضاً يا ليلي كنت أتمني أن أتي معكِ ، سيأتي يوم إن شاء الله تعالي و نذهب سوياً إلي هُنَاك ، فالتصوري لي المسجد الأقصي و قُبه الصخرة .
لتقول ليلي : حسناً ، عليّ الذهاب الأن ، أُحبكِ .
لتقول وتين : إلي اللقاء حبيبتي .
و تشير بيدها بمعني أُحبكِ لكن بلغة الإشارة .
ذهبت ليلي بعدها إلي الطائرة مع وفد المترجمين و إتجهت وتين إلي السيارة لتعود لمنزلها .

وصلت ليلي بعد سفر دام طويلاً إلي أرض الوطن أخيراً ، لتطأ قدماها أرض فلسطين الحبيبة لأول مره في حياتها .
كانت شاكرة في داخلها لعملها كمترجمة لقد سنحت لها الفُرصة لزيارة مسقط رأسها ، إتجهت مع الوفد الخاص بها إلي مُخيمات الاجئين مع سفير السلام و سفيره النوايا الحسنة . في الطريق للمخيم وجدت مباني و منازل تم هدمها و أطفال يمشون في الشوارع بملابس خفيفة في هذا البرد القارس ، شعرت بغصه في حلقها هُنَاك من ينام علي سرير من حرير و هُم ينامون بلا طعام .
إقتربت ليلي من مُخيم جباليا الذي يقع في الشمال الشرقي من مدينة عزة ، يقطن في هذا المخيم حوالي 108 آلاف فلسطيني .
وصلت ليلي إلي المُخيم مع الوفد لتنزل من السيارة ، ليبدأ الناس في التجمع حولهم لتبدأ السفيرة بالتحدث معهم لتترجم لها ليلي ما يقولونه بالفرنسية ، إتجهوا للجلوس في مُخيم من المُخيمات و الناس و الأطفال من حولهم .
مضي وقت ليس بقصير ليتجه  مجموعه من الأطفال نحو ليلي ، ليتحدث طفل منهم : شو إسمك ؟
لتقول له مبتسمة : أسمي ليلي ، و أنت شو إسمك ؟
ليقول الفتي مُبتسم : أسمي بدر ، و هادول رفقاتي ، شو رأيك تلعبي معانا .
لتقول ليلي ضاحكة : موافقة .

بدأت ليلي في اللعب مع الأطفال ، إلي أن وصل إلي مسامعها صوت زميلها سام يخبرها أنهم ذاهبون .
لتقول إلي بدر : أنا لازم روح ، بشوفك عن قريب إن شا الله .
ليقول لها بدر مُبتسماً : ماشي رفيقتي ، بشوفك عن قريب ، و تكون فلسطين إنحررت وقتها .
لتقول لها آمله : إن شاء الله .
إتجهت ليلي ناحيه سام قائلة : إلي أين سنذهب ؟
ليرد عليها سام : سنذهب إلي مُخيم شعطاف في الْقُدُس و من هُناك سنعود إلي فرنسا .
لتقول مُبتسمة : الْقُدُس ، يا ربي .
إتجهت ليلي إلي السيارة لتتجه بها إلي عاصمة فلسطين و ملامح السعادة مرسومة علي مُحياها .
إقتربت ليلي من المُخيم لتقف السيارة و ينزلوا منها  ، لتسأل ليلي سام قائله : ماذا هُنَاك ؟
ليرد سام عليها : سندخل إلي المُخيم سيراً علي الأقدام ، لا يوجد مكان للسيارات ، الشوارع ضيقه بشدة .
ليبدأوا في السير وسط الحُطام و بقايا المنازل إلي أن وصلوا للمخيم . لتنظر ليلي للمُخيم بشفقة شديدة علي حال الذين يعيشون هُنَا ، لتتجه ليلي بأنظارها ناحية الجدار العازل الذي تم بنائه عام 2002 ، لتتجه مع الوفد للداخل مع السفير السلام و سفيرة النوايا الحسنه .
كانوا في طريق العودة للسياره لتسأل ليلي سام : هل يمكنني الذهاب للمسجد الأقصي ؟
ليرد عليها سام : أجل نحن سنذهب إلي هُنَاك .
لتقول ليلي بدهشة : حقاً .
ليقول سام ضاحكاً : أجل .
لتبتسم ليلي بسعادة و تتجه في خطوات سريعة ناحية السيارة دليلاً علي سعادتها.
كانت ليلي متحمسة طوال الطريق كانت تطالع السماء و الشمس التي علي وشك الغروب لتبتسم بسعادة بالغة ، لتتوقف السيارة ،  لتسأل سام بلهفة : ماذا هُنَاك ألم نذهب ؟
ليقول مقهقهاً : بلي سنذهب لكن سيراً علي الأقدام ، هُنَاك العديد من الأسواق الشعبية هُنَا سنلقي نظرة عليها و نذهب إلي المسجد و بعدها نعود أدراجنا .
لتخرج ليلي من السيارة مُسرعة لتبدأ في الدخول إلي الأسواق الشعبية و معها سام .

الندم | Regret |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن